تتمة شرح الحديث : حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول إحدى بناته يدعوه إلى ابنها في الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمًى فمرها فلتصبر ولتحتسب فأعادت الرسول أنها قد أقسمت لتأتينها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن ففاضت عيناه فقال له سعد يا رسول الله ما هذا قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
1 - تتمة شرح الحديث : حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول إحدى بناته يدعوه إلى ابنها في الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمًى فمرها فلتصبر ولتحتسب فأعادت الرسول أنها قد أقسمت لتأتينها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن ففاضت عيناه فقال له سعد يا رسول الله ما هذا قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء أستمع حفظ
ما معنى قولنا أسماء الله من باب الإنشاء؟
الشيخ : معنى قولنا : أسماء الله من باب الإنشاء، الإنشاء وضع الشيء علامة ودلالة على شيء معين، وهذا إلى الله ليس لنا أن ننشئ اسما من أسماء الله لله بخلاف الخبر فإنه أوسع.
السائل : ... .
الشيخ : المضاف لا هذا وصف.
هل نقول بأن من لا يقبل أولاده يأثم للحديث؟
الشيخ : لا ما يأثم ولكنه محروم وقوله : ( إنما يرحم الرحماء ) يعني رحمة الخلق من أسباب رحمة الله وليس المعنى أنه لا يرحم إلا الرحماء.
هل من حرم الرحمة يتألم لفقده إياها؟
الشيخ : من حرم الرحمة لا شك أنه يتألم يعني سيندم على فوات الرحمة عليه .
ورد أن الله خلق الرحمة فهل ينافي هذا وصفه سبحانه بها؟
الشيخ : هي باعتبار أفرادها وآحادها هي صفة فعل.
السائل : لكن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أن الله خلق الرحمة ... .
الشيخ : الخلق هنا بالنسبة لصفة الله عز وجل أنه اتصف بها خلقها يعني اتصف بها ولما كانت الرحمة التي في الأرض مخلوقة أطلق الخلق على الرحمتين جميعا فخلق الرحمة باعتبار إضافته لله من باب اتصافه بها، وخلق الرحمة التي في الأرض واضح أنها مخلوقة هذا أحسن ما يجاب عنه فيقال كلمة خلق لفظ مشترك يفسر باعتبار رحمة المخلوق، يعني الرحمة التي في المخلوق يفسر على وجه، ويفسر باعتبار الرحمة التي لله عز وجل على وجه آخر.
باب : قول الله تعالى : (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) .
حدثنا عبدان عن حمزة عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم ).
الشيخ : باب قول الله تعالى : (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ))، أنا عندي نسخة لكن الظاهر ما هي صواب النسخة الأصلية التي عندي أنا الرزاق ونسخة عندي إن الله هو الرزاق وهذه أصح، إن الله هو الرزاق أصح إن الله هو الرزاق الرزاق صيغة مبالغة من الاسم وهو العطاء الرزق هو العطاء ومنه قوله تعالى : (( فارزقوهم منه )) أي أعطوهم منه وجاءت بصيغة المبالغة لأحد وجهين : إما لأنها من باب النسبة وأن الرزق وصف لازم لله وإما للمبالغة الدالة على الكثرة وذلك لكثرة من يرزقه الله عز وجل ولكثرة رزقه عز وجل فالرزاق إذن على وزن فعال يحتمل أن تكون للنسبة ويحتمل أن تكون للمبالغة لأن فعال تكون للنسبة كالنجار والحداد وأِبه ذلك، وتكون للمبالغة فإذا كانت للنسبة فيعني أن الله موصوف بهذه الصفة وإذا كانت للمبالغة فالمعنى كثرة من يرزقهم الله عز وجل وكثرة رزقه الذي يعطيه وقوله : (( هو الرزاق )) هو ضمير فصل يدل على الحصر فالرزاق بصيغة المبالغة لا تكون إلا لله أما الرازق أو رزق يرزق فتكون لله وللمخلوق وقوله : (( ذو القوة )) ذو بمعنى صاحب والقوة هي الفعل بلا ضعف وليست هي القدرة لأن القدرة الفعل بلا عجز والقوة الفعل بلا ضعف والدليل قوله تبارك وتعالى : (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة )) ولم يقل ثم جعل بعد ضعف قدرة، وقال عز وجل : (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا )) قال : (( ليعجزه )) ثم قال : (( كان عليما قديرا )) ولم يقل عليما قويا لأن العجز ضده القدرة، والضعف ضده القوة، طيب أيهما أكمل القدرة أو القوة ؟ القوة أكمل ويظهر ذلك بالمثال لو قيل لك احمل هذا الحجر فأردت أن تحمله فعجزت أن تقله عن الأرض فأنت الآن غير قادر أليس كذلك غير قادر ما تقدر، ولو قيل لك احمل هذا الحجر فحملته لكن بمشقة فأنت الآن قادر غير قوي ولو قيل لك احمل هذا الحجر فحملته بسهولة حتى رفعته إلى فوق فأنت الآن قوي إذن القوة أكمل من القدرة لأن كل قوي قادر وليس كل قادر قويا، ما الذي يقابل القوة ؟ الضعف لهذا تقول فلان قوي غير ضعيف ولا تقول فلان قوي غير عاجز وتقول فلان قادر غير ولا غير ضعيف؟ غير عاجز. هذا فرق بين القوة والقدرة، فرق آخر أن القوة تكون في الحيوان والجماد، والقدرة تكون في الحيوان فقط عرفتم، تقول هذا الحديد قوي ولا لا ولا ما تقول هذا حديد قوي، هذا حديد قادر لا تقول، إذن لا يوصف بالقدرة إلا ما كان ذا روح، طيب تقول الفيل قوي أو تقول قادر، كلاهما. الإنسان قوي أو قادر، كلاهما . وقوله عز وجل : (( المتين )) أي الشديد القوة هذا معنى المتين فهو ذو قوة شديدة ذو القوة المتين في هذه الآية من أسماء الله ثلاثة ما هي ؟ الله والرزاق والمتين، وفيها من صفات الله أربعة الألوهية والرزق والقوة والمتانة، ثم جاء المؤلف رحمه الله بحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا أحد ) إن شاء الله يأتي الكلام عليه.
كلام صاحب الفتح في تفسير الرحمة أنها إرادة الإنعام أو إرادة الإحسان أو الإنعام نفسه أو الإحسان نفسه وهذا تحريف للرحمة عن معناها الحقيقي لأن الرحمة صفة تتعلق بالراحم لكن هم أعني الأشاعرة وأشباههم لا يثبتون من الصفات إلا ما دلت عليه عقولهم وينكرون من الصفات ما لم تدل عليه عقولهم وإن كان العقل يدل على أنها ثابتة لله عز وجل فالرحمة ينكرون أن يوصف الله بها يقول لأن الرحمة رقة ولين والله عز وجل يقول : (( ذو القوة المتين )) وحينئذ تفسر الرحمة بأنها إرادة الإنعام أو الإنعام نفسه أما تفسيرها بالإنعام عندهم فظاهر لأن الإنعام نعمة منفصلة بائنة عن الله والإرادة ثابتة عندهم لا ينكرونها ولكننا نقول هذا تحريف للكلم عن مواضعه لأن الإرادة إرادة الإنعام أو الإنعام تكون بعد الرحمة فالإرادة مترتبة على الرحمة لأن الرحيم هو الذي يريد الإنعام والإحسان فتفسير الرحمة بما كان من آثارها تحريف للكلم عن مواضعه ولهذا نقول نحن نثبت أن لله سبحانه رحمة يرحم بها من يشاء وأن هذه الرحمة إذا كانت رقة في المخلوق فإنها لا تكون كذلك في الخالق لأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير - يرحمك الله - على أننا لا نسلم لهم أن الرحمة رقة فقد يكون الرجل القوي الشجاع أو السلطان القوي النافذ أمره يكون رحيما ولا يقتضي ذلك شيئا ينقص من سلطته قدرته وقوته، أما الحديث الباقي وهو في تفسير قوله .
السائل : ... .
الشيخ : نحن قلنا أنه قاله في الفتح ناقلا أو ذاكرا أو مقرا هو أراني إياها الآن عندك هي، على كل حال معروف مذهب الأشاعرة هو هذا، أنهم لا يؤمنون أن لله رحمة مع العلم بأنهم يقولون الدليل العقلي على الإرادة هو التخصيص هذا هو الدليل العقلي ثم لا يستدلون عقلا على الرحمة بما ينعم الله به على العباد، المطر والنبات والصحة والأمن من آثار الرحمة وكونه من آثار الرحمة يدركه كل أحد حتى العامي، العامي إذا خرج من بيته ورأى المطر قال هذا من رحمة الله، لكن العامي لا يدري أن السماء والأرض والجبال والمخلوقات أنها تدل على الإرادة وهذا من الغرائب، مما يدلك على أن الإنسان إذا اعتمد على عقله ضل.
السائل : ... .
الشيخ : لا هو أحيانا ينقل ويرد أنا قرأت كم صفحة من أول كتاب التوحيد ينقل ويرد إما بنفسه ولا ينقل عن غيره الرد فإذا لم يرد معناه أنه مقر.
هل يقال إن ابن حجر أشعري خالص وكيف يعتذر له فيما وقع فيه من التأويل؟
الشيخ : لا ما نقول أنه أشعري خالص لا الأشاعرة ليسوا يخالفون أهل السنة في الصفات فقط يخالفون أهل السنة كما قال الشيخ سفر الحوالي " في أكثر من أحد عشر مسألة في العقيدة " ما هي المسألة في الصفات فقط فإذا رأينا رجلا أوّل في بعض نصوص الصفات لا يمكن أن نقول أنه أشعري حتى نسبر حاله وننظر.
السائل : ... .
الشيخ : هذا رأيه ولكن مخالف لرأي السلف إذا تبين أنه أوّل هو بنفسه.
الباب الذي ترجم له المؤلف باب : قول الله تعالى : (( أنا الرزاق ذو القوة المتين )) أو القراءة المشهورة (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) تكلمنا على معنى هذه الآية ثم ساق المؤلف حديث أبي موسى الأشعري قال :
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما أحد أصبر على أذًى سمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم
الشيخ : ثم ساق المؤلف حديث أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله ) عندكم أصبرُ ولا أصبرَ مشكلة بالوجهين إذا قلنا ما أحد أصبرُ فهذه لغة تميم، وإذا قلنا ما أحد أصبرَ فهذه لغة قريش لأن قريشا يجعلون ما النافية تعمل عمل ليس بشروط معروفة، والتميميون يرونها لا تعمل وقد قال الشاعر :
" ومهفهف الأعطان قلت له انتسب *** فأجاب ما قتل المحب حرام "
صار تميميا ليش ؟ لأنه لم يقل قتل المحب حراما لو قال ما قتل المحب حراما صار قرشيا قوله : ( ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله ) أصبر على أذى في هذا وصف لله عز وجل بالصبر والتحمل من عباده وفيه إثبات الأذية لله عز وجل أن الله سبحانه وتعالى يتأذى ولكن هل الصبر صفة عيب أو صفة كمال ؟ لا شك أنه صفة كمال وأن الإنسان يثني عليه بالصبر والرب عز وجل يثني عليه بالصبر، الأذى هل التأذي بما يؤذي صفة نقص، لا ليست صفة نقص لأنه لا يلزم من الأذى الضرر ولهذا نقول إن الله سبحانه وتعالى يتأذى ولكنه لا يتضرر كما قال الله تعالى : (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة )) هذا في القرآن وفي الحديث القدسي : ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ) لكنه قال في القرآن : (( ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا ... )) وقال في الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ) والأذى لا يدل على ضعف المتأذي فإن الرجل قد يتأذى بالرائحة الكريهة ولكنها لا تضره ولا يدل على ضعفه بل قد يدل على كماله إذا تأذى بما يؤذي حقيقة يقول : ( يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم ) يعني أنهم يقولون أنا عندي يدعون ولا يدّعون عندكم نسختان يدّعون له الولد أي يقولون إن لله ولدا كما قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقال المشركون الملائكة بنات الله وهو يعافيهم ويرزقهم هذه نتيجة الصبر أنه يعافيهم ويرزقهم مع أنهم يدعون له الولد ودعوى الولد لله عز وجل تتضمن شيئين : الشيء الأول تكذيب الله عز وجل فإن الله عز وجل نفى أن يكون له ولد بل نزه نفسه عن ذلك : (( سبحانه أن يكون له ولد )) والشيء الثاني : وصف الله بالنقص لأنه لا يحتاج إلى الولد إلا من كان ناقصا يحتاج إلى الولد ليعينه في مهماته وليبقى نسله بعده، لأن الإنسان إذا مات بلا نسل نُسي ولم يأت له ذكر اللهم إلا من علم أو صدقة جارية أو ما أشبه ذلك، على كل حال هؤلاء آذوا الله عز وجل بدعوى الولد ومع ذلك يعافيهم ويرزقهم ولولا صبره تبارك وتعالى لأهلكهم (( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة )) إذن الشاهد من هذا الحديث قوله : ( يعافيهم ويرزقهم ) يعافيهم في أبدانهم من الأمراض ويعافيهم في أعراضهم من أن تنتهك ويرزقهم أيضا مع العافية رزق وفي هذا الحديث من الصفات الصبر لله إثبات صفة الصبر لقوله : ( ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله )، وهل هو حقيقي ؟ الجواب نعم حقيقي ولكنه لا يشبه صبر المخلوق لأن المخلوق قد يصبر لكن مع تضجر وتململ أما الرب جل وعلا فلا لا يلحقه من صبره شيء كما يلحق المخلوق من صبره، وفيه إثبات أن الله يرزق ويعافي لقوله : ( يعافيهم ويرزقهم ) وهل نشتق من يرزقهم اسما ؟ لا لكن جاء الاسم إن الله هو الرزاق هل نشتق من يعافي اسما ؟ لا ولهذا لا يسمى الله بالمعافي لكن يُخبر عنه أنه يعافي من الأمراض القلبية والبدنية ( واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ).
السائل : ... .
الشيخ : الحلم ألا يعجل بالعقوبة مع أنه قدر لا يصبر لكن الصبر يتحمل نحن نقولها بالنسبة لنا، يتحمل الإنسان ولا يفكر بالعقوبة والحليم يفكر بالعقوبة ولكنه لا يعجل.
السائل : ... .
الشيخ : ذو القوة هذا ليس من أسماء الله لكن يقال يا ذا الجلال والإكرام يا ذا القوة نعم.
السائل : ... .
الشيخ : قال الله عز وجل : (( ولله الأسماء الحسنى )) لا بد أن يكون هذا الاسم لا يحتمل النقص بوجه من الوجوه ولقد ذكرنا لكم الأقسام الأربعة السابقة فلتكن منكم على بال.
8 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما أحد أصبر على أذًى سمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم أستمع حفظ
باب : قول الله تعالى : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدً )) و : (( إن الله عنده علم الساعة )) و : (( أنزله بعلمه )) و : (( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه )) و : (( إليه يرد علم الساعة )) . قال يحيى : الظاهر على كل شيء علماً ، والباطن على كل شيء علماً .
باب قول الله تعالى : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا )) (( وإن الله عنده علم الساعة )) (( وأنزله بعلمه )) (( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه )) (( إليه يرد علم الساعة )). قال يحيي : " الظاهر على كل شيء علما الباطن على كل شيء علما ".
الشيخ : هذه الترجمة ترجمة لإثبات صفة العلم لله عز وجل والعلم لله عز وجل ثابت وجاء على وجوه متعددة وهو أعني العلم إدراك المعلوم على ما هو عليه هذا هو العلم فقولنا : إدراك خرج به الجهل البسيط وقولنا على ما هو عليه خرج به الجهل المركب لأن الجهل عندهم نوعان جهل بسيط وهو عدم العلم وجهل مركب وهو أن يكون الإنسان جاهلا ويجهل أنه جاهل ولهذا قيل إنه مركب من جهلين الجهل بالواقع والجهل بحاله وأضرب لهذا مثلا يتبين به ذلك سألنا رجلا متى كانت غزوة بدر ؟ فقال كانت غزوة بدر في رمضان في السنة الثانية بماذا تصفون هذا المجيب ؟ بأنه عالم لأنه ذكر أمرا على ما هو عليه، وسألنا رجلا آخر فقلنا له متى كانت غزوة بدر ؟ فقال كانت في السنة الخامسة من الهجرة هذا جاهل جهلا مركبا وسألنا الثالث فقلنا متى كانت غزوة بدر ؟ قال لا أدري فهذا جهل بسيط، فالرب عز وجل عالم أي مدرك للمعلومات على ما هي عليه ثم إن الله سبحانه وتعالى أزلي أبدي هذا واحدا وعلم الله سبحانه وتعالى عام شامل لكل شيء جملة وتفصيلا حتى دبيب النمل في أي وقت من أوقات الدنيا يعلمها تفصيلا يعلم أين تضع النمل خطوها تفصيلا كل شيء يعلمه جملة وتفصيلا لأن الله خلق كل شيء والخالق لا بد أن يكون عالما كما قال تعالى : (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) ثالثا علم الله لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان كما قال موسى : (( علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى )) إذن علم الله واسع شامل أزلي أبدي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان .
9 - باب : قول الله تعالى : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدً )) و : (( إن الله عنده علم الساعة )) و : (( أنزله بعلمه )) و : (( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه )) و : (( إليه يرد علم الساعة )) . قال يحيى : الظاهر على كل شيء علماً ، والباطن على كل شيء علماً . أستمع حفظ