شرح الفتوى الحموية الكبرى-08
الشيخ صالح آل الشيخ
الفتوى الحموية الكبرى
الحجم ( 5.87 ميغابايت )
التنزيل ( 1312 )
الإستماع ( 226 )


2 - و من متأخريهم الشيخ الإمام أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلاني قال في كتاب " الغنية " : " أما معرفة الصانع بالآيات و الدلالات على وجه الاختصار فهو أن يعرف و يتيقن أن الله واحد احد " . إلى أن قال : " و هو بجهة العلو مستو على العرش ، محتو على الملك ، محيط علمه بالأشياء (إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه) [فاطر : 10] (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) [السجدة : 5] . و لا يجوز وصفه بأنه في كل مكان ، بل يقال إنه في السماء على العرش ، كما قال : (الرحمن على العرش استوى) [طه : 5] . و ذكر آيات و أحاديث إلى أن قال : " و ينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل ، و أنه استواء الذات على العرش " ، قال : " و كونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف " . و ذكر كلاما طويلا لا يحتمله هذا الموضع ، و ذكر في سائر الصفات نحو هذا . و لو ذكرت ما قاله العلماء في هذا لطال الكتاب جدا . قال أبو عمر بن عبد البر : روينا عن مالك بن أنس ، و سفيان الثوري و سفيان ابن عيينة ، و الأوزاعي ، و معمر بن راشد في أحاديث الصفات أنهم كلهم قالوا : أمروها كما جاءت . قال أبو عمر : ما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم من نقل الثقات أو جاء عن أصحابه رضي الله عنهم فهم علم يدان به ، و ما أحدث بعدهم و لم يكن له أصل فيما جاء عنهم فهو بدعة و ضلالة . و قال في " شرح الموطأ " لما تكلم على حديث النزول قال : هذا حديث ثابت النقل صحيح من جهة الإسناد ، و لا يختلف أهل الحديث في صحته ، و هو منقول من طرق ـ سوى هذه ـ من أخبار العدول عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و فيه دليل على أن الله في السماء على العرش استوى من فوق سبع سموات ، كما قالت الجماعة ، و هو من حجتهم على المعتزلة في قولهم : إن الله تعالى في كل مكان بذاته المقدسة . قال : و الدليل على صحة ما قال أهل الحق قول الله ـ و ذكر بعض الآيات ـ إلى أن قال : و هذا أشهر و أعرف عند العامة و الخاصة من أن يحتاج إلى أكثر من حكايته ؛ لأنه اضطرار لم يوقفهم عليه أحد ، و لا أنكره عليهم مسلم . و قال أبو عمر بن عبد البر أيضا : اجمع علماء الصحابة و التابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله : (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) [المجادلة : 7] . هو على العرش ، و علمه في كل مكان ، و ما خالفهم في ذلك من يحتج بقوله . و قال أبو عمر أيضا : أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن و السنة ، و الإيمان بها ، و حملها على الحقيقة لا على المجاز ، إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ، و لا يحدون فيه صفة محصورة . و أما أهل البدع الجهمية و المعتزلة كلها و الخوارج : فكلهم ينكرونها ، و لا يحملون شيئا منها على الحقيقة ، و يزعمون أن من أقر بها مشبه ، و هم عند من أقر بها نافون للمعبود ، و الحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و هم أئمة الجماعة ، هذا كلام ابن عبد البر إمام أهل المغرب . أستمع حفظ

3 - و في عصره الحافظ أبو بكر البيهقي ـ مع توليه للمتكلمين من أصحاب أبي الحسن الأشعري ، و ذبه عنهم ـ قال في كتابه " الأسماء و الصفات " : باب ما جاء في إثبات اليدين صفتين ـ لا من حيث الجارحة ـ لورود خبر الصادق به . قال الله تعالى : (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) [ص : 75] . و قال : (بل يداه مبسوطتان) [المائدة : 64] . و ذكر الأحاديث الصحاح في هذا الباب ، مثل قوله في غير حديث ، في حديث الشفاعة : " يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده " . و مثل قوله في الحديث المتفق عليه : " أنت موسى اصطفاك الله بكلامه ، و خط لك الألواح بيده " . و في لفظ : " و كتب لك التوراة بيده " . و مثل ما في صحيح مسلم : أنه سبحانه غرس كرامة أوليائه في جنة عدن بيده ، و مثل قوله صلى الله عليه و سلم : " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر ، نزلا لأهل الجنة " . و ذكر أحاديث مثل قوله : " بيدي الأمر " . " و الخير في يديك " . " و الذي نفس محمد بيده " . و " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل " . و قوله : " المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن و كلتا يديه يمين . و قوله : " يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول : أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ، ثم يقول : أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ " . و قوله : " يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل و النهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات و الأرض فإنه لم يغض ما في يمينه و عرشه على الماء و بيده الأخرى القسط يخفض و يرفع " . و كل هذه الأحاديث في الصحاح . و ذكر أيضا قوله : " إن الله لما خلق آدم قال له و يداه مقبوضتان : اختر أيهما شئت ، قال : اخترت يمين ربي و كلتا يدي ربي يمين مباركة " . و حديث : " إن الله لما خلق آدم مسح على ظهره بيده " . إلى أحاديث أخر ذكرها من هذا النوع . ثم قال البيهقي : " أما المتقدمون من هذه الأمة فإنهم لم يفسروا ما كتبنا من الآيات و الأخبار في هذا الباب " . و كذلك قال في الاستواء على العرش ، و سائر الصفات الخبرية ، مع أنه يحكي قول بعض المتأخرين . أستمع حفظ

4 - و قال القاضي أبو يعلى في كتاب " إبطال التأويل " : " لا يجوز رد هذه الأخبار و لا التشاغل بتأويلها ، و الواجب حملها على ظاهرها ، و أنها صفات الله ، لا تشبه صفات سائر الموصوفين بها من الخلق ، و لا يعتقد التشبيه فيها ، لكن على ما روي عن الإمام أحمد و سائر الأئمة " . و ذكر بعض كلام الزهري ، و مكحول ، و مالك ، و الثوري ، و الأوزاعي ، و الليث ، و حماد بن زيد ، و حماد بن سلمة ، و سفيان بن عيينة ، و الفضيل بن عياض ، و وكيع ، و عبد الرحمن بن مهدي ، و الأسود بن سالم ، و إسحاق بن راهويه ، و أبي عبيد ، و محمد بن جرير الطبري ، و غيرهم في هذا الباب ، و في حكاية ألفاظهم طول . إلى أن قال : " و يدل على إبطال التأويل : أن الصحابة و من بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها ، و لم يتعرضوا لتأويلها و لا صرفوها عن ظاهرها ، فلو كان التأويل سائغا لكانوا أسبق إليه ، لما فيه من إزالة التشبيه و رفع الشبهة " . و قال أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتكلم صاحب الطريقة المنسوبة إليه في الكلام في كتابه الذي صنفه في " اختلاف المصلين و مقالات الإسلاميين " و ذكر فرق الروافض ، و الخوارج ، و المرجئة ، و المعتزلة ، و غيرهم . ثم قال : " مقالة أهل السنة و أصحاب الحديث " جملة . قول أصحاب الحديث و أهل السنة : الإقرار بالله و ملائكته ، وكتبه و رسله ، و بما جاء عن الله تعالى ، و ما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرون شيئا من ذلك ، و أن الله واحد أحد ، فرد صمد لا إله غيره ، لم يتخذ صاحبة و لا ولدا ، و أن محمدا عبده و رسوله ، و أن الجنة حق و أن النار حق ، و أن الساعة آتية لا ريب فيها ، و أن الله يبعث من في القبور ، و أن الله على عرشه كما قال : (الرحمن على العرش استوى) [طه : 5] . و أنه له يدين بلا كيف كما قال : (خلقت بيدي) [ص : 75] . و كما قال : (بل يداه مبسوطتان) [المائدة : 64] . و أن له عينين بلا كيف كما قال : (تجري بأعيننا) [القمر : 14] . و أن له وجها كما قال : (و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام) [الرحمن : 27] . و أن أسماء الله تعالى لا يقال إنها غير الله كما قالت المعتزلة و الخوارج ، و أقروا أن لله علما كما قال : (أنزله بعلمه ) [النساء : 166] . و كما قال : (و ما تحمل من أنثى و لا تضع إلا بعلمه) [فاطر : 11] . و أثبتوا له السمع و البصر ، و لم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة ، و أثبتوا لله القوة كما قال : (أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) و ذكر مذهبهم في القدر . إلى أن قال : و يقولون : إن القرآن كلام الله غير مخلوق ، و الكلام في اللفظ و الوقف ، من قال باللفظ و بالوقف فهو مبتدع عندهم ، لا يقال : اللف بالقرآن مخلوق و لا يقال : غير مخلوق ، و يقرون أن الله يرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر ، يراه المؤمنون و لا يراه الكافرون ، لأنهم عن الله محجوبون ، قال عز وجل : (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) [المطففين : 15] . و ذكر قولهم في الإسلام و الإيمان و الحوض و الشفاعة و أشياء . إلى أن قال : و يقرون بأن الإيمان قول و عمل ، يزيد و ينقص ، و لا يقولون : مخلوق ، و لا يشهدون على أحد من أهل الكبائر بالنار. أستمع حفظ

5 - إلى أن قال : و ينكرون الجدل و المراء في الدين و الخصومة و المناظرة فيما يتناظر فيه أهل الجدل ، و يتنازعون فيه من دينهم ، و يسلمون الروايات الصحيحة كما جاءت به الآثار الصحيحة التي جاءت بها الثقات عدل عن عدل حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، لا يقولون : كيف و لا لم ؟ لأن ذلك بدعة عندهم . إلى أن قال : و يقرون أن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى : (و جاء ربك و الملك صفا صفا) [الفجر : 22] . و أن الله يقرب من خلقه كيف شاء ، كما قال : (و نحن أقرب إليه من حبل الوريد) [ق : 16] . أستمع حفظ

7 - و قال الأشعري أيضا في " اختلاف أهل القبلة في العرش " فقال : قال أهل السنة و أصحاب الحديث : إن الله ليس بجسم ، و لا يشبه الأشياء ، و أنه استوى على العرش كما قال : (الرحمن على العرش استوى) [طه : 5] . و لا نتقدم بين يدي الله [ في نسخة القارئ : زيادة " ورسوله " ] في القول بل نقول : استوى بلا كيف ، و إن له وجها كما قال : (و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام) [الرحن : 27] . و أن له يدين كما قال : (خلقت بيدي) [ص : 75] . و أن له عينين كما قال : (تجري بأعيننا) [القمر : 14] . و أنه يجيء يوم القيامة هو و ملائكته كما قال : (و جاء ربك و الملك صفا صفا) [الفجر: 22] . أستمع حفظ

8 - و أنه ينزل إلى سماء الدنيا كما جاء في الحديث . و لم يقولوا شيئا إلا ما وجدوه في الكتاب ، أو جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قالت المعتزلة : إن الله استوى على العرش بمعنى استولى ، و ذكر مقالات أخرى . و قال أيضا أبو الحسن الأشعري في كتابه الذي سماه " الإبانة في أصول الديانة " و قد ذكر أصحابه أنه آخر كتاب صنفه ، و عليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعن عليه ، فقال : " فصل في إبانة قول أهل الحق و السنة " . فإن قال قائل : قد أنكرتم قول المعتزلة ، و القدرية ، و الجهمية ، و الحرورية ، و الرافضة ، و المرجئة ، فعرفونا قولكم الذي به تقولون ، وديانتكم التي بها تدينون . قيل له : قولنا الذي نقول به ، و ديانتنا التي ندين بها : التمسك بكلام ربنا ، و سنة نبينا ، و ما روي عن الصحابة و التابعين و أئمة الحديث ، و نحن بذلك معتصمون ، و بما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن حنبل ـ نضر الله وجهه و رفع درجته و أجزل مثوبته ـ قائلون ، و لما خالف قوله مخالفون ، لأنه الإمام الفاضل ، و الرئيس الكامل ، الذي أبان الله به الحق ، و دفع به الضلال ، و أوضح به المنهاج ، و قمع به بدع المبتدعين ، و زيغ الزائغين ، و شك الشاكين ، فرحمة الله عليه من إمام مقدم ، و جليل معظم ، و كبير مفهم ! . وجملة قولنا : أن نقر بالله ، و ملائكته ، و كتبه ، و رسله ، و بما جاءوا به من عند الله ، و بما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، لا نرد من ذلك شيئا ، و أن الله واحد لا إله إلا هو ، فرد صمد ، لم يتخذ صاحبة و لا ولدا ، و أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحق (ليظهره على الدين كله) [الفتح : 28] . و أن الجنة ، حق و النار حق ، و أن الساعة آتية ، و أن الله يبعث من في القبور . و أن الله مستو على عرشه كما قال : (الرحمن على العرش استوى) [طه : 5] . و أن له وجها كما قال : (و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام) [الرحمن : 27] . و أن له يدين بلا كيف ، كما قال : (خلقت بيدي) [ص : 75] . و كما قال : (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) [المائدة : 64] . و أن له عينين بلا كيف كما قال : (تجري بأعيننا) [القمر: 14] . و أن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا ، و ذكر نحوا مما ذكر في الفرق . إلى أن قال : و نقول : إن الإسلام أوسع من الإيمان ، و ليس كل إسلام إيمانا ، و ندين بأن الله يقلب القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل . أستمع حفظ

10 - إلى أن قال : ونصدق بجميع الروايات التي أثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا ، و أن الرب عز وجل يقول : " هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ " . و سائر ما نقلوه و أثبتوه خلافا لما قال أهل الزيغ و التضليل . و نعول فيما اختلفا فيه إلى كتاب ربنا ، و سنة نبينا ، و إجماع المسلمين ، و ما كان في معناه ، و لا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا به ، و لا نقول على الله ما لا نعلم . و نقول إن الله يجيء يوم القيامة كما قال : (و جاء ربك و الملك صفا صفا) [الفجر : 22] . و أن الله يقرب من عباده كيف شاء كما قال : (و نحن أقرب إليه من حبل الوريد) [ق : 16] . , كما قال : (ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى) [النجم : 8-9] . إلى أن قال : و سنحتج لما ذكرناه من قولنا و ما بقي مما لم نذكره بابا بابا . ثم تكلم على أن الله يرى ، و استدل على ذلك ، ثم تكلم على أن القرآن غير مخلوق ، و استدل على ذلك ، ثم تكلم على من وقف في القرآن ، و قال : لا أقول : إنه مخلوق ، و لا غير مخلوق ، ورد عليه . ثم قال : " باب ذكر الاستواء على العرش " . فقال : إن قال قائل : ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له : نقول إن الله مستو على عرشه كما قال : (الرحمن على العرش استوى) [طه : 5] . و قال تعالى : (إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه) [فاطر : 10] . و قال تعالى : (بل رفعه الله إليه) [النساء : 158] . و قال تعالى : (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) [السجدة : 5] . و قال تعالى حكاية عن فرعون : (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى و إني لأظنه كاذبا( [غافر : 36-37] . كذب موسى في قوله : إن الله فوق السموات . و قال تعالى : (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) [الملك : 16] . فالسموات فوقها العرش ، فلما كان العرش فوق السموات قال : (أأمنتم من في السماء) [الملك : 16] . لأنه مستو على العرش الذي هو فوق السموات ، و كل ما علا فهو سماء فالعرش أعلى السموات ، و ليس إذا قال : (أأمنتم من في السماء) [الملك : 16] . يعني جميع السموات ، و إنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ، ألا ترى أن الله عز وجل ذكر السموات فقال تعالى : (و جعل القمر فيهن نورا) [نوح : 16] . و لم يرد أن القمر يملؤهن و إنه فيهن جميعا . و رأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم ـ إذا دعو ـ نحو السماء ؛ لأن الله على عرشه الذي هو فوق السموات ، فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش ، كما لا يحيطونها إذا دعو إلى الأرض . أستمع حفظ