الفتوى الحموية الكبرى-11
الشيخ محمد أمان الجامي
الفتوى الحموية الكبرى
الحجم ( 7.36 ميغابايت )
التنزيل ( 2004 )
الإستماع ( 788 )


2 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وقال الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال في " كتاب السنة " ثنا أبو بكر الأثرم ثنا إبراهيم بن الحارث يعني العبادي حدثنا الليث بن يحيى قال : سمعت إبراهيم بن الأشعث - قال أبو بكر هو صاحب الفضيل - قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : ليس لنا أن نتوهم في الله كيف هو ؟ لأن الله تعالى وصف نفسه فأبلغ فقال : (( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ))، فلا صفة أبلغ مما وصف به نفسه . وكل هذا النزول والضحك وهذه المباهاة وهذا الاطلاع ؛ كما يشاء أن ينزل وكما يشاء أن يباهي وكما يشاء أن يضحك وكما يشاء أن يطلع . فليس ( لنا أن نتوهم كيف وكيف ؟ . فإذا قال الجهمي : أنا أكفر برب يزول عن مكانه . فقل : بل أومن برب يفعل ما يشاء . ونقل هذا عن الفضيل جماعة منهم البخاري في " أفعال العباد " ... " . أستمع حفظ

5 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وقال عمرو بن عثمان المكي في كتابه الذي سماه " التعرف بأحوال العباد والمتعبدين " قال : ( باب ما يجيء به الشيطان للتائبين وذكر أنه يوقعهم في القنوط ثم في الغرور وطول الأمل ثم في التوحيد . فقال : " من أعظم ما يوسوس في " التوحيد " بالتشكل أو في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه أو بالجحد لها والتعطيل . فقال بعد ذكر حديث الوسوسة : واعلم رحمك الله أن كل ما توهمه قلبك أو سنح في مجاري فكرك أو خطر في معارضات قلبك من حسن أو بهاء أو ضياء أو إشراق أو جمال أو سنح مسائل أو شخص متمثل : فالله تعالى بغير ذلك , بل هو تعالى أعظم وأجل وأكبر , ألا تسمع لقوله : (( ليس كمثله شيء )) وقوله : (( ولم يكن له كفوا أحد )) أي لا شبيه ولا نظير ولا مساوي ولا مثل أولم تعلم أنه لما تجلى للجبل تدكدك لعظم هيبته ؟ وشامخ سلطانه ؟ فكما لا يتجلى لشيء إلا اندك : كذلك لا يتوهمه أحد إلا هلك . فرد بما بين الله في كتابه من نفسه عن نفسه التشبيه والمثل والنظير والكفؤ ... " . أستمع حفظ

7 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... واعلم - رحمك الله تعالى - أن الله تعالى واحد لا كالآحاد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد - إلى أن قال - خلصت له الأسماء السنية فكانت واقعة في قديم الأزل بصدق الحقائق لم يستحدث تعالى صفة كان منها خليا واسما كان منه بريا تبارك وتعالى ؛ فكان هاديا سيهدي وخالقا سيخلق ورازقا سيرزق وغافرا سيغفر وفاعلا سيفعل ولم يحدث له الاستواء إلا وقد كان في صفة أنه سيكون ذلك الفعل فهو يسمى به في جملة فعله . كذلك قال الله تعالى : (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) بمعنى أنه سيجيء ؛ فلم يستحدث الاسم بالمجيء وتخلف الفعل لوقت المجيء فهو جاء سيجيء ويكون المجيء منه موجودا بصفة لا تلحقه الكيفية ولا التشبيه لأن ذلك فعل الربوبية فيستحسر العقل وتنقطع النفس عند إرادة الدخول في تحصيل كيفية المعبود فلا تذهب في أحد الجانبين ؛ لا معطلا ولا مشبها وارض لله بما رضي به لنفسه وقف عند خبره لنفسه مسلما مستسلما مصدقا ؛ بلا مباحثة التنفير ولا مناسبة التنقير ... " . أستمع حفظ

9 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... إلى أن قال : " فهو تبارك وتعالى القائل : (( أنا الله )) لا الشجرة الجائي قبل أن يكون جائيا ؛ لا أمره المتجلي لأوليائه في المعاد ؛ فتبيض به وجوههم وتفلج به على الجاحدين حجتهم المستوي على عرشه بعظمة جلاله فوق كل مكان - تبارك وتعالى - الذي كلم موسى تكليما . وأراه من آياته فسمع موسى كلام الله ؟ لأنه قربه نجيا . تقدس أن يكون كلامه مخلوقا أو محدثا أو مربوبا الوارث بخلقه لخلقه السميع لأصواتهم الناظر بعينه إلى أجسامهم يداه مبسوطتان وهما غير نعمته خلق آدم ونفخ فيه من روحه - وهو أمره - تعالى وتقدس أن يحل بجسم أو يمازج بجسم أو يلاصق به تعالى عن ذلك علوا كبيرا الشائي له المشيئة العالم له العلم الباسط يديه بالرحمة النازل كل ليلة إلى سماء الدنيا ليتقرب إليه خلقه بالعبادة وليرغبوا إليه بالوسيلة القريب في قربه من حبل الوريد البعيد في علوه من كل مكان بعيد ولا يشبه بالناس ... " . أستمع حفظ

11 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وقال الإمام أبو عبد الله الحارث بن إسماعيل بن أسد المحاسبي في كتابه المسمى " فهم القرآن " قال في كلامه على الناسخ والمنسوخ وأن النسخ لا يجوز في الأخبار قال : لا يحل لأحد أن يعتقد أن مدح الله وصفاته ولا أسماءه يجوز أن ينسخ منها شيء . إلى أن قال : وكذلك لا يجوز إذا أخبر أن صفاته حسنة عليا أن يخبر بذلك أنها دنية سفلى فيصف نفسه بأنه جاهل ببعض الغيب بعد أن أخبر أنه عالم بالغيب وأنه لا يبصر ما قد كان ولا يسمع الأصوات ولا قدرة له ولا يتكلم ولا كلام كان منه وأنه تحت الأرض لا على العرش جل وعلا عن ذلك . فإذا عرفت ذلك واستيقنته : علمت ما يجوز عليه النسخ وما لا يجوز ... " . أستمع حفظ

12 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... فإن تلوت آية في ظاهر تلاوتها تحسب أنها ناسخة لبعض أخباره كقوله عن فرعون : (( حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت )) الآيات وقال : (( حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين )) وقال : قد تأول قوم : أن الله عنى أن ينجيه ببدنه من النار لأنه آمن عند الغرق وقال : إنما ذكر الله أن قوم فرعون يدخلون النار دونه وقال : (( فأوردهم النار )) وقال : (( وحاق بآل فرعون سوء العذاب )) ولم يقل بفرعون . قال : وهكذا الكذب على الله ؛ لأن الله تعالى يقول : (( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى )) ... " . أستمع حفظ