الشيخ : وقد تكلمنا في الليلة الماضية عن الشروط التي يجب فيها الصوم أداء وبيّنا أنه ستة شروط ويحسن الليلة أن نعيد تذكرها بالمناقشة معكم فنوجه الأسئلة لعلكم لم تنسوا ما سبق في الليلة الماضية.

الشيخ : فنبدأ أولا ما هو الشرط الأول ؟
السائل : أن يكون مسلما.
الشيخ : الشرط الأول أن يكون مسلما فغير المسلم لا يؤمر بالصوم ولا يقبل منه وضربنا على هذا مثالا وهو أننا نعلم أنه لا يمكن ليهودي أو نصراني أو وثني أن يصوم رمضان ولكن يمكن لمن ينتسب إلى الإسلام أن يصوم رمضان وهو غير مسلم وضربنا لذلك فما هو المثل الذي ضربنا لذلك ؟
السائل : تارك الصلاة.
الشيخ : تارك الصلاة يقول أنه مسلم ولكنه ليس بمسلم في الواقع يعني من الناس من يصوم ولا يصلي فالذي يصوم ولا يصلي صيامه باطل لأنه ليس بمسلم.

الشيخ : طيب الشرط الثاني أن يكون عاقلا ضد العاقل.
السائل : المجنون.
الشيخ : غير العاقل أحسن غير العاقل لماذا اخترنا السؤال للذي أجاب لماذا اخترنا غير عاقل ولم نقل ضده المجنون ؟
السائل : لأن غير عاقل يشمل.
الشيخ : يشمل المجنون ومن ليس عنده إحساس والكبير المهرج نعم طيب أحسنت ما تقولون في رجل له والد كبير السن مهرّج لا يعرف أحدا ولا ... بشيء هل يلزمه أن نطعم عنه أجب ما حضرت الدرس البارحة.
السائل : لا.
الشيخ : طيب تفضل.
السائل : لا لا يطعم عنه.
الشيخ : لماذا ؟
السائل : لأنه فاقد العقل.
الشيخ : لأنه فاقد العقل أحسنت بارك الله فيك.

الشيخ : الشرط الثالث.
السائل : البلوغ.
الشيخ : أن يكون بالغا طيب للبلوغ علامات سبعة.
السائل : ثلاثة.
الشيخ : ماهي علامات البلوغ ؟
السائل : أن يبلغ خمس عشرة سنة.
الشيخ : أن يبلغ خمس عشرة سنة أو يتم له خمس عشرة سنة.
السائل : أن يتم له خمس عشرة سنة.
الشيخ : هذا واحد هذه علامة العلامة الثانية.
السائل : أن يكون نبت الشعر الخشن عند العانة.
الشيخ : أحسنت الثالث نبات الشعر الخشن وهو العانة الثالث.
السائل : أو أن يحتلم.
الشيخ : يعني ينزل المني بشهوة هل هناك علامة رابعة ؟
السائل : الحيض للنساء.
الشيخ : الحيض لكن للنساء طيب بارك الله فيكم أوردنا على هذا الشرط شيئا يشتبه على بعض الناس أو يتهاون فيه بعض الناس.
السائل : أنه قد من النساء أن تبلغ قبل خمس عشرة سنة ... لكنها تؤمر بالصيام حتى لو لم تبلغ خمس عشرة سنة.
الشيخ : يعني أن بعض النساء تبلغ وهي صغيرة ولكنها لا تصوم جهلا منها أو خجلا أن تخبر أهلها فإن الواجب عليها حينئذ.
السائل : عليها أن تصوم.
الشيخ : معلوم تصوم في المستقبل لكن الماضي.
السائل : أن تقضي.
الشيخ : تقضي ما فاتها بعد البلوغ.
السائل : إذا حاضت.
الشيخ : قف على هذا فيه أيضا بعض النساء يخطئ في هذه المسألة من ناحية أخرى.
السائل : يصمن حال الحيض.
الشيخ : أنها تصوم مع أهلها كل الشهر وهي حائض تستحي أن تخبرهم فماذا يجب عليها ؟
السائل : عليها القضاء أيام الحيض.
الشيخ : عليها قضاء أيام الحيض لأن صوم المرأة أيام حيضها لا يصح طيب بارك الله فيك.

الشيخ : أن يكون قادرا هذا هو الشرط الرابع أن يكون قادرا فما ضد القدرة.
السائل : العجز.
الشيخ : كم أقسام العجز ؟
السائل : اثنان عاجز.
الشيخ : عجزا مستمرا دائما لا يرجى زواله.
السائل : أو يكون عجزا.
الشيخ : طارئا يرجى زواله مثال الأول.
السائل : مريض كالسرطان.
الشيخ : مريض مرض لا يرجى برؤه كالسرطان أو يكون شيخا كبيرا لا يرجى برؤه ولا زوال كبره.
السائل : زوال كبره.
الشيخ : ألا تعلم أن أحدا شابَ ثم رجع شابا طيب ما هو البيت الذي أنشداه في هذا الموضوع ؟
السائل : بوع.
الشيخ : " ليتَ وهل ينفع شيئا ليتُ ليت شبابا بوع فاشتريت " لكنه على لغة طيب ما فرض هذا النوع من العجزة العجز الذي لا يرجى زواله ما فرضه ؟
السائل : إطعام عن كل يوم مسكين.
الشيخ : طيب ما هو الدليل يطعم عن كل يوم مسكين فما هو الدليل الأخ هذا يالله قل ما هو الدليل ?
السائل : فيه حديث قوله تعالى : (( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام )).
الشيخ : (( وعلى الذين يطيقونه فدية )) لكن الآية وعلى الذين يطيقونه وهذا الشايب ما يطيقه كبير السن ما يطيقه ما وجه الدلالة من الآية طيب ?
السائل : أن الصيام في بادئ الأمر فرض على التخيير من لا يصوم يطعم عن كل يوم مسكين.
الشيخ : نعم كمّل.
السائل : وفي هذه الحالة من لا يستطيع الصيام يطعم عن كل يوم مسكين.
الشيخ : يقول وجه الدلالة من الآية أن الصيام أول ما فرض كان الإنسان مخيّرا بين الإطعام والصيام وهذا دليل على أن الإطعام عديل للصوم فإذا عجز عن الصوم أطعم طيب كيف يطعم كيفية الإطعام ?
السائل : إما عن كل يوم مسكين أو جمعهم مساكين.
الشيخ : إما أن يصنع طعاما في آخر الشهر ويدعو إليه المساكين ويأكلون كما فعل من ? كما فعل أنس بن مالك رضي الله عنه وإما أن يوزع طعاما حبا ومعه لحم وإيدام على كل ثلاثين فقيرا أو تسع وعشرين فقيرا حتى تمام الشهر ونقصانه العجز الطارئ ما فرضه وهو القسم الثاني ما فرضه من عجزه عن الصيام عجزا طارئا يرجى زواله.
السائل : يقضي الأيام التي فطرها.
الشيخ : ما هو الدليل ?
السائل : الأيام الأخر.
الشيخ : أقرأ الآية.
السائل : قال تعالى : (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )).
الشيخ : (( ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )) طيب إذا كان الشهر تسعة وعشرين يوما هل يقضي ثلاثين يوما أو تسعة وعشرين يوما.
السائل : على حسب الشهر.
الشيخ : أنا الآن أقول إذا كان تسعة وعشرين يوما فهل يقضي ثلاثين يوما أو تسعة وعشرين.
السائل : حسب الأيام اللي فطرها إن كان فطر تسعة وعشرين يقضي.
الشيخ : أقول إن الشهر كان تسعة وعشرين يوما فهل يقضي تسعة وعشرين يوما أو ثلاثين يوما ?
السائل : تسعة وعشرين.
الشيخ : تسعة وعشرين من أين تأخذها من الآية.
السائل : (( ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )).
الشيخ : طيب من أي كلمة من الآية ?
السائل : عدة من أيام أخر.
الشيخ : عدة من أيام من أخر ولم يقل فشهرا عدة من أيام أخر طيب لو مر عشرة أيام وأكثر يلزمه.
السائل : عشرة أيام.
الشيخ : أحسنت.

الشيخ : أن يكون مقيما هذا الشرط الخامس أن يكون مقيما طيب ضد المقيم.
السائل : المسافر.
الشيخ : ضد المقيم المسافر ما فرض المسافر ?
السائل : المسافر عليه أن يفطر ثم يقضي الأيام التي فطرها.
الشيخ : يعني يخيّر إما أن يصوم وإما أن يفطر ويقضي عدة من أيام أخر والدليل ?
السائل : عدة من أيام أخر (( ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )).
الشيخ : هل الأفضل للمسافر أن يصوم أو يفطر ?
السائل : الذي يكون الأريح له.
الشيخ : يعني الأفضل في حقه الأسهل فإن تساويا.
السائل : تساويا.
الشيخ : تساويا.
السائل : الأولى له الصيام.
الشيخ : الصيام ما هو الدليل والله يقول : (( فعدة من أيام أخر )) ذكرنا أظن أمس ثلاثة أوجه طيب يالله.
السائل : الدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان هو وأصحابه وكان عبدالله بن رواحة صومه.
الشيخ : الدليل أن الصوم فعل الرسول صلى الله عليه وسلم والدليل أن هذا فعل الرسول حديث أبي الدرداء قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في حر شديد وما منا صائم إلا رسول الله وعبدالله بن رواحة هذا واحد اثنين.
السائل : قوله تعالى : (( وأن تصوموا فهو خير لكم )).
الشيخ : لا لا ما هو هذا.
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس من البر الصيام في السفر ).
الشيخ : هذا يدل على أن الفطر أولى.
السائل : ... ليس من البر الصيام في السفر.
الشيخ : الوجه الثاني ذكرنا أنه أسرع في إبراء الذمة لأن الإنسان عند القضاء ربما يموت ويتأخر القضاء عنه أو إطعامه. الوجه الثالث أنه أيسر أن يصوم أن الأيسر على المكلف غالبا أن يصوم ولذلك نرى الإنسان إذا كان عليه قضاء ولو كان يوما واحدا يستكثره حتى إن بعض الناس يكون عليه يوم أو يومان ولا يقضيهما إلا في شعبان كم شروط الآن ذكرنا.
السائل : خمسة.
الشيخ : باقي.
السائل : واحد.

الشيخ : باقي أن يكون خاليا من الموانع وهذا للنساء فقط والموانع هي الحيض والنفاس فما هو الدليل على أن الحيض والنفاس مانع من الصيام ؟
السائل : أليس إذا حاضت لا تصلي ولا تصوم.
الشيخ : نقولها فيمن في الحائض.
السائل : في الحائض.
الشيخ : قال إذا حاضت لم تصل ولم تصم استرح سبب هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطب النساء فقال : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قلن يا رسول الله ما نقصان عقلها قال أليس شهادة الرجل بشهادة المرأتين وقالوا وما نقصان دينها قال أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ) وهذا نقص لكنه لا نقص لا تلام عليه في الواقع لأنه ليس سببه التقصير منها طيب هذه ستة شروط لوجوب الصوم.

الشيخ : والآن نعود لنبين ما حقيقة الصوم الذي تكلمنا عنه فنقول إن حقيقة الصوم هو التعبد لله عز وجل بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولاحظ كلمة التعبد لأنه لا بد أن توجد في كل تعريف شرعي للعبادة يعني عندما نعرف الطهارة الوضوء مثلا هل نقول إن الوضوء غسل الأعضاء الأربعة على وجه مخصوص ؟ الجواب لا ما دمنا نعرف الشيء تعريفا شرعيا فلا بد انتبه يا طالب العلم لا بد أن يكون مقرونا بذكر التعبد فنقول في الطهارة مثلا في الوضوء التعبد لله تعالى بغسل الأعضاء الأربعة على صفة مخصوصة أربعة في الوجه واليدان والرأس والرجلان التعبد لله تعالى بماذا ؟ الصوم التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس التعبد لله عز وجل ما هذه المفطرات قبل أن نذكر المفطرات.

الشيخ : يجب أن نعرف قاعدة مفيدة لطالب العلم وأن كل شيء بني على أساس شرعي فإنه لا يمكن أن ينقض إلا بدليل شرعي هذه قاعدة تفيدكم فيها في باب الصيام في باب الحج في باب الزكاة في باب الصلاة الطهارة كل شيء بني على أساس شرعي فإنه لا يمكن نقضه إلا بدليل شرعي مثلا لو قال قائل لشخص متوضئ أكل شيئا قال له انتقض وضوؤك ماذا نقول له نقول هات الدليل يعني هذا الرجل توضأ وضوءا شرعيا فلا يمكن أن ننقض طهارته إلا بدليل شرعي قال رجل لشخص توضأ ومسح على الجوربين ثم خلع الجوربين فقال له إن طهارتك بطلت لأنك خلعت الجوربين ماذا نجيب في العادة ؟ نقول هات الدليل على أن خلع الجورب ينقض الوضوء فإن أتى بالدليل فعلى العين والرأس وإن لم يأت بالدليل قلنا الأصل بقاء الوضوء ولا يمكن أن ينتقض وبناء على ذلك إذا خلع الإنسان الجورب بعد مسه فإنه لا ينتقض وضوؤه بل هو باق على وضوئه لكنه لا يعيد اللبس مرة ثانية إلا بعد أن يتوضأ ويغسل رجليه طيب لو قال قائل إن الإنسان إذا نظر إلى عورة غيره بطل وضوؤه وهذا مشهور عند العوام يقول إذا نظرت إلى العورة انتقض وضوؤك ماذا نقول نقول ؟هات الدليل ما في دليل على أن الإنسان إذا نظر إلى العورة بطل وضوؤه إذا إذا نظر إلى العورة فوضوؤه باق على صحته قال قائل إذا أكل الإنسان لحم إبل وهو متوضئ بطل وضوؤه ماذا نقول له ؟ نقول هات الدليل من قال إن لحم الإبل ينقض الوضوء إن جاء بدليل قلنا على العين والرأس وقلنا لمن أكل لحم الإبل عليك أن تتوضأ إذا لم يأت بدليل ماذا نقول ؟ نقول الوضوء باق على صحته وهل لنقض الوضوء بأكل لحم الإبل دليل ؟ الجواب نعم فيه دليل وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( توضؤوا من لحوم الإبل وسئل أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال نعم قيل أنتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت ) فلما جعل الوضوء من لحم الغنم مربوطا بالمشيئة دل ذلك على أن الوضوء من لحم الإبل لازمٌ لأنه لو لم يكن لازما لكان راجعا إلى مشيئة الإنسان واضح يا جماعة طيب قال قائل إن الإنسان إذا تحرك في صلاته ثلاث حركات بطلت صلاته رجل يصلي فتحرك ثلاث حركات مرة عرك عينه ومرّة أصلح غترته ومرة نظر الساعة فقال له قائل إن صلاتك بطلت ماذا نقول نقول هات الدليل إن جاء بدليل قلنا الحكم ما دل عليه الدليل وإن لم يأت بدليل فإنه لا يكره وتبقى الصلاة على صحتها قال قائل إن الإنسان إذا خلع ضرسه وهو صائم بطل صومه ماذا نقول ؟ هات الدليل إن جاء بدليل وإلا فالصوم صحيح هذه المسائل المتعددة وغيرها كثير مبنية على القاعدة التي أشرنا إليها ما هي أن الشيء إذا ثبت بدليل شرعي فلا يمكن أن ينقض إلا بدليل شرعي خذ هذا يا طالب العلم معك سلاح على كل من ادعى بطلان عبادة أو بطلان معاملة فقل هات الدليل قال قائل إذا بعت السيارة بثمن نقد بعشرين ألفا وبعت بثمن مؤجل بخمسة وعشرين ألفا مقسطة فالبيع الثاني باطل ما يجوز بيع التقسيط ماذا نقول له هات الدليل كذا الدليل نعم لأن الأصل أن كل بيع فهو صحيح لأن الله قال : (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) فكل بيع الأصل فيه الصحة حتى يأتي أحد بدليل على فساد البيع.

الشيخ : بناء على ذلك الآن نعود بارك الله فيكم إلى ذكر المفطرات للصائم التي قام الدليل عليها لننفي ما سواها لأننا نريد أن نبني الأحكام على أساس المفطرات أعدها الآن مرة أو مرتين أو ثلاثا لأعيد الكرة فأطلبها منكم المفطرات هي الأكل والشرب والجماع وما قام مقام الأكل والشرب وإنزال المني بشهوة بفعل من الصائم والتقيؤ عمدا وخروج الدم بالحجامة وخروج دم الحيض والنفاس مرة ثانية هي الأكل والشرب والجماع وما قام مقام الأكل والشرب وإنزال المني بشهوة بفعل من الصائم والتقيؤ عمدا وخروج الدم بالحجامة وخروج دم الحيض والنفاس والمرة الثالث المفطرات ثمانية الأكل والشرب والجماع وما قام مقام الأكل والشرب وإنزال المني بشهوة بفعل من الصائم والتقيؤ عمدا وخروج الدم بالحجامة وخروج دم الحيض والنفاس كم ذولي ثمانية من يأتي لي من هذه اثنين فقط.
السائل : الأكل والشرب.
الشيخ : اثنين أيضا.
السائل : الجماع وما ناب مناب الأكل والشرب
الشيخ : وما قام مقام الأكل والشرب اثنان.
السائل : التقيؤ عمدا وخروج الدم بالحجامة.
الشيخ : نعم طيب.
السائل : إنزال المني بشهوة من الصائم ودم الحيض والنفاس.
الشيخ : أحسنت هذه الآن ثمانية أنا أقول هذه الثمانية إذا وقعت للصائم فسد صومه ماذا تقولون ؟
السائل : هات الدليل.
الشيخ : ما هو الدليل ؟

الشيخ : أقول بارك الله فيكم ينبغي للمفتي أن يقرأ بطلب المستفتي الدليل إذا لم يكن قصده الإعناد والتحدي لأن هذا يدل على وعي من المستفتي وأنه يريد أن يبني عبادته على بصيرة وعلى دليل من شريعة الله عز وجل لأن معرفة الدليل فيها فوائد منها اقتناع الإنسان بالحكم أليس كذلك ومنها أيضا أن الحكم يكون حجة له على غيره يعني أنه ولو قال هذا حرام وقال له خصم آخر ليس بحرام يستطيع أن يقنعه بالدليل ومنها أنه يكون حجة عليه أيضا لأنه لا يستطيع أن يخالف مقتضى الدليل بخلاف ما لو كان يرى هذا هو حرام وهذا حرام قد يخالف.

الشيخ : أقول أولا نبدأ بالأكل والشرب والجماع دليل هذه الثلاثة قوله تعالى : (( فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل )) الجماع أين ذكر في الآية باشروهن والأكل والشرب معروف وفي الآية دليل على أن من آداب الخطاب أن يكني الإنسان عما يستحيا من ذكره انتبه الأشياء التي يستحيا من ذكرها ينبغي للإنسان أن يكني عنها لأن هذا هو الأسلوب الصحيح الذي كان الله عز وجل يتكلم به في القرآن (( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )) (( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاقا غليظا )) فتجد الآيات كلها في هذا الباب لا تذكر الشيء بصريحه وإنما يأتي الله عز وجل بألفاظ تدل عليه لكن بدون تصريح لأن هذا من الآداب لكن إن دعت الضرورة إلى ذكره صريحا فإنه يذكر صريحا ولا يكنى عنه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان يقرره للإقرار بالزنا قال له : ( أنكتها ) لا تكنى يعني رجل جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأقر بأنه زنا بامرأة فكان الرسول يسأله لعلك قبلت غامزت لمست فيقول إنه فعل الزنا حتى صرّح له النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ الصريح لأن المقام يقتضيه أما إذا كان المقام لا يقتضيه فالأولى أن يعبّر بالكناية عنه لأنه يستحيا منه صريحا الأكل والشرب يا إخوان نبدأ أولا بالجماع إذا جامع الإنسان في نهار رمضان وهو ممن يجب عليه الصوم لزمه ترتب على جماعه أربعة أحكام : الإثم وجوب الإمساك وجوب القضاء وجوب الكفارة انتبهوا للأحكام إذا جامع الإنسان في نهار رمضان وهو ممن يجب عليه الصوم ترتب على جماعه أمور أربعة : الإثم وجوب الإمساك وجوب القضاء الكفارة طيب. وقولنا : وهو ممن يجب عليه الصوم احترازا مما لو جامع في نهار رمضان وهو لا يجب عليه الصوم مثل المسافر لو أن رجلا سافر ومعه أهله وصام رمضان وفي أثناء اليوم أراد الرجل أن يتمتع بأهله فجامع زوجته وهو صائم فهذا ليس عليه إثم ولا إمساك ولا كفارة وإنما عليه القضاء لأنه أفطر وليس عليه سوى ذلك طيب إذا تمت الشروط إذا جامع في نهار رمضان والصوم واجب عليه تترتب عليه الأربعة الدليل على هذا أما التحريم فظاهر دليله ظاهر لأن الله قال : (( ثم أتموا الصيام إلى الليل )) فأوجب الله الإمساك إلى الليل فإذا أفطر الإنسان بأحد هذه الأمور الثلاثة صار مخالفا لأمر الله عز وجل واقعا فيما حرم الله عليه طيب وجوب الإمساك ليش يجب الإمساك وهو لا ينتفع بهذا اليوم لأن هذا اليوم محترم في حقه محترم لأنه يوم من رمضان والواجب على المسلم أن يكون في نهار رمضان صائما فلما انتهك حرمة اليوم على وجه غير مشروع لم يكن لهذا الانتهاك أثر وبقيت حرمة الزمن في حقه فلزمه الإمساك أما وجوب القضاء فظاهر لأنه أفطر فيجب عليه القضاء وأما وجوب الكفارة فدليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هلكت قال : ما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم فسأله النبي عليه الصلاة والسلام هل يجد رقبة قال : لا هل يستطيع أن يصوم شهرين متتابعين قال : لا هل يستطيع أن يطعم ستين مسكينا قال : لا ثم جلس الرجل فجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : خذ هذا فتصدق به فقال الرجل : أَعَلى أفقر مني يا رسول الله والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال : أطعمه أهلك ) فرجع هذا الرجل الذي خرج من بيته خائفا وجلا رجع إلى بيته غانما إيش اللي حصل ؟ حصل التمر طعام لأهله هل نقول سلم من الكفارة هذا فيه اختلاف بين العلماء منهم من قال إنه إذا عجز عن الكفارة سقطت عنه لأن جميع الواجبات تسقط بالعجز ومنهم من قال إذا عجز عن الكفارة بقيت في ذمته والأقرب أنه إذا عجز عن الكفارة وقت الوجوب سقطت عنه لأن من شرط الوجوب القدرة وغير القادر يقول الله عز وجل : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) طيب إذا تجب الكفارة في الجماع في نهار رمضان متى إذا كان الصوم واجبا عليه وإلا فلا.

الشيخ : طيب ماذا بقي من المفطرات ما كان قائما مقام الأكل والشرب انتبه للعبارة ما كان قائما مقام الأكل والشرب أي ما كان يستغنى به عن الأكل والشرب ما كان يستغنى به عن الأكل والشرب وذلك الإبر المغذية الإبر المغذية لأن الإبر منها ما يغذي ويستغنى به عن الأكل والشرب ويسمى عند الأطباء ما أدري فيه طبيب يبين لنا اسمها.
السائل : الجلوكوز.
الشيخ : يقول اسمها جلوكوز هذه اللي يستغنى بها عن الأكل والشرب بمعنى أن المريض إذا حقن يستغني عن الأكل والشرب هذه إذا تناولها الصائم فسد صومه ما هو الدليل ؟ الدليل قوله تعالى : (( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان )) وقوله تعالى : (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )) انتبه قد تقول ما في الآية ذكر الصوم ولا ذكر الطعام والشراب الإبر.