فتاوى جدة-29
ما حكم تجويد القرآن؟
الشيخ : من الاجتهاد والاستنباط ومجال الخلاف في هذا النوع من المسائل واسع في اعتقادي أن علم التجويد يقوم أيضا على هذه الأنواع يعني بعضها منقول النص بالرواية فيجب الوقوف عندها وبعضها من آراء واجتهادات بعض العلماء علماء التجويد وأنا شخصيا ما درست علم التجويد دراسة تخصص وإن كنت ختمت القرآن على والدي رحمه الله على قراءة حفص لكن ما درست هذه المسائل دراسة واسعة إلا إني أعتقد أن ابن الجزري هو من العلماء القلائل الذين جمعوا التخصص في بعض العلوم الشرعية كعلم التجويد وعلم الحديث إذا هو ذكر حكما فالمفروض أنه ينبغي أن يذكره مقرونا بالدليل فإذا ذكر الدليل وجب التمسك به وإلا فتكون الدعوة كالمسائل الأخرى التي وقعت في الفقه وليس لها دليل ملزم بالأخذ به هذا كمقدمة للجواب أذكره والمقصود من ذلك أن أهل التخصص في هذا العلم هم أولى بالإجابة عن مثل هذا السؤال لكني أعلم أن في بعض الأحاديث الصحيحة طبعا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر قوله المشهور ( أنزل القرآن على سبعة أحرف ) ذكر أن من الأحرف الزائدة أن القارئ إذا ذكر سميعا بصيرا مكان عليما ونحو ذلك من العبارات التي ما تغير أصل معنى الآية فلا يجعل آية رحمة مكان آية عذاب أو آية عذاب مكان آية رحمة فيكون هذا من التوسعة التي جاء بها الرسول عليه السلام عن ربه في السبعة أحرف فإذا نظرنا إلى هذه التوسعة فأجد أن ما نقلته آنفا فيه تضييق لا يتجاوب مع هذه التوسعة المذكورة في هذا الحديث لذلك فأنا أجد في نفسي حاجة إلى أن أتسائل هل ذكر ابن الجزري بما ذكرته دليلا ولا مجرد قول
السائل : هذا ذكر له دليلا في كتاب النثر وكتاب النشر من هذه الأدلة قوله ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) هذا الحديث ... عن الأحاديث إنه كذلك القرآن بأنه نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد لك عن رسول صلى الله عليه وسلم يكون قد كذب ؟
الشيخ : الكلام صحيح لكن هل كان البحث في المتعمد أم في المخطئ ؟
السائل : لا هذا في المتعمد .
الشيخ : طيب هل أعيد ألفاظ ابن الجزري حيث قال .
السائل : الكلام السابق .
الشيخ : الكلام السابق .
السائل : الكلام السابق يقول في الجزرية :
" الأخذ بالتجويد حتم لازم *** من لم يصحح القرآن آثم " كذلك رواية : " من لم يجود القرآن آثم .
لأنه به الإله أنزلا *** وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضا حلية التلاوة *** ... " . إلى بقية الأبيات
الشيخ : إي هذا اتخذوه المسلمين ... إذا ما حمل على غير القاصد أما الذي قصد أن يتعلم التجويد ثم ... حين قدر منه هذا عاطل !
السائل : طيب حجة الذين قالوا يعني حاولوا أن ينكروا التجويد استدلوا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث أنس أنه كان يقرأ بسم الله الرحمن بالرحمن الرحيم وقالوا هذا عند علماء التجويد ليس فيه مد فكيف كان الرسول يمد وعلماء التجويد يقولون ليس فيه مد .
الشيخ : كيف ما فيه مد ؟
السائل : هم يقولوا كذا يقولون هذا طبيعي لا يعتبر مد نحن قلنا هذا مد طبيعي قالوا لا الرسول كان يمد يعني زاد عن الطبيعي ؟
الشيخ : هذا حجة عليهم أنه في المد قوله كما هو مذكور في كتب التجويد حركتان فمن أين لهم أن الرسول كان يمد أكثر عن المد الطبيعي من أين لهم أن الرسول عليه السلام كان يمد أكثر إي لا شك أن كل علم له أهل متخصصون به فهم أدرى به من غيرهم ولذلك فلا يسمع للغير كلام يشبه كلام المتخصصين فيه والشأن في هذا العلم كالشأن في علم الحديث وفي الفقه ولكل علم اختصاص والمرجع إلى أهل الاختصاص كما هو الشأن في كل علوم التجريب الموجودة اليوم في هذه الحياة فالمرجع في علم التجويد إنما هو إلى أهله وبخاصة أن النبي عليه الصلاة والسلام بأن يقول ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) .
السائل : ماذا يعني قوة هذا الحديث كثير من الثقات وهذا ليس حجة يعني بالإستناد والاعتماد عليه .
الشيخ : فنرجع إلى السند فالمرجع في ذلك علم الجرح والتعديل وفي اعتقادي أن الأسانيد المتأخرة ... فكل سند ينبغي أن يدرس على حدة ولا في الحديث وفي علم التجويد من قرّاء مشهودين .
السائل : هذا ذكر له دليلا في كتاب النثر وكتاب النشر من هذه الأدلة قوله ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) هذا الحديث ... عن الأحاديث إنه كذلك القرآن بأنه نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد لك عن رسول صلى الله عليه وسلم يكون قد كذب ؟
الشيخ : الكلام صحيح لكن هل كان البحث في المتعمد أم في المخطئ ؟
السائل : لا هذا في المتعمد .
الشيخ : طيب هل أعيد ألفاظ ابن الجزري حيث قال .
السائل : الكلام السابق .
الشيخ : الكلام السابق .
السائل : الكلام السابق يقول في الجزرية :
" الأخذ بالتجويد حتم لازم *** من لم يصحح القرآن آثم " كذلك رواية : " من لم يجود القرآن آثم .
لأنه به الإله أنزلا *** وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضا حلية التلاوة *** ... " . إلى بقية الأبيات
الشيخ : إي هذا اتخذوه المسلمين ... إذا ما حمل على غير القاصد أما الذي قصد أن يتعلم التجويد ثم ... حين قدر منه هذا عاطل !
السائل : طيب حجة الذين قالوا يعني حاولوا أن ينكروا التجويد استدلوا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث أنس أنه كان يقرأ بسم الله الرحمن بالرحمن الرحيم وقالوا هذا عند علماء التجويد ليس فيه مد فكيف كان الرسول يمد وعلماء التجويد يقولون ليس فيه مد .
الشيخ : كيف ما فيه مد ؟
السائل : هم يقولوا كذا يقولون هذا طبيعي لا يعتبر مد نحن قلنا هذا مد طبيعي قالوا لا الرسول كان يمد يعني زاد عن الطبيعي ؟
الشيخ : هذا حجة عليهم أنه في المد قوله كما هو مذكور في كتب التجويد حركتان فمن أين لهم أن الرسول كان يمد أكثر عن المد الطبيعي من أين لهم أن الرسول عليه السلام كان يمد أكثر إي لا شك أن كل علم له أهل متخصصون به فهم أدرى به من غيرهم ولذلك فلا يسمع للغير كلام يشبه كلام المتخصصين فيه والشأن في هذا العلم كالشأن في علم الحديث وفي الفقه ولكل علم اختصاص والمرجع إلى أهل الاختصاص كما هو الشأن في كل علوم التجريب الموجودة اليوم في هذه الحياة فالمرجع في علم التجويد إنما هو إلى أهله وبخاصة أن النبي عليه الصلاة والسلام بأن يقول ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) .
السائل : ماذا يعني قوة هذا الحديث كثير من الثقات وهذا ليس حجة يعني بالإستناد والاعتماد عليه .
الشيخ : فنرجع إلى السند فالمرجع في ذلك علم الجرح والتعديل وفي اعتقادي أن الأسانيد المتأخرة ... فكل سند ينبغي أن يدرس على حدة ولا في الحديث وفي علم التجويد من قرّاء مشهودين .
الكلام على عاصم بن أبي النجود .
الشيخ : عاصم بن بهدلة عاصم بن أبي النجود هذا من أئمة القراء المشهورين وهو ثقة في علمه لكنه في الحديث حين روى معظم عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون حديثه في الطبقة العليا من الصحة وإنما يجعلون حديثه في المرتبة الوسطى أي مرتبة الحديث الحسن وبالتالي أن اهتمامه بعلم القراءة لا يضع منه على اهتمامه بالعناية بحفظ الحديث فذهب عند علماء الحديث أن هذا الرجل له صفتان أو يمكن أن يقال شخصيتان فشخصية في القراءة وهو في منتهى القمّة أما في الحديث فهو وسط لأنه ظهر في بعض أحاديثه أنه يروي لما فيه شيء من المخالفة أو النكارة وأذكر بهذه المناسبة أنه مر حديث في بعض السنن يرويه من طريق حذيفة بن اليمان قال تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان حتى يقول القائل مابقي إلا أن الشمس تطلع فهذا الحديث يرويه عاصم بن أبي النجود هذا فتكلم بعض الحفاظ في روايته لهذا الشيء وإنه مخالف الآية الكريمة التي تقول (( فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )) فكيف هو يقول تسحرنا حتى ما بقي إلا أن الشمس تطلع معناه فيه تأخر كبير وكبير جدا بعد دخول وقت الفجر فتكلم بعض الحفاظ في عاصم هذا فقالوا هذا الحديث مما ينكر عليه وأنه خلاف الآية الكريمة ومن الممكن تعليل حديثه هذا على بعض يقول أنا في حديث آخر وهو في الواقع حديث مهم جدا من الناحية العملية ولتقوية وهو رواه أبو داود في سننه والإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ) فهذا الحديث فيه شيء من التوسعة التي لا يمكن أن تقهر من الآية السابقة حيث قالت (( فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )) أما الحديث فيقول حتى لو تبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر وكان أحدكم لم يقضي حاجته بعد من سحور فعليه أن يتم سحوره هذا الحديث يمكن أن يفسر به حديث عاصم لكن حديث عاصم فيه مبالغة حتى أن الشمس لتكاد تطلع لذلك فيخشى بعض العلماء أن يكون لم يتقن ضبط حفظ هذا الحديث بسبب أنه كان مشتغلا بإتقان علمه من القرآن الذي تلقاه عن شيوخه عن الرسول عليه السلام هذا ما يمكن أن يذكر في هذه المناسبة .
ما حكم دراسة أسانيد القراءات؟
السائل : لماذا لا نقوم بعمل تحري حول هذا السند سند القرآن كما هو الحال في الحديث ؟
الشيخ : هذا واجب المتخصصين في علم التجويد فعليهم أن يستعينوا إن لم يكن فيهم متخصصين في علم الأسانيد فعليهم أن يستعينوا على ذلك لأنه الواقع أن التخصص يأتي بأمور تقع من الجمهور فمثلا من كان متخصصا في علم القراءة أو القراءات فيستطيع أن يجمع هذه الأسانيد ويصنفها ثم يمكن لغيره من أهل الحديث ولنعرف من علم الجرح والتعديل أن يجري عليها قلم الجرح والتعديل .
الشيخ : هذا واجب المتخصصين في علم التجويد فعليهم أن يستعينوا إن لم يكن فيهم متخصصين في علم الأسانيد فعليهم أن يستعينوا على ذلك لأنه الواقع أن التخصص يأتي بأمور تقع من الجمهور فمثلا من كان متخصصا في علم القراءة أو القراءات فيستطيع أن يجمع هذه الأسانيد ويصنفها ثم يمكن لغيره من أهل الحديث ولنعرف من علم الجرح والتعديل أن يجري عليها قلم الجرح والتعديل .
بين الفقهاء والمحدثين.
الشيخ : كثيرا من العلوم بالطبع يستغني أحدها عن الآخر الآن علم الفقه لا يخفى على أي مسلم أن لا يكفيه من العلم أن علم الفقه إنما يقوم على قال الله قال رسول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو مبين ومفسر للقرآن كما قال ربنا عز وجل في القرآن الكريم (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فما نزل إليهم هو القرآن وبيان الرسول عليه الصلاة والسلام هو سنة لكن السنة قد دخل فيها ما ليس منها فلذلك كان من وظيفة كثير من العلماء الأخيار في علم الحديث أن يلموا بالصحيحة في الكتاب حتى يكون ذلك عمل في الفقهاء على استنباط الأحكام الشرعية من الأحاديث الصحيحة لكن مع الأسف الفقهاء مشوا في خطهم والمحدثون مشوا في خطهم وقليل من حاول الجمع بين الخطين ولذلك كان من هؤلاء القليل بعض العلماء المشهورين في كل مذهب ففي الحنفية مثلا جاء أحد العلماء المتخصصين في علم الحديث وهو الإمام الزيلعي فجاء إلى كتاب من الكتب المشهورة في علم الفقه الحنبلي وهو كتاب مصنف الهداية ... عليه كتابا في أربع مجلدات سماه " نصب الراية لأحاديث الهداية " خرّج أحاديثه في الكتاب حديثا حديثا وبه صار الفقيه متمكنا من أن يعرف الأحاديث التي بنيت عليها أحكام فقهية ولكنها هذه الأحاديث لا تصح وحينئذ بالتالي لا تصح الأحكام التي بنيت على تلك الأحاديث كما قيل قديما " وهل يستقيم الظل والعود أعوج " من الأمثلة المشهورة على ذلك حين جاء في كتب الحنفية من الأحاديث التي رتبوا عليها بعض الأحكام الشرعية مع كون الحديث لا يصح كما نص الإمام الزيلعي نفسه فضلا عن غيره في كتابه المشار إليه آنفا ألا وهو نصب الراية لأحاديث الهداية .
ما صحة حديث (إذا صعد الإمام المنبر فلا صلاة ولا كلام)؟
الشيخ : ذلك الحديث هو أن الذي نراه في بعض البلاد العربية مكتوبا محفورا على باب المنبر قال عليه الصلاة والسلام ( إذا صعد الخطيب المنبر فلا صلاة ولا كلام ) وهذا حديث لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمع ذلك فكتب الحنفية إلى اليوم إذا دخل أحدهم المسجد يوم الجمعة والإمام على المنبر يعني بهذا الحديث فلا يصلي لأن الحديث قال لهم إذا صعد الخطيب المنبر فلا صلاة ولا كلام فمع أن هذا الحديث ضعيف كما ذكرت آنفا عن الزيلعي فهو يخالف بعض الأحاديث الصحيحة ومن هذه الأحاديث الصحيحة أخذ العلماء الآخرون من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين وليتجوز فيهما ) فليصل ركعتين وليتجوز فيهما أي يخففهما يتفرغ للخطبة ، الحديث السابق الذي لا يصح فربط الإمساك عن الصلاة وعن الكلام بمجرد طلوع الخطيب على المنبر والرسول لعيه السلام في هذا الحديث يقول ( إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين ) لكن ( ليتجوز فيهما ) أي يخففهما كذلك الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام ( إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغوت ) فإذا الكلام منهي عنه والخطيب يخطب بينما ذاك الحديث يقول إذا تعب فلذلك جاء بعض أنواع الحديث .
بعض كتب التخريج المفيدة في بابها.
الشيخ : الجامعين بين الحديث والفقه فألفوا كتبا سميت بكتب التخريجات فهذا من كتب التخريج الفقه الحنفي نصب الراية لأحاديث الهداية للحافظ ابن حجر العسقلاني كتاب مفيد جدا اسمه التخليص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير يصرح كتاب في كتب الفقه الشافعي وهو أيضا يبين ما صح مما لم يصح والكتب في هذا المجال والحمد لله كثيرة ومن أشهرها .
الكلام على إحياء علوم الدين للغزالي وتخريجه المغني عن حمل الأسفار في الأسفار للحافظ العراقي.
الشيخ : كتاب الحافظ العراقي الذي هو من شيوخ الحافظ العسقلاني المذكور آنفا ألّف الحافظ العراقي كتابا في تخريج إحياء علوم الدين للإمام الغزالي وسماه باسم يثير الغرابة في أسلوبه حيث قال الذي المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار المغني عن حمل الأسفار الكتب المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار كتاب إحياء علوم الدين للغزالي رحمه الله فهو أسلوبه الذي يتميز عن كل الكتب المؤلفة سواء ما كان منها في الفقه أو في الحديث أو في السلوك والأخلاق فهو جمع بين كتب التوحيد فأول كتاب فيه كتاب العقائد ثاني كتاب الفرائض ثم الصلاة ثم كتب الفقه ثم بعد ذلك ألف كتبا في نفس كتاب الإحياء في الأخلاق وفي السلوك كتاب الطريق كتاب عجائب العقل كتاب الضياء كتاب العلم الحقيقة إنه هذه الكتب الأخيرة كانت بعد ... تقويم الأخلاق وتحسين سلوك المسلم لكن علة هذا الكتاب من ناحيتين اثنتين بل نستطيع أن نقول من ثلاث نواحي الأولى بما يتعلق بالكتاب الأول العقائد فهو ينحو منحى الأشاعرة في العقيدة وعقيدة الأشاعرة يخالفون أهل الحديث وفي مقدمتهم الإمام أحمد رحمه الله في العقيدة ضرب مثلا يأول آيات الكتاب وأحاديث الكتاب فيها قوله تعالى مثلا (( الرحمن على العرش استوى )) فيفسرون تفسيرا منقلبا ثم مما يؤخذ عليه من الناحية الثانية أنه كان عنده ميل إلى التصوف وكان مغرقا فيه إغراقا أخرجه عن الحد الوسط الذي كان عليه كثير من الفقهاء في عصره وفيما قبل عصره فهو مثلا يذكر في آداب المريدين مع الشيوخ أن المريد يجب أن يكون مع الشيخ كالميت بين يدي الغاسل بل شبه الضلالة وفي سبيل تأكيد هذا الأمر يروي قصة وحكايتها كما يقال تورية عن التعليق عليها لوضوح بطلانها تقول هذه القصة طبعا هو ذكرها ثم علق عليها فيما هو أعجب من القصة قال يروى أن شيخا من الشيوخ المتقدمين جاءه ذات يوم أحد المريدين فذكر له أنه راه في المنام المريد رأى شيخه في المنام أن الشيخ يأمره بشيء فقال له المريد لم المنام كله الشيخ يأمر المريد فيما رأى المريد في منامه أن الشيخ قال له افعل كذا قال له المريد لمَ فلما أصبح الصباح قصّ القصة على شيخه الذي رآه في المنام تمام القصة فهجره الشيخ شهرا كاملا الشيخ هجر مريده لأنه قال له في المنام لم القصة إلى هنا تنتهي فيما ذكرها الغزالي وهو لم يكتف بذلك بل علق عليها قال " الحق مع الشيخ الذي هجر تلميذه لأنه قال لشيخه في المنام لِمَ قال الغزالي لأن هجر الشيخ للمريد إنما قام على أساس أن قلب المريد لو كان صافيا مع شيخه لم ير هذه الرؤيا في منامه " فلذلك فهو استحق الهجرة شهرا كاملا لأنه قال لشيخه في منامه لم .
تُرى ماذا ينبغي على مثل هذه القصة وتعليق الغزالي عليها ينبني عليها شيء خطير جدا ألا وهو أنه لا يجوز للمريد أن يقول لشيخه في حالة اليقظة إذا أمره بشيء ما لا يجوز له أن يقول لم وإنما عليه أن يخضع وهذا الخصوع إشراك لا أقول إشراك في العبودية لله وإنما هو إشراك لغير النبي في رسالته لأن الله عز وجل يقول (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) فهذا التسليم خاص برب العالمين خاص برسوله الكريم أما الشيوخ مهما علو ومهما سمو فهم معرضون للخطأ فماذا على الدين إذا قال للشيخ لم ... ومن باب أولى ماذا عليه لو قال له لم هذا من توجيهات الصوفية للمريدين بأنه ... توجيهاتهم ونحن نعلم أن في أكثر البلاد الإسلامية العربية منها فضلا عن الأعجمية طرق الصوفية متعددة متنوعة وكلها تلتقي على هذا الخط الأعوج وهو تربية الأتباع والمريدين على الاستسلام لأوامر الشيوخ مهما كانت مخالفة للشرع نحن نقرأ في كتب التي تسمى بكتب الصوفية والرقائق وسمعنا من بعض الصوفيين هناك في سوريا أخبارا كلها تتماشى مع هذا التوجيه الذي جاء في كتاب الغزالي هذا .
تُرى ماذا ينبغي على مثل هذه القصة وتعليق الغزالي عليها ينبني عليها شيء خطير جدا ألا وهو أنه لا يجوز للمريد أن يقول لشيخه في حالة اليقظة إذا أمره بشيء ما لا يجوز له أن يقول لم وإنما عليه أن يخضع وهذا الخصوع إشراك لا أقول إشراك في العبودية لله وإنما هو إشراك لغير النبي في رسالته لأن الله عز وجل يقول (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) فهذا التسليم خاص برب العالمين خاص برسوله الكريم أما الشيوخ مهما علو ومهما سمو فهم معرضون للخطأ فماذا على الدين إذا قال للشيخ لم ... ومن باب أولى ماذا عليه لو قال له لم هذا من توجيهات الصوفية للمريدين بأنه ... توجيهاتهم ونحن نعلم أن في أكثر البلاد الإسلامية العربية منها فضلا عن الأعجمية طرق الصوفية متعددة متنوعة وكلها تلتقي على هذا الخط الأعوج وهو تربية الأتباع والمريدين على الاستسلام لأوامر الشيوخ مهما كانت مخالفة للشرع نحن نقرأ في كتب التي تسمى بكتب الصوفية والرقائق وسمعنا من بعض الصوفيين هناك في سوريا أخبارا كلها تتماشى مع هذا التوجيه الذي جاء في كتاب الغزالي هذا .
7 - الكلام على إحياء علوم الدين للغزالي وتخريجه المغني عن حمل الأسفار في الأسفار للحافظ العراقي. أستمع حفظ
من قصص الصوفية.
الشيخ : فلا بأس من نذكر قصة وقعت في دمشق بين بعض الأفراد وكان لي مشاركة في ذلك أحد المشايخ ألقى درسا في شهر من شهور رمضان وذكر في درسه قصة تلتقي مع القصة السابقة من حيث توجيه المريدين إلى الخضوع لشيوخهم القصة التي حكاها الشيخ في المسجد وفي رمضان تقول كان شيخا من شيوخ الطريق قال لأحد أتباعه اذهب وائتني برأس أبيك اقتل أبوك وهات رأسه ورأسا ذهب المريد ففصل رأس أبيه عن بدنه وجاء إلى الشيخ فرحا مسرورا لأنه مثل أمر الشيخ فبسم الشيخ ضاحكا في وجهه وهنا المكر والخبث قال أنت تظن أنك قتلت والدك قال إذا أنت أمرتني وأنا نفذت أمرك قال لا أنا أمرك بأن تقتل والدك هذا صاحب أمك أما أبوك فهو مسافر أما هذا الذي أمرتك بأن تقتله إنما هو صاحب أمك يزني بها ولذلك أمرتك بقتله قال الشيخ هذه القصة ثم بنى عليها ما يأتي قال ومما يؤخذ أن المريد إذا أمره الشيخ بأمر وكان هذا الأمر مخالفا للشرع في الظاهر فعليه أن ينفذ ذلك لأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد ثم قال وبناء على ذلك لو رأى المريد الصليب في عنق الشيخ فلا يجوز له أن ينكر ذلك عليه لأن الشيخ يرى مالا يرى كان في هذه القصة كان سامعا لها ... في المجلس الذي قصّ الشيخ الصوفي تلك القصة شابان أحدهما من إخواننا أهل السنة والآخر من تلامذة الشيخ كان من عاداتنا في رمضان أننا نصلي التروايح في مسجد على السنة إحدى عشرة ركعة ثم نجتمع في محلي كان لي هناك في دمشق لتصليح الساعات كانت هناك مركز الدعوة فجاءني صاحبي فحدثني بما حدث الشيخ من تلك الخرافة الباطلة فبيننا نحن معه في هذا الحديث إذ مرّ الشاب الآخر الذي هو من تلامذة الشيخ وهو من أقاربه فناداه فدخل وأخذ صاحبي يناقشه قال له كيف رأيك في الدرس الليلة قال له ما شاء الله هكذا يعجبون بالقصص الخرافية قال له إيش رأيك في القصة التي حكاها عن الشيخ الذي أمر مريده بأن يقتل أباه قال مش من هذه كرامات الشيوخ لا تنكر فأخذا يتناقشان وهما تقريبا في سرية واحدة من حيث العلم ما فيه علم كما ينبغي فرأيت أن أتكلم مع الرجل هذا مريد الشيخ واسمه يومئذ أبو يوسف حاولت أن أبيّن له بأن هذه القصة مركبة تركيبا وبطلانها ومخالفتها للشرع واضحة جدا ذكرت له مثلا الشيخ أول القصة للمريد الذي جاءه برأس أبيه في الظاهر قال هذا مش أبوك هذا صاحب أمك فهو زاني فهو يستحق القتل أنا أمرك بأن تقتل والدك ! أعوذ بالله طيب فالكشف لبطلان التركيب كيف أمر بقتل الزاني وترك الزانية فإما أن كل منهما يستحق الحكم الواحد مع أن الزاني قد لا يكون محصنا فلا يستحق القتل أما أم الولد فهي بلا شك محصنة فيجب قتلها فلماذا قتل أو أمر الولد بأن يقتل الزاني وترك الأم الزانية كالشمس مركبة تركيب وليس القصد هنا كله مع أنها خرافة واضحة تكلمت كثيرا مع الرجل لأقنعه بأن مثل هذه القصص تبطل العقيدة وتجعل خصوع الإنسان للشيخ وليس لله عز وجل فما كان ليستجيب ولا ليقتنع أخيرا قلت له وهنا الشاهد يا أبى يوسف لو أنك الآن خلينا نكون صريحين مع بعضنا لو الشيخ أنت أمرك بأن تذبح أباك هل تفعل فانتفض هكذا غاضبا وقال أنا ما وصلت الآن إلى هذه المنزلة ! تأملوا هو يرجو أن يصل منا إلى منزلة إذا قال الشيخ له اذهب واذبح أباك أن يفعل ذلك لكن يعترف بعجزه وأنه لم يصل إلى هذه المرتبة أنا قلت له بالتعبير السوري " عمرك إن شاء الله ما تصل " هذا كله من تلبيس هذه القصص الخرافية التي منها القصة التي ذكرناها آنفا نقلا عن كتاب إحياء علوم الدين للغزالي الناحية الثالثة والأخيرة أنا ذكرت أن إحياء علوم الدين فيه ذلك التوجيه السلوكي الطيب لكن فيه آفات فيه مؤاخذات ذكرت أولا أنه من حيث العقيدة هو أشعري ثم ذكرت أنه من ناحية فهو صوفي وذكرت لكم قصة الرجل الذي رأى في المنام شيخه يقول له لم فهجره شيخه شهرا الناحية الثالثة والأخيرة وهذا هو بيت القصيد من هذا الكلام كما يقال أن فيه أحاديث ضعيفة وموضوعة كثيرة جدا فلذلك فمن كان راغبا في أن يقرأ هذا الكتاب فيجب قبل كل شيء أن تكون عقيدته سليمة على منهج السلف الصالح وثانيا أن يكون بعيدا عن التخلق بأخلاق الصوفية وثالثا وأخيرا عليه أن يشتري كتاب الأحياء الذي عليه التخريج المذكور آنفا وهو المغني عن حمل الأسفار في الأسفار لتخريج ما فيه الإحياء من الإخبار لأنه تولى تخريج كل حديث في موجود في الأحياء وبيان مرتبته من الصحة أو من الضعف هذا ما جاءت المناسبة لذكره .
ما حكم تصنيف الأحاديث الصحيحة في السنن الأربعة في كتاب والضعيفة في كتاب؟
السائل : ... بأن يفصل الحديث الصحيح لحال ويفصل الضعيف في كتاب آخر لو أنه جمع في كتاب واحد وجعل التعليق عليه في فهرس فهمه فما رأيك ؟
الشيخ : سمعنا هذا في مناسبات ولكنه كلام الحقيقة لا وجاهة له أيضا هذه كتب وليست كتاب الله عز وجل إنما هي كتب ألّفها العلماء ما الذي يمنع أن يأتي بعض الناس إلى كتاب من هذه الكتب فيقصد الأحاديث الصحيحة ويجعلها في كتاب والأحاديث الضعيفة ويجعلها في كتاب بل ما الذي يمنع أن يجمع الأحاديث المتعلقة في موضوع خاص كما أشرنا آنفا الأخلاق والسلوك ويضعها في كتاب فهذا هام تلائم الناس مالذي يضر في هذا ما دام إذا كان نقله نقلا مطابقا لما هو في الكتاب أليس مما تلقيناه عن علماء الحديث أن لهم ... في التأليف من أحسنها بل أحسنها بعد القرآن الكريم صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم ثم يأتي بعدها الصحاح الأخرى كصحيح ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما فما المانع أن يأتي شخص إلى السنن الأربعة فيميز الصحيح من الضعيف ويجعل الصحيح في كتاب تباعا لصحيحه حيث فصلوا الأحاديث الصحيحة من الضعيفة الإمام البخاري ذكروا في ترجمته أنه كان يحفظ ستمائة ألف حديث أربعمائة ألف حديث غير صحيح ومئتا ألف صحيحة ثم اختار من المئتي ألف نحو أربعة آلاف ووضعها في كتابه المعروف بصحيح البخاري فما المانع أن يأتي أحدنا في هذا الزمان إلى كتاب من السنن الأربعة ويجعل كل كتاب قسمين القسم الأول فيه ما صح منه والقسم الثاني فيه ما ضعف منه أي خطأ في هذا وإيش معنى إنه نسيت الإضاءة التي قلتها ذلك ... هنا فنلتقي كلما تأخذ الحديث وتجعل قسما في الشرق وقسما في الغرب أما أنت تنقل أحاديث صحيحة وتضعها في كتاب والضعيفة تضعها في كتاب آخر فهذا في الواقع أنا أرى إنه هذا من واجب التأليف في العصر الحاضر كما لا يخفى على كل عاقل أن علم الحديث بحر لا ساحل له إذا سمعتم الآن البخاري يحفظ ستمائة ألف حديث فإذا نشرنا الستمائة ألف حديث فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الضعيف وفيها الموضوع هل قد أن يكون أحسنا إلى الناس أما إذا فصلنا الصحيح عن الأقسام الأخرى بيكون أحسنا إلى الناس لا شك أن القسم الثاني هو الإحسان إلى الناس فكما قلت آنفا علم الحديث بحر لا ساحل له فإذا كلفنا الناس أن يحفظوا سنن ابن ماجه بكل أحاديثه ما صح منها وما لم يصح فقد يختلط في ذهن أحدهم ولو كان حافظا مع الزمن قد يختلط الصحيح بالضعيف فيظن الصحيح ضعيفا والضعيف صحيحا وإنما مجرد أن يذكر إنه هذا الحديث في الكتاب الأول هذا صحيح ومجرد أن يذكر أن هذا الحديث في الكتاب الآخر فهو ضعيف فإذا نحن بهذا التقسيم ساعدنا الناس على حفظ الصحيح وتمييزه من الضعيف على كل حال نهاية الكلام أن يقال والناس فيما يعشقون مذاهب فأنا مذهبي أن هذا التقسيم أنفع للمسلمين من أن يحفظ سنن ابن ماجةه كما هو فيأم حديث صحيح تحت حسن تحت ضعيف وآخر صحيح بعدين موضوع إلى آخره فهناكما يقال " اختلط الحابل بالنابل " هذا تشويش على القراء خاصة عامة القراء كذلك من التيسر على الناس أن نحذف السند ونقدم إلى الناس نص الحديث دون قول المؤلف حدثني فلان قال حدثني فلان عن فلان قال حدثني فلان لأن هذه الأسانيد لم يبق هناك من أهل الأحاديث من يُعنوا بحفظها كانوا من قبل لا يمكنهم أن يحتجوا بالحديث إلا إذا رووه بالسند لأن السند هو الوسيلة لمعرفة صحة الحديث من ضعفه أما الآن فمن الذي يفهم لو قرأ أكبر عالم اليوم أو غير دارس في علم الحديث سندا في مسند الإمام أحمد كأنه يقرأ بلغة أعجمية حدثني فلان من فلان لا يعرف هل هو ثقة هل هو سيء الحفظ هل هو ضعيف إلى آخره فإذا كان من تمام التيسير على الناس وهذا من المنهج الذي سرت عليه " تقريب السنة بين يدي الأمة " حذف هذه الأسانيد وتقديم خلاصة عنها الخلاصة صحيح حسن ضعيف موضوع هذا هو الذي ينفع المسلمين .
الشيخ : سمعنا هذا في مناسبات ولكنه كلام الحقيقة لا وجاهة له أيضا هذه كتب وليست كتاب الله عز وجل إنما هي كتب ألّفها العلماء ما الذي يمنع أن يأتي بعض الناس إلى كتاب من هذه الكتب فيقصد الأحاديث الصحيحة ويجعلها في كتاب والأحاديث الضعيفة ويجعلها في كتاب بل ما الذي يمنع أن يجمع الأحاديث المتعلقة في موضوع خاص كما أشرنا آنفا الأخلاق والسلوك ويضعها في كتاب فهذا هام تلائم الناس مالذي يضر في هذا ما دام إذا كان نقله نقلا مطابقا لما هو في الكتاب أليس مما تلقيناه عن علماء الحديث أن لهم ... في التأليف من أحسنها بل أحسنها بعد القرآن الكريم صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم ثم يأتي بعدها الصحاح الأخرى كصحيح ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما فما المانع أن يأتي شخص إلى السنن الأربعة فيميز الصحيح من الضعيف ويجعل الصحيح في كتاب تباعا لصحيحه حيث فصلوا الأحاديث الصحيحة من الضعيفة الإمام البخاري ذكروا في ترجمته أنه كان يحفظ ستمائة ألف حديث أربعمائة ألف حديث غير صحيح ومئتا ألف صحيحة ثم اختار من المئتي ألف نحو أربعة آلاف ووضعها في كتابه المعروف بصحيح البخاري فما المانع أن يأتي أحدنا في هذا الزمان إلى كتاب من السنن الأربعة ويجعل كل كتاب قسمين القسم الأول فيه ما صح منه والقسم الثاني فيه ما ضعف منه أي خطأ في هذا وإيش معنى إنه نسيت الإضاءة التي قلتها ذلك ... هنا فنلتقي كلما تأخذ الحديث وتجعل قسما في الشرق وقسما في الغرب أما أنت تنقل أحاديث صحيحة وتضعها في كتاب والضعيفة تضعها في كتاب آخر فهذا في الواقع أنا أرى إنه هذا من واجب التأليف في العصر الحاضر كما لا يخفى على كل عاقل أن علم الحديث بحر لا ساحل له إذا سمعتم الآن البخاري يحفظ ستمائة ألف حديث فإذا نشرنا الستمائة ألف حديث فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الضعيف وفيها الموضوع هل قد أن يكون أحسنا إلى الناس أما إذا فصلنا الصحيح عن الأقسام الأخرى بيكون أحسنا إلى الناس لا شك أن القسم الثاني هو الإحسان إلى الناس فكما قلت آنفا علم الحديث بحر لا ساحل له فإذا كلفنا الناس أن يحفظوا سنن ابن ماجه بكل أحاديثه ما صح منها وما لم يصح فقد يختلط في ذهن أحدهم ولو كان حافظا مع الزمن قد يختلط الصحيح بالضعيف فيظن الصحيح ضعيفا والضعيف صحيحا وإنما مجرد أن يذكر إنه هذا الحديث في الكتاب الأول هذا صحيح ومجرد أن يذكر أن هذا الحديث في الكتاب الآخر فهو ضعيف فإذا نحن بهذا التقسيم ساعدنا الناس على حفظ الصحيح وتمييزه من الضعيف على كل حال نهاية الكلام أن يقال والناس فيما يعشقون مذاهب فأنا مذهبي أن هذا التقسيم أنفع للمسلمين من أن يحفظ سنن ابن ماجةه كما هو فيأم حديث صحيح تحت حسن تحت ضعيف وآخر صحيح بعدين موضوع إلى آخره فهناكما يقال " اختلط الحابل بالنابل " هذا تشويش على القراء خاصة عامة القراء كذلك من التيسر على الناس أن نحذف السند ونقدم إلى الناس نص الحديث دون قول المؤلف حدثني فلان قال حدثني فلان عن فلان قال حدثني فلان لأن هذه الأسانيد لم يبق هناك من أهل الأحاديث من يُعنوا بحفظها كانوا من قبل لا يمكنهم أن يحتجوا بالحديث إلا إذا رووه بالسند لأن السند هو الوسيلة لمعرفة صحة الحديث من ضعفه أما الآن فمن الذي يفهم لو قرأ أكبر عالم اليوم أو غير دارس في علم الحديث سندا في مسند الإمام أحمد كأنه يقرأ بلغة أعجمية حدثني فلان من فلان لا يعرف هل هو ثقة هل هو سيء الحفظ هل هو ضعيف إلى آخره فإذا كان من تمام التيسير على الناس وهذا من المنهج الذي سرت عليه " تقريب السنة بين يدي الأمة " حذف هذه الأسانيد وتقديم خلاصة عنها الخلاصة صحيح حسن ضعيف موضوع هذا هو الذي ينفع المسلمين .
الكلام على كتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة.
السائل : بالنسبة للصحيحة حقك يا شيخ اللي نزل الكتاب اللي أربع مجلدات فموضوعها كان على السنن كلها أو لا ؟
الشيخ : كلها سنن تقصد الصحيحة سلسلة الأحاديث الصحيحة هو كذلك كلها في الأحاديث إلا ما ندر جدا فقد نخرّج حديثا موقوفا لسبب ما من هذه الأسباب مثلا أن يكون هذا الحديث الموقوف تبرير بمعنى الموقوف يعني لم ينقله الرسول عليه السلام هذا بل صحابي .
الشيخ : كلها سنن تقصد الصحيحة سلسلة الأحاديث الصحيحة هو كذلك كلها في الأحاديث إلا ما ندر جدا فقد نخرّج حديثا موقوفا لسبب ما من هذه الأسباب مثلا أن يكون هذا الحديث الموقوف تبرير بمعنى الموقوف يعني لم ينقله الرسول عليه السلام هذا بل صحابي .
الكلام على حديث يا سارية الجبل.
الشيخ : قد أخرج حديثا موقوفا بفائدة من ذلك مما أذكره الآن أنني كنت خرجت حديث متدوال على الألسنة وهو " يا سارية الجبل الجبل " خرجته لأن كثيرا من الناس ينكرون صحة هذه الرواية خاصة في مصر وبصورة أخص منهم أولئك الذين يحكّمون عقولهم في الأحاديث النبوية وينكرون الصحيح منها لأنها لا تتوافق مع آرائهم ومنهم الآن في هذه البلاد الشيخ الغزالي فهو قد نشر كتابه المعروف في المدة الأخيرة إيش سماه الفقه المستمد ففي هذا الكتاب تعرض لإنكار كثير جدا من الأحاديث الصحيحة لا لشيء إلا لتوهمه تارة لتوهمه أن بعض هذه الأحاديث تخالف القرآن تارة تخالف العقل في زعمه وهكذا وهو مصري والمصريون واسعوا الأفق في إنكار الأحاديث الصحيحة لأن كثيرين منهم تعلموا في مدارس الأجنبية وتأثروا بالثقافة الغربية والثقافة الغربية تحكم النواحي المادية الملموسة وكل شيء لا يتضارب مع العقل فهم يفهمونه من ذلك قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أرسل جيشا لقتال أهل فارس في زمانه فوقع أن الجيش المسلم كاد أن يخسر من أهل فارس ويغلب على أمره ولما عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يخطب يوم الجمعة على المنبر وإذا بالناس الحاضرين يفاجؤون بكلام لا صلة له بما قبله وإذا به يقول " يا سارية الجبل الجبل من استرعى الذئب الغنم " حفظ الناس في هذا الكلام فما مر عليهم إلا أيام قليلة حتى جاء بريد أو رجل مسافر من قبل سارية ، سارية كان قائد الجيش المسلم فأعلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر بأن سارية في موقف حرج وكأنما كشف له ورأى أن الجيش الفارسي يكاد يطبق على الجيش المسلم فقال له يا سارية الجبل الجبل أي اعتصم بالجبل تأخر حتى ما يستطيع الجيش الكافر أن يحيط به وسمع هذا سارية صوت عمر يخاطبه ومن المدينة وهو فارس والمدينة فلتجأ إلى الجبل وصمدوا أمام الكفار ونصرهم الله تبارك وتعالى عليهم وبعد أيام قليلة جاء البريد من سارية يقول سمعنا صوت عمر يقول " يا سارية الجبل الجبل " فكان هذا من كرامات عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن إلهاماته التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله ( قد كان في من قبلكم محدَثون فإن يكن في أمتي فعمر ) فعمر بن الخطاب رضي الله عنه معروف عنه أنه كان ملهما وقد جاءت بعض الآيات كما تعلمون موافقة لرأيه رضي الله عنه الشاهد أن هذه القصة تروى على وجهين في كتب التاريخ الوجه الأول مختصر وهو الذي ذكرته آنفا وهو الذي صححته في السلسلة الوجه الآخر فيه إضافات تفردن به رجل مؤرخ مشهور اسمه الواقدي لكن مع شهرته للتاريخ فهو متهم بالكذب في الرواية هون يروي أن عمر بن الخطاب لما كان على المنبر انكشف له ورأى بعينه ما كان فيه سارية من خشية التضييق عليه فقال يا سارية الجبل الجبل فهذه الزيادة تفرد بها الواقدي المتهم بالكذب فلا يصح أن نرويها أما القصة بالاختصار وقوله " يا سارية الجبل الجبل " فهذا قد جاء بإسناد صحيح من أجل بيان الفرق بين هذه القصة المختصرة وأنها صحيحة وبيان الزيادة التي تفرد بها الواقدي رأيت من الفائدة أن أذكرها في السلسلة وردا على بعض المسلمين القدامى الذين كانوا ينكرون القصة من أصلها ولو الرواية المختصرة الصحيحة لكن الأصل أنني في هذا الكتاب لا أذكر إلا الأحاديث المرفوعة .
ما حكم كرامات الأولياء؟
السائل : يعني مثلا راحوا يحفرونه فوجدوا مثلا داب في القبر أو مثلا الكرامات حقت أخوان السام فماذا يعني صحة الحديث هذا ؟
الشيخ : ذكرنا نحن ذكرنا لكم الآن كرامة الكرامة في الجملة لا يجوز إنكارها فهي فريدة للمؤمنين الصالحين في كل زمان وفي كل عصر ولذلك قال قائلهم من أهل العلم : " وأثبتن لأوليا الكرامة *** ومن نفاها فانبذن كلامه " ، إلا أنه مع الأسف الذي وقع أن الناس غلو في حكاية الكرامات عن الأولياء والصالحين بحيث أنهم أصبحوا يروون كرامات هي لو تأملنا فيها إهانات وليست كرامات هذا مذكور في بطون الكتب عرفها من درسها لكن أصل الكرامة ثابتة بالكتاب والسنة ففي القرآن مثلا (( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال أنى لك هذا قالت هو من عند الله )) فهذه كرامة من الله عز وجل للسيدة مريم كانت تجد الطعام أو الثمار الطازجة الجديدة في بيتها دون أي يد منها كذلك (( وهزي إليك بجذع النخل تساقط عليك رطبا جنيا )) هذه أيضا كرامة ثم لم تزل الكرامات تترى وتروى وبالأحاديث الصحيحة بحيث إنه لا يمكن للإنسان أن ينكر شيئا منها لا فيما قبل النبوة ولا فيما بعد الرسالة ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقعت كرامات متعددة لبعض الصحابة كذلك وقعت لمن قبلهم فلعلكم تذكرون معي قصة الغار للثلاثة الذين أووافي الغار قال عليه الصلاة والسلام ( بينما ثلاثة نفر ممن قبلكم يتمشون إذا أصابهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من جبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم يا هولاء انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعل الله يفرجها عنكم فقال أحدهم وقال اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران وامرأتي وكان لي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت حلبت فبدأت بأبويا قبل بني فنأى بي ذات يوم الشجر فلما أرحت حلبت كما كنت أحلب فجئتهما فوجدتهما قد ناما فقمت على رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أسقي الصبية قبلهما والصبية يتضاغون من الجوع عند قدميّ فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ) أي ظل قائما على رؤوس أبويه متحيرا أيوقظهما ليسقيهما قبل الأولاد لا في هذا إزعاج لهما أيسقي الأولاد وهم يتضاغون يصيحون جوعا لا هذا في تقديم لحق الولد على الوالدين فهو حيران ( فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ) قال في تمام دعائه وتضرعه إلى ربه ( اللهم إن كنت تعلم إني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا منها فرجة نرى منها السماء فانزاحت الصخرة شيئا قليلا ) صخرة معناها جبل جبل انحط على فم غار ما تحركها لو كان هناك آلات كالآت التي ترونها اليوم ما تستطيع أن تحركها لكن الله عز وجل القادر على كل شيء أجاب دعاء هذا المتضرع وحرك الصخرة شيئا قليلا حتى رأوا النور لكن ما يستطيعون الخروج حتى قام الرجل الثاني ( فقال اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم أحببتهما كأشد ما يحب الرجال النساء فطلبت منها نفسها فأبت حتى أتيها بمئة دينار فتعبت حتى جمعت لها مائة دينار فلما وقعت بين رجليها قالت يا عبدالله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت عنها وتركت لها المائة دينار فإن كنت اللهم تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا منها فرجة فتحركت الصخرة أيضا شيئا قليلا ولكنهم لا يستطيعون الخروج حتى قام الرجل الثالث فقال اللهم إن كنت تعلم إني كنت استأجرت أجيرا على فرق من أرز فلما قضى عمله عرضت عليه فرقه فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها ثم جاءني فقال يا عبدالله أعطني حقي الفرق من الأرز كيل فقلت له انظر إلى تلك البقر فاذهب وخذها قال يا عبدالله اتق الله ولا تستهزئ بي إنما لي عندك فرط من أرز قال اذهب وأخذها فإنما تلك البقر من ذلك الفرط فاذهب واستاقها فإن كنت اللهم تعلم إني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما بقي ففرج الله عنهم ما بقي فخرجوا يتمشون ) هذه كرامة ومثلها الشيء الكثير والكثير جدا بعض الصحابة جاء بعضهم شهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم إلى ... متأخر من الليل والليل ظلمة فكانت مع أحدهم عصا فكانت تضيء الطريق أمامه عشر الأضواء كأنه هناك قنديل مصباح منير حتى وصلوا إلى الدار فالكرامات الصحيحة لا يمكن إنكارها إطلاقا ولكن كما أشرت آنفا توسع الناس في رواية الكرامات حتى صارت إهانات .
الشيخ : ذكرنا نحن ذكرنا لكم الآن كرامة الكرامة في الجملة لا يجوز إنكارها فهي فريدة للمؤمنين الصالحين في كل زمان وفي كل عصر ولذلك قال قائلهم من أهل العلم : " وأثبتن لأوليا الكرامة *** ومن نفاها فانبذن كلامه " ، إلا أنه مع الأسف الذي وقع أن الناس غلو في حكاية الكرامات عن الأولياء والصالحين بحيث أنهم أصبحوا يروون كرامات هي لو تأملنا فيها إهانات وليست كرامات هذا مذكور في بطون الكتب عرفها من درسها لكن أصل الكرامة ثابتة بالكتاب والسنة ففي القرآن مثلا (( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال أنى لك هذا قالت هو من عند الله )) فهذه كرامة من الله عز وجل للسيدة مريم كانت تجد الطعام أو الثمار الطازجة الجديدة في بيتها دون أي يد منها كذلك (( وهزي إليك بجذع النخل تساقط عليك رطبا جنيا )) هذه أيضا كرامة ثم لم تزل الكرامات تترى وتروى وبالأحاديث الصحيحة بحيث إنه لا يمكن للإنسان أن ينكر شيئا منها لا فيما قبل النبوة ولا فيما بعد الرسالة ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقعت كرامات متعددة لبعض الصحابة كذلك وقعت لمن قبلهم فلعلكم تذكرون معي قصة الغار للثلاثة الذين أووافي الغار قال عليه الصلاة والسلام ( بينما ثلاثة نفر ممن قبلكم يتمشون إذا أصابهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من جبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم يا هولاء انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعل الله يفرجها عنكم فقال أحدهم وقال اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران وامرأتي وكان لي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت حلبت فبدأت بأبويا قبل بني فنأى بي ذات يوم الشجر فلما أرحت حلبت كما كنت أحلب فجئتهما فوجدتهما قد ناما فقمت على رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أسقي الصبية قبلهما والصبية يتضاغون من الجوع عند قدميّ فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ) أي ظل قائما على رؤوس أبويه متحيرا أيوقظهما ليسقيهما قبل الأولاد لا في هذا إزعاج لهما أيسقي الأولاد وهم يتضاغون يصيحون جوعا لا هذا في تقديم لحق الولد على الوالدين فهو حيران ( فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ) قال في تمام دعائه وتضرعه إلى ربه ( اللهم إن كنت تعلم إني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا منها فرجة نرى منها السماء فانزاحت الصخرة شيئا قليلا ) صخرة معناها جبل جبل انحط على فم غار ما تحركها لو كان هناك آلات كالآت التي ترونها اليوم ما تستطيع أن تحركها لكن الله عز وجل القادر على كل شيء أجاب دعاء هذا المتضرع وحرك الصخرة شيئا قليلا حتى رأوا النور لكن ما يستطيعون الخروج حتى قام الرجل الثاني ( فقال اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم أحببتهما كأشد ما يحب الرجال النساء فطلبت منها نفسها فأبت حتى أتيها بمئة دينار فتعبت حتى جمعت لها مائة دينار فلما وقعت بين رجليها قالت يا عبدالله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت عنها وتركت لها المائة دينار فإن كنت اللهم تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا منها فرجة فتحركت الصخرة أيضا شيئا قليلا ولكنهم لا يستطيعون الخروج حتى قام الرجل الثالث فقال اللهم إن كنت تعلم إني كنت استأجرت أجيرا على فرق من أرز فلما قضى عمله عرضت عليه فرقه فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها ثم جاءني فقال يا عبدالله أعطني حقي الفرق من الأرز كيل فقلت له انظر إلى تلك البقر فاذهب وخذها قال يا عبدالله اتق الله ولا تستهزئ بي إنما لي عندك فرط من أرز قال اذهب وأخذها فإنما تلك البقر من ذلك الفرط فاذهب واستاقها فإن كنت اللهم تعلم إني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما بقي ففرج الله عنهم ما بقي فخرجوا يتمشون ) هذه كرامة ومثلها الشيء الكثير والكثير جدا بعض الصحابة جاء بعضهم شهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم إلى ... متأخر من الليل والليل ظلمة فكانت مع أحدهم عصا فكانت تضيء الطريق أمامه عشر الأضواء كأنه هناك قنديل مصباح منير حتى وصلوا إلى الدار فالكرامات الصحيحة لا يمكن إنكارها إطلاقا ولكن كما أشرت آنفا توسع الناس في رواية الكرامات حتى صارت إهانات .
الكلام على كتاب الطبقات الكبرى للشعراني ما فيه من الأباطيل.
الشيخ : والمذكور في الكتب وبخاصة كتاب مع الأسف الشديد طبع عشرات المرات في القاهرة اسمه طبقات الكبرى للإمام الشعراني هذا الرجل يترجم لعلماء أفاضل يكفي أنه ترجم للعشرة المبشرين للجنة ولكبار العلماء الذين جاؤوا من بعدهم ثم أسف وانحط في التراجم حتى وصل إلى ترجمة البدوي وأمثال هؤلاء من المعروفين من الصوفية فيروي عنهم أشياء هي كما قلنا إهانات بل هي كفريات يذكر في ترجمة أحدهم وهذا الكتاب مطبوع وعشرات الطبعات يذكر في ترجمة أحدهم أنه قال " تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله " يعني وصل إلى مرتبة الألوهية بل إلى مرتبة الربوبية تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله أما ما قبل ذلك وبعد ذلك لم يكن متأدبا مع الله فكان يقول للشيء كن فيكون هذا كفر وشرك في الربوبية هذا ما كان المشركون يشركون به (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) هذا ذكر أنه هذا من الواصلين من كبار الأولياء كذلك يذكر ويذكر قصة ذلك الرجل الذي رؤي أنه يفعل الفاحشة في الحمار على قارعة الطريق فأنكروا ذلك عليه فقال هناك سفينة في البحر تغرق فأنا سددتها هذا مذكور في الكرامات يا جماعة وهذا ما جاءه أشياء كثيرة وكثيرة جدا نعرض نضرب صفحا عما في هذا الكتاب من سخافات بل كفريات باسم الكرامات كرامات الأولياء وأذكر لكم قصة وقعت في حلب هل ترون من كبار علماء الشافعية بل كان مفتي الشافعية في حلب حين جاء رجل من إخواننا أهل السنة قدم طلبا ليكون إماما في مسجد من المساجد هناك فمشيت المعاملة كما هي المعتاد من دائرة إلى دائرة وصلت إلى المفتي المفتي أرسل خلفه ليمتحنه لأنه ما كانت الدعوة التي نحن نسميها بالدعوة السلفية وهم يسمونها بالدعوة الوهابية كانت ماشية والحمد لله في سوريا وخاصة في دمشق ثم في حلب وكان المفتي هذا بلغه عن هذا الرجل اسمه أظن أحمد المصري كان بلغه عنه شيء من الوهابية في زعمه أخذ يسأله قله شو رأيك بالكرامات فأجاب بجواب مختصر إنه لها أصل في الكتاب والسنة قله شو رأيك بالكرامة التالية هنا الشاهد حكى هو القصة سبحان الله يعني كيف وصل عقل بعض المشايخ إلى الانحطاط في الدرك الأسفل حكى له القصة خلاصتها أن أحد الخطباء ...حينما يخطب يوم الجمعة كشف لأنه هذا من كبار الأولياء الخطيب كشف له إنه أحد الحاضرين حاقن تقولون حاقن لكن ماذا يفعل المسجد غاص بالناس وكيف يكون هكذا بينهم فالخطيب كل هؤلاء يعرفهم لأنه ربنا كشف فذهب إليه وهذا كفر فإذا بالخطيب يمد جبته يقول هكذا والرجل حاقن انفتح أمامه طريق إلى حديقة دخل من كم الشيخ يوصل إلى حديقة فقضى حاجته في الحديقة ... وتوضأ وعاد إلى مكانه ولا أحد يشعر بهذا لأنه الشيخ حواه بكرامته المفتي سأل صاحبنا تصدق بهذه الحكاية أو الكرامة قله أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين هذه إهانة وليست كرامة قله أنت لا تصلح أن تكون إماما هذا كثير وكثير جدا الآن يروى عن كرامات تقع في الجهاد في بلاد الأفغان الكرامات التي تذكر الآن ما فيها غرابة ما فيها استنكار لكن كل ما في الأمر أنها بحاجة إلى التثبت من صحتها كرواية فكون الشهيد يشم منه رائحة المسك ما فيه ذلك ضرر إطلاقا وكون ربنا عز وجل يؤمر ببعض المجاهدين فتقع القنبلة بجانبهم ولا تنفجر فالله يدافع عن الذين آمنوا كل هذا ممكن لكن تبقى القضية يخشى أن يكون ... التساهل إنه مجرد ما واحد يقص قصة نحن نلتقطها ونصدق بها فالذي أعتقده وأدين الله به أنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بأن الله عز وجل يكرم بعض أوليائه الصالحين الصادقين ببعض كرامته الخارقة للعادة ولكن ذلك لا يشترط أن يعلم كل مؤمن كرامة نحن نعلم مثلا أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم هم العشرة المبشرين بالجنة وأفضلهم الخلفاء الراشدون ما روي عن أحد منهم شيء من هذه الكرامات فليس من الضروري أن يروى عن كل مسلم صالح أنه رؤية منه كرامة لكن أنه قد يمكن أن يقع يمكن هذا أن يقع والمستند حين ذاك إلى صحة الرواية فما يرى الآن من الكرامات التي تقع في أفغانستان لا يستبعد أن صحتها بأنها مقبولة وفعلا هي كرامة من الله عز وجل لبعض هؤلاء الشهداء أو المجاهدين ولكن ترى هل صحت أم لا تبقى القضية داخلة في علم الرواية أما من حيث الإمكان فكما قلنا في أول الكلام " وأثبتن للأوليا الكرامة *** ومن نفاها فانبذن كلامه " .
هل يمكن أن يرى بعض الناس بعض العصاة يعذبون في قبورهم؟
السائل : طيب ياشيخ العاصي بعض العصاة يشوفون ما يسوء فقط ؟
الشيخ : هذا ممكن أيضا هذا ممكن لعلكم سمعتم الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بقبرين فقال عليه الصلاة والسلام ( ألا إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستنزه ) وفي رواية ( لا يستتر من البول ) ثم أمر بأن يؤتى له بغسل فشقه شقين ووضع كل شق منهما على القبر فسألوه عن ذلك عليه الصلاة والسلام فقال ( لعل الله عز وجل يخفف عنهما ما داما رطبين ) فالرسول صلى الله عليه وسلم سمع عذاب هذين المعذبين وكانا مسلمين لكن أحدهما يسعى بالنميمة والآخر لا يستتر أي يتساهل في الكشف عن عورته أمام الناس أو لا يستنزه من البول أي لا يتحاشا أن يصيبه رشاش البول ولذلك عذبا وعلى ذلك قال عليه الصلاة والسلام ( استنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر من البول ) كذلك جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر ذات يوم راكبا دابته فشمت النظر فرأى قبرين فسأله أصحابه الذين كانوا معه متى مات هذان قالا في الجاهلية فقال عليه الصلاة والسلام ( لولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر ) .
السائل : الله أكبر .
الشيخ : هذا إن الدابة لما شمست منه عليه السلام سمعت صوت عذاب المقبورين فلا يستبعد أن يرى بعض الناس بعض العصاة في قبورهم يعذبون لأن عذاب القبر حق ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ) فعذاب القبر حق يمكن أن يرى بالأعين العادية أفعى مثلا تنهش منه وتعذبه ونحو ذلك لكن يبقى كل شيء خاضع لعلم الرواية صحت الرواية أم لا الذي يحدث صادق ولا المحدث كل هذا ممكن أن يقال أما الأصل فثابت .
الشيخ : هذا ممكن أيضا هذا ممكن لعلكم سمعتم الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بقبرين فقال عليه الصلاة والسلام ( ألا إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستنزه ) وفي رواية ( لا يستتر من البول ) ثم أمر بأن يؤتى له بغسل فشقه شقين ووضع كل شق منهما على القبر فسألوه عن ذلك عليه الصلاة والسلام فقال ( لعل الله عز وجل يخفف عنهما ما داما رطبين ) فالرسول صلى الله عليه وسلم سمع عذاب هذين المعذبين وكانا مسلمين لكن أحدهما يسعى بالنميمة والآخر لا يستتر أي يتساهل في الكشف عن عورته أمام الناس أو لا يستنزه من البول أي لا يتحاشا أن يصيبه رشاش البول ولذلك عذبا وعلى ذلك قال عليه الصلاة والسلام ( استنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر من البول ) كذلك جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر ذات يوم راكبا دابته فشمت النظر فرأى قبرين فسأله أصحابه الذين كانوا معه متى مات هذان قالا في الجاهلية فقال عليه الصلاة والسلام ( لولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر ) .
السائل : الله أكبر .
الشيخ : هذا إن الدابة لما شمست منه عليه السلام سمعت صوت عذاب المقبورين فلا يستبعد أن يرى بعض الناس بعض العصاة في قبورهم يعذبون لأن عذاب القبر حق ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ) فعذاب القبر حق يمكن أن يرى بالأعين العادية أفعى مثلا تنهش منه وتعذبه ونحو ذلك لكن يبقى كل شيء خاضع لعلم الرواية صحت الرواية أم لا الذي يحدث صادق ولا المحدث كل هذا ممكن أن يقال أما الأصل فثابت .
ما صحة قصة أويس القرني وقصة أبي مسلم الخولاني
السائل : طيب ياشيخ فيه قصة أويس القرني وقصة أبي مسلم الخولاني مدى صحتهم ؟
الشيخ : أما قصة أبي مسلم الخولاني فصحيحة ألست تعني لما ألقي في التنور فهي صحيحة وفيه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " الحمدلله الذي جعل في أمة محمد من جعل النار بردا وسلاما عليه كما جعلها على آل إبراهيم " أما قصة أويس القرني ماذا تعني ؟
السائل : طيب يا شيخ قال صلى الله عليه وسلم لعلي وعمر ( إذا رأيتما أويس القرني فطلبا منه أن يستغفر ) ؟ أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : صحيحة هذه .
الشيخ : أما قصة أبي مسلم الخولاني فصحيحة ألست تعني لما ألقي في التنور فهي صحيحة وفيه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " الحمدلله الذي جعل في أمة محمد من جعل النار بردا وسلاما عليه كما جعلها على آل إبراهيم " أما قصة أويس القرني ماذا تعني ؟
السائل : طيب يا شيخ قال صلى الله عليه وسلم لعلي وعمر ( إذا رأيتما أويس القرني فطلبا منه أن يستغفر ) ؟ أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : صحيحة هذه .
ما حكم القيام للداخل إلى المجلس؟
السائل : ... ورد الآن يقوم يسلم عليه ؟
الشيخ : لا ما يقوم إليه إلا ربّ الدار أما الجالسون من الضيوف فيظلون في أماكنهم رب الدار فيذهب إليه ويستقبله ويجلسه في المجلس الذي يناسبه من باب أنزلوا الناس منازلهم .
الشيخ : لا ما يقوم إليه إلا ربّ الدار أما الجالسون من الضيوف فيظلون في أماكنهم رب الدار فيذهب إليه ويستقبله ويجلسه في المجلس الذي يناسبه من باب أنزلوا الناس منازلهم .
ما معنى حديث :" قوموا إلى سيدكم " وهل يستدل بها على جواز القيام للداخل للمجلس؟
السائل : شيخ طيب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمر الصحابة فقال قوموا إلى سيدكم على قصة سعد بن معاذ ؟
الشيخ : صحيح ماذا قال عليه السلام ؟
السائل : قوموا إلى سيدكم لأن هم برجال .
الشيخ : طيب وهذا يلتقي مع قولنا إنه رب الدار يقوم إليه لكن هذا شأن آخر هو يسأل أن رجلا دخل الآن .
السائل : ... .
الشيخ : ... كلام الأخ هو بيكون أخوه .
السائل : نعم ... .
الشيخ : أولا الحديث كما رويته وأحسنت روايته لأن كثيرا من الناس يسيؤون روايته حيث يروون باللفظ " قوموا لسيدكم " فأنت أحسنت الرواية حينما قلت ( قوموا إلى سيدكم ) فمعنى قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ليس له علاقة بموضوع السؤال إطلاقا لأنه كما قلت قوموا إلى سيدكم فأنزلوه وهذا ليس من الموضوع الذي سألت عنه .
السائل : لا يستشهد به .
الشيخ : لا يستشهد به وبخاصة إنه القضية جاء في روايتين إحداهما مختصرة والأخرى مطولة بعض الشيء المختصرة في صحيح البخاري من رواية أبي سعيد الخدري أن سعد بن معاذ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحكم بينه وبين اليهود يهود بني قريظة وكان مريضا مصابا في أكحله راكبا على دابته فقال للأنصار ( قوموا إلى سيدكم ) هكذا الرواية في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري لكن الحديث جاء برواية أتمّ في مسند الإمام أحمد من رواية عائشة رضي الله عنها حيث قالت وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) فأنزلوه فهذه الزيادة كما يقولون اليوم وضعت النقاط على الحروف وأزالت الإشكال وأوضحت بأن أمره عليه السلام للأنصار بأن يقوموا إليه ليس للتعظيم والإجلال وإنما هو للإنزال لأنه كان مريضا والسؤال إنما كان إذا دخل الداخل المجلس فهل يقوم الجالسون إكراما له أم لا الجواب لا والحديث ظهر بأنه لا علاقة له بالموضوع أما أن الجواب لا فلأن هناك حديثا صحيحا أخرجه الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد والأدب المفرد كتاب منفصل عن صحيح البخاري صحيح البخاري فيه سبع وتسعون كتابا كتاب الإيمان كتاب العلم كتاب الغسل كتاب الحيض كتاب الصلاة الوضوء إلى آخره من هذه الكتب كتاب اسمه الأدب كتاب الأدب هذا في صحيح البخاري لكن كما هو معلوم من منهج البخاري في الصحيح أنه لا يروي فيه إلا أصح الأحاديث التي ثبتت لديه ثم بدا للإمام البخاري أن يؤلف كتابا أوسع من كتاب الأدب الذي في الصحيح فسمّاه كتاب الأدب المفرد يعني مفصول عن الصحيح وهو في هذا الكتاب يروي الصحيح وما دونه بخلاف صحيح البخاري فروى في كتابه الأدب المفرد بالسند الصحيح عن أنس بن مالك قال ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك ) كانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك كان سيد البشر عليه الصلاة والسلام وهو أحق الناس بالتعظيم والإكرام لكن أي تعظيم وأي إكرام إنما هو التعظيم المشروع فلو كان هذا القيام من الإكرام المشروع لما كرهه الرسول عليه السلام من أصحابه ولكان أصحابه أسرع الناس إلى إكرامه بمثل هذا القيام وأنس بن مالك الذي خدم الرسول عليه السلام عشر سنين وعرف أخلاقه وشمائله تمام المعرفة يحدثنا فيقول ما كان شخص أحب إليهم يعني أصحاب الرسول عليه السلام رؤية ومع ذلك كانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك فإذا هذا القيام المعتاد اليوم بين الناس ليس من وسائل الإكرام المشروعة بل هو من الوسائل المكروهة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان له ليكره هذا القيام لو أنه كان إكراما مشروعا والسبب في ذلك أنها عادة للأمم الأجنبية الكافرة وكما ترون حتى الآن هذه العادة مستمرة في تلك البلاد وأكثر المسلمين يقلدون الكافرين اليوم إلا من عصم الله وقليل ما هم لذلك فلا ينبغي لأهل العلم أن يبتغوا من الناس إكرامهم بالقيام لهم لأن ما لم يكن للرسول عليه السلام هو كما ذكرنا آنفا سيد البشر ما لم يكن إكراما له فلن يكون إكراما لغيره عليه الصلاة والسلام من هذا الإكرام وهو لا يزال في كثير من البلاد الأعجمية الانحناء حينما يرى الرجل العالم الفاضل ينحني له هكذا وهذا موجود في بلاد الهند في باكستان وغيرها وهذا من ما جاء النهي عنه وقد روى الترمذي وغيره عن أنس أيضا ( أن رجلا قال يا رسول الله أحدنا يلقى أخاه أفينحني له قال لا قال أفيقبله قال لا قال أفيصافحه قال نعم ) فإذا الانحناء ليس وسيلة إكرام فإن الرسول عليه السلام نهى عن ذلك كذلك القيام كرهه عليه السلام فليس وسيلة إكرام وأعظم ما يكون مخالفة للشرع إنما هو السجود للمشايخ وهذا موجود عند بعض الصوفية حيث يستأذن من الشيخ أن يدخل فيحني له ساجدا وهذا مما نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام تفضل .
السائل : هو بيسلم علي هو بيدنق كذا كيف إنه يسلم عليّ وأنا جالس كأنه انحنى لي .
الشيخ : طيب نجرب الأمر كيف نسلم لا لا طيب إش فيها هي
السائل : هو ينحني .
الشيخ : ينحني إنت بس دندن حول هذه الجملة الأخيرة وبس الآن مو قضية انحناء .
السائل : عندنا ينحنون .
الشيخ : يا شيخ مو بس عندكم الدنيا كلها هكذا وليس في هذا الزمان من قديم هذا من بعد ما بدأ الناس ينحرفون عن السنة صارت تقاليد الأعاجم هي تقاليد الشعوب المسلمة .
الشيخ : صحيح ماذا قال عليه السلام ؟
السائل : قوموا إلى سيدكم لأن هم برجال .
الشيخ : طيب وهذا يلتقي مع قولنا إنه رب الدار يقوم إليه لكن هذا شأن آخر هو يسأل أن رجلا دخل الآن .
السائل : ... .
الشيخ : ... كلام الأخ هو بيكون أخوه .
السائل : نعم ... .
الشيخ : أولا الحديث كما رويته وأحسنت روايته لأن كثيرا من الناس يسيؤون روايته حيث يروون باللفظ " قوموا لسيدكم " فأنت أحسنت الرواية حينما قلت ( قوموا إلى سيدكم ) فمعنى قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ليس له علاقة بموضوع السؤال إطلاقا لأنه كما قلت قوموا إلى سيدكم فأنزلوه وهذا ليس من الموضوع الذي سألت عنه .
السائل : لا يستشهد به .
الشيخ : لا يستشهد به وبخاصة إنه القضية جاء في روايتين إحداهما مختصرة والأخرى مطولة بعض الشيء المختصرة في صحيح البخاري من رواية أبي سعيد الخدري أن سعد بن معاذ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحكم بينه وبين اليهود يهود بني قريظة وكان مريضا مصابا في أكحله راكبا على دابته فقال للأنصار ( قوموا إلى سيدكم ) هكذا الرواية في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري لكن الحديث جاء برواية أتمّ في مسند الإمام أحمد من رواية عائشة رضي الله عنها حيث قالت وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) فأنزلوه فهذه الزيادة كما يقولون اليوم وضعت النقاط على الحروف وأزالت الإشكال وأوضحت بأن أمره عليه السلام للأنصار بأن يقوموا إليه ليس للتعظيم والإجلال وإنما هو للإنزال لأنه كان مريضا والسؤال إنما كان إذا دخل الداخل المجلس فهل يقوم الجالسون إكراما له أم لا الجواب لا والحديث ظهر بأنه لا علاقة له بالموضوع أما أن الجواب لا فلأن هناك حديثا صحيحا أخرجه الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد والأدب المفرد كتاب منفصل عن صحيح البخاري صحيح البخاري فيه سبع وتسعون كتابا كتاب الإيمان كتاب العلم كتاب الغسل كتاب الحيض كتاب الصلاة الوضوء إلى آخره من هذه الكتب كتاب اسمه الأدب كتاب الأدب هذا في صحيح البخاري لكن كما هو معلوم من منهج البخاري في الصحيح أنه لا يروي فيه إلا أصح الأحاديث التي ثبتت لديه ثم بدا للإمام البخاري أن يؤلف كتابا أوسع من كتاب الأدب الذي في الصحيح فسمّاه كتاب الأدب المفرد يعني مفصول عن الصحيح وهو في هذا الكتاب يروي الصحيح وما دونه بخلاف صحيح البخاري فروى في كتابه الأدب المفرد بالسند الصحيح عن أنس بن مالك قال ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك ) كانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك كان سيد البشر عليه الصلاة والسلام وهو أحق الناس بالتعظيم والإكرام لكن أي تعظيم وأي إكرام إنما هو التعظيم المشروع فلو كان هذا القيام من الإكرام المشروع لما كرهه الرسول عليه السلام من أصحابه ولكان أصحابه أسرع الناس إلى إكرامه بمثل هذا القيام وأنس بن مالك الذي خدم الرسول عليه السلام عشر سنين وعرف أخلاقه وشمائله تمام المعرفة يحدثنا فيقول ما كان شخص أحب إليهم يعني أصحاب الرسول عليه السلام رؤية ومع ذلك كانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك فإذا هذا القيام المعتاد اليوم بين الناس ليس من وسائل الإكرام المشروعة بل هو من الوسائل المكروهة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان له ليكره هذا القيام لو أنه كان إكراما مشروعا والسبب في ذلك أنها عادة للأمم الأجنبية الكافرة وكما ترون حتى الآن هذه العادة مستمرة في تلك البلاد وأكثر المسلمين يقلدون الكافرين اليوم إلا من عصم الله وقليل ما هم لذلك فلا ينبغي لأهل العلم أن يبتغوا من الناس إكرامهم بالقيام لهم لأن ما لم يكن للرسول عليه السلام هو كما ذكرنا آنفا سيد البشر ما لم يكن إكراما له فلن يكون إكراما لغيره عليه الصلاة والسلام من هذا الإكرام وهو لا يزال في كثير من البلاد الأعجمية الانحناء حينما يرى الرجل العالم الفاضل ينحني له هكذا وهذا موجود في بلاد الهند في باكستان وغيرها وهذا من ما جاء النهي عنه وقد روى الترمذي وغيره عن أنس أيضا ( أن رجلا قال يا رسول الله أحدنا يلقى أخاه أفينحني له قال لا قال أفيقبله قال لا قال أفيصافحه قال نعم ) فإذا الانحناء ليس وسيلة إكرام فإن الرسول عليه السلام نهى عن ذلك كذلك القيام كرهه عليه السلام فليس وسيلة إكرام وأعظم ما يكون مخالفة للشرع إنما هو السجود للمشايخ وهذا موجود عند بعض الصوفية حيث يستأذن من الشيخ أن يدخل فيحني له ساجدا وهذا مما نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام تفضل .
السائل : هو بيسلم علي هو بيدنق كذا كيف إنه يسلم عليّ وأنا جالس كأنه انحنى لي .
الشيخ : طيب نجرب الأمر كيف نسلم لا لا طيب إش فيها هي
السائل : هو ينحني .
الشيخ : ينحني إنت بس دندن حول هذه الجملة الأخيرة وبس الآن مو قضية انحناء .
السائل : عندنا ينحنون .
الشيخ : يا شيخ مو بس عندكم الدنيا كلها هكذا وليس في هذا الزمان من قديم هذا من بعد ما بدأ الناس ينحرفون عن السنة صارت تقاليد الأعاجم هي تقاليد الشعوب المسلمة .
ذكر قصة عن أبي عبد الله بن بطة رحمه الله تعالى.
الشيخ : كنت أريد أن أروي آنفا قصة بل قصص ليتبين لكم أهمية هذه العادة ومبلغ مخالفتها للشريعة يوجد من علماء الحنابلة القدامى رجل معروف بأبي عبدالله بن أبي بطة رجل فقيه ومحدث خرج ذات يوم إلى السوق ومعه صاحب له شاعر لكنه يعرف فقه الشيخ ابن بطة فمر ابن بطة برجل عالم في دكانه وهذا اليوم لا ترونه لا ترون عالم يعمل في دكانه اليوم العلماء موظفون أما عمال تجار مهن حرة لم يبق لهذا ذكر في الأيام الأخيرة هذه بخلاف الزمن السابق فكبار العلماء كانوا تجارا الشاهد أن ابن بطة هذا العالم الفاضل لما مر بذاك الرجل العالم في دكانه قام لابن بطة إكراما فهذا العالم يعرف مذهب ابن بطة لكراهته للقيام كراهة شديدة ولذلك اعتذر له ببيتين من الشعر قال له : " لا تلمني على القيام فحقي *** حين تبدو ألا أمل القياما " هذا الكلام بيعجبك هلا أنت لكن تهيأ لتلقي الجواب :
" لا تلمني على القيام فحقي *** حين تبدو ألا أملّ القياما أنت من أكرم البرية عندي *** ومن الحق أن أجلّ الكراما "
قال ابن بطة لصاحبه الشاعر أجبه عني لأن العلماء ما يحسنون الشعر فعلا لأن ما هم فيه يشغلهم عنه فقال لصاحبه الشاعر أجبه عني قال :
" أنت إن كنت لا عدمتك ترعى *** لي حقا وتظهر الإعظاما
فلك الفضل في التقدم والعلم *** ولسنا نريد منك احتشاما فاعفن الآن من قيامك هذا *** أولا فسأجزيك بالقيام قياما وأنا كاره لذلك جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا *** إن فيه تملــــــــــــــــــــــــــــــــــــقا وأثامــــــــــــــــا
لا تكلف أخاك أن يتلقــــــــــاك *** بما يستــــــــــــــــــــــــــــــــــحل به الحراما
فإذا صحت الضمائر منا اكتفينا *** من أن نتعــــــــب الأجساما كلنا واثق بود أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيه *** ففيم انزعاجــــــــــــــــــنا وعلاما " .
شايف هالبيتين ما :
" لا تكلف أخاك أن يتلقــــــــــاك *** بما يستــــــــــــــــــــــــــــــــــحل به الحراما
فإذا صحت الضمائر منا اكتفينا *** من أن نتعــــــــب الأجساما كلنا واثق بود أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيه *** ففيم انزعاجــــــــــــــــــنا وعلاما "
لذلك المهم في المجتمع الإسلامي هو تصفية القلوب والنوايا وليس المداهنة والمجاملة وأنتم تشاهدون قد يذكر رجل صالح معروف صلاحه لكن لا أحد يأبه له قد يدخل رجل له جاه له مال له ثروة فيقومون له قياما هذا هو الإكرام الذي أمر به الرسول عليه السلام ! لا ولذلك فأنا أقول كلمة أخيرة في الموضوع على الناس المتوادين المتحابين على الأقل أن يعتادوا على ترك القيام وألا يتكلف بعض لبعض بالقيام وأن يوسعوا دائرة ترك هذا القيام بقدر الاستطاعة بحيث ما يعملوا مشاكل مع الناس لكن في الوقت نفسه ما ننسى هذه السنة إنه عدم القيام عدم القيام هو السنة والقيام هذا هو أمر عارض على السنة وينبغي أن نحيي السنة دائما وأما الأمر العارض فنحتاط له ونعمل بقدر ما نستطيع ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ويوم يمشي الناس في هذا الطريق فحينئذ ستنعكس العادة تماما الآن نحن عندنا في عمان وفي دمشق ما أقول عمان كلها ولا أقول دمشق كلها لكن الأخوان المتفاهمين على من بعض أكبر واحد بيدخل أصغر واحد بيدخل ما أحد يقوم إن كان المجتمع الحاضرين قليلين يدخل يسلم ويصافح ويجلس حيث انتهى به المجلس وإن كان جمع غفير وكثير يكتفي بإلقاء السلام ويجلس حيث انتهى به المجلس أو حيث أراد به رب الدار أن يجلسه هذا هو اللائق في تواضع المسلمين بعضهم مع بعض أما هذا القيام فهو من شيم المتكبرين ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) .
" لا تلمني على القيام فحقي *** حين تبدو ألا أملّ القياما أنت من أكرم البرية عندي *** ومن الحق أن أجلّ الكراما "
قال ابن بطة لصاحبه الشاعر أجبه عني لأن العلماء ما يحسنون الشعر فعلا لأن ما هم فيه يشغلهم عنه فقال لصاحبه الشاعر أجبه عني قال :
" أنت إن كنت لا عدمتك ترعى *** لي حقا وتظهر الإعظاما
فلك الفضل في التقدم والعلم *** ولسنا نريد منك احتشاما فاعفن الآن من قيامك هذا *** أولا فسأجزيك بالقيام قياما وأنا كاره لذلك جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا *** إن فيه تملــــــــــــــــــــــــــــــــــــقا وأثامــــــــــــــــا
لا تكلف أخاك أن يتلقــــــــــاك *** بما يستــــــــــــــــــــــــــــــــــحل به الحراما
فإذا صحت الضمائر منا اكتفينا *** من أن نتعــــــــب الأجساما كلنا واثق بود أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيه *** ففيم انزعاجــــــــــــــــــنا وعلاما " .
شايف هالبيتين ما :
" لا تكلف أخاك أن يتلقــــــــــاك *** بما يستــــــــــــــــــــــــــــــــــحل به الحراما
فإذا صحت الضمائر منا اكتفينا *** من أن نتعــــــــب الأجساما كلنا واثق بود أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيه *** ففيم انزعاجــــــــــــــــــنا وعلاما "
لذلك المهم في المجتمع الإسلامي هو تصفية القلوب والنوايا وليس المداهنة والمجاملة وأنتم تشاهدون قد يذكر رجل صالح معروف صلاحه لكن لا أحد يأبه له قد يدخل رجل له جاه له مال له ثروة فيقومون له قياما هذا هو الإكرام الذي أمر به الرسول عليه السلام ! لا ولذلك فأنا أقول كلمة أخيرة في الموضوع على الناس المتوادين المتحابين على الأقل أن يعتادوا على ترك القيام وألا يتكلف بعض لبعض بالقيام وأن يوسعوا دائرة ترك هذا القيام بقدر الاستطاعة بحيث ما يعملوا مشاكل مع الناس لكن في الوقت نفسه ما ننسى هذه السنة إنه عدم القيام عدم القيام هو السنة والقيام هذا هو أمر عارض على السنة وينبغي أن نحيي السنة دائما وأما الأمر العارض فنحتاط له ونعمل بقدر ما نستطيع ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ويوم يمشي الناس في هذا الطريق فحينئذ ستنعكس العادة تماما الآن نحن عندنا في عمان وفي دمشق ما أقول عمان كلها ولا أقول دمشق كلها لكن الأخوان المتفاهمين على من بعض أكبر واحد بيدخل أصغر واحد بيدخل ما أحد يقوم إن كان المجتمع الحاضرين قليلين يدخل يسلم ويصافح ويجلس حيث انتهى به المجلس وإن كان جمع غفير وكثير يكتفي بإلقاء السلام ويجلس حيث انتهى به المجلس أو حيث أراد به رب الدار أن يجلسه هذا هو اللائق في تواضع المسلمين بعضهم مع بعض أما هذا القيام فهو من شيم المتكبرين ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) .
ما حكم القيام للمدرس ؟
السائل : طيب في المدرسة فضيلة الشيخ إذا مدرس قام نحن الطلبة قيام جلوس ؟
الشيخ : أنا أعرف الناس بهذا لأنه لما كنت في مدرسة ابتدائية كنت عريف الصف !
السائل : ... بس في الفصل .
الشيخ : لا لا في الفصل كنت عريف الصف هذا الفصل فالعريف يقف أمام الباب لما يرى الأستاذ المعلم مقبل يقول للصف تهيأ فإذا دخل قاموا جميعا فكنت أرى أحيانا بعض الأساتذة يكون بينهم وبين بعض الطلبة حزازات منافرات إما أن يكون الطالب كسلانا فالمعلم دائما يحط عليه فهو يصير يضربه ما يحب يشوفه ولا يكرمه لما يقوموا الطلبة كلهم للأستاذ الداخل فبعضهم من الطلبة اللي في نفسه غيض من الأستاذ يختبئ تحت المقعد والأستاذ يعلم ذلك فيتفاوض يجيب حاجة هيك ويكشفه بفعله ويضربه ضرب مبرح لماذا لأنه ما قام له وهذا من هنا جاء ما يروى عن شوقي شو بيقول :
" قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا " !
هو يأمر بالقيام والرسول ينهى عن القيام هذا كله بجهل بالإسلام فلذلك فتعاهدوا بينكم السنة أن الرسول يرضى عنكم فتسايرونهم بحدود الاستطاعة لا يكلف الله .
السائل : بعض الجماعة من القبائل يزعلون !
الشيخ : إي يزعلون لكن مع ذلك ينبغي أن لا نطوي هذا البحث يجب أن يذكر بعضنا بعضا نجمع بين هذا وهذا يعني ننشر العلم ونساير الناس حتى تتفتح بصائرهم للسنة .
السائل : في بعض الأحيان خمسين مرة يجي خمسين واحد قبل العشاء خمسين مرة !
الشيخ : ذكرتني الآن قصة أحد إخوانا هناك في دمشق قال لي حضرنا حفلا كبيرا جدا وأجلسونا في الكراسي المتقدمة يقول وبدأ الناس يتوافدون وقبل أن يكتمل الجمع سرت إشاعة الآن يدخل الباشة الفلاني توجهت الأنظار إلى الباب فعلا قام دخل الباشا فقمنا وبقينا واقفين حتى جلس الباشا قال ما كدنا نجلس حتى سرت إشاعة أخرى الآن يدخل الأمير الفلاني فعلا دخل فقمنا ولسى ما جلسنا سرت إشاعة أخرى البيك الفلاني العالم الفلاني قال هنا الشاهد ما شفت حالي إلا قائم قاعد كأنه تحت ... ما أجلس .
الشيخ : أنا أعرف الناس بهذا لأنه لما كنت في مدرسة ابتدائية كنت عريف الصف !
السائل : ... بس في الفصل .
الشيخ : لا لا في الفصل كنت عريف الصف هذا الفصل فالعريف يقف أمام الباب لما يرى الأستاذ المعلم مقبل يقول للصف تهيأ فإذا دخل قاموا جميعا فكنت أرى أحيانا بعض الأساتذة يكون بينهم وبين بعض الطلبة حزازات منافرات إما أن يكون الطالب كسلانا فالمعلم دائما يحط عليه فهو يصير يضربه ما يحب يشوفه ولا يكرمه لما يقوموا الطلبة كلهم للأستاذ الداخل فبعضهم من الطلبة اللي في نفسه غيض من الأستاذ يختبئ تحت المقعد والأستاذ يعلم ذلك فيتفاوض يجيب حاجة هيك ويكشفه بفعله ويضربه ضرب مبرح لماذا لأنه ما قام له وهذا من هنا جاء ما يروى عن شوقي شو بيقول :
" قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا " !
هو يأمر بالقيام والرسول ينهى عن القيام هذا كله بجهل بالإسلام فلذلك فتعاهدوا بينكم السنة أن الرسول يرضى عنكم فتسايرونهم بحدود الاستطاعة لا يكلف الله .
السائل : بعض الجماعة من القبائل يزعلون !
الشيخ : إي يزعلون لكن مع ذلك ينبغي أن لا نطوي هذا البحث يجب أن يذكر بعضنا بعضا نجمع بين هذا وهذا يعني ننشر العلم ونساير الناس حتى تتفتح بصائرهم للسنة .
السائل : في بعض الأحيان خمسين مرة يجي خمسين واحد قبل العشاء خمسين مرة !
الشيخ : ذكرتني الآن قصة أحد إخوانا هناك في دمشق قال لي حضرنا حفلا كبيرا جدا وأجلسونا في الكراسي المتقدمة يقول وبدأ الناس يتوافدون وقبل أن يكتمل الجمع سرت إشاعة الآن يدخل الباشة الفلاني توجهت الأنظار إلى الباب فعلا قام دخل الباشا فقمنا وبقينا واقفين حتى جلس الباشا قال ما كدنا نجلس حتى سرت إشاعة أخرى الآن يدخل الأمير الفلاني فعلا دخل فقمنا ولسى ما جلسنا سرت إشاعة أخرى البيك الفلاني العالم الفلاني قال هنا الشاهد ما شفت حالي إلا قائم قاعد كأنه تحت ... ما أجلس .
ما حكم تحمس الشباب عند بداية تدينهم ؟
السائل : فيه يا شيخ سؤال في بعض الناس إذا تديّن إذا تديّن ينجرف يبدأ ثوبه من الركبة تقريبا أو تحت الركبة بشوية وفي صلاته دائما قصير أمن راكب ويطلع كأنه ذليل جدا جدا وفي تقريبا ولا قاعد يتبسم يضحك هل هذا من السّنة ؟
الشيخ : والله هذا السؤال يذكرني بشيء كأنه أمر طبيعي بالنسبة للشباب المتحمس ذلك كما جاء في قصة عبدالله بن عمرو بن العاص كان شابا من صلحاء شباب الصحابة ويدلّكم على ذلك قصته بعد أن زوجه أبوه بفتاة من قريش وبعد الزواج سأل والده ... عن علاقة زوجها بها فكان جوابها فيه كناية لطيفة باللغة العربية الفصيحة قالت إنه لم يطأ لنا بعد فراشا يعني كأنما ما تزوجنا وكشيء طبيعي ما سرّ بهذا الخبر والد عبدالله وهو عمر بن العاص فشكاه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال عبدالله فإما أرسل إليّ وإما لقيني فقال لي يا عبد الله بلغني أنك تقوم الليل وتصوم النهار ولا تقرب النساء فقال قد كان ذلك يا رسول الله قال ( فإن في جسدك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولزورك - أي من يزورك - عليك حقا ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع له منهجا في العبادة حتى ما يغالي فيها ولا يتكاسل عنها وهو كان يقرأ القرآن في كل ليلة مرة وكان يصوم الدهر فمن كان كذلك في علومه في عبادته لا يصلح للزواج لأن نشاطه توجه كله إلى العبادة وفيما يتعلق بقيامه في البيت وقراءته للقرآن قال له ( اقرأ القرآن في كل شهر مرة ) بدل كل يوم مرة اقرأ القرآن في كل شهر مرة قال يا رسول الله إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك وهذا موضع عجب حقيقة لأن الناس اليوم على عكس هذا تماما خاصة الآباء مع الأبناء الصالحين ينبت الولد في منزل صالح فيتعبد ويحرص على إقامة الصلاة في المساجد وعلى حضور الدروس للعلماء الأفاضل فيثبطه أهله أبوه وأمه ويقولان له يا حريمتك أنت بعد شاب لسى باقي قدامك اصبر ! لما يصير عمرك ثلاثين أربعين سنة أما الشاب هذا المتدين يقول يا رسول الله إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك كيف تقل لي اقرأ القرآن في الشهر مرة وحدة فقال له عليه السلام ( اقرأ القرآن في الشهر مرتين ) قال يا رسول الله إني شاب وكرر العبارة نفسها إلى أن انتهى معه عليه الصلاة والسلام إلى قوله ( فاقرأ القرآن في ثلاث ) أي يسمح لك أن تقرأ القرآن في ثلاث ليالي لا أقل من ذلك ( فمن قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه ) هذا فيما يتعلق بقيام الليل وتلاوة القرآن أما فيما يتعلق بالصيام فهو كان يصوم الدهر فقال له عليه الصلاة والسلام ( صم من كل شهر ثلاثة أيام فالحسنة بعشر أمثالها ) أي فكأنما صمت الدهر قال يا رسول الله إني شاب إني أستطيع أكثر من ذلك إن بي قوة فلم يزل عليه الصلاة والسلام يساهل معه إلى أن قال له ( صم يوما وأفطر يوما ) فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود عليه الصلاة والسلام وكان لا يفر إذا لاقى هذا الحديث جمع العدل في العبادة والقوة في الجسم ( صم صوم داود عليه السلام فإنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وكان لا يفر إذا لاقى ) لأنه لا يزال محتفظا على قوته أما إذا صام الدهر فستنهار قواه مع الزمن ولا يستطيع حين ذاك أن يثبت في ملاقاة الأعداء قال يا رسول الله إني أريد أفضل من ذلك قال ( لا أفضل من ذلك ) يريد أفضل من صوم داود قال ( لا أفضل من ذلك ) ثم فارق عبدالله بن عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذا المنهاج وراحت أيام وجاءت أيام وانتقل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى وشاخ عبدالله بن عمرو وراحت القوة التي كان يفخر بها ولكنه كان يشق عليه أن يدع ما فارق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شو هي الرخصة قال له ( اقرأ القرآن في كل شهر مرة ) ما رضي فيها قال له ( صم من كل شهر ثلاث أيام ) ما رضي فيها لكن متى انتبه لخطأه بعد أن شاخ وأسنّ وكبر فكان يقول يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بداية هذه القصة في مسند الإمام أحمد رضي الله عنه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( يا عبد الله إن لكل عمل شرّة ولكل شرّة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل ) إيش معنى ( إن لكل عمل شرّة ) الشرّة هو النشاط النشاط الشديد وهي طبيعة الشباب بيهجم على العبادة دون أن يفكر إيش في العاقبة ( إن لكل عمل شرّة ) مثاله إنسان بيمسك إيده قبضة حديدية لكن إلى متى يستطيع أن يظل قابضا عليها مهما كان قوي العضلات سيظل يعمل كذا وبعدين سيخلص العمر ولذلك أمر الرسول عليه السلام بالاعتدال فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) فنحن في الوقت الذي نسر بإقبال الشباب اليوم على الدّين والتعبد والتقرب إلى الله عز وجل بما شرع فنحن ننصح بالاعتدال أيضا في العبادة خشية أن ينعكس معهم الأمر وينقلب إلى الإفلات الموضوع وعدم الاهتمام حتى بالفرائض من العبادات فخير الأعمال أدومها وإن قلّ هكذا نحن ننصح إخواننا الشباب بأن يعتدلوا وألا يغالوا لأن الله عز وجل يقول (( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) وقال عليه السلام منطلقا من هذه الآية ( إياكم والغلو في الدين فإن ما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم ) فنحن ننصح هؤلاء كما ننصح الفريق المقابل لهم الذين لا يهتمون إلا بأداء الفرائض فقط ثم لا يبالون بارتكاب المخالفات الشرعية يحجة أنهم يصلون الصلوات ويصومون رمضان وأن هذه الصلوات وصيام رمضان من المكفرات ولا ينتبهون إلى أن كثيرا من هذه الصلوات والصيام بحاجة إلى ما يتم هذه العبادات لما فيها من نقص كما جاء في قصة الصلاة مثلا قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الرجل ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها نصفها ) فإذا الصلاة التي يصليها أكثر الناس إنما يكتب لهم بأحسن الأحوال النصف وإلا بعضهم العشر أحسن من العشر التسع وهكذا فإذا إذا كان هذا النقص موجودا في الصلاة فيجب أن يكون عندنا احتياطي من الصلاة وهو الإكثار من النوافل كذلك قال عليه الصلاة والسلام في حق كثير من الصوّام قال عليه الصلاة والسلام ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) فالصيام صومان صوم عن الماديات المفطرة وصوم عن المعنويات المفطرة لكنها من رحمة الله عز وجل لم يجعلها مبطلة المفطرات المعنوية لم يجعلها مفطرة مبطلة للصيام لصعوبة ذلك على الناس فقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) هذا كأنه يعني أن لا صيام له الذي يشهد شهادة الزور ويكذب في أقواله ويرتكب الفسق والفجور فهذا ليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه لكنّ الله عز وجل إنما جعل المبطل للصيام إنما هو المفطرات المادية المعروفة كالأكل والشرب والجماع والاستفراغ بهذا نحن نأمر الفريقين الذين يغالون في عبادتهم أن يعتدلوا وألا يأخذوها هبة واحدة لأنه يخشى أن يتراجع القهقرى كما نأمر الشباب الآخر الذي يكتفي بالإتيان بالفرائض وبس ثم لا يهتم بإتمام هذا النقص الذي يقع في صلاة كل واحد منا بمثل قوله عليه الصلاة والسلام ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإن تمت فقد أفلح وأنجح فإن نقصت قال الله عزّ وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته ) الفريضة التي لم يكتب له منها إلا عشرها وفي أحسن الأحوال نصفها وين النصف الثاني يكمل منها النوافل ولذلك فعلى المسلم أن يحرص على الإتيان بالفرائض من الصلاة والصيام والنوافل أيضا حتى يوم القيامة إذا وزنت صلاته وعباداته تكمّل له من النوافل التي كان قد أتى بها مع الفرائض وبهذا القدر كفاية لأنك أنت تفضلت وجئت من هناك بسيارتك والآن عليك إنك ترجع معنا وترجع إلى هنا ويكون دخل نصف الليل فجزاك الله خيرا .
السائل : الله يبارك فيك .
الشيخ : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
الشيخ : والله هذا السؤال يذكرني بشيء كأنه أمر طبيعي بالنسبة للشباب المتحمس ذلك كما جاء في قصة عبدالله بن عمرو بن العاص كان شابا من صلحاء شباب الصحابة ويدلّكم على ذلك قصته بعد أن زوجه أبوه بفتاة من قريش وبعد الزواج سأل والده ... عن علاقة زوجها بها فكان جوابها فيه كناية لطيفة باللغة العربية الفصيحة قالت إنه لم يطأ لنا بعد فراشا يعني كأنما ما تزوجنا وكشيء طبيعي ما سرّ بهذا الخبر والد عبدالله وهو عمر بن العاص فشكاه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال عبدالله فإما أرسل إليّ وإما لقيني فقال لي يا عبد الله بلغني أنك تقوم الليل وتصوم النهار ولا تقرب النساء فقال قد كان ذلك يا رسول الله قال ( فإن في جسدك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولزورك - أي من يزورك - عليك حقا ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع له منهجا في العبادة حتى ما يغالي فيها ولا يتكاسل عنها وهو كان يقرأ القرآن في كل ليلة مرة وكان يصوم الدهر فمن كان كذلك في علومه في عبادته لا يصلح للزواج لأن نشاطه توجه كله إلى العبادة وفيما يتعلق بقيامه في البيت وقراءته للقرآن قال له ( اقرأ القرآن في كل شهر مرة ) بدل كل يوم مرة اقرأ القرآن في كل شهر مرة قال يا رسول الله إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك وهذا موضع عجب حقيقة لأن الناس اليوم على عكس هذا تماما خاصة الآباء مع الأبناء الصالحين ينبت الولد في منزل صالح فيتعبد ويحرص على إقامة الصلاة في المساجد وعلى حضور الدروس للعلماء الأفاضل فيثبطه أهله أبوه وأمه ويقولان له يا حريمتك أنت بعد شاب لسى باقي قدامك اصبر ! لما يصير عمرك ثلاثين أربعين سنة أما الشاب هذا المتدين يقول يا رسول الله إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك كيف تقل لي اقرأ القرآن في الشهر مرة وحدة فقال له عليه السلام ( اقرأ القرآن في الشهر مرتين ) قال يا رسول الله إني شاب وكرر العبارة نفسها إلى أن انتهى معه عليه الصلاة والسلام إلى قوله ( فاقرأ القرآن في ثلاث ) أي يسمح لك أن تقرأ القرآن في ثلاث ليالي لا أقل من ذلك ( فمن قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه ) هذا فيما يتعلق بقيام الليل وتلاوة القرآن أما فيما يتعلق بالصيام فهو كان يصوم الدهر فقال له عليه الصلاة والسلام ( صم من كل شهر ثلاثة أيام فالحسنة بعشر أمثالها ) أي فكأنما صمت الدهر قال يا رسول الله إني شاب إني أستطيع أكثر من ذلك إن بي قوة فلم يزل عليه الصلاة والسلام يساهل معه إلى أن قال له ( صم يوما وأفطر يوما ) فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود عليه الصلاة والسلام وكان لا يفر إذا لاقى هذا الحديث جمع العدل في العبادة والقوة في الجسم ( صم صوم داود عليه السلام فإنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وكان لا يفر إذا لاقى ) لأنه لا يزال محتفظا على قوته أما إذا صام الدهر فستنهار قواه مع الزمن ولا يستطيع حين ذاك أن يثبت في ملاقاة الأعداء قال يا رسول الله إني أريد أفضل من ذلك قال ( لا أفضل من ذلك ) يريد أفضل من صوم داود قال ( لا أفضل من ذلك ) ثم فارق عبدالله بن عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذا المنهاج وراحت أيام وجاءت أيام وانتقل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى وشاخ عبدالله بن عمرو وراحت القوة التي كان يفخر بها ولكنه كان يشق عليه أن يدع ما فارق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شو هي الرخصة قال له ( اقرأ القرآن في كل شهر مرة ) ما رضي فيها قال له ( صم من كل شهر ثلاث أيام ) ما رضي فيها لكن متى انتبه لخطأه بعد أن شاخ وأسنّ وكبر فكان يقول يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بداية هذه القصة في مسند الإمام أحمد رضي الله عنه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( يا عبد الله إن لكل عمل شرّة ولكل شرّة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل ) إيش معنى ( إن لكل عمل شرّة ) الشرّة هو النشاط النشاط الشديد وهي طبيعة الشباب بيهجم على العبادة دون أن يفكر إيش في العاقبة ( إن لكل عمل شرّة ) مثاله إنسان بيمسك إيده قبضة حديدية لكن إلى متى يستطيع أن يظل قابضا عليها مهما كان قوي العضلات سيظل يعمل كذا وبعدين سيخلص العمر ولذلك أمر الرسول عليه السلام بالاعتدال فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) فنحن في الوقت الذي نسر بإقبال الشباب اليوم على الدّين والتعبد والتقرب إلى الله عز وجل بما شرع فنحن ننصح بالاعتدال أيضا في العبادة خشية أن ينعكس معهم الأمر وينقلب إلى الإفلات الموضوع وعدم الاهتمام حتى بالفرائض من العبادات فخير الأعمال أدومها وإن قلّ هكذا نحن ننصح إخواننا الشباب بأن يعتدلوا وألا يغالوا لأن الله عز وجل يقول (( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) وقال عليه السلام منطلقا من هذه الآية ( إياكم والغلو في الدين فإن ما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم ) فنحن ننصح هؤلاء كما ننصح الفريق المقابل لهم الذين لا يهتمون إلا بأداء الفرائض فقط ثم لا يبالون بارتكاب المخالفات الشرعية يحجة أنهم يصلون الصلوات ويصومون رمضان وأن هذه الصلوات وصيام رمضان من المكفرات ولا ينتبهون إلى أن كثيرا من هذه الصلوات والصيام بحاجة إلى ما يتم هذه العبادات لما فيها من نقص كما جاء في قصة الصلاة مثلا قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الرجل ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها نصفها ) فإذا الصلاة التي يصليها أكثر الناس إنما يكتب لهم بأحسن الأحوال النصف وإلا بعضهم العشر أحسن من العشر التسع وهكذا فإذا إذا كان هذا النقص موجودا في الصلاة فيجب أن يكون عندنا احتياطي من الصلاة وهو الإكثار من النوافل كذلك قال عليه الصلاة والسلام في حق كثير من الصوّام قال عليه الصلاة والسلام ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) فالصيام صومان صوم عن الماديات المفطرة وصوم عن المعنويات المفطرة لكنها من رحمة الله عز وجل لم يجعلها مبطلة المفطرات المعنوية لم يجعلها مفطرة مبطلة للصيام لصعوبة ذلك على الناس فقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) هذا كأنه يعني أن لا صيام له الذي يشهد شهادة الزور ويكذب في أقواله ويرتكب الفسق والفجور فهذا ليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه لكنّ الله عز وجل إنما جعل المبطل للصيام إنما هو المفطرات المادية المعروفة كالأكل والشرب والجماع والاستفراغ بهذا نحن نأمر الفريقين الذين يغالون في عبادتهم أن يعتدلوا وألا يأخذوها هبة واحدة لأنه يخشى أن يتراجع القهقرى كما نأمر الشباب الآخر الذي يكتفي بالإتيان بالفرائض وبس ثم لا يهتم بإتمام هذا النقص الذي يقع في صلاة كل واحد منا بمثل قوله عليه الصلاة والسلام ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإن تمت فقد أفلح وأنجح فإن نقصت قال الله عزّ وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته ) الفريضة التي لم يكتب له منها إلا عشرها وفي أحسن الأحوال نصفها وين النصف الثاني يكمل منها النوافل ولذلك فعلى المسلم أن يحرص على الإتيان بالفرائض من الصلاة والصيام والنوافل أيضا حتى يوم القيامة إذا وزنت صلاته وعباداته تكمّل له من النوافل التي كان قد أتى بها مع الفرائض وبهذا القدر كفاية لأنك أنت تفضلت وجئت من هناك بسيارتك والآن عليك إنك ترجع معنا وترجع إلى هنا ويكون دخل نصف الليل فجزاك الله خيرا .
السائل : الله يبارك فيك .
الشيخ : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
اضيفت في - 2006-04-10