ما التعريف العام بالدعوة السلفية وموقفها من الجماعات الأخرى ؟
نرجو من فضيلتكم إعطاءنا تعريفاً عاماً بالدعوة السلفية وموقفها من الجماعات الأخرى؟
الشيخ : السلفية هي دعوة الكتاب والسنة، بقيد: على ما كان عليه السلف الصالح، والمقصود بالسلف الصالح هم أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأتباعهم والتابعين لهم بإحسان ولا شك على رأس الجميع سيد الأنام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
لا يخفى على من كان عنده شيء من الثقافة الشرعية الإسلامية أن المسلمين جميعاً على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وطرقهم كلهم يدَّعي أنه على الكتاب وعلى السنة، ولكن مع هذه الدعوى يختلفون بينهم أشدّ الاختلاف، والسبب يعود إلى أن كثيراً من نصوص الكتاب والسنة تحتمل من حيث الأسلوب العربي أكثر من معنى واحد فللخلاص من مثل هذا الاحتمال الذي لا يمكن أن ينكره من عنده ثقافة إسلامية كما ذكرنا لابد من الرجوع إلى حكم يفصل ويرفع الخلاف في فهم نص من تلك النصوص، ولاشك أن هذا الحكم ليس هو إلا شخص واحد ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بالتالي الذين نقلوا عنه ذلك الفهم منه، أما أن المرجع في فهم النصوص إنما هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذلك لأن الله عز وجل خاطبه في كتابه بصريح كلامه قائلاً له: (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم )) لتبين للناس ما نزل إليهم
فوظيفة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حيث التبليغ وظيفتان اثنتان إحداهما: تبليغ النص الموحى به من الله إليه.
والأخرى تفهيم هذا النص إلى المبلغين له.
ثم يأتي دور أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذين اتبعوهم من التابعين وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين فهم الذين ينقلون ما بُلغه الرسول عليه السلام من ربه ثم ما بلغه إلى الناس عن ربه نصاً وبياناً كما في الآية السابقة: (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم )) فهو قد بلغ النص والمعنى ثم أصحابه رضي الله عنهم نقلوا ذلك إلى من جاءوا من بعدهم.
لكن المسلمين لسبب أو أكثر اختلفوا من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنحو قرن من الزمان ومن الأسباب الواضحة في ذلك أن الدعوة الإسلامية أخذت تنتشر في الأمم الأعجمية بسبب الفتوحات الإسلامية فدخل الناس في دين الله أفواجاً كما أنبأ بذلك ربنا عز وجل في السورة المعروفة: (( إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً * فسبح بحمد ربك واستغفره * إنه كان توّاباً )) لما دخل هؤلاء في الإسلام فهم من جهة نقلوا كثيراً من عاداتهم ومفاهيمهم وتقاليدهم إلى ذرياتهم الذين جاءوا من بعدهم ولما يكونوا قد تفقهوا في الإسلام تفقهاً صحيحاً من جهة، ومن جهة أخرى ربما أدخلوا بعض المفاهيم التي لا توافق الإسلام إلى الإسلام بحكم وهذا بلاء عام، هكذا وجدنا آباؤنا على أمة.
ولذلك -وهذا هو المهم في الموضوع- قد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن المسلمين سيختلفون وليس من وظيفة الرسول عليه السلام أن يبين أسباب الاختلاف لأن المهم أن يحذرهم من الخلاف، وأن يرجعوا إلى ما اختلفوا وأن يتحاكموا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال في الآية المعروفة: (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )).
وهذا أمر أي: من حيث الرجوع إلى الله وإلى رسوله أمر متفق عليه بين المسلمين إلى اليوم والحمد لله، ولكن قلّ من يتنبه من الإسلاميين اليوم للشرط الذي ذكرته في مطلع كلامي ألا وهو: أن يفهم الكتاب والسنة على ما كان عليه سلفنا الصالح.
ما الدليل على وجوب فهم الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح ؟
أولاً: أخذناه من بعض النصوص من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وثانياً: أخذناه من التاريخ الذي يسجل لنا صلة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم به من جهة، وأنهم كانوا عرباً أقحاحاً هم أقرب إلى فهم الكتاب والسنة من الناحية العربية أكثر من الذين يأتون مِن بعدهم لاسيما إذا كانوا من الأعاجم أمثالنا نحن في هذا الزمان.
فلهذين السببين جاء الحض في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على التمسك بما كان عليه هذا السلف الصالح
من ذلك مثلاً قول الله عز وجل: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونُصله جهنم وساءت مصيراً )) الشاهد في هذه الآية أن الله عزوجل يُحذر فيها ليس من مشاققة ومخالفة الرسول فقط، بل ويُحذر أيضاً من اتباع غير سبيل المؤمنين: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونُصله جهنم وساءت مصيراً )) فقد ذكر الله عز وجل هنا سبيل المؤمنين، وحذر من مخالفة سبيلهم إلى سبيل غيرهم من الكافرين أو الضالين.
فالسؤال الذي يرد الآن هو: أن الله عز وجل ما اقتصر في هذه الآية على قوله تعالى: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) وإنما عطف على ذلك فقال: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فما الحكمة من ذلك ؟
الحكمة واضحة جلية والحمد لله ألا وهي: أن هؤلاء المؤمنين هم الذين -كما أشرنا في مطلع كلامنا هذا- هم تلقوا القرآن من فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة غضاً طريّاً ثم تلَقّوا منه البيان الذي يحتاجه المسلمون في زمنهم وفيما بعدهم من الأزمان، فإذن لهؤلاء مزية ينفردون بها على المسلمين الذين جاؤوا من بعدهم.
لهذا ذكر الله عز وجل في الآية: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) معلوم يقيناً عند كل مسلم أن الله عز وجل لا يذكر في كتاب الله حرفاً واحداً عبثاً، حاشاه، فضلاً عن أن يذكر جملة كهذه عبثاً (( ويتبع غير سبيل المؤمنين ))، لو أن الله عزوجل قال: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونُصله جهنم وساءت مصيراً، حصل الغرض والحكمة والمعنى الذي يريده الله عزوجل من هذه الآية، ولكنه تبارك وتعالى قصد إلى معنى آخر يُضيفه إلى المعنى الأول وهو أن يُلفت نظر المسلمين في كل مصر وفي كل عصر إلى الاهتمام بسبيل المؤمنين الذين كانوا من قبل وهم بخاصة القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية في الحديث المتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )
فهؤلاء لما كانت لهم هذه المزية نصّ الله عزوجل في تلك الآية على أنه لا يجوز للمسلمين أن يخالفوا سبيلهم، لا شك أن سبيل هؤلاء المسلمين هو يكون على وفق كلام رب العالمين وأحاديث رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لكن الفرق بينهم وبين الذين يأتون من بعدهم أنهم يكونون في فهمهم على الصواب للسبب الذي ذكرناه آنفاً لقربهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلقياً ولغةً وفهماً.
الأدلة من السنة المطهرة على وجوب اتباع السلف الصالح.
فنجد في هذا الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الوقت الذي حض الصحابة والذين يأتون من بعدهم على التمسك بسنته عطف على ذلك قوله: ( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) فما السبب في أنه عليه السلام لم يقتصر على أمره بالتمسك بسنته فقط ؟
الجواب هو الجواب السابق في قوله تعالى: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) فعطف على ذلك قوله: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فسبيل المؤمنين هو سبيل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأصحاب الرسول عليه السلام الآخرين كأهل بدر وبيعة الرضوان ونحو ذلك من الأصحاب الكرام، فالرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حض إذن على التمسك بالسنة وزاد على ذلك سنة الخلفاء الراشدين الحكمة من ذلك ما ذكرناه آنفاً أنهم أقرب إلى فهم الكتاب وإلى تطبيق السنة ممن قد يأتون من بعدهم وبخاصة من كانوا ليسوا من القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية.
وهناك حديث آخر وهو الاستدلال به أولى ألا وهو قوله عليه السلام: ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هي الجماعة ) في هذا الحديث أن الفرقة الناجية هي الجماعة، من هي الجماعة؟
جاء تفسيرها في حديث آخر: ( هي التي ما أنا عليه وأصحابي )، هي التي على ما أنا عليه وأصحابي، أي: إن النبي صلى الله عليه وسلم أحال المسلمين الذين يأتون في القرون المتأخرة ليعرفوا كيف يكونون من الفرقة الناجية، أحالهم إلى أن يعرفوا أمرين اثنين:
الأمر الأول: سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أن يعرفوها.
والأمر الآخر: أن يعرفوا ما كان عليه أصحاب الرسول عليه السلام، فلم ذاك ؟
للسبب الذي ذكرناه، أن أصحابه عليه السلام فهموا ما بلغهم الرسول عليه السلام من الآيات والأحكام فهماً صحيحاً ثم طبقوه تطبيقاً صحيحاً، وأُمرنا نحن الذين نأتي من بعدهم ونجد الاختلاف الكثير بين المسلمين مصداق هذا الحديث أنهم سيتفرقون إلى ثلاث وسبعين فرقة واحدة فقط هي الفرقة الناجية والأخريات اثنين وسبعين هي من الفرق الضالّة.
كيف يتمكن المسلم الذي يأتي في آخر الزمان من أن يعرف إذا كان هو من تلك الفرقة الواحدة الناجية ؟
قال لهم: ( تمسكوا بما أنا عليه وما كان عليه أصحابي )، فهنا تتجلى تلك الحقيقة الهامة جدّاً وهي: لماذا نحن ندعو إلى السلف الصالح؟
لأنهم قد فهموا الإسلام فهماً صحيحاً وطبقوه تطبيقاً عملياً، ولأن الرسول عليه السلام أمرنا باتباعهم في ذلك، ولم يأمرنا باتباع جماعة أخرى في هذه الأرض أبداً مطلقاً، وإنما حضنا على التمسك بسنته عليه السلام وبما كان عليه هؤلاء الأصحاب الكرام وعليهم نُطلق نحنُ كلمة السلف الصالح وإليهم ننتمي .
4 - كيف يتمكن المسلم الذي يأتي في آخر الزمان من أن يعرف إذا كان هو من تلك الفرقة الواحدة الناجية ؟ أستمع حفظ
ضرب الشيخ لبعض الأمثلة توضح ضلال من حاد عن الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، ومنهم فرقة القاديانية.
لأنهم لم يتمسكوا بهذا المنهج منهج فهم الكتاب والسنة على ما كان عليه السلف الصالح، أضرب على ذلك مثلاً مما فهموه من نصوص الكتاب والسنة ودعوا الناس إلى فهمهم فضلوا وأضلوا.
هم مما انحرفوا به عن الكتاب والسنة باسم الكتاب والسنة أنهم ادّعوا أنه يأتي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنبياء كثيرون، وزادوا على ذلك أنه قد جاء واحد منهم وهو الذي كان يسمى بغلام أحمد القادياني أو ميرزا غلام أحمد القادياني.
هذا الرجل جاء إلى نصوص من الكتاب والسنة صريحة في أنه لا نبي بعد الرسول عليه السلام مع ذلك فنبيهم والذين اتبعوه على ضلالته ادّعى أنه نبي مع أن الله عزوجل يقول: (( ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتمَ النبيين ))، بماذا فسر قوله تعالى: (( خاتم النبيين )) من حيث الأسلوب العربي قالوا: خاتم النبيين أي: زينتهم، وليس معنى ذلك أنه آخرهم، وجاؤوا ببعض استعمالات العربية منها مثلاً يقال: فلان خاتم العلماء، فلان خاتم الأدباء، لكن هذا ليس معناه أنه لا عالم بعده ولا أديب بعده، وإنما المقصود أنه زينة العلماء وزينة الأدباء، فسروا هذه الآية بهذا التفسير وهي تتحمل ككلام عربي تتحمل مثل هذا التفسير الباطل إذا ما وقفنا فقط عند فهم رجل من العرب، لكن هذا المعنى أبطل ما يكون إذا رجعنا إلى تلقي بيان الرسول عليه السلام المشار إليه في الآية السابقة: (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزل إليهم )) فقد بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة متواترة أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وآله وسلم كمثل قوله: ( إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول ولا نبي بعدي ).
مع ذلك جاءوا إلى هذا النص -أعني أولئك القاديانيين- : ( لا نبي بعدي ) فحرفوه وفسروه بتفسير آخر لا يعارض ما هم عليه من الضلال من دعوى جواز مجيء أنبياء بعده عليه السلام وأن ميرزا غلام أحمد القادياني كان صادقاً في ادّعاء النبوة، لأن معنى : ( لا نبي بعدي ) فيما زعموه: لا نبي معي وليس من بعدي، فلا نبي معي معناه يختلف كل الاختلاف عن دلالة الحديث هذا وغيره أي: لا نبي بعده عليه السلام مطلقاً إلى أن تقوم الساعة.
فإذن هم حينما وقعوا في هذه الضلالة الكبرى ما خرجوا عن قولهم: نحن على الكتاب والسنة، لكننا نقول لهم ولأمثالهم من الفرق القديمة والحديثة :
" والدّعاوي ما لم تُقيموا عليها بيناتٍ أبناؤها أدعياءُ "، إذا ادّعيتم أن معنى الآية السابقة: (( خاتم النبيين )) أي: زينة الأنبياء، وادّعيتم أن قوله عليه السلام: ( لا نبي بعدي ) لا نبي معي، فعليكم أن تُثبتوا أن هذا المعنى هو الذي فهمه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه حيث تلقوا الآية والحديث منه مباشرة، ثم جاء التابعون من بعدهم وأتباعهم فاتبعوهم على هذا المعنى الذي زعمتموه، لن يجدوا إلى ذلك سبيلاً
على ذلك جاءوا أيضاً بعقائد جديدة لا يعرفها السلف الصالح إطلاقاً مع أنهم يقولون نحن على الكتاب والسنة، فهم مثلاً يُنكرون خلقاً من خلق الله ذُكروا في كتاب الله غير مرة ألا وهم الجن، بل وفيهم سورة تُسمى باسمهم هذا الخلق أنكروه ليس إنكاراً لسورة الجن كلها ولنصوص أخرى تُثبت هذا الخلق الذي أثبته الله عز وجل في جملة ما أثبت كالملائكة مثلاً، فقالوا معنى الجن هم الإنس وهم البشر.
فإذن الفِرق الضالة حينما تضل عن سواء السبيل لا تقول نحن لسنا على الكتاب والسنة، بل كلهم يدعي تلك الدعوة ولكنهم يضلون بسبب انحرافهم عما كان عليه السلف الصالح في فهمهم لنصوص الكتاب والسنة، وهذان مثالان حديثان في العصر الحاضر، وعلى طالب العلم أن يقيس على ذلك الاختلافات القديمة التي حدثت من الفِرق المعروفة كالمعتزلة وكالمرجئة والخوارج ونحو ذلك فما كان انحراف هؤلاء عن العقيدة السلفية الصحيحة بسبب إعراضهم عن التمسك بالكتاب والسنة، كلا، لم يكن شيئاً من ذلك وإنما كان بسبب ركوبهم رؤوسهم وتسليطهم لأفهامهم على الكتاب والسنة وفهمهم إياها كما بدا لهم دون أن يعتبروا بما حض عليه الرسول عليه السلام من التمسك بما كان هو عليه وأصحابه، ليس بما كان هو عليه فقط، لأن ما كان عليه قد يُفسر بتفاسير مختلفة كما ضربنا على ذلك بعض الأمثلة ولكنه قال: ( ما أنا عليه وأصحابي ).
5 - ضرب الشيخ لبعض الأمثلة توضح ضلال من حاد عن الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، ومنهم فرقة القاديانية. أستمع حفظ
ضرب الشيخ لمثال من القدامى الذين حادوا عن فهم الكتاب والسنة على نهج السلف وهو في مسألة رؤية الله تعالى يوم القيامة.
فأقول: من الخلاف المعروف القديم بين طوائف المسلمين هو: هل يرى المسلمين ربهم يوم القيامة ؟
أهل السنة يقولون صراحة وهذا هو الحق، المعتزلة ينكرون ذلك أشد الإنكار، فحينما أنكروا ذلك هل أنكروا مثل قوله تعالى: (( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة )) ؟
هل أنكروا ... أنهم ينظرون إلى نعيم الله عزوجل عليهم في الجنة، فليتأمل المسلم كم الفرق بين أن ينظر المؤمن إلى خالقه يوم القيامة، وبين أن ينظر إلى مخلوقاته من آلائه وأنعامه في الجنة، هذا انحرافهم في تفسيرهم لهذه الآية نبع من اعتمادهم فقط على فهمهم وإعراضهم عن تفسير السلف الصالح لمثل هذه الآية الذي تلقَّوه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كذلك فعلوا بالنسبة للآية السابقة: (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) جاء تفسير هذه الآية الكريمة في صحيح مسلم من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( للذين أحسنوا الحسنى: الجنة، وزيادة: رؤية الله فيها )، أنكروا هذا التفسير أيضاً لأنهم لم يعتمدوا على سلفنا الصالح وفي مقدمتهم كما ذكرنا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا المثال من عشرات بل مئات الأمثلة، والمثالين السابقين بالنسبة لفرقة القاديانية في العصر الحاضر يكفي المسلم ليفهم أنه لا تستقيم عقيدته ولا يكون على سبيل المؤمنين إذا لم يعتمد في فهم الكتاب والسنة على ما كان عليه سلفنا الصالح.
ينتج من وراء ذلك أمر هام جدّاً وهو أنه لا يكفي للمسلم أن يكون اطِّلاعه على الكتاب والسنة، بل لابد أن يكون واسع الاطلاع على آثار السلف الصالح، هذه الآثار التي بها يستعين على فهم نصوص الكتاب والسنة كما ذكرنا وشرحنا آنفاً.
هذا جوابي عن سؤال السلفية عن ما هي وما أدلة وجوب الرجوع إليها حتى يكون المسلم على هدى من ربه تبارك وتعالى.
وبهذا أُنهي الجواب عن هذا السؤال، والحمد لله رب العالمين.
السائل : جزاك الله خيراً يا شيخنا.
الشيخ : وإياكم.
6 - ضرب الشيخ لمثال من القدامى الذين حادوا عن فهم الكتاب والسنة على نهج السلف وهو في مسألة رؤية الله تعالى يوم القيامة. أستمع حفظ
ما رأي السلفية في الجماعات الأخرى التي نراها في هذه الأيام كالطباعية والصوفية ؟
الشيخ : أنا سمعت أو فهمت كلمة الصوفية وإيش كان قبلها؟
السائل : الطبّاعية
الشيخ : الطباعية
السائل : فرقة فادي الطباع.
الشيخ : نعم نعم عرفته.
السائل : نعم، ما رأي السلفية بها
الشيخ : نعم
السائل : وفي أفكارها ومبادئها ؟
الشيخ : أظن أنّ مثل هذا السؤال يُفهم الجواب مِن الجواب السابق عن السؤال الأول، نحن نقول: أنَّ أي جماعة سواء كانت الصوفية أو الطبَّاعية أو غير ذلك إذا لم تكن على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح فليسوا على الهدى، هذا ينبغي أن يُعلم وأن يُطبع في الذهن طبعاً يستقرُّ إلى الأبد، كلُّ جماعة كلُّ فرقة لا تهتم بفهم الكتاب والسنة على ما كان عليه السلف الصالح أولاً، ثم إذا فهموه فهماً صحيحاً لا يطبقونه تطبيقاً صحيحاً فمعنى ذلك أنهم يحكمون بأنفسِهم على أنفسهم أنهم ليسوا من الفِرقة الناجية، لأننا عرفنا من الحديث السابق أنّ الفرقة الناجية تعطي صفتين اثنتين من الناحية الفكرية وصفة أخرى من الناحية العملية، فأما الصفتان الفكريتان فهي التي تكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه.
أما من الناحية العملية فهو أن يطبقوا ما علموه من هدي الرسول عليه السلام وسيرة السلف الصالح الكرام، أن يطبقوه عملياً ولا يؤمنوا بذلك بفلسفاتٍ خاصة تنبع من أهوائهم إن لم تكن من جهالاتهم.
فمثلاً كثير من الفرق اليوم ومنها مثلاً الفتيات المسلمات اللاتي ينتمين إلى تلك المرأة لا يتجلببون مثلاً الجلباب الشرعي الذي قد نصَّ عليه في الكتاب فضلاً عن السنة، فيجعلن اللباس الساتر إلى نصف الساقين مثلاً، وقد يكون هنالك مما لا نعرفه لأن هذا أمر ظاهر، قد يكون هناك انحرافات فكرية وفقهية عن الكتاب والسنة هي أخطر من هذا المثال الذي نحن نذكره الآن بأنه أصبح شعاراً لهم.
في القران الكريم قوله عز وجل مخاطباً النساء: (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) وقال: (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يبدين من زينتهن )) معنى هذا أن الثوب الذي كانوا يتجلببن به في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ثوباً سابغاً ساتراً بحيث أن هذا الثوب يستر الزينة وهي كناية عن الخلخال الذي كانت النساء في العرب تضعه في الساقين، والخلخال بمثابة السوار في مِعصم المرأة وكان لها ما يشبه الأجراس الصغيرة الناعمة، فكانت المرأة التي تريد أن تلفت نظر الرجال حولها لا تتمكن من ذلك بالكشف عن ساقيها، لأن هذا خلاف القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ولذلك أَدبهن تبارك وتعالى بقوله: (( ولا يضرب بأرجلهن ليُعلم ما يُخفين مِن زينتهن )) من هذه الخلاخيل، الآن أصبح شعاراً لهم خلاف القرآن الكريم، لماذا ؟
لأنه دخلهم جهل ودخلهم فلسفة حديثة، إنه مش ضروري أنا نحن ندعو الفتيات المسلمات إلى الإسلام طفرة واحدة، هل هذا هو الإسلام ؟
الجواب بداهة: لا، الإسلام نزل لا شكَّ أنجُماً كما جاء في حديث ابن عباس وبالتدرج كما هو معروف في قصة تحريم الخمر، لكن هل هذا تدرج في بعض الأحكام المنصوص عليها في القرآن ينبغي إعادته اليوم بحيث يقال: إننا لا نحرم الخمر بالنسبة لبعض المجتمعات الأوروبية مثلاً طفرة، لا ، لابد من تبليغ الإسلام تبليغاً كاملاً أولاً، ثم لابد من حضّ من آمن بالله ورسوله حقاً لابد من حضه على أن يتمثل الإسلام وأن يطبقه بكامله وفي حدود استطاعته، أما أن يوقف التطبيق بحجة إنه هذا من السياسة الشرعية فهذا هو الانحراف عن الكتاب والسنة وعما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم
لذلك فالبحث في الفرق وفي الأحزاب هذا أمر لا ينتهي، لأن الأحزاب كثيرة والجماعات عديدة وإذا كان الرسول عليه السلام يقول في ذاك الحديث: أنهم سيفترقون إلى ثلاث وسبعين فرقة، فلا سبيل إلى إنسان لاسيما في مثل هذا الوقت الضيق إلى أن نحصي المخالفين لما كان عليه الرسول عليه السلام والسلف الصالح، حسبنا أن نُلفت النظر إلى القاعدة فمن كان يأخذ دينه عن كتاب الله وحديث رسول الله المتمثَّل ذلك كلُّه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي السلف الصالح من أتباعهم فما يكون مهتدياً إلا أن يكون على منهجهم وطريقتهم، هذا ما عندي جواب عن السؤال الثاني.
تحذير الشيخ من عبد الله الحبشي.
هذه أيضاً من الجزئيات التي لا يمكن الانتهاء منها، فهذا الرجل له نشاط في الدعوة بالغة خاصة في لبنان، وقد تسرب بعض أتباعه إلى هذه البلاد مدة من الزمان
وهم أولاً: ليسوا على منهج السلف الصالح في العقيدة، فهم مثلاً أشاعرة، وهم ينكرون بعض الصفات الإلهية التي كان عليها سلفنا الصالح، والتي ينطق بها كل المسلمين لكنهم يختلفون في فهمهم وهضمهم لما ينطقون به، مثلاً كلُّ مسلم يقول في صلاته في سجوده: " سبحان ربي الأعلى "، كل مسلم يقرأ في كتاب ربه -خاصة إذا كان له عناية بالأوراد والأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- كمثل قراءة مثلاً سورة تبارك قبل النوم، وفيها كما هو معلوم قوله عز وجل: (( أَءمنتم مَن في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير ))، نقرأ الآيات ونقرأ الأحاديث ولكن جماهير كبيرة من المسلمين ومنهم هؤلاء الحبشيين يقرأون ولا يعتقدون، لأنهم انحرفوا فيما يقرأون وما يؤمنون به لفظاً انحرفوا عنه معنىً، فهم مثلاً ينكرون أن يكون الله عزوجل فوق المخلوقات كلها.
وهذه الآفة منتشرة اليوم بين جماهير المسلمين بغض النظر هذا حبشي أو غير حبشي، فنحن في مجالسنا العادية نسمع بمناسبة أو غير مناسبة أحدهم يقول -وقد يكون من الكبار وقد يكون من الخاصة أو من العامة- يقول: الله موجود في كل الوجود، الله موجود في كل مكان، هذه عقيدة تخالف القرآن، تخالف أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، تخالف ما كان عليه سلفنا الصالح، تخالف ما كان عليه الأئمة الأربعة الذين يزعم جماهير المسلمين اليوم أنهم يتبعونهم على علمهم وفقههم وفهمهم، وهؤلاء من السلف الصالح كانوا يعتقدون أن الله عزوجل فوق المخلوقات كلها، وليس هو عزوجل في كل مكان، وإنما علمه في كل مكان: (( وهو معكم أينما كنتم )): علمه في كل مكان، أما الله عزوجل فهو كما في القرآن في أكثر من آية واحدة: (( الرحمن على العرش استوى ))، (( تعرج الملائكة والروحُ إليه ))، (( وإليه يصعدُ الكَلِم الطيب والعمل الصالح يرفعه )).
الواجب على المسلمين كما آمنوا بالنصوص أن يفهموها فهماً صحيحاً كأحاديث وآيات علو الله.
المصدر الأول: كتاب الله، والمصدر الثاني: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمصدر الثالث: أقوال الصحابة، لهذا يقول ابن القيم رحمه الله في بعض شعره العلمي البديع قال:
" العلم قال الله قال رسولُه *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ
ما العلمُ نصبَك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذراً من التعطيل والتشبيهِ "
فهؤلاء الناس اليوم وفيهم كثير من الخاصّة ومنهم هذا الحبشي وأتباعه ينكرون أن يكون الله عز وجل على العرش استوى، ولهم في ذلك تأويلات طويلة والبحث في الرد عليها يُخرجنا عما نحن في صدده ولاسيما وقد قارب الوقت وقتنا على الانتهاء، لهذا نحن نذكّر وليس لنا إلا التذكير فقط أنّ على كل مسلم أن يكون على بصيرة من دينه، لا يكون منتسباً لشخص غير معصوم إطلاقاً إلا لشخص واحد وهو محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، وكذلك لا يجوز لمسلم أن ينتسب إلى جماعة في هذه الدنيا سواءً في الحاضر أو الغابر إلا إلى جماعة واحدة وهي جماعة السلف الصالح، والسبب في هذا ألا أحد معصوم إلا الرسول عليه السلام وألّا جماعة معصومة إلا جماعة السلف الصالح ولذلك فلا حزبية في الإسلام ولا جماعة في الإسلام ولا انتساب لشخص من الأشخاص مهما كان هذا الشخص سواء كان من الأئمة الأربعة أبا حنيفة أو مالكًا أو الشافعيَّ أو أحمد بن حنبل، ومن فضل هؤلاء الأئمة أنهم نهوا أن يكونوا متبوعين دون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك صح عن كل واحد منهم أنه قال: " إذا صحّ الحديث فهو مذهبي " فإذا كان لا يجوز للمسلم أن ينتسب إلى إمام من هؤلاء الأئمة وهم في العلم والفضل والصلاح من هم، فكيف ينتسب إنسان إلى شخص آخر لا يُدرى ما حقيقة أمره وما مقدار علمه، فكيف إذا عُلم انحرافه عن الكتاب والسنة، لا انتساب إلا لنسبة واحدة ألا وهو الكتاب والسنة والسلف الصالح لما ذكرناه آنفاً وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
السائل : سؤال صغير بدنا نسأله بس.
الشيخ : ما باقي وقت.
السائل : عشر دقائق.
الشيخ : خلاص، الساعة ستة ونص صارت وبدك سؤال وبدك ... كمان شو ...
توجيه النساء حول بعض ما ينفعهن بالدعوة السلفية من الكتب وتوجيههن لأخواتهن وتعليمهن الدعوة.
الشيخ : أنا أنصح كل مسلم ومسلمة أن يتلقوا العلم من الكتب الموثوق بها سواء ما كان منها متعلقاً بالحديث النبوي أو بشرح هذا الحديث واستنباط الأحكام منه، فمشكلة الحديث النبوي في العصر الحاضر ما حُلّت بعد، ذلك أن علماء المسلمين اتفقوا جميعاً على أنه قد دخل في الحديث النبوي ما ليس منه، وتمييز الصحيح من الضعيف من أصعب الأمور، ولذلك مع الأسف الشديد لم يركب هذا المركب الصعب في طيلة هذه القرون التي مضت إلا أفراد قليلين من العلماء
لهذا ننصح بأن يكون مرجع طالب العلم أولاً: إلى الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم، لأن المسلمين تلقوا ذلك عنهما بالقبول، وهذا بطبيعة الحال ( والدين النصيحة ) لا يعني أن صحيح البخاري وصحيح مسلم هو كتاب تنزيل من حكيم حميد، لا، الأمر كما قال أو كما روي عن الإمام الشافعي: " أبى الله أن يتم إلا كتابه " لكن الواقع أن أصح الكتب بعد كتاب الله هو صحيح البخاري وصحيح مسلم، لذلك ننصح كل مسلم أن يعتمد عليهما وعلى الأحاديث التي ذكراها في كتابيهما على تفصيل لا مجال الآن للخوض فيه.
ثم أنصح بالرجوع إلى كتب الأئمة الذين نهجوا منهج السلف الصالح في فهم الكتاب والسنة وفي مقدمتهم الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية، وكالإمام الشوكاني، والصنعاني، وابن الوزير اليماني وأمثالهم ممن أنجاهم الله عز وجل من رِبقة التقليد وهداهم إلى السير على منهج السلف الصالح، ثم أن يلتفتوا جميعاً إلى دراسة الكتب التي من طبيعتها أن تعتمد على ما صحّ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء ما كان من ذلك في العقيدة أو في الفقه، فذكرتُ آنفاً كتاب العلو للإمام الذهبي هذه في العقيدة، وأذكر الآن مثالاً في الفقه وهو كتاب: *فقه السنة* للسيد سابق فهو في الواقع قد سلك أو على الأقل حاول أن يسلك فيه مسلك الاعتماد على الكتاب والسنة وعدم التقيد والتعصب لمذهب من مذاهب الأئمة وقد وُفق في ذلك إلى حدٍّ كبير وإن كان لا ينجو كأي إنسان آخر من بعض الأوهام والأخطاء التي لا ينجو منها أي بشر إلا من كان معصوماً كالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هذه وصيتي أوصي بها كلَّ مسلمٍ ومسلمة أن يلتزموا هذا المنهج وأن يستعينوا على فهمه والعمل به بكتب الائمة الذين اشتهروا باتباعهم لهذا المنهج السليم والحمد لله رب العالمين.
10 - توجيه النساء حول بعض ما ينفعهن بالدعوة السلفية من الكتب وتوجيههن لأخواتهن وتعليمهن الدعوة. أستمع حفظ
ماذا تعرفون عن عقيدة جمعيات بيادر السلام هؤلاء وما هي نصيحتكم للمسلمين والمسلمات تجاه هذه الفئة ؟
أما بعد :
فقد اجتمع لدينا بعض الأسئلة المهمة والتي حارت فيها عقول كثير من الجهال وتغرر بها كثير من المسلمين، فقمنا بزيارة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله- حتى يجيب على هذه الأسئلة ويوضح السبيل وينصح المسلمين، فسألناه الأسئلة التالية:
هناك جمعيات نسائية تسمى: بيادر السلام، تنتشر في سوريا ولبنان والأردن، وبعض دول الخليج، وقد علمنا أنها مرتبطة بجماعة أميرة جبريل وفادية الطباع اللتان تتلمذتا على يد أحمد كفتارو مفتي سوريا، ترى ماذا تعرفون عن عقيدة هؤلاء وما هي نصيحتكم للمسلمين والمسلمات تجاه هذه الفئة ؟
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فالذي أعرفه بالنسبة لهذا السؤال أن هذه التي تعيش هنا هذا أثر تربيتها لمن ينضم إليها من الفتيات ويبدو لي من كثير من الأخبار أن كثيراً من هذه الفتيات طيبات القلوب مخلصات، يبتغين اللهَ تبارك وتعالى في هذا الانتماء، ولكنهم لا يعلمون أن فادية الطبّاع ليست عالمة، كيف ونحن اليوم نفقد العالم الحق الذي يعرف الكتاب والسنة في الرجال فماذا نقول عن النساء ؟!
فمن مظاهر التوجيه الصادر من هذه المرأة لمن ينتمي إليها من الفتيات أنهن لا يحتجبن الحجاب الشرعي وكثيرا ما جرى نقاش بين بعضهن وبعض السلفيات فكان الجواب بأننا نحن الآن نقتصر على هذا الجلباب الذي هو قصير من الأسفل لأننا نريد أن ننشر الدين رويداً رويداً
ومعنى هذا الكلام بالمفهوم العلمي اليوم هو أنها حلول نصفية وأن معنى ذلك عدم تبني الإسلام تبنياً كاملاً هذا الذي أعرفه عن هذه المرأة، أما الأميرة جبريل فأنا ما أعرف عنها شيئاً ولكن حسبها أنها تنتمي إلى طريقة أحمد كفتارو، ونحن نعرف أحمد كفتارو من دمشق أنه شيخ الطريقة النقشبندية، وأنه كان يلقي دروساً علنية في كثير من المساجد هناك يبدو صراحة من دروسه أنه يدعو إلى شخصيته على كل أتباعه على الطريقة الصوفية المعروفة عند جميع من يعرفون التصوف وشيوخ التصوف التي تقوم على عبارات هي الشرك الخالص، لأنها تفيد الاستسلام لغير الله لغير حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، أعني بذلك من كلماتهم: " أنه مَن قال لشيخه لم؟ لا يفلح أبداً، وأن مثل من يتخذ شيخين كمثل المرأة التي تتخذ زوجين "
فهاتان الضلالتان ثابتتان عن كل من ينتمي إلى أي طريق من الطرق الخارجة عن الكتاب والسنة ومنها الطريقة النقشبندية أي: لا يستطيع أحد أن يكابر وأن ينفي هاتين العبارتين، على هذا الأساس تربى الجماعات التي تنتمي إلى الطرق بصورة عامة وإلى طريقة أحمد كفتارو التي هي الطريقة النقشبندية بصورة خاصة، وحينئذ حسبنا دليلاً على أن هذا مخالف للشريعة قوله تبارك وتعالى: (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )).
فنحن ننصح كل من ينتمي إلى طريق من طرق الصوفية ومنها الطريقة النقشبندية أن يتبرأ منها وأن يتوب إلى الله عزوجل، وأن يحرص على أن يتعرف على ما جاء في كتاب الله وما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الاستسلام لأحد مهما سمى وعلا من البشر فهو شرك بالله عزوجل، لأن الله عزوجل قال أولاً في الآية المشهورة: (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ))، وقال في الآية الأخرى التي جاءت في خصوص النصارى وليس معنى ذلك أنها لا تشمل من يعمل عمل النصارى، تلك الآية هي قوله عز وجل: (( اتَّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله )) فالذي يتبع شيخاً على العمى فهو يخالف هذه النصوص ونصوصاً أخرى كثيرة ومنها قوله عزوجل، وبهذه الآية أختم الجواب عن هذا السؤال:
(( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتَّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) الذي يتبع قول شيخ ما حتى ولو يكن من الصوفية أو الطرقية يتبعه على أن الشيخ قال فمثله كمثل أولئك الذين قال الله عزوجل فيهم في الآية الأخيرة: (( اتَّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله )).
السائل : جزاكم الله خيراً.
11 - ماذا تعرفون عن عقيدة جمعيات بيادر السلام هؤلاء وما هي نصيحتكم للمسلمين والمسلمات تجاه هذه الفئة ؟ أستمع حفظ
ما حكم النساء اللواتي ينتمين لجمعيات بيادر السلام لا يتزوجن بحجة أنهن متزوجة من رب العالمين عياذاً بالله ؟
الشيخ : هذا من جهة شرك ومن جهة أخرى ضلالٌ وأحلاهما مرّ كما يقال، إن مثل هذا التعبير إنها متزوجة من رب العالمين فيه مضاهاة اليهود والنصارى، عفواً النصارى بصورة خاصة، الذين يؤمنون بأن لله شريكاً، وكما يقولون: الآب والابن والروح القدس، والله عزوجل غني عن العالمين، فالتعبير بأنها متزوجة هذا يضاهي أن الله تزوج بمريم كما يقوله أولئك الكفار
أما الضلالة فهي أنها لا تتزوج، والزواج فرض على كل مسلم ومسلمة، ذلك لقوله عليه السلام: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء )، وهذا في الواقع من الأدلة الكثيرة التي لا يمكن حصرها والتي تؤيد ما قلناه في الجواب عن السؤال الأول أن الذين يتبعون هذه الطرق يخرجون عن الكتاب والسنة باسم اتباع الطريق فهذا هو المثال بين أيديكم في هذا السؤال الثاني، فالبنات لا يتزوجن ومِنهنَّ هذه التي تقول بأنها متزوجة من رب العالمين، فعدم الزواج معنى ذلك رهبانية، ( ولا رهبانية في الإسلام ) كما قال عليه الصلاة والسلام، ثم إن طريق الرهبنة في النصرانية تؤكد أنها اسم لا حقيقة له، ففضائح الرهبان مع الراهبات يتحدث عنها النصارى أنفسهم فضلاً عن المسلمين
فما الذي يحصن هذه الفتاة أو تلك الفتيات إذا لم يتزوجن وقد فطرت كل فتاة منهن على حب الزواج والنكاح كما هو شأن الرجال، فإن لم تصرف هذه الشهوة من الطريق المشروع فلا شك أنها سَتُصرف من طريق غير مشروع وهذا فتح لباب من الفتنة كبير من الناحية الأخلاقية، كما يشعرنا هذا السؤال مع الأسف الشديد.
السائل : جزاكم الله خيراً.
12 - ما حكم النساء اللواتي ينتمين لجمعيات بيادر السلام لا يتزوجن بحجة أنهن متزوجة من رب العالمين عياذاً بالله ؟ أستمع حفظ
ما حكم في طلب جمعيات بيادر السلام من الحاضرات للدرس والمريدات استحضار صورة الشيخة عند ذكر الله تعالى ؟
الشيخ : هذا فيما كنت أعرفه من ضلال النقشبندية أنهم كانوا يحصرون هذا الأدب المخالف للشرع في الشيخ، أي: شيخ الطريق هو الذي ينبغي على كل مريدٍ أن يستحضر صورته بين يدي عينيه وأن لا يستحضرَ رب العالمين عزوجل في قلبه، وإذا الآن انتقلت الضلالة من الشيخ الكبير ليس إلى الشيخ الصغير، بل إلى الشيخة الصغيرة أيضاً، والواقع أنّ هذا من الشرك الأكبر لأنه صريح الدلالة على أن هذا المريد بتعبير الصوفيين لا ينبغي له أن يربط قلبه ب.. الله عزوجل كما هو التوحيد الخالص بزعم أنه لم يصل بعد والذي سيوصله هو الشيخ والآن في السؤال هي الشيخة
وهم ذكروا بل الشيخ أحمد كفتارو نفسه في بعض دروسه القديمة التي كان يلقيها هناك في دمشق في بعض المساجد أو في بعض الحلقات، لقد قصَّ على مريديه القصة الآتية: أنه الشيخ عزم على السفر، فأراد أحد مريديه أن يستصحبه فأذن له بشرط أن لا ينتقد ولا يعترض، وأن لا يخالف الشيخ في شيء، فوافق كما هو المطلوب على كل مريد أن يكون مقلداً أعمى لشيخه، فسافرا حتى وصلا إلى شط البحر، قال الشيخ للمريد: أنا الآن سأمشي معك على وجه الماء، وهذا من كرامتي على الله تبارك وتعالى، وأنا أقول: يا الله، فأما أنت فعليك أن تقول يا شيخي، قال هكذا وانطلقا يمشيان على البحر كما لو كانا يمشيان على البر بزعم القاص وهو الشيخ أحمد، لا حول ولا قوة إلا بالله.
وهما يمشيان في البحر -الله أكبر!- جاء الشيطان فوسوس إلى المريد قال له: كيف أنت تستغيث بالشيخ ولا تستغيث بالله، قل يا الله، فاقتنع المريد بهذا الكلام فقال: يا الله فبدأ يغرق، وهو يغرق كشف الشيخ ما جرى بينه وبين الشيطان، فالتفتَ إليه وأخذ بيده وأنقذه قال له: ألم أشترط عليك أن لا تخالفني، كيف تركت الاستغاثة بي واستغثت برب العالمين ؟!
هذا معناه الشرك باسم الاسلام، وهذا في هذا السؤال يؤدي إلى هذه الضلالة الكبيرة وهو تصور الشيخة في أثناء الذكر وليس هو رب العالمين، فهذا صرف عن ذكر الله عز وجل واستحضار عظمته كما قال عزوجل في كتابه: (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )).
13 - ما حكم في طلب جمعيات بيادر السلام من الحاضرات للدرس والمريدات استحضار صورة الشيخة عند ذكر الله تعالى ؟ أستمع حفظ
ما الحكم فيما تقوم به الشيخة بتفسير بعض الآيات تفسيراً مخالفاً لتفاسير أهل السنة والجماعة مثل قولهم: أمر الله إبراهيم بذبح ابنه لم يكن على حقيقته وإنما هو ذبح حب غير الله في نفس إبراهيم عليه السلام ؟
الشيخ : هذا بلا شك أيضاً من تفاسير الصوفية التي سنَّها لهم كبارهم الأقدمين وفي مقدمتهم الشيخ المسمى: بمحيي الدين بن عربي والمدفون هناك عندنا في سوريا، هذا التفسير أقل ما يقال إنه تحريف لكلام الله تبارك وتعالى ومخالفة لإجماع علماء المسلمين سلفاً وخلفاً أن هذه المعاني التي يأتون بها لا يدل عليها كتاب ولا سنة، بل هو مخالف لمثل قوله تعالى: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً )) ومن القواعد العلمية المتعلقة بتفسير القرآن الكريم بإجماع العلماء: " أن أي آية ينبغي أن تفسر بمثلها إن كان لها مثل في القرآن، فإن لم يوجد المثل فسرت الآية بالسنة فإن لم يوجد في السنة فبالآثار السلفية التي وردت عن سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين "، وهذه الأقوال التي تأتي في تفسير بعض الآيات والمثال بين أيديكم في هذا السؤال لا شك ولا ريب أنها مبتدعة ولذلك نقول:
" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف ".
أضف إلى ذلك إنه هذا مثال يضم إلى الأمثلة السابقة أن التمسك بالطريق هو معناه الخروج عن الكتاب والسنة.
السائل : جزاكم الله خيراً.
14 - ما الحكم فيما تقوم به الشيخة بتفسير بعض الآيات تفسيراً مخالفاً لتفاسير أهل السنة والجماعة مثل قولهم: أمر الله إبراهيم بذبح ابنه لم يكن على حقيقته وإنما هو ذبح حب غير الله في نفس إبراهيم عليه السلام ؟ أستمع حفظ
ما الحكم في استبدال لفظة الحب بالعشق وما الفرق بينهما ؟
الشيخ : هؤلاء يستحقون أن يخاطبوا بقوله تعالى لليهود: (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) أما الفرق وفرق كبير، ذلك لأن العشق من طبيعة البشر ومن صفتهم
فإذا قال قائلٌ بأن الله يعشقني بديل يحبني أو قال: بأني أعشق الله بدل قوله: إني أحبه، فقد شبّه الله عزوجل بالبشر الذين من طبيعتهم تبادل العشق، وفي ذلك مخالفة صريحة لمثل قوله تعالى: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ولمثل سورة التوحيد: (( قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد )) فلا يجوز وصف رب العالمين بأنه يعشق أو يُعشق، وهذا في الواقع ليس بدعة صوفية جديدة، بل هي بدعة صوفية قديمة يتبعها هؤلاء المتأخرون وهذا أيضاً تأكيد لمثل الآية السابقة التي أوردناها في بعض الأجوبة السابقة المتقدمة: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أراباً من دون الله )) أعرضوا عن تعبير كتاب الله وتمسكوا بتعبير الصوفية المخالفين لكتاب الله.
نعم.
السائل : أرجو ذكر الفرق بينهما ؟
الشيخ : قلنا الفرق العشق من طبيعة البشر أي: إن أحداً من البشر رجل مثلاً يعشق امرأة أو يحبها ويهواها لماذا؟ ليتمتع بها بكل معاني هذا التمتع والعكس بالعكس إذا كانت المرأة تعشق رجلاً فهذا معنى العشق، أما معنى الحب فممكن رجل يحب رجلاً لله عزوجل كما أنه يحب الرجل امرأة لله عزوجل ولا يخطر في بال هذا أو هذه شيء من معاني الجِنس الذي يدخل في معنى العشق الذي هو من طبيعة البشر كما قلنا.
السائل : جزاكم الله خيراً.
ما الحكم في هذه الجمعيات المسماة ببيادر السلام التي تستخدم السحر في التأثير على الفتيات في بعض المراحل ؟
الشيخ : إذا ثبت أنا أقول إذا ثبت لأنه في الواقع كل ما مضى معروف عن الصوفية جميعاً وهذه الطرق جميعاً، هنا أقول من باب التحفظ: إذا ثبت أنهنّ يستعملن السحر فلا شك أن هذه مخالفةٌ جديدة تُضم إلى مخالفاتهن الكثيرة للشريعة الإسلامية، فالسحر إنما هو من عمل شياطين الإنس والجن، يتعاونون بعضهم مع بعض ليُضلوا عن سبيل الله تبارك وتعالى، ولذلك جاءت الأحاديث تترى في النهي عن إتيان الكهان لما بينهم وبين الجن من التعاون فقال عليه السلام: ( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، والسحر كما نعلم كما في سورة البقرة: (( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه )) فالسحر عمل خفيٌّ فيه إضرارٌ لبني الإنس، وفي ذلك كما أشرت آنفاً استعانة من طائفة من المنحرفين عن الشريعة من البشر يستعينون بشياطين الجن فيضرون بعضهم ويسحرونهم وقد يجعلونهم كالمأفونين يعني كالذين يستعملون الأُفيون أو يستعملون الحشيش المخدّر فلا يكاد أحدهم ينتبه إلى ما يُصار به إليه أهو إلى الجنة أم إلى النار
فهذه مخالفة على كل حال صريحة أيضاً إذا ثبت أنهن يستعملن السحر ولكن لا أشك أنهنّ يستعملن سحراً أشار إليه الرسول عليه السلام في قوله: ( إن من البيان لسحراً ) فقد يكون في هؤلاء الطرقيين من أوتي لساناً فيؤثر بلسانه على قلوب البعض ممن لم يهتد بهدي القرآن والسنة فيضل معهن ضلالاً بعيداً.
السائل : جزاكم الله خيراً.
16 - ما الحكم في هذه الجمعيات المسماة ببيادر السلام التي تستخدم السحر في التأثير على الفتيات في بعض المراحل ؟ أستمع حفظ
ما الحكم في أن بعض فتيات بيادر السلام يسافرن للدعوة دون محرم وذلك بناءً على فتوى من شيختهن لقضاء مدة عندها في كل عام ؟
الشيخ : هذه الشيخة لو لم نعرف عنها شيئاً إلا هذه الفتوى لكفى بياناً أنها من الشيخات الضالات المخالفات لشريعة الله عزوجل لأن الرسول عليه السلام صرح بكلام بلسان عربي مبين فقال: ( لا يحل لامرأة أن تسافر سفراً إلا مع محرم ) فإباحتها للمنتمين إليها من الفتيات أن يسافرن بغير محرم والعلماء يقولون حرامٌ على المرأة أن تسافر بغير محرم إلى بيت الله الحرام لحجة أو عمرة فكيف تُبيح لبناتها أن يسافرن إليها ؟!
ومعنى ذلك في الحقيقة أنها جعلت نفسها كعبة هذه البنات مع الأسف الشديد وهذا مصرح به أيضاً في بعض كتب الصوفية أن الذهاب إلى قبر الشيخ الفلاني والطواف حوله سبع مرات يغنيه عن الذهاب إلى بيت الله الحرام والله المستعان.
السائل : جزاكم الله خيراً.
17 - ما الحكم في أن بعض فتيات بيادر السلام يسافرن للدعوة دون محرم وذلك بناءً على فتوى من شيختهن لقضاء مدة عندها في كل عام ؟ أستمع حفظ
ما الحكم في جلوس المريدة منهن حتى الفجر في الصلاة وبعض الأذكار المخصوصة ؟
الشيخ : لاشك أن هذه مخالفة أيضاً من جملة تلك المخالفات التي أشير إليها جملة وإلى بعضها تفصيلاً، هذا مثال جديد يخالف السنة لأنه قد ثبت في صحيح مسلم ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما صام شهراً كاملاً غير رمضان، وما أتمَّ قيام ليلة بتمامها ) وهذا هو شأن التوجيه الإسلامي الكامل إلى بني البشر الذين لهم طاقة محدودة
ومن المعلوم بكثير من الأحاديث أن هذه النغمة نغمة المبالغة في التعبد والتقرب إلى الله عزوجل إما بالصيام وإما بالترهب وإما بالقيام في الليل كله هذه نغمة بوذية كافرة قديمة لعلها طرقت سمع بعض الأصحاب في عهد النبي عليه السلام فزين لهم الشيطان ذلك العمل إليهم، فهداهم الله عزوجل بكلام نبيه صلى الله عليه وسلم الذي فيه الهدى والنور
في قصة الرهط الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسألونه عن عبادته فلم يجدوه فسألوا نساءه عن قيامه في الليل وعن صيامه في النهار وعن قربانه من النساء، فأخبرنهم بما يعلمنّ وقلنّ إنه عليه السلام: ( يصوم ويُفطر ويقوم الليل وينام، ويتزوج النساء )، فعللوا ذلك بعلة لا تليق أن تصدر ممن يتنبه لكلامه ولكنه الإنسان ليس معصوماً، ( قلنا هذا رسول الله! قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أما نحن فبحاجة إلى أن نكثر من عبادة الله حتى يغفر الله لنا، فتعاهدوا بينهم، قال أحدهم: أما أنا فأقوم الليل ولا أنام، قال الثاني: أما أنا فأصوم الدهر ولا أُفطر، قال الثالث: فأما أنا فلا أتزوج النساء، فانصرفوا على هذا، ولما جاء الرسول عليه السلام وأخبر الخبر صعد المنبر وجمع الناس وقال: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا ) أي: أحدهم يقول: لا أتزوج الثاني لا يفطر الثالث لا ينام الليل، ( أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله، أما إني أصوم وأفطر، وأقوم الليل وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) وهناك أحاديث أخرى والوقت قد ضاق بنا، ولذلك أختم الجواب عن هذا السؤال بهذا الحديث ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فالتي تُحيي الليل كلَّه
أولاً: خالفت سنة الرسول عليه السلام الفعلية كما ذكرنا آنفاً، ثم خالفت توجيه الرسول عليه السلام لأمته بصورة عامّة حينما قال في آخر تلك القصة: ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) أي: فمن أحيا الليل كله فليس مِن سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، ورسولُ الله تبرأ منه كما يتبرأ من كل المخالفين لهديه عليه السلام، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونسأل الله عزوجل أن يزيدنا هدى وأن يهديَ من ضل عن هدي الرسول عليه السلام كما هدانا إلى سنته صلى الله عليه وآله وسلم والحمد لله رب العالمين.
السائل : الله يجزيك الخير يا شيخ، أطال الله في عمرك.
الشيخ : الله يحفظكم، هل من حاجة أخرى يا أستاذ؟
السائل : والله مرة ثانية.
الشيخ : ومعذرة ومعذرة أنني ما تمكنتُ مِن استقبالك في الدار.
السائل : جزاكم الله خيراً، أقول أنا اقترحت على الأخوة بس طبعاً هذه مزحة نمزح معاك، إنه مرة ثانية بجي في المطار بجيب معي خمسة شرطة وبنضرب عليك الباب وبندخل، عجزت عجزت وأنا أحاول أتصل عليك والموضوع مهم.
الشيخ : أنا الحقيقة
السائل : ... شيخ
الشيخ : عفوا لما بلغني مين اللي بلغنا ؟
السائل : ...
الشيخ : لا أنت حكيت لا في البيت عندي، في البيت أنت حكيت.
السائل : متى اليوم ؟
الشيخ : مبارح أنت حكيت.
السائل : نعم.
الشيخ : لما بُلِّغت في البيت هممتُ أن آتيك لكن كنت بالأمس القريب -والإخوان يعلمون وحدثتك أظن بهذا أو ما أدري لك إو إلى غيرك-، منذ الصباح إلى نحو الساعة الخامسة وأنا مشغول بالحديث ثم بتوديع الضيف الكريم إلى المطار لوحدي ولولا ذلك لجئتك وأغنيناك عن الشرطة.
السائل : الله يجزيك الخير يا شيخ، السلام عليكم. الله يبارك فيك
الشيخ : وعليكم السلام.
السائل : أي خدمة شيخي أنا من زمان ما شفناك منذ سنتين ما شفناك
الشيخ : إن شاء الله قريبا
السائل : إن شاء الله بس توعدنا يا شيخ مرة أخرى اتصل بنا نحن نرتب من الشيخ قبل أن تحضر
الشيخ : جميل