تتمة شرح الحديث السابق ( وعنها قالت : السنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً ، ولا يشهد جنازة ، ولا يمس امرأة ، ولا يباشرها ، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد له منه ، ولا اعتكاف إلا بصوم ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع . رواه أبو داود ولا بأس برجاله إلا أن الراجح وقف آخره .
الطالب : من قوله : ( ولا اعتكاف ).
الشيخ : من قولها: ( ولا اعتكاف إلاّ بصوم ) أي نعم: ( إلاّ بصوم ولا اعتكاف إلاّ في مسجد جامع ).
ما الذي يدلّنا على أنّ هذا مراده؟
لأنّ الكلام الأوّل على نسق واحد: ( أن لا يعود مريضاً، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة، ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد له منه ) : هذا نسق واحد.
والثاني : ( ولا اعتكاف ) اختلف الأسلوب ونسق الكلام، فنقول: هذا الآخر هو الذي قال ابن حجر رحمه الله أنّ الرّاجح وقفه، فيكون من قول عائشة رضي الله عنها.
وقول عائشة لا بدّ أن يعرض على الكتاب والسّنّة.
وقد مرّ علينا أنّ حديث عمر رضي الله عنه يدلّ على أنّ الصّوم ليس بشرط.
طيب بقي أن يقال: هل الاعتكاف مشروع كلّ وقت، بمعنى أنّنا نقول للإنسان: اعتكف في رجب، في ربيع، في شعبان، في شوّال، في ذي الحجّة، في أيّ زمان وفي أيّ حال مكثت في المسجد؟
الجواب: هذه مسألة خلاف بين العلماء:
فمنهم من قال: إنّها مشروعة وأنّه يشرع للإنسان أن ينوي الاعتكاف في المسجد مدّة لبثه فيه، ليحصل له ثواب الاعتكاف وثواب العبادة التي جاء من أجلها إلى المسجد، فنحن مثلا الآن جئنا لصلاة المغرب، وسنبقى إلى صلاة العشاء، يسنّ لنا على رأي هؤلاء أن ننوي الاعتكاف ما بين دخولنا إلى خروجنا، عرفتم؟
لأنّ الصّوم ليس بشرط، وإذا لم يكن شرطا أي وقت تدخل انو الاعتكاف.
ومن العلماء من قال: هذا ليس بمشروع ولا نأمر النّاس به، لأنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه كانوا يأتون إلى المساجد ولم يرشد أحدًا منهم إلى أن ينو الاعتكاف بل لما ذكر تقدّم الإنسان للمسجد: ( إذا توضّأ وأسبغ الوضوء ثمّ جاء إلى المسجد لم يخط خطوة إلاّ رفع الله بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة -ثمّ قال في آخر الحديث-: ولا يزال في صلاة ما انتظر الصّلاة ) ولم يرشد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى أن ينووا الاعتكاف مدّة انتظارهم الصّلاة، أعرفتم؟
مع أنّ نيّة الاعتكاف في مثل هذه الأحوال هل هي من الأمور الواردة التي يتفطّن لها الإنسان بلا تنبيه؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، ليست من الأمور التي تكون تابعة للصّلاة بحيث الإنسان يتفطّن لها بلا تنبيه، ولو كانت هذه الأمور المشروعيّة لكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينبّه عليها.
ولما لم ينبّه دلّ ذلك على أنّها ليست من المشروع.
طيب فإن قال قائل: أليس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقرّ عمر على النّذر الذي نذره في الجاهليّة أن يعتكف يوما أو يوما وليلة في المسجد الحرام؟
فالجواب: أنّ عمر قصد الاعتكاف يعني دخل المسجد الحرام بنيّة؟
الطالب : الاعتكاف.
الشيخ : الاعتكاف، لا بنيّة عبادة أخرى، فأنت مثلا إذا دخلت المسجد لتصلّي نقول: لا تنو الاعتكاف .
لكن رجل قال: أنا أحبّ أن أعتكف هذا اليوم في المسجد؟
اعتكف نقول: هذا من الأمور الجائزة وليس من الأمور التي تطلب من الإنسان، ولهذا لم يعتكف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلاّ في رمضان، لم يعتكف في شوال إلاّ؟
الطالب : قضاء.
الشيخ : قضاء لما مضى، ولو كان الاعتكاف مشروعا في كلّ وقت لكان الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يبيّنه للأمّة.
والحاصل أنّ لدينا ثلاثة أشياء:
اعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فهذا ها؟
الطالب : مشروع.
الشيخ : مشروع ومسنون، حتّى إنّ الإمام أحمد قال: " لا أعلم خلافا بين العلماء أنّه مسنون " هذا واحد.
الثاني: أن يتقدّم إلى المسجد بنيّة الاعتكاف فهذا جائز، ولكننا لا نطلب من النّاس، لا نقول للناس افعلوا، أنا أخبر عمّا أراه عسى أن أتجاسر وأقول إنّه من الجائز ولولا حديث عمر لقلت إنّه من الجائز، لأنّ هذه عبادة ما فعلها الرّسول إلا في رمضان طلبا لليلة القدر، أعرفتم؟
لكن حديث عمر يدلّ على جوازها حتى في غير رمضان.
الصّورة الثالثة، نحن قلنا صورة أو أحوال؟
الطالب : أحوال.
الشيخ : الحال الثالثة : أن يأتي إلى المسجد لا للاعتكاف لكن ينوي الاعتكاف لأنّه جاء ليصلّي مثلا أو ليطلب العلم فهذا ليس بمشروع قطعا، ولا ينبغي لنا أن نوجّه النّاس إلى ذلك، لماذا؟
لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يرشد منتظر الصّلاة إلى هذا، وهو من الأمور التي تعزب عن الخاطر، فلا تكون للإنسان على بال إطلاقا، لو كانت من الأمور التي ينتقل الذّهن إليها بسهولة إذا جاء إلى المسجد قلنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم سكت عن ذلك لأنّ هذا أمر معلوم أو أمر غالب أنّ النّاس من يوم يأتون ينوون هذا وهذا، فلمّا لم يكن من الأمور الغالبة ولا من الأمور التي ينتقل إليها الذّهن، ولم يرشد إليها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فإنّنا لا نطلب من الإنسان أن يفعلها، ونحن في شكّ من كونها بدعة، فلهذا لا نحبّذ الدّعوة إليها، وإن كان بعض العلماء -رحمهم الله- يرون أنّ هذا من الأمور المستحبّة، ويقول: ينبغي لمن دخل المسجد ولو ليجلس خمس دقائق أن ينوي الاعتكاف مدّة لبثه فيه.
طيب أمّا مسجد الجامع فإنّنا نقول: لا نشكّ أنّنا نقول أنّ الأفضل لمن يتخلّل اعتكافه جمعة إيش؟
أن يكون في المسجد الجامع ، أمّا إذا لم يتخلّل اعتكافَه جمعة فإنّ تفضيل الجامع على غيره لا ينبغي على سبيل الإطلاق ، بل يقال : إن كان هناك مصالح فإنه يقدّم ما كانت فيه هذه المصالح سواء كان هذا الجامع أو غير الجامع.
1 - تتمة شرح الحديث السابق ( وعنها قالت : السنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً ، ولا يشهد جنازة ، ولا يمس امرأة ، ولا يباشرها ، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد له منه ، ولا اعتكاف إلا بصوم ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع . رواه أبو داود ولا بأس برجاله إلا أن الراجح وقف آخره . أستمع حفظ
ما هي أقل مدة الاعتكاف؟
السائل : ...
الشيخ : أي نعم إذا رأى ...
السائل : طيب إذا رآها في اليقظة ؟
الشيخ : في اليقظة؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : يعني ...
السائل : يتوجه في الدعاء عموما ؟
الشيخ : الذي ينبغي له أن يجتهد في الدّعاء والصلاة ويوقظ أهله وجيرانه.
السائل : أقل المدة للاعتكاف؟
الشيخ : نعم الاعتكاف أقل ما يحصل به يوم وليلة، أو يوم، أو ليلة لحديث عمر.
ما معنى الحديث الوارد في تقدير الله المقادير في ليلة القدر؟
الشيخ : لا ينافي لأنّ الله عزّ وجلّ يقدّر مقادير متعدّدة:
أوّلا: المقادير التي في اللّوح المحفوظ، وهذا قبل خلق السّماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
ثانيا: المقادير العمريّة التي تقدّر على الجنين في بطن أمّه يكتب رزقه وأجله وعمله وشقيّ أو سعيد.
ثالثا: مقادير حوليّة وهي التي تكون في ليلة القدر، وبعضهم قال: مقادير يوميّة التي أشار الله تعالى إليها بقوله: (( يسأله من في السّماوات والأرض كلّ يوم هو في شأن )) ، واستدلّوا أيضا بعموم قول الرسول عليه الصّلاة والسّلام: قال ( يرفع القسط ويخفضه ).
هل يصح الاعتكاف ليالي الأوتار؟
الشيخ : خالد؟
السائل : شيخ هل يصحّ الاعتكاف في اللّيالي الأوتار فقط؟
الشيخ : إيش؟
السائل : أقول : هل يصحّ الإعتكاف في اللّيالي الأوتار فقط بحيث أنه يعتكف.
الشيخ : لا هذا خلاف السنة .
السائل : لكن ما يصحّ يا شيخ؟
الشيخ : والله ما أدري عن صحته ، أنا أقول: من أرادها فليعتكف في العشر الأواخر.
أيهما أفضل قيام ليلة القدر أم طلب العلم؟
الشيخ : أيهما ؟
السائل : ليلة القدر الآن لها فضل عظيم، وسن الاعتكاف من أجل ليلة القدر.
الشيخ : نعم.
السائل : ففضل ليلة القدر .
الشيخ : يعني قصدك إحياء ليلة القدر أو طلب العلم؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : هو طلب العلم من العبادة.
السائل : نحن تكلّمنا على أنّ طلب العلم أفضل من الاعتكاف.
الشيخ : نعم.
السائل : ولأن ليلة القدر .
الشيخ : يعني ليلة القدر ليست شرطا للاعتكاف ، ممكن يكون الإنسان في بيته .
كيف تكون رؤية ليلة القدر؟
الشيخ : محمّد.
السائل : ماذا يرى يعني ؟
الشيخ : هاه؟
السائل : ماذا يرى في المنام ؟
الشيخ : ماذا يشوف إيش؟
السائل : في المنام يعني.
الشيخ : يرى أن هذه الليلة أو يقال: هذه اللّيلة ليلة القدر.
السائل : ماذا يرى؟
الشيخ : يقال: هذه اللّيلة ليلة القدر.
هل المقادير الخمسة مأخوذة من اللوح المحفوظ؟
السائل : المقادير الخمسة يا شيخ التي ذكرتها هل هي مستنسخة من اللّوح المحفوظ؟
الشيخ : هو الظّاهر، وقد يقال: اللوح المحفوظ فيه الإجمال وهذه فيها التّفصيل.
السائل : يعني بالتّفصيل ليست مكتوبة في اللّوح المحفوظ؟
الشيخ : قد يقال هذا .
السائل : كيف الاتخاذ يا شيخ ؟
الشيخ : يعني تؤخذ منه.
ألا يؤخذ من حديث ابن عمر أنه يشرع للقائم في العشر الأواخر أن ينام قليلا؟
السائل : شيخ ألا يؤخذ من حديث ابن عمر أنه يشرع للقائم في العشر الأواخر أن ينام قليلا؟
الشيخ : أيّ حديث ابن عمر؟
السائل : الأوّل : أن رجالا من أصحابه.
الشيخ : ما تقولون؟
السائل : فيه احتمال فيه أو قبله.
الشيخ : أي في النّهار؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : أو يقال : أنه لا بأس أن الإنسان ينام قليلا ، لأن بعض الناس قد يرهقه قيام طول الليل، ويتعب وفي آخر الليل مرهق.
هل وصية ثابت بن قيس إنشاء أم خير؟
السائل : شيخ وصيّة ثابت بن قيس أو قيس بن ثابت.
الشيخ : ثابت بن قيس.
السائل : ثابت بن قيس، هل هي إنشاء أم خبر؟
الشيخ : لا، الظّاهر أنّها إنشاء.
السائل : إذا كانت إنشاء كيف تقبل والمال للورثة؟
الشيخ : لأنّ له أن يوصي بالثلث وأقل.
السائل : لكن بعد الموت ينتقل المال للورثة؟
الشيخ : أي نعم هو ينتقل المال للورثة ... والله أعلم ... أو من طريق آخر المهم أنها نقلت .
ما هو وقت ليلة القدر؟
الشيخ : من غروب الشّمس إلى طلوع الفجر.
السائل : مكتوب النهاية !
الشيخ : طيب (( وأتمّوا الصّيام إلى ))؟
السائل : (( إلى اللّيل )).
الشيخ : إلى الليل ...
السائل : ...
الشيخ : إذن؟
السائل : البداية .
الشيخ : البداية من الغروب.
قررنا أن طلب العلم ليس أفضل من العبادة بالإطلاق بل هو بحسب الأحوال أفلا يكون هذه الأيام متعينا؟
السائل : شيخ نحن قرّرنا أنّ طلب العلم ليس أفضل من العبادات على الإطلاق.
الشيخ : نعم.
السائل : لكن قد تتفاضل العبادات بحسب بعض الأوقات لأنّ كلّ عبادة لها ردود على الرّوح يعني تختلف عن العبادة الأخرى.
الشيخ : نعم.
السائل : لذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ...
الشيخ : أحيانا .
السائل : يعني ما يكون الاعتكاف بهذه الأيام أولى ؟
الشيخ : إي بس طلب العلم يفوت.
السائل : الذي يفوت ...
11 - قررنا أن طلب العلم ليس أفضل من العبادة بالإطلاق بل هو بحسب الأحوال أفلا يكون هذه الأيام متعينا؟ أستمع حفظ
مراجعة ومناقشة تحت باب الاعتكاف وقيام رمضان
إمّا أن نقول شهد لها الشّرع بالاعتبار من حيث أنّ شيخ الإسلام رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والشّيطان لا يتمثّل بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهذا فيه شيء من الضّعف.
وإمّا لأن الشّرع شهد لها بالاعتبار بتعليق الدّعاء بالشّرط مثل قوله تعالى: (( والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين )) ، (( والخامسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين )) .
طيب كيف نجمع بين الحديث هذا : السّبع الأواخر والأحاديث الأخر التي أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بتحرّيها في العشر الأواخر؟
الطالب : نقول أن حديث العشر الأواخر يدخل فيه السّبع ، السبع داخلة في العشر الأواخر.
الشيخ : أي لكن ما خرج عن السّبع الأواخر، نعم؟
الطالب : أن نقول: هي في العشر الأواخر لكنها أوكد في السبع الأواخر.
الشيخ : نعم.
الطالب : كما أنها أوكد في الأوتار منها، كما أنها أوكد في سبع وعشرين.
الشيخ : نعم، صحّ نقول: هي في العشر الأواخر لكن في السّبع أوكد ثمّ في أوتاره أوكد، ثمّ في السّابع والعشرين أوكد، هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ما ذكرناها؟
الطالب : لا.
الشيخ : لكن لها فائدتان:
الفائدة الأولى: هو بعث الهمم على طلبها والنّشاط فيها لأنّ الكسلان قد يقول: أنا لا أقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة، فإذا كان نشيطا حريصا على العبادة فإنّه سوف يقوم هذه اللّيالي ويقول: ما أرخصها لحصول هذا الأجر العظيم : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه ) .الفائدة الثانية: كثرة العمل الصّالح للعباد، لأنّ العمل الصّالح في العشر كلّها بلا شكّ أكثر من العمل الصّالح في ليلة واحدة، وكثرة العمل توجب كثرة الثّواب هذه أيضا فائدة أخرى.
وقول المؤلف: " إنّه اختلف في تعيينها على أربعين قولا "، الذي في *فتح الباري : ستّة وأربعون قولا ، ويمكن أن تكون أصل النّسخة على أكثر من أربعين قولا كما قال ذلك في ساعة الإجابة يوم الجمعة.
أو هنا يريد أربعين قولا باعتبار أنّ هناك قولين أو ثلاثة بأنّها رُفعت ولم تعد عائدة إلى النّاس، وأنّه بحذف هذه الأقوال، لكن حتى لو حذفنا قولين أو ثلاثة لم تكن الأقوال الباقية أربعين.
الطالب : شيخ !
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : لكن هو ذكر ستّا وأربعين عدّها عددا.
الطالب : لا يمكن يكون يا شيخ على طريقة العرب ما يذكرون الكسور؟
الشيخ : لا ما أظنّ مثل هذا يحرّرونه، وعن عائشة رضي الله عنها .
الطالب : الفوائد.
الشيخ : ما أخذناها؟
الطالب : لا، حديث معاوية ما أخذناه.
الشيخ : كيف ما أخذناها؟
حديث معاوية ما فيه إلاّ فائدة واحدة وهي: أنّ ليلة القدر أرجى ما تكون ليلة سبعة وعشرين.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :( قلت يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) . رواه الخمسة ، غير أبي داود ، وصححه الترمذي والحاكم .
إلى آخره، قولها: ( أرأيت ) معناه أخبرني إن علمت.
وقولها رضي الله عنها: ( ما أقول فيها ) ما هنا استفهاميّة ، يعني أخبرني ماذا أقول إن علمت ليلة القدر؟
قال: ( قولي: اللهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعف عنّي ) :
اللهمّ يعني: يا الله، حذفت ياء النّداء وعوّض عنها الميم، وكانت الميم في الآخر تبرّكا بالابتداء باسم الله، وكان العوض ميماً لأنّها تفيد الجمع، كأنّ السّائل جمع قلبه على الله عزّ وجلّ وتوجّه إليه.
وقوله: ( إنّك عفوّ تحبّ العفو ) : هذا توسّل إلى الله عزّ وجلّ بهذا الإسم والصّفة:
الاسم إنّك عفوّ، والصّفة تحبّ العفو، والمطلوب فاعف عنّي .
والفاء هنا للتّفريع، يعني: فتفريعا على كونك العفوّ الذي تحبّ العفو أسألك العفو، فما هو العفو؟
قال العلماء: العفوّ هو: " المتجاوز عن سيّئات عباده سواء كان ذلك بالعفو عن ترك واجب أو بالعفو عن الفعل المحرّم " ، لأنّ استحقاق الذّنوب يكون بأمرين:
إمّا بترك الواجب، وإمّا بفعل المحرّم، فإذا عفا الله عن الإنسان عن ترك الواجب أو فعل المحرّم فمعناه أنّه تجاوز عنه، ولم يعاقبه على ترك الواجب، ولا على فعل المحرّم.
وقوله: ( فاعف عنّي ) أي: تجاوز عنّي ما اكتسبت بترك الواجب أو فعل المحرّم والأمر هنا للدّعاء.
13 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت :( قلت يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) . رواه الخمسة ، غير أبي داود ، وصححه الترمذي والحاكم . أستمع حفظ
فوائد حديث ( قلت يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ...).
أوّلًا: أنّ ليلة القدر يمكن العلم بها لقولها: ( إن علمت أيّ ليلة ليلة القدر ) : وجه الدّلالة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقرّها على ذلك ولم يقل : إنّها لا تعلم.
ومن فوائده : حرص عائشة رضي الله عنها على اغتنام هذه اللّيلة المباركة حيث قالت: ( أرأيت إن علمت أيّ ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ) : لتغتنم هذه الفرصة التي قد لا تعود على الإنسان بعد عامه.
ومن فوائد الحديث: أنّه ينبغي للإنسان أن يسأل العالم عمّا يخفى عليه، يمكن أن يؤخذ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لأنّ عائشة سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
ومن فوائده: أنّ الدّعاء يطلق عليه اسم القول، لكنّه قول مع الله، وخطاب مع الله، ولهذا إذا دعا الإنسان في صلاته ربّه لم تبطل صلاته، لأنّه يناجي ربّه، بخلاف سؤال غير الله فإنّ الصّلاة تبطل به، لو قال الإنسان في صلاته: أعطني كذا بطلت صلاته.
ومن فوائد الحديث: إثبات اسم العفوّ لله عزّ وجلّ، لقوله: ( اللهمّ إنّك عفوّ ).
ومن فوائده أيضا: إثبات المحبّة لله لقوله: ( تحبّ العفو ).
ومن فوائده: بيان كرم الله عزّ وجلّ وأنّ العفو أحبّ إليه من الانتقام، لأنّ رحمته سبقت غضبه ، فهو جلّ وعلا يحبّ العفو ولا يحبّ الانتقام، ولذلك كان يعرض التّوبة على عباده : ( إنّ الله يبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل، ويبسط يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار )، يقول: ( هل من تائب؟ هل من مستغفر؟ ).
ومن فوائد الحديث: الرّدّ على أهل التّعطيل الذين يمنعون قيام الأفعال الاختياريّة بالله عزّ وجلّ لقوله: ( تحبّ العفو فاعف عنّي ) طيب.
ومن فوائده: جواز التّوسّل بأسماء الله وصفاته لقوله: ( اللهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعف عنّي ) ، وهذا أحد أنواع التّوسّل ، وقد مرّ علينا أنّه؟
الطالب : سبعة أنواع.
الشيخ : سبعة أنواع، لا.
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : القائلون بأنّها سبعة نقول: زيدوا، والقائلين بأنّها ثلاثة نقول: انقصوا! فستّة أنواع بالتّأكيد، لكن فيه سابع يمكن يجعل من التّوسّل.
طيب ومن فوائده: الرّدّ على المتصوّفة الذين يقولون: لا حاجة إلى الدّعاء ويقولون إمّا بلسان المقال أو بلسان الحال: " علمه بحالي يكفي عن سؤالي "، شوف الكلام الباطل ، علمه بحالي يكفي عن سؤالي ، وهذا إبطال صريح لقوله تعالى: (( وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم )) : إذا كان علمه بحالك يكفي عن سؤالك فهو عالم بحالك، إذن يكون معنى قوله : (( ادعوني أستجب لكم )) لغواً، يكون هذا القول لغوا لا فائدة منه، نعم.
ومن فوائد الحديث: احتقار الإنسان نفسه، لأنّه في هذه اللّيلة الذي كان من المتوقّع أنّ الإنسان يسأل خيراً وفضلاً ذهب يسأل العفو سؤال المسرف الجاني على نفسه ولاّ لا؟
يقول: ( اللهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفو ) ، ليحتقر الإنسان ما عمله في جانب الله عزّ وجلّ ، حتى لا تمنّ على ربّك أو تُدِلّ عليه بالعمل، وتقول: أنا عملت، أنا عملت، من أنت حتى تقول أنا عملت أنا عملت، والرّبّ عزّ وجلّ هو الذي منّ عليك بالعمل ولاّ لا؟
لو شاء لأضلّك كما أضلّ غيرك، فإذا منّ عليك بالهداية فلا تمنّ عليه أنت بالعمل، فاحمده على هذه النّعمة واشكره، وقل الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، واضح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، ثمّ ننتقل إلى الحديث الذي بعده.
الطالب : في رد ثاني يا شيخ.
الشيخ : نعم؟
الطالب : أقول: في رد ثاني على أقوال المبتدعة !
الشيخ : ما هو؟
الطالب : الذين يقولون : لا حاجة للدعاء لأنه إذا كتب لك شيئا أتاك
الشيخ : نعم، يمكن أن نقول هذا؟
الطالب : ما سمعنا يا شيخ؟
الشيخ : يقول: إنه يمكن نردّ على أهل البدع الذين يقولون، الفلاسفة غير الصّوفيّة يقولون: إنّه لا حاجة إلى الدّعاء لأنّ هذا المطلوب إن كان مكتوبا أتاك من غير دعاء، وإن كان غير مكتوب لم يأتك ولو بدعاء ولا حاجة؟
طيب نردّ على هؤلاء بمثل ما رددنا على الأوّلين ونقول: هذا يبطل قوله تعالى: (( وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم )) ، ويبطله أيضا الواقع، يبطل هذا القول الواقع ، فإنّ كثيرا من المرضى يسألون الله عزّ وجلّ فيشفون.
وكثير من الواقعين في هلكة يسألون الله تعالى فيستجيب لهم.
كثير من النّاس وقعوا في مفازة مهلكة في البرّ وعطشوا فسألوا الله عزّ وجلّ فأنشأ الله لهم سحابا فأمطرت واستقوا ورووا، نعم.
وكلامهم هذا يكذّبه الواقع، ونقول لهم: ثالثا إنّنا نقول: إنّ هذا الشّيء حاصل بالدّعاء، وأنت قد كتب عليك أن تدعو وأن يأتيك المطلوب، هذا أمر لا بدّ منه.
هل تصح زيادة ( إنك عفو كريم)؟
الشيخ : لا ما هي صحيحة، عفوّ فقط، نعم.
هل الخطاب الوارد في الحديث لعموم الأمة؟
السائل : شيخ .
الشيخ : ما هي؟
السائل : في قول من الأقوال الباطلة : إن الله لا يحب، وهذا فيه إثبات لمحبّة الله.
الشيخ : نحن ما ذكرناها؟
الطالب : لا.
الشيخ : إيه تريد أن نخصّص المحبّة؟
السائل : نعم.
الشيخ : وهذه أيضا فائدة.
السائل : خصصناها يا شيخ .
الشيخ : وين؟
السائل : قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لعائشة قولي: ( اللهم ... ).
الشيخ : لا، الخطاب لها : قولي ( اللهمّ إنّك عفوّ ) ، لكن نقول كما قلنا سابقا وكثيرا : إنّ الخطاب الموجّه لواحد من الأمّة هو لجميع الأمّة ، لأنّه ليس هناك حكم يخصّص بشخص لعينه أبداً على القول الرّاجح : " أنّه ليس هناك حكم يخصّص لشخص بعينه أبدًا " ، فاهمين القاعدة هذه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، لو قال قائل ينتقض عليك هذا بخصائص النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟
الطالب : ما هي؟
الشيخ : نقول خصّ بأنّه نبيّ ورسول ...
لو قال قائل: ينتقض عليك هذا بحديث أبي بردة بن نيار حيث قال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عَناق استأذن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يذبحها بعد صلاة العيد قال: ( لن تجزئ عن أحد بعدك ).
الطالب : بعد حالك هذا.
الشيخ : إيه نقول: لن تجزئ عن أحد بعد حالك، بعدك أي: بعد الحال التي جرت لك أو بعد حالك، وليس المعنى بعد حالك شخصيّا، ويرى شيخ الإسلام أنّه لو أنّ أحدا جرى له مثل ما جرى لأبي بردة بن نيار فإنّه تجزئ عنه.
ولو قال قائل: ينتقض عليك هذا بقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للرّجل الذي زوّجه المرأة بما معه من القرآن قال: ( إنّها لن تجزئ عن أحد بعدك مهرًا )؟
قلنا: الحديث ضعيف، لا يصحّ وانتهينا، واضح؟
طيب، ولو قال قائل: ينتقض عليك هذا بقصّة سالم مولى أبي حذيفة، فإنّ سالما مولى أبي حذيفة قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لزوج حذيفة: ( أرضعيه تحرمي عليه )، وأنت لا تقول بأنّ رضاع الكبير نافع؟
الطالب : خاصة.
الشيخ : طيب، هذا فيه أجوبة:
منهم من قال: إنّه ليس بخاصّ، وأنّه يجوز للمرأة أن ترضع الكبير وتصير أمّه من الرّضاع، نعم، قالوا كيف ترضعه وهي ليست محرما له؟ شلون يرضع منها؟
قال تحلب بكأس وترضعه، يمكن ولاّ ما يمكن؟
الطالب : يمكن.
الشيخ : يمكن، وهذا قول الظّاهريّة، الظّاهريّة يقولون: رضاع الكبير مؤثّر
والذين قالوا بعدم تأثيره أجابوا عن الحديث بأنّه منسوخ، وهذا الجواب ليس بصواب، لأنّ من شروط النّسخ العلم بالتّاريخ، بتأخّر النّاسخ.
طيب قالوا: هذا خاصّ بسالم مولى أبي حذيفة!
قلنا: أين الدّليل على الخصوصيّة والأصل العموم.
قالوا: هذا خاصّ بمثل حال مولى أبي حذيفة!
قلنا: هذا صحيح، إذا وجد إنسان بهذه المثابة فإنّ إرضاعه صحيح× لكن بعد بطلان التّبنّي لا يمكن أن يوجد، أي نعم، على كلّ حال نقول: ما فيه حكم يكون للتّخصيص وهذا كلّه تعليق على كلام الأخ ناصر.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ). متفق عليه .
أوّلا: نسأل ما المناسبة في ذكر الحديث في باب الإعتكاف؟
المناسبة أنّه لمّا كان الإعتكاف خاصّا بالمساجد أتى المؤلّف بما هو أخصّ من الاعتكاف وهو شدّ الرّحال، حيث لا يجوز شدّ الرّحال إلاّ لهذه المساجد، فالاعتكاف خاصّ بالمساجد وشدّ الرّحال أخصّ حيث لا يجوز إلاّ لهذه المساجد الثلاثة.
طيب وأمّا استنباط بعض الشّرّاح أنّ المؤلّف يريد الإشارة إلى أنّ الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة لا يصحّ ، فليس بصواب ، لأنّ المؤلّف ممّن يرون جواز الاعتكاف في غير المساجد الثّلاثة، لكن السّبب هو ما أشرنا إليه أوّلا.
طيب يقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ( لا تشدّ الرّحال ) لا نافية ولاّ لا؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : بدليل ضمّ الفعل، ولو كانت ناهية؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، لجزم وأيضا لكانت: لا تشدّوا، نعم.
الرّحال: معروف الرّحل هو الذي يوضع على البعير ليركب.
وقوله: ( إلاّ لثلاثة مساجد ) أين المستثنى منه؟
المستثنى منه محذوف وإنّما حذف للعموم، ليشمل شدّ الرّحل إلى المساجد الأخرى، يعني لا تشدّ الرّحال لأيّ مسجد إلاّ إلى المساجد الثّلاثة، وإلى الأماكن الأخرى التي يعتقد من يشدّ الرّحال إليها أنّ لها مزيّة كالذين يشدّون الرّحال إلى القبور، لأنّ القبور أماكن.
طيب وهل يعمّ شدّ الرّحل إلى البلاد الأخرى لطلب العلم؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا يشمل، لأنّ الشّادّ لطلب العلم ليس شادّا للمكان ولكن للعلم، وقد ثبت عن الصّحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم أنّهم يشدّون الرّحال لطلب العلم.
قوله: ( إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ) إلى آخره، في هذا تفصيل بعد الإجمال، الإجمال في قوله؟
الطالب : ثلاثة مساجد.
الشيخ : ثلاثة مساجد، والتّفصيل المسجد الحرام، وقد ذكرنا أنّ هذا من أساليب اللغة العربيّة التي يقصد بها تثبيت الكلام في هن السّامع، كيف ذلك؟
لأنّ السّامع إذا جاءه الإجمال تشوّق ذهنه إلى التّفصيل والتّبيين ، فإذا قال : ( إلى ثلاثة مساجد ) بدأ الذّهن يقول وش المساجد هذه، ويدوّر ويطلب، فإذا جاء التّعيين ورد على ذهن متشوّف ومتشوّق أيضا إلى معرفة هذا الشّيء كما لو قلت : عندي لك ثلاثة وش؟
الطالب : تشوف.
الشيخ : تشوّف، وش الثّلاثة هؤلاء، ثلاثة كتب، ثلاثة ريالات، ثلاثة أقلام، ثلاثة دراهم، وش هي؟
المهمّ أن يعود الذّهن كلّ مذهب، فإذا قلت: ثلاثة دراهم ورد هذا التّعيين على ذهن متشوّف ومتشوّق إلى البيان.
المسجد الحرام هو مسجد مكّة، وسمّي حرامًا لحرمته وتحريمه.
والثاني: ( مسجدي هذا ) يعني المسجد النّبويّ.
الثّالث: المسجد الأقصى الذي في فلسطين.
هذه المساجد كلّها وضعت وأسّست على التّقوى:
المسجد الحرام من الذي رفع قواعده؟
إبراهيم، والمسجد الأقصى يعقوب، ولكنّه جُدّد على عهد سليمان، ولهذا سئل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كم بينهما؟ الكعبة والمسجد الأقصى؟ قال: أربعون سنة، لأنّ المدّة بين إبراهيم ويعقوب قريبة.
أمّا سليمان فإنّه بناه تجديداً.
طيب المسجد النّبويّ بناه من؟
الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فهو آخرها لكنّه في الفضل أفضل من المسجد الأقصى، لأنّ الصّلاة في المسجد النّبوي خير من ألف صلاة فيما عداه إلاّ المسجد الحرام، والمسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما عداه، والأقصى بخمسمائة صلاة، فأفضلها إذن المسجد الحرام.
17 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ). متفق عليه . أستمع حفظ
فوائد حديث ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ).
الطالب : التّحريم.
الشيخ : التّحريم.
طيب لو أنّ أحدًا شدّ الرّحل لا من أجل فضل البقعة ولكن ليشاهد مثل أن يقال له: إنّه قد بني في الرّياض مسجد عظيم البناء، فخم، واسع، مكيّف، ملألأ نعم بالثّريّات وغيرها، فشدّ الرّحل لينظر إليه، إيش تقولون؟
الطالب : جائز.
الشيخ : هاه؟
الطالب : جائز.
الشيخ : جائز، ما شددت الرّحل لاعتقاد أنّ فيه فضيلة.
الطالب : يشدّ الرّحل لكي ينكر.
الشيخ : ههه، هذا يكون طيّب، لو شدّ الرّحل لغار حراء للتّبرّك أو التّعبّد فيه؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : لا يجوز؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : طيب، غار ثور؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : المساجد السّبعة في المدينة؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : والسّبعة هذه الظاهر أنّها ليست بصواب، أنّها من خرافات المزوّرين نعم وليست بصحيحة.
الطالب : هي ثمانية يا شيخ.
الشيخ : هي ثمانية؟
الطالب : ثمانية نعم.
الشيخ : يمكن هذا جديد، طيب على كلّ حال كلّ مكان يشدّ الرّحل إليه من أجل التّعبّد لله فهذا لا يجوز إلاّ هذه المساجد الثّلاثة.
طيب لو أنّ رجلا شدّ الرّحل إلى مسجد ليتلقّى العلم فيه لأنّ خطيبه مؤثّر، يشدّ الرّحل للمسجد من أجل الخطيب يجوز ولاّ لا؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لأنّه ما شدّه للمسجد، شدّه لطلب العلم، حتى من القصيم إلى الرّياض أو من الرّياض إلى القصيم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، ما دام الغرض من ذلك هو نفس الشّخص الذي ذهب إليه، لو يخطب في مسجد آخر؟
الطالب : ذهب إليه.
الشيخ : ذهب إليه، فإذن البقعة ليست مقصودة عنده.
طيب كأنّي سمعت سائلا يقول: شدّ الرّحل إلى مسجد قباء يجوز ولاّ لا؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا يجوز يا أخي، لأنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يخرج إليه كلّ سبت ماشيا فليس ممّا تشدّ إليه الرّحال.
طيب لماذا خصّت هذه المساجد بجواز شدّ الرّحل إليها؟
نقول: لفضلها من جهة لأنّها أفضل بقاع الأرض، ومن جهة أخرى لكثرة الثّواب فيها: فالمسجد الحرام كما سمعتم بمائة ألف صلاة، والمسجد النّبوي بألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام، المسجد الأقصى خمسمائة، هذا التّضعيف نسأل أوّلا:
هل هو خاصّ بالفرائض أو بالفرائض والنّوافل؟
الطالب : بالفرائض والنوافل.
الشيخ : فيه خلاف بين العلماء، بعضهم يقول: هذا خاصّ بالفرائض لأنّها هي التي تطلب في المساجد، ولأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال في المدينة : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة ) إذن لما قال: ( إلاّ المكتوبة ) علمنا أنّ الفضل في هذه المساجد إنّما هو؟
الطالب : في الفرائض.
الشيخ : في المكتوبة، في الفرائض فقط، أمّا النّوافل فليس فيها فضل، بل البيوت أفضل منها، أفضل منها؟!
أنا بيتي بجانب المسجد الحرام، أذّن المؤذّن لصلاة الظّهر هل الأفضل أن أصلّي الرّاتبة في بيتي أو أخرج إلى المسجد فأصلّي الرّاتبة فيه؟
الطالب : في البيت.
الشيخ : في بيتك، لا شكّ في هذا، وكذلك نقول في المسجد النّبوي.
طيب أيّهما أفضل أصلّي القيام في المسجد الحرام خلف الإمام أو في بيتي؟
الطالب : في المسجد الحرام.
الشيخ : في المسجد الحرام؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، إذن ننتقل إلى القول الثاني: ما دمنا نقول الفرائض القيام ليس من الفرائض، لكن ننتقل إلى قول آخر يقول ما سنّ في المسجد فهذه المساجد الصّلاة فيها خير من ألف صلاة في المسجد النّبوي وبمائة ألف صلاة في المسجد الحرام وبخمسمائة صلاة في المسجد الأقصى.
ما شرع في المساجد -انتبه- نعم مثل قيام اللّيل في رمضان مشروع في المساجد فهو أفضل من المساجد الأخرى ولاّ لا؟
طيب تحيّة المسجد، إذا دخلت وصلّيت تحيّة المسحد، فتحيّة المسجد في المسجد الحرام؟
الطالب : بمائة ألف.
الشيخ : وفي المسجد النّبوي، خير من ألف صلاة فيما عداه إلاّ المسجد الحرام وهكذا.
طيب الكسوف إذا قلنا إنّها سنّة؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : كذلك، تكون أفضل من غيرها.
طيب ركعتا الطّواف؟
الطالب : خاصة بالمسجد الحرام.
الشيخ : هذه خاصّة ما فيه ركعتا طواف إلاّ في المسجد الحرام فقط.
الطالب : صلاة الجنازة؟
الشيخ : صلاة الجنازة نعم، ولهذا صلاة الجنازة أفضل من غيرها في غير هذه المساجد.
إن قلنا بجواز الصّلاة على الجنازة في المسجد، لأنّ المسألة خلافيّة، ولا شكّ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في عهده كان هناك مصلّى للجنائز غير المسجد، والصّلاة على الجنائز في المسجد في عهد الرّسول قليل، لكنّه ثبت أنّه صلّى عليها في المسجد.
يقال إنّ رجلا أظنّه من الخلفاء قال: لله عليّ نذر أن أقوم بعبادة لا يشاركني فيها أحد حين فعلها !
طيب قالوا: الصيام يمكن أصوم أنا وفيه ناس آخرين صائمين، الصّلاة كذلك، قراءة القرآن كذلك، فذهبوا إلى عالم من العلماء وسألوه قال: أخلوا له المطاف، يعني: لا تتركون أحدًا يطوف واتركوه يطوف لوحده .
وش يصير هذا ؟
صحيح يكون تعبّد لله بعبادة ما شاركه فيها أحد، فكأنّ الأخ إبراهيم يقول فيها تثبيط هل يجوز أو لا يجوز؟
نقول: هذه المسألة هذا حلّها، أمّا كونها يجوز أو لا يجوز فيمكن أن يأتي إلى المطاف وهو خالي ، يعني في أزمان مضت تأتي إلى المطاف في اللّيل في وسط اللّيل ما تجد أحدًا أبدًا نعم نحن أدركناها قبل أن يسهل الوصول إلى المسجد الحرام، تأتي آخر اللّيل ما تجد أحدًا نعم يمكن يخلو لك المطاف، أو يقال مثلا إذا كان هذا من الخلفاء وجاء إلى البلد الحرام يطلب من النّاس يقول: اسمحوا لي جزاكم الله خيرا نعم.
المهمّ على كلّ حال حلّ هذه المسألة.
طيب سؤال هل التّضعيف خاصّ بالمسجد حين حياة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أمّا أنّ الزّيادة داخلة فيه؟
الصّحيح أنّ الزّيادة داخلة فيه، وأنّه لو زيد المسجد النّبويّ حتى بلغ كلّ المدينة مثلا فهو داخل في هذا الحكم.
طيب المسجد الحرام هل الصّلاة خاصّة في المسجد الذي هو مكان الكعبة، يعني: المسجد الذي فيه الكعبة أو عامّ في جميع الحرم؟
هذه المسألة فيها خلاف بين العلماء، والصّحيح : أنّه خاصّ بالمسجد الذي فيه الكعبة ، هذا هو الصّحيح لقوله تعالى: (( يا أيّها الذبن آمنوا إنّما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا )) ووجه الدّلالة منه؟
( لا تشدّ الرّحال إلاّ لثلاثة مساجد ): ما فيها إشكال، الإشكال في تضعيف الصّلاة هل يختصّ بالمسجد نفسه، المسجد الذي تشدّ إليه الرّحال أو هو عامّ في جميع الحرم؟
تعرفون الحرم الذي تحيط به العلامات ، فهل التّضعيف أي: أنّ الصّلاة بمائة ألف صلاة خاصّ بالمسجد الحرام الذي فيه الكعبة والذي تشدّ الرّحال إليه، أو هو يعمّ جميع الحرم ؟
في هذا خلاف بين العلماء: فمنهم من قال: إنّه يعمّ جميع الحرم، وأنّ الذي يصلّي في منى مثلا كالذي يصلّي إلى جنب الكعبة، كلاهما صلاته بمائة ألف صلاة أعرفتم؟
قالوا: لأنّ هذا يسمّى المسجد الحرام، لقول الله تعالى: (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) : وقد أُسري به من بيت أمّ هانئ.
ولقوله تعالى: (( هم الذين صدّوكم عن المسجد الحرام والهديَ معكوفاً أن يبلغ محلّه )) ، ولقوله تعالى: (( يا أيّها الذين إنّما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام )) والمشرك لا يدخل في الأميال، لا يدخل حدود الحرم.
ولأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان مقيما في الحديبية، والحديبية بعضها من الحلّ وبعضها من الحرم، وكان مقيما في الحلّ، لكنّه يدخل فيصلّي في الحرم يعني داخل الأميال، وكونه يتكلّف الدّخول بأصحابه وهم ألف وأربعمائة نفر ليصلّي داخل الأميال يدلّ على أنّ هذا التّضعيف عامّ يعمّ جميع الحرم.
وقد ذهب إلى هذا كثير من أهل العلم ولكنّ ظاهر كلام علماء الحنابلة خلاف ذلك وأنّ التّضعيف خاصّ في المسجد نفسه الذي فيه الكعبة واستدلّوا لذلك بأنّ الحرم لا يسمّى مسجدا بل يسمّى مكّة، يسمّى حرما ولا يسمّى مسجدًا كما قال الله تعالى: (( وهو الذي كفّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكّة من بعد أن أظفركم عليهم )) ، (( ببطن مكّة )) ولم يقل: ببطن المسجد، وقال تعالى: (( إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للذي ببكّة )) ولو أنّ مكّة تسمّى مسجدا لكان المعنى: إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للذي بالمسجد، نعم.
ولأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ) : ومعلوم أنّ الإنسان إذا شدّ الرّحل إلى مسجد الشّعب في مكّة أو مسجد آخر غير الذي فيه الكعبة لقلنا: لا يجوز، لأنّه لو جاز شدّ الرّحل إلى مساجد مكّة غير المسجد الحرام الذي فيه الكعبة لكان شدّ الرّحل إلى كم مسجد؟
الطالب : كثير.
الشيخ : إلى مائة مسجد، كلّ مساجد مكّة
الطالب : آلاف.
الشيخ : لا ما هي آلاف مبالغة هذه.
طيب الدّليل الثالث: قوله تعالى: (( يا أيّها الذين إنّما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا )) وأنتم عرفتم قبل قليل أنّ هذه الآية استدلّ بها من قالوا بالعموم، ولكنّ الحقيقة أنّها عند التّأمّل تدلّ على خلاف العموم لماذا؟
لأنّ الله قال: (( فلا يقربوا المسجد الحرام )) ولم يقل: فلا يدخلوا المسجد الحرام، انتبه: لم يقل: فلا يدخلوا، والآن المشركون يجوز أن نمكّنهم من أن يقفوا على حدّ الحرم تماماً، أو لا؟
الطالب : بلى.
الشيخ : هذه الأميال مثلا يعني: قبل الأميال بشعرة يجوز أن نمكّنهم، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب لو كان المراد بالمسجد الحرام كلّ الحرم هاه؟
ما جاز أن نمكّنهم من قربان حدوده لأنّ الله يقول: (( فلا يقربوا المسجد )) فإذا منعناهم من دخول الأميال حينئذ منعناهم من قربان المسجد الذي في جوف مكّة الذي فيه الكعبة، واضح وإلاّ غير واضح؟
الطالب : واضح.
الشيخ : واضح، لو كان التّعبير القرآني: فلا يدخلوا المسجد الحرام قلنا: نعم لكن لا يقربوا، ومعلوم بالاتّفاق بين أهل العلم أنّ لهم التّمكّن من الوصول إلى أدنى نقطة من حدود الحرم.
هذا الدّليل الرّابع أو الثالث؟
الطالب : الرّابع.
الشيخ : الرّابع؟
الطالب : الثالث.
الشيخ : طيّب الذي بعده قوله تعالى: (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) ، من المسجد الحرام : وهذه الآية كما علمتم قبل قليل استدلّ بها من قالوا بالعموم ، ولكن نقول: لا، الذي ثبت في صحيح البخاري أنّه أُسري به من الحطيم: مِن الحِجر، والحِجر أين هو؟
الطالب : في الكعبة.
الشيخ : من الكعبة، فيكون: (( من المسجد الحرام )) أي : من المسجد الذي فيه الكعبة بل هو من الحجر، وفي بعض الرّوايات : ( بينما أنا نائم عند الكعبة ) : فيحمل على أن المراد بالكعبة هنا البناية القائمة لأنّ الذي في الحجر عند الكعبة.
طيب أمّا قوله تعالى: (( هم الذين صدّوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محلّه )) : فقد نستدلّ به على أنّ المراد بالمسجد الحرام المسجد نفسه الذي فيه الكعبة، كيف ذلك؟
لأنّ أهمّ مقصود في العمرة؟
الطالب : الطّواف.
الشيخ : الطّواف، هذا المقصود من العمرة الطّواف، ومن منع النّاس أن يدخلوا مكّة منعهم أن يدخلوا المسجد الحرام بالأولى، ولهذا قال : (( والهدي معكوفا أن يبلغ محلّه )) ولم يقل: أن يبلغ المسجد ، فدلّ ذلك على أنّ محلّ الهدي غير المسجد، (( والهدي معكوفا أن يبلغ محلّه )) .
طيب وأنّ حديث ابن عمر الذي كان الرّسول نازلًا في الحديبية ويصلّي الصّلوات في الحرم داخل الأميال فنحن نقول: نعم، نحن لا نمنع أن يكون الحرم أفضل من الحلّ، بل لا نشكّ أنّ الحرم أفضل من الحل، ولهذا : (( من دخله كان آمنا ))، حتّى الأشجار تأمن الأشجار التي ليست ملك الآدميّ تأمن من أن يقطعها أحد أو يقطع شيئا من أغصانها.
من حدود الأميال هذا مثلا عندنا شجرة فيها، عندنا شجرتان: إحداهما داخل الأميال والثانية خارج الأميال وبينهما متر، التي خارج الأميال لنا أن نجزها بعروقها، وتلك تقول : لا تأتوني لا تقطعوا منّي شيئا لأنّها داخل الحرم ، ونحن لا نشكّ أنّ الصّلاة في الحرم في داخل الأميال أفضل من الصّلاة في الحلّ لكنّ الكلام على أيّ شيء؟
على التّفضيل الخاصّ وهو التضعيف كذا؟
طيب ولأنّنا نقول: الأصل فيما خرج عن المسجد الحرام أن لا يدخل، الأصل أن لا يدخل، فإذا جاءنا فرد من أفراد العموم وليس العموم ظاهرا فيه فإنّنا نقول الأصل هاه؟
الطالب : عدم الدّخول.
الشيخ : عدم الدّخول، إذا لم يكن العموم ظاهرا في تناوله له فإنّ الأصل عدم الدّخول حتى يقوم دليل على دخوله، وهذا هو الذي ذكره ابن مفلح رحمه الله في كتاب *الفروع* ، حدّثتكم عن كتاب *الفروع سابقا، لأنّه كتاب يعتبر من أجمع كتب المذهب الحنبلي للأقوال في المذهب الحنبلي، بل ويشير إلى خلاف الأئمّة الثلاثة بل وينقل عن الظّاهرية وغيرهم، كتاب واسع الحقيقة من أحسن ما ألّف في كتب الفقه لكن فيه صعوبة في فهمه، لأنّه رحمه الله ضغطه لأجل الاختصار، فكان صعبا على طالب العلم المبتدئ، إلاّ أنّه كما قال بعضهم: " هو مكنسة المذهب " : يعني كلّ الذي في المذهب ما شاء الله جاله جميع ، يقول : إنّ هذا هو ظاهر كلام أصحابنا يعني: " أنّ المسجد الحرام هو المسجد الذي فيه الكعبة وهو ظاهر كلام أصحابنا " ، وهو كما علمتم ظاهر النّصوص، نعم، قال المؤلّف: " كتاب الحجّ ".
الطالب : نأخذ الفوائد.
الشيخ : اصبروا يا إخواننا، أنتم راجعتم الباب؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : صحيح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لو تسمعون أولا؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : إذا كان أكثر من أربعة.
الشيخ : نعم.
الطالب : من باب الحجّ.
الشيخ : ما حكم الاعتكاف عادل؟
الطالب : سنّة.
الشيخ : سنّة، الدّليل من القرآن والسّنّة؟
الطالب : من القرآن قوله تعالى: (( ولا تباشروهنّ وأنتم عاكفون في المساجد )).
الشيخ : نعم.
الطالب : ولا يقر إلا الشيء الذي يقره.
الشيخ : نعم أحسنت.
الطالب : ومن السّنّة حديث عائشة رضي الله عنها : ( كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا دخل العشر اعتكف ).
الشيخ : ( كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده ).
الطالب : ( كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده ).
الشيخ : نعم طيب، هل يصحّ الاعتكاف دون صوم؟ سامي؟
الطالب : فيه خلاف.
الشيخ : فيه خلاف، والرّاجح؟
الطالب : أنه يصح بلا صوم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : أنّه يصحّ بلا صوم.
الشيخ : أنّه يصحّ بلا صوم، الدّليل؟
الطالب : حديث عمر.
الشيخ : ما هو؟
الطالب : حديث عمر: ( أنّه نذر في الجاهلية أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام فأمره أن يوفي بنذره ) ولم يأمره بالصّوم، وحديث ابن مسعود : ( ليس على المعتكف صوم إلا أن يجعله على نفسه ).
الشيخ : طيب، هل يمكن أن نستدلّ يا حسين باعتكاف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في شوّال لقضاء الاعتكاف في رمضان؟
الطالب : قد نستدلّ بذلك بأنه لا يجب الصوم.
الشيخ : نعم، كلمة: قد نستدل معناها أنّ هناك شيئا آخر؟
الطالب : لا، هو الصّحيح.
الشيخ : هو الصّحيح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أيه، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : وقد لا نستدل !
الطالب : وقد لا نستدل.
الشيخ : سبحان الله ! طيب.