الكلام على التوحيد وأقسامه الثلاثة: الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وذكر أقسام الناس في توحيد الأسماء والصفات: ذكر القسم الأول منهم وهم من أجرى النصوص على ظاهرها اللائق بالله عز وجل (الكلام على الإستواء وهل يصح إطلاق لفظ الجسم لله) .
هذه العقيدة أو هذه المنظومة بين فيها المؤلف رحمه الله عقيدة السلف وإن كان في بعضها شيء من المخالفات التي يأتي التنبيه عليها إن شاء الله. واعلم أن أقسام التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فأما توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فلم يختلف فيه أهل القبلة، لم يختلف فيه أهل القبلة، يعني لم يختلف فيه المسلمون، كل المسلمين مجمعون على توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، أي: أنه يجب إفراد الله عزّ وجلّ بالربوبية ويجب إفراده بالعبادة. وأما توحيد الأسماء والصفات فهو الذي اختلف فيه أهل القبلة، أي: اختلف فيه المنتسبون إلى الإسلام اختلافا يمكن أن نقول إنه على ستة أوجه:
في إجراء النصوص، فمنهم من أجرى النصوص على ظاهرها اللائق بالله، هذا قسم، وهؤلاء هم السلف وأتباعهم، أجروا النصوص على ظاهرها اللائق بالله، وتركوا ما وراء ذلك فــ (( الرحمن على العرش استوى )) قالوا إن ظاهره أن الله استوى على العرش، أي: علا عليه، فنؤمن بأن الله سبحانه تعالى نفسه علا على العرش، ولا نلتفت لما وراء ذلك. لا نقول: أين الله قبل أن يخلق العرش؟ لا نقول هذا، لا نقول: هل استواؤه على العرش بمماسة أو بانفصال؟ لا نقول هذا، لا نقول: إن استواءه على العرش للحاجة إليه، كذا؟ أو نقول إنه ليس للحاجة إليه؟ هاه؟ لا، يجب أن نقول إنه ليس للحاجة إليه. فرق بين الأمرين، فنقول إن استواء الله على العرش ليس لحاجة إلى العرش بخلاف استواء الإنسان مثلا على السرير أو على الدابة فهو للحاجة إليها، ولهذا لو أزيل السرير من تحته لسقط، أم الرب عزّ وحلّ فإن استواءه على عرشه لظهور عظمته عز وجلّ وتمام ملكه، ليس لأنه محتاج إلى العرش، بل إن العرش وغيره في حاجة إلى الله عزّ وجلّ، في ضرورة في إيجاده وإمداده، ولا يمكن أن نقول: إن استواء الله على العرش للحاجة إليه.
طيب، لا نقول إن استواء الله على العرش يقتضي أن يكون جسما أو ليس بجسم، لأن مسألة الجسمية لم ترد لا في القرآن ولا في السنة إثباتا ولا نفيا، ولكن نقول بالنسبة للفظ لا ننفي ولا نثبت، لا نقول جسم ولا غير جسم، لكن بالنسبة للمعنى نفصّل، أو نستفصل ونقول للقائل: ماذا تعني بالجسم؟ هل تعني أنه الشيء القائم بنفسه المتّصف بما يليق به، الفاعل بالاختيار، القابض الباسط، إن أردت هذا فهو حق، ومعنى صحيح، فالله تعالى قائم بنفسه، فعال لما يريد، متّصف بالصفات اللائقة به، يأخذ ويقبض ويبسط، يقبض السماوات بيمينه ويهزّها.
وإن أردت بالجسم الشيء الذي يفتقر بعضه إلى بعض، ولا يتم إلا بتمام أجزائه، فهذا أيش؟ هذا ممتنع على الله، لأن هذا المعنى يستلزم الحدوث والتركيب، وهذا شيء ممتنع على الله عزّ وجلّ.
1 - الكلام على التوحيد وأقسامه الثلاثة: الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وذكر أقسام الناس في توحيد الأسماء والصفات: ذكر القسم الأول منهم وهم من أجرى النصوص على ظاهرها اللائق بالله عز وجل (الكلام على الإستواء وهل يصح إطلاق لفظ الجسم لله) . أستمع حفظ
من هم السلف، وهل يصح إطلاق لفظ السلفية في عصرنا هذا.؟
طريقة السلف على هذا الوجه أسلم وأعلم وأحكم، أسلم، لأنهم ما تعرضوا لشيء وراء النصوص. وأعلم، لأنهم أخذوا عقيدتهم عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. أحكم، لأنهم سلكوا الطريق الواجب سلوكها، وهو إجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله عزّ وجلّ.
من هؤلاء السلف؟ هم الصحابة والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين كالإمام أحمد بن حنبل ومالك والشافعي وأبي حنيفة وسفيان الثوري والأوزاعي وغيرهم من أئمة المسلمين.
وهل يمكن أن تكون السلفية في وقتنا الحاضر؟ نعم، ونقول: هي سلفية عقيدة وإن لم تكن سلفية زمنا، لأن السلف سبقوا زمنا، لكن هؤلاء سلف عقيدة، عقيدة وعملا في الواقع، وهم بالنسبة لمن بعدهم سلف، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في زيارة المقابر ( أنتم سلفنا ونحن بالأثر ).
ذكر القسم الثاني من الناس في باب الأسماء والصفات وهم: من أجرى النصوص على ظاهرها لكنها من جنس صفات المخلوقين وهم الممثلة (والرد عليهم).
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟ يتماثلان؟
الطالب : فرق عظيم.
الشيخ : أقول لا يتماثلان، بينهما فرق عظيم جدّا. فإذا قال قائل: عندي رجل جمل، وقال الثاني عندي رجل ذرّة، هل يفهم أحد من الناس أن الذي عند الثاني كالذي عند الأول، لماذا؟ لأن ذات الجمل ليست كذات الذرة، إذن صفاتها ليست كصفات الذرة.
طيب، قوة الفيل وقوة الذرة، كلاهما قوة، وهل هما متماثلان؟ هاه؟ انتبهوا يا جماعة؟
الطالب : ...
الشيخ : غير متماثلين؟
الطالب : بالكلية.
الشيخ : طيب، لأن قوة الذرة بسيطة، تعجز عن شيء يسير، الفيل يشيل ما شاء الله أشياء كثيرة.
فإذا قال الله عزّ وجلّ عن نفسه (( بل يداه مبسوطتان )) أو (( لما خلقت بيدي )) هل يمكن لعاقل أن يعتقد أو يتصور أن يد الله عزّ وجلّ كيد المخلوق؟ أبدا لا يمكن، وكيف يمكن ذلك والله عزّ وجلّ يقول (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )) (( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب )). الإنسان الكاتب يطوي الكتاب هكذا بسهولة، لكن هل يمكن للبشر كلهم أن يطووا واحدة من السماوات؟ أبدا، إذن هؤلاء ضالون، الممثلة ضالّون، لم يقدروا الله حق قدره.
3 - ذكر القسم الثاني من الناس في باب الأسماء والصفات وهم: من أجرى النصوص على ظاهرها لكنها من جنس صفات المخلوقين وهم الممثلة (والرد عليهم). أستمع حفظ
هل الممثلة كفار ؟ وما حكم من ممثل الله بشيخ كبير كما في الأفلام الكرتونية؟ وما واجب الأولياء وطلبة العلم اتجاه هذه الأفلام الكرتونية؟
فإذن هؤلاء ضالّون وكفّار أيضا، نعم.
ومن هذا ما كتب به إليّ بعض الناس، وسمعته من بعض الأشرطة أنه يوجد في الأفلام الكرتونية التي تنشر في التلفزيون، يوجد أنهم يشبّهون الله عزّ وجلّ بشيخ رهيب، مزعج المنظر، ذو لحية طويلة عملاق فوق السحاب يسخّر الرياح ويعمل. الحقيقة أني أشهد الله أن هذا نشر للكفر الصريح، لأن الصبي إذا شاهد مثل هذا وهو في أول تمييزه سوف ينطبع في نفسه إلى أن يموت ( أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ). اللهمّ إلاّ أنّ يقيّض الله له من ينتشله من هذه الورطة فنعم.
ولهذا أقول إن الذين يعرضون هذه الأشياء لصبيان المسلمين سوف يحاسبون عند الله حسابا عسيرا يوم القيامة، لأنهم يريدون شاؤوا أم أبوا أن يضل الناس بهذا ضلالا مبينا، وعلينا جميعا إذا كانت الأفلام على هذا الوجه أن نحذّر منها أهل البيوت، نحذّر منها أهل البيوت حتى لا يقعوا في هذا الشر المستطير، لأنه هو أعظم من شرّ الأغاني وغيرها، لأن كون الإنسان يمثل الله عزّ وجلّ بهذه الصورة البشعة لا شك أنه من أعظم المنكر والعياذ بالله.
أنا سمعت اليوم في الأخبار في أخبار لندن اليوم السبت الموافق للحادي والعشرين من شهر ذي القعدة عام 1409 سمعت أنه حصلت مظاهرات عظيمة في بنغلادش على نعال مكتوب عليها اسم الجلالة لفظ الجلالة صريحة، فحصلت مظاهرات عظيمة حتى أدّى إلى أن تعتذر الشركة المورّدة لهذا إلى الحكومة والشعب، وتلتزم بإحراقها وإبدالها.
فأقول: انظروا إلى أعداء الله كيف يريدون أن يهينوا رب العزّة والجلالة بهذه الأشياء التي تسري على الناس سريان النار في الفحم من غير أن يشعر بها، وسريان السم في الجسد من غير أن يشعر به. والواجب علينا نحن المسلمين ولا سيما في بلادنا هذه أن نكون حذرين يقظين، لأن بلادنا هذه مغزوّة في العقيدة وفي الأخلاق وفي الأعمال من كل وجه. لا تظنوا أن الغزو أن يقبل العدوّ بجحافله ودبّاباته وصواريخه ليهدم الديار ويقتل الناس، الغزو هو هذا، هذا هو الغزو المشكل الذي يدخل الناس من حيث لا يشعرون، والإنسان بشر مدني متكيف ينفر من الشيء أول ما يسمعه، ولكن بعد مدّة يرتاح إليه ويتأقلم عليه ويكون كأنه أمر عادي، حتى الأمراض التي في الجسم أول ما يدخل الفيروس ينفر منه الجسم ويتأثر ويسخّن، لكن ربما يأخذ عليه.
على كل حال هذه النّقطة، أنا أود منكم بارك الله فيكم وأنتم طلبة علم عليكم مسؤولية أن تحذّروا الناس من هذه الأفلام ما دامت تعرض هذه الأمور التي لا يشك مؤمن بالله عزّ وجلّ أن عرضها قيادة للأطفال إلى الكفر بالله عزّ وجلّ وإهانة الله سبحانه وتعالى.
4 - هل الممثلة كفار ؟ وما حكم من ممثل الله بشيخ كبير كما في الأفلام الكرتونية؟ وما واجب الأولياء وطلبة العلم اتجاه هذه الأفلام الكرتونية؟ أستمع حفظ
شرح حديث:" أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ".
فهذه الجزيرة لها شأن عظيم وميزان كبير في نظر الشرع باعتبار حماية الدين الإسلامي، فأنا أجعلها أمانة في أعناقكم أن تحرصوا غاية الحرص على التحذير من هذه الأفلام.
وأنا ما كنت أظن أنها تبلغ هذا المبلغ، ولهذا أُسأل عنها فأتهاون فيها في الواقع، أُسأل عنها هل تجوز للصبيان مشاهدتها؟ فأتهاون فيها، لكن سمعت بالأمس شريط عنوانه " منكرات البيوت " أحد الخطباء جزاه الله خيرا خطب حول هذا الموضوع أربع خطب، وذكر منها ما قلته لكم، وجاءني أيضا رسالة من شخص فيها هذا الشيء، يقول: إنه يبث في التليفزيون هذه المناظر للأطفال.
هذه الجملة جملة معترضة، لكنها جملة هامة جدا، لكنها معترضة بالنسبة للدرس، سببها الاستطراد على مسألة المماثلة وأن من مثل الله بخلقه فهو كافر.
طيب، اشترك هذان القسمان اشتركا في إيش؟ في إجراء النصوص على ظاهرها، وافترقا في أن السلف أجروها على اللائق بالله عزّ وجلّ، وهؤلاء أجروها على وجه التمثيل بالمخلوقات، وهذا فرقان عظيم.
ذكر القسم الثالث من الناس في باب الأسماء والصفات وهم من أجرى النصوص على خلاف ظاهرها إلى معانٍ ابتكروها بعقولهم (والرد عليهم وحكمهم).
طيب، هؤلاء الذين يجرون النصوص على أيش؟ على خلاف الظاهر إلى معان عيّنوها بعقولهم، فقالوا: استوى على العرش أي استولى على العرش، يد الله، أي: قوّته أو نعمته، وجه الله ثوابه، محبّة الله ثوابه، غضب الله انتقامه، وهكذا، لماذا؟ قال: لأن المعنى الظاهر ممتنع على الله عزّ وجلّ، المعنى الظاهر ممتنع على الله، وإذا كان ممتنعا فلنا عقول نتصرّف فيها.
إذا كان الأمر كما قلتم نقول بكل بساطة: لماذا يتحدّث الله عن نفسه بعبارات غير مقصودة، ويجعل الأمر موكولا إلى عقولنا؟ بل الصواب أنه ليس إلى العقل، بل إلى الهوى، إلى الهوى المختلف الذي يقول فيه فلان هذا واجب ويقول فلان الثاني هذا ممتنع على الله، والثالث يقول هذا جائز. لماذا يجعل الله عزّ وجلّ الحديث عن صفاته بكلمات لا يراد بها ظاهرها؟ وهل هذا إلا تعمية، خلاف البيان الذي قال الله تعالى (( يريد الله ليبين لكم )) (( يبين الله لكم أن تضلوا )) ولماذا يجعل الأمر موكولا إلى ما تقتضيه عقولنا التي ليست عقلا في الواقع بل هي وهم؟
قالوا: لأجل أن يزيد ثوابنا، أن يزيد ثوابنا بتحويل النص إلى معناه، لأنك إذا أخذت النص على ظاهره لم تتكلف، صح ولا لا؟ لكن إذا صرفته عن ظاهره يحتاج إلى دليل من اللغة وشواهد وجهد كبير حتى تصل إلى المعنى المراد، فهذه التعمية الواردة في أعظم الأخبار المقصود بها كثرة الثواب.
يا سبحان الله العظيم! يضيع الله أصلا عظيما في التحدّث عن نفسه من أجل أن يزيد ثوابنا بالتعب، ثم التعب الذي يأتي لغير سبب لا يثاب عليه الإنسان، التعب الذي يأتي بغير سبب لا يثاب عليه الإنسان.
لو قال قائل: الآن الناس يحجّون على الطائرة، وعلى السيارة، أنا سأحجّ على حمار أعرج أركبه تارة وأسوقه تارة وأقوده تارة وأدفّه تارة وتارة أقعد أنا وإياه حتى نصل إلى مكّة، لأن هذا فيه تعب عظيم وأجر كبير، هل يؤجر الإنسان على هذا؟ لا، لا يؤجر، لأن هذا تعب حصل باختيارك أنت، ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام الرجل الذي نذر أن يقف في الشمس أمره أن يدخل في الظلّ ونهاه عن تعذيب نفسه، والله عزّ وجلّ يقول (( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما )).
فالحاصل أن هؤلاء لا شك أنهم مخطئون ضالّون مرتكبون لضلالين، يتضمّن كل ضلال منهما القول على الله بلا علم، فقولهم إن الله لم يرد كذا هذا قول على الله بلا علم، كيف لم يرد وهو ظاهر لفظه؟! وقولهم: أراد كذا هذا أيضا قول على الله بلا علم، لأنه إذا انتفت إرادة الظاهر بقي ما يخالف الظاهر قابلا للاحتمالات الكثيرة، بقي الذي يخالف الظاهر قابلا لاحتمالات كثيرة، فما الذي يجعل هذا الاحتمال المعيّن هو المراد دون غيره من الاحتمالات؟ فلهذا نقول هؤلاء ضالّون، الفرق الآن كم؟ ثلاثة.
6 - ذكر القسم الثالث من الناس في باب الأسماء والصفات وهم من أجرى النصوص على خلاف ظاهرها إلى معانٍ ابتكروها بعقولهم (والرد عليهم وحكمهم). أستمع حفظ
ذكر القسم الرابع من الناس في باب الأسماء والصفات وهم المفوضة القائلين: كل نصوص الصفات غير معلومة المعنى (والرد عليهم).
نقول للواحد منهم: ما تقول بارك الله فيك وهداك إلى الصواب (( الرحمن على العرش استوى )) ما تقول فيها؟ قال: الله أعلم، ما تقول (( بل يداه مبسوطتان ))؟ قال: الله أعلم، ما تقول (( ويبقى وجه ربك ))؟ قال: الله أعلم.
سبحان الله! كل شيء الله أعلم؟! نعم هو كل شيء الله أعلم، لكنّه عزّ وجلّ أنزل علينا كتابا مبينا (( كتاب أنزلناه إليك مبارك )) أيش؟ (( ليدّبروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب )) (( ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )) أي فائدة لنا في قرآن لا نعرف معناه؟ وهل يمكن أن نمتثل أمر الله، وهل يمكن أن نعظّم الله عزّ وجلّ، وهل يمكن أن ننفي عنه النقائص ونحن لا نعلم ما أراد بكلامه؟ وش الجواب؟
الطالب : لا.
الشيخ : الجواب لا، لا يمكن، وإذا كنتم معنا أنتم تقولون إن آيات الأحكام وأحاديث الأحكام معلومة المعنى فالناس يعرفون معنى الصّلاة والزكاة والصّيام والحجّ، فلماذا لا تجعلون آيات الصفات وهي أعظم معلومة المعنى، لأن آيات الصفات تتعلّق بذات الخالق عزّ وجلّ، وآيات الأحكام تتعلق بعمل المخلوق، لماذا تجعلون هذه أولى بالعلم، المهم هؤلاء يسمّون عند أهل السنة المفوّضة، طيب.
7 - ذكر القسم الرابع من الناس في باب الأسماء والصفات وهم المفوضة القائلين: كل نصوص الصفات غير معلومة المعنى (والرد عليهم). أستمع حفظ
هل التفويض مذهب السلف ؟.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟ فيه من يقول إن مذهب التفويض هو مذهب السلف، ويقول: أهل السنة قسمان مؤوّلة ومفوّضة، هذا واقع، ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول وصدق فيما قال " قول أهل التفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " وذكر تعليلات عظيمة قوية في كتابه المعروف بالعقل والنقل، " درء تعارض العقل والنقل " ذكر أدلة، وقال: هذا الذي فتح علينا باب الفلاسفة، هذا الذي قال لنا، هذا الذي جعل أهل التخييل ينكرون اليوم الآخر والجنّة والنار، وقالوا: إذا كنتم لا تعلمون معاني هذه الصفات فنحن أصحابها! نحن نعرف، أنتم لا تعرفون ما يتعلق بالرب، نحن الذين نعرف ما يتعلق بالرب، الرب كله ما له أصل، وإنما هو تخويف من عباقرة من البشر من أجل أن يستقيم الناس على ما طلب منهم.
فشيخ الإسلام رحمه الله صدق فيما قال، يعني ينزل الله علينا كتابا ورسوله عليه الصلاة والسلام يخبرنا بأخبار فيما يتعلق بذات الله عزّ وجلّ وصفاته كله ما له معنى ولا يجوز أن نتكلّم في معناه، هذا من أعظم ما يكون من الإلحاد والكفر، وفيه من الاستهانة بالقرآن الكريم والذم له ما لا يعلمه إلا من تأمل هذا القول الفاسد الباطل، هذه إذن أربع فرق.
ذكر القسم الخامس من الناس في باب الأسماء والصفات وهم الواقفة، وبيان الفرق بينهم وبين المفوضة.
9 - ذكر القسم الخامس من الناس في باب الأسماء والصفات وهم الواقفة، وبيان الفرق بينهم وبين المفوضة. أستمع حفظ
ذكر القسم السادس من الناس في باب الأسماء والصفات وهم الساكتة.
الطالب : ...
الشيخ : هل هم سالمون؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا، غير سالمين، واقعون في الخطأ، القرآن تبيان لكل شيء، القرآن يراد به لفظه ومعناه الدال عليه لفظه، ومن لم يقل بذلك فهو على ضلال.
هل يجوز السؤال عما لم يسأل عنه الصحابة من صفات الله .؟
أقول لكم: لو أن أحدا منكم أراد أن يتكلم عن صفة شخص ليس حاضرا، هل يسوغ له أن يتكلم عن صفته؟
الطالب : لا.
الشيخ : هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : لماذا؟ لأنه لم يعلم، كيف تتكلم عن صفة الخالق وتتحكّم بعقلك أو تحكم بعقلك على هذه الصفات العظيمة التي لا يمكنك أن تدركها بعقلك أبدا، غاية ما عندنا نحن أن ندرك المعنى، أما الحقيقة والكيفية فهذا شيء لا يمكن إدراكه، ولهذا يحرم على الإنسان أن يتخيل أو أن يتصوّر شيئا من صفات الله عزّ وجلّ، يعني لا يجوز أن تتصور أو تتخيل يد الله وشلون هي مثلا.
ولهذا سألني سائل مرّة وقال: ما تقول في أصابع الله كم؟ كم أصابع الله؟ أعوذ بالله، أحد يسأل هذا السؤال؟! يا أخي اتق ربّك! أنت ملزم بهذا؟! أثبت أن لله أصابع كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وأما كم ما يمكن أن نتكلّم بهذا، قلت له والله ما أنت بأحرص على العلم بالله من الصّحابة، هل الصحابة لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( إن الله يجعل السماوات على إصبع والأراضين على إصبع ) إلخ، هل قالوا يا رسول الله هل لله أكثر من ثلاثة أصابع؟ ما قالوه، لأنهم أكمل أدبا وأشد تعظيما لله ممن يأتي بعدهم، وإذا كنت صادقا في عبادة الله فلا تتجاوز ما أخبر الله به عن نفسه، كما أنك لا تتجاوز ما شرعه الله لعباده، لو أردت أن تصلي الظهر خمسا قال لك الناس كلهم هذا خطأ، إذن لا تتكلم فيما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر به عنه رسوله إلا بمقدار أيش؟ ما بلغك، فقط.
وأنت إذا سلكت هذا والله تسلم، تسلم من أمور كثيرة من شبهات يوردها الشيطان على قلبك ومن شبهات يوردها غيرك عليك، لما قيل للإمام مالك يا أبا عبد الله (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى؟ أطرق حتى علاه العرق، من شدّة هذا السؤال وعظمته، لأن هذا السؤال منكر، ثم قال: " الإستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة " شوف كلام السلف، كل إنسان يسأل في هذه الأمور عما لم يسأل عنه السلف الصحابة خاصّة فهو مبتدع.
قال قائل: إنه ثبت أن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ونحن نشاهد أن الثلث يدور على الأرض إذن الله ينزل كل الليل! أعوذ بالله! من قال هذا؟ قف حيث جاءت النصوص وتسلم من هذا التقدير، اعتقد أن الله ليس كمثله شيء وتسلم من هذا التقدير، طلع الفجر هنا في المملكة وهو ثلث الليل في المغرب هاه؟ النزول بالنسبة لنا انتهى، بالنسبة لهؤلاء الذين عندهم الثلث موجود، نحن في الثلث وأهل المشرق قد طلع عليه الفجر، النزول بالنسبة لأهل المشرق انتهى وبالنسبة لنا بدأ، ولا تتعدى هذا، لست بملزوم بهذه التقديرات أبدا، والله لو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة رضي الله عنهم، الصحابة أحرص منا على الخير.
فإذا قال قائل: ربّما لم يقم في قلوبهم هذا التقدير، لأنهم ما عرفوا عن كروية الأرض على وجه مفصّل، ولا عرفوا أن الشمس تغرب مثلا عن أهل المدينة قبل أن تغرب عن أهل المغرب فلهذا لم يسألوا؟
نقول: لو كان هذا من شرع الله لقيّض الله له من يسأل حتى يتبين، ولهذا لما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن أيام الدجال ( فيها يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع ) أنطق الله الصحابة وقالوا: ( اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة يوم واحد؟ قال: لا، اقدروا له قدره ). فلا تظن أبدا أن شيئا يلزمنا في ديننا يمكن أن يغفل إطلاقا، لو لم يتكلم به الرسول عليه الصلاة السلام ابتداء فسوف يقيض الله له من يسأل عنه، لأن الله يقول (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) واضح؟ والله أعلم.
مناقشة الشيخ للطلاب حول ما سبق.
الحمد لله القديم الباقي *** مقدر الآجال والأرزاق
حي عليم قادر موجود *** قامت به الأشياء والوجود "
الشيخ : بس.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ما هي الأقسام التي لم يختلف فيها أصحاب القبلة في التوحيد؟
الطالب : ...
الشيخ : والربوبية. نعم. الألوهية والربوبية.
طيب، وما هو القسم الذي اختلفوا فيه؟ توحيد الأسماء والصفات.
إلى كم قسم انقسموا في تخريج نصوص الصفات؟نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت. الثاني؟
الطالب : ...
الشيخ : على خلاف ظاهرها إلى؟
إلى إيش؟ يعني جعلوا لها معاني؟
الطالب : ...
الشيخ : لا. نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني أجروها على خلاف ظاهرها إلى معان ابتكروها بعقولهم.
طيب، رشيد؟
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت. أجروها على ظاهرها وجعلوها من جنس صفات المخلوقين، وهم الممثلة.
نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، ما أجروها على ظاهرها.
الطالب : ...
الشيخ : يعني فوضوا المعنى، يعني قالوا نقرأ اللفظ، وأما المعنى فيجب أن نفوضه إلى الله ولا نتكلم فيه.
الطالب : ...
الشيخ : طيب. بقي واحد؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف ...، ما أحد يقدر ينفي النصوص.
نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : توقفوا عن كل هذه التقديرات وقالوا لا نتكلم بشيء.
نعم، وأي هذه الأقسام أسعد بالدليل؟
القسم الأول الذين أجروها على ظاهرها اللائق بالله عز وجل.
خطورة كتب أهل التحريف، ولما ظهرت هذه الكتب ألف أهل السنة الرد عليهم وبيان منهج أهل السنة (الكلام على العقيدة السفارنية).
ألف أهل السنة الذين سلكوا مسلك السلف ألفوا كتبا في العقيدة، كتبا كثيرة مختصرة ومطوّلة ومتوسّطة، ومن جملة ما ألّف هذه المنظومة التي نظمها السفاريني رحمه الله، فنظمها على مذهب أهل السنة والجماعة، على ما فيها من بعض الأشياء التي تحتاج إلى بيان.
13 - خطورة كتب أهل التحريف، ولما ظهرت هذه الكتب ألف أهل السنة الرد عليهم وبيان منهج أهل السنة (الكلام على العقيدة السفارنية). أستمع حفظ
شرح قول الناظم: الحمد لله القـديـم البـاقـي (معنى الحمد) .
الحمد يقولون هو وصف المحمود بالكمال على وجه المحبة والتعظيم، وصف المحمود بالكمال على وجه المحبة والتعظيم، فإن كرر الوصف صار ثناء، ولهذا جاء في الحديث الصحيح ( أن الله يقول: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال الحمد لله رب العالمين، قال: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى علي عبدي ) فنفسّر الحمد بأنه وصف المحمود بالكمال مع أيش؟ مع المحبة والتعظيم.
طيب، وقوله: " الحمد " " أل " قالوا إنها للاستغراق، يعني جميع المحامد ثابتة لله، واللام في قوله " لله " قالوا إنها للاستحقاق أو للاختصاص، وإن شئنا قلنا إنها للاستحقاق وللاختصاص، للاستحقاق لأن الله تعالى مستحق للحمد، وللاختصاص لأن المحامد كلها لا تكون إلا لله وحده فقط، طيب.
معنى قوله: (لله).
معنى قوله: (القديم)، وأن هذا الإسم لم يرد في الكتاب والسنة فلا نسمي الله به، ولأنه ليس من الأسماء الحسنى فلا يدل على الكمال، واسم الله الأول يغني عنه.
إذن ننظر في القرآن والسنة هل جاء اسم القديم من أسماء الله؟ الجواب لا، إذن لا يجوز أن نسمّي الله به، لأنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة.
ثانيا: لأن القديم ليس من الأسماء الحسنى، والله عزّ وجلّ يقول (( ولله الأسماء الحسنى )) القديم ليس من الأسماء الحسنى، لأنه لا يدل على الكمال، فإن القديم يطلق على السابق لغيره سواء كان حادثا أم أزليا.