شرح العقيدة السفارينية-03b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة السفارينية
تتمة شرح قول الناظم:( فأثبتوا النصوص بالتـنـزيـه )
الشيخ : وقوله " النصوص " جمع نصّ، والمراد به الكتاب والسنة، وقوله " بالتنزيه " الباء للمصاحبة، يعني: أثبتوها إثباتا مصاحبا للتنزيه، والمراد بالتنزيه تنزيه الله عزّ وجلّ عن كل نقص، فمثلا يثبتون لله القدرة، يثبتون أن الله قدير، وأن هذا الاسم متضمّن لمعناه وهي القدرة، ويعتقدون أن الله تعالى قادر بقدرة لا يلحقها نقص، ولا يلحقه بها عجز، واضح؟
طيب، ويعملون بمقتضى ذلك، ما هو العمل بمقتضى ذلك؟ يعلمون أنه لو شاء الله عزّ وجلّ لأخذهم أخذ عزيز مقتدر إذا خالفوا أمره.
طيب، الإنسان له قدرة، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب، هذه القدرة هل فيها نقص؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، لأن الإنسان لا يقدر على كل شيء، أما قدرة الله فليس فيها نقص، فإن الله على كل شيء قدير، وهكذا جميع النصوص يثبتونها مع عدم النقص في إثباتها، سمع لا يعتريه صمم، بصر لا يعتريه عمى، كلام لا يعتريه خرص ولا عيّ، كل النقص ينزّهون الله سبحانه وتعالى عنه.
طيب، ويعملون بمقتضى ذلك، ما هو العمل بمقتضى ذلك؟ يعلمون أنه لو شاء الله عزّ وجلّ لأخذهم أخذ عزيز مقتدر إذا خالفوا أمره.
طيب، الإنسان له قدرة، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب، هذه القدرة هل فيها نقص؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، لأن الإنسان لا يقدر على كل شيء، أما قدرة الله فليس فيها نقص، فإن الله على كل شيء قدير، وهكذا جميع النصوص يثبتونها مع عدم النقص في إثباتها، سمع لا يعتريه صمم، بصر لا يعتريه عمى، كلام لا يعتريه خرص ولا عيّ، كل النقص ينزّهون الله سبحانه وتعالى عنه.
معنى قوله:( من غيـر تـعطـيـل ولا تشبـيه ) والتعطيل هو تخلية الله تعالى عما يجب له من الأسماء والصفات .
الشيخ : قال: " من غير تعطيل " يعني: أنهم ينزّهون الله تنزيها خاليا عن التعطيل، والتعطيل هو تخلية الله سبحانه وتعالى عما يجب له من الأسماء والصفات، فيعطّلون النصوص عن مدلولها ويخلون الله عزّ وجلّ عما يتّصف به مما تقتضيه هذه النصوص، هؤلاء أهل التعطيل، أهل السنة والجماعة يتبرؤون من ذلك، وإنما قال المؤلف: " بالتنزيه من غير تعطيل " لأن المعطلة الذين أنكروا صفات الله، أو أنكروا بعضها، أو أنكروا الأسماء والصفات أيضا، يقولون: إنهم ينزّهون الله، يدّعون أنهم منزّهون لله، كيف ذلك؟ يقولون: لأن إثبات هذه الصفات يقتضي التشبيه، والله منزّه عن المشابهة، فإذن يجب أن ننكر هذه الصفات، والغالون قالوا يجب أن ننكر حتى الأسماء، لأن إثبات الأسماء على زعمهم ينافي تنزيه الله سبحانه وتعالى حيث إنه يقتضي التشبيه عندهم، أما أهل السنة فينزّهون الله عن النقص ولا يعطّلون النصوص الواردة في إثبات الصفات.
2 - معنى قوله:( من غيـر تـعطـيـل ولا تشبـيه ) والتعطيل هو تخلية الله تعالى عما يجب له من الأسماء والصفات . أستمع حفظ
لو عبر الناظم بالتمثيل عن التشبيه لكان أولى من ثلاثة أوجه:
الشيخ : قال: " ولا تشبيه " من غير تعطيل ولا تشبيه، يعني: أنهم لا يشبّهون الله بخلقه، لا يشبّهون الله بخلقه.
ومراد المؤلف بالتشبيه التمثيل، مراده التمثيل، ولهذا لو عبّر به لكان أولى، لو عبّر بدلا عن قوله " بلا تشبيه " بقوله: ولا تمثيل، لكان أولى من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن الذي جاء به القرآن والسنة نفي التمثيل لا نفي التشبيه، ما في القرآن ولا في السنة نفي التشبيه، وإنما جاء نفي التمثيل، كما قال الله تعالى: (( هل تعلم له سميا ))، (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) (( فلا تضربوا لله الأمثال )). ومعلوم أن المحافظة على لفظ النص لا سيما في هذه الأمور الدقيقة أولى من الإتيان بلفظ آخر، ولو ادّعى من أتى به أنه مرادف للفظ الذي جاء به النص، هذا وجه.
الوجه الثاني: أن نفي التشبيه فيه إجمال، لأنه إن أراد نفي التشبيه من كل وجه فهذا غلط، وإن أراد نفي التشبيه في كل الصفات فهذا هو التمثيل، يعني: المعنى إن أراد نفي التشبيه من كل وجه أي أنه لا يشابه الخلق في أي شيء، في أي وجه من الوجوه فهذا خطأ، هذا خطأ، وإن أراد نفي التشبيه يعني أنه مشابه للخلق في كل وجه وفي كل معنى فهذا يكفي عنه التمثيل فهذا هو نفي التمثيل وهو كاف عنه.
الأول لماذا قلنا إنه باطل إن أراد نفي المشابهة من كل وجه يعني أنه لا يشبهه بأي وجه من الوجوه، لأنه ما من شيئين موجودين إلا وبينهما تشابه من بعض الوجوه واشتراك في بعض المعاني، فمثلا الحياة يتّصف بها الخالق ويتّصف بها المخلوق، فبينهما تشابه من حيث أصل أيش؟ الصفة وهي الحياة، ولولا هذا التشابه المشترك بين صفات الله وصفات المخلوق ما عرفنا معاني صفات الله، فلا بدّ أن يكون هناك اشتراك وتشابه من بعض الوجوه.
لله علم، وللمخلوق علم، بين علم الله وعلم المخلوق تشابه ولا لا؟ هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم من حيث أصل المعنى بينهما تشابه، المخلوق يدرك ما يعلمه، والخالق عزّ وجلّ كذلك، فهناك اشتراك في أصل المعنى.
طيب، للمخلوق بصر، وللخالق بصر، البصر للخالق والمخلوق مشتركان في أصل الرؤية، فبينهما تشابه من هذا الوجه، لكنهما لا يتماثلان، لا يتماثلان، لأن المماثلة التساوي من كل وجه، والمشابهة الاشتراك ولو في بعض الوجوه.
الوجه الثالث: أن نفي التشبيه صار عند كثير من الناس يساوي نفي الصفات مطلقا، وذلك عند من يقول كل من أثبت لله صفة فهو مشبّه، فإذا قلنا: من غير تشبيه صار معنى هذا الكلام عندهم صار معنى الكلام عندهم أي من غير إثبات صفة، فيوهم هذا بأن مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب أهل التعطيل، لأنهم يرون أن معنى نفي التشبيه يعني نفي الصفات، حيث يزعمون أن كل من أثبت لله صفة فهو مشبّه فيصير قولنا من غير تشبيه مساويا لقولنا من غير إثبات صفة.
أرجو الانتباه لأن هذا مهمّ، أكثر ما تقرؤون في الكتب في هذا الباب أنكم تقرؤون من غير تشبيه، وهذا كما علمتم فيه نقص، هذا التعبير فيه نقص، والأولى أن يعبّر عنه من غير تمثيل للوجوه الثلاثة التي ذكرناها، الوجه الأول يا شاكر؟
الطالب : الوجه الأول أن نفي التمثيل
الشيخ : أن نفي التمثيل هو الذي؟
الطالب : وردت به السنة
الشيخ : الذي ورد به النص.
الطالب : القرآن والسنة.
الشيخ : طيب، بخلاف لفظ؟
الطالب : التشبيه.
الشيخ : نفي التشبيه، فإنه لم يرد لا في القرآن ولا في السنة.
الطالب : ثانيا
الشيخ : اصبر، هات أمثلة تدل على هذا؟
الطالب : (( ليس كمثله شيء )).
الشيخ : (( ليس كمثله شيء )) ولم يقل ليس كشبهه شيء، طيب، أحسنت. يكفي، الثاني؟
الطالب : من غير تشبيه ...
الشيخ : فإن أراد من غير مشاركة في أي نوع من المشاركة فهذا خطأ.
الطالب : وإن أراد الاشتراك في أصل المعنى
الشيخ : لا لا، وإن أراد من غير مساواة، يعني من غير مشابهة في كل شيء فهذا صحيح، لكن يغني عنه نفي التمثيل وهو أوضح منه.
طيب، فلماذا قلنا في الأول إنه خطأ، إن نفي الاشتراك من كل وجه خطأ؟
الطالب : ...
الشيخ : إلا وبينهما قدر مشترك يعلم به المعنى، مثل؟
الطالب : كالحياة.
الشيخ : كالحياة، فالله عزّ وجلّ له حياة والمخلوق له حياة، فهما اشتركا في أصل المعنى، وتميّز الخالق بحياته، وتميز المخلوق بحياته.
طيب، أنا قلت: ولولا ذلك ما فهمنا أصل المعنى، يعني لولا هذا المعنى المشترك الذي نفهمه في نفوسنا وهو حياتنا ما فهمنا معنى الحياة، أليس كذلك؟
طيب، الوجه الثالث يا عيد؟
الطالب : نفي التشبيه صار يطلق على
الشيخ : على نفي الصفات مطلقا، عند من يرى أن إثبات الصفات؟
الطالب : مشبّه.
الشيخ : يستلزم التشبيه، فيكون معنى من غير تشبيه يفهمونه أي من غير إثبات صفة، فيفهم مذهب السلف على هذا أنه مذهب أهل التعطيل، وهذا لا شك أنه خطر عظيم جدّا. فالحاصل أن المؤلف رحمه الله تابع في قوله " ولا تشبيه " تابع عبارة كثير ممن كتبوا أو تكلموا في هذا الباب، والصواب أن نقول: من غير تمثيل، ولهذا عبّر شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية بذلك، فقال: " من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل " وعند المناظرة على العقيدة، لأنه جلس له مناظرة عند الوالي، عند المناظرة في العقيدة، " قال: لماذا لم تقل بلا تشبيه؟ قال: لأن التمثيل هو الذي ورد به القرآن، فعبّرت باللفظ الذي جاء به القرآن " ولم يذكر الوجهين الأخيرين، ولكن ذكر أحدهما أن نفي التشبيه صار يطلق على نفي الصفات مطلقا، ذكره في العقيدة التدمرية.
فعلى كل حال نقول إن المؤلف رحمه الله تابع في ذلك من؟ كثيرا ممن تكلموا في هذا الباب حيث كانوا يقولون من غير تشبيه، ولا يعبّرون بقوله من غير تمثيل، والصواب أن يقال إن التمثيل أولى للوجوه الثلاثة التي ذكرناها.
ومراد المؤلف بالتشبيه التمثيل، مراده التمثيل، ولهذا لو عبّر به لكان أولى، لو عبّر بدلا عن قوله " بلا تشبيه " بقوله: ولا تمثيل، لكان أولى من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن الذي جاء به القرآن والسنة نفي التمثيل لا نفي التشبيه، ما في القرآن ولا في السنة نفي التشبيه، وإنما جاء نفي التمثيل، كما قال الله تعالى: (( هل تعلم له سميا ))، (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) (( فلا تضربوا لله الأمثال )). ومعلوم أن المحافظة على لفظ النص لا سيما في هذه الأمور الدقيقة أولى من الإتيان بلفظ آخر، ولو ادّعى من أتى به أنه مرادف للفظ الذي جاء به النص، هذا وجه.
الوجه الثاني: أن نفي التشبيه فيه إجمال، لأنه إن أراد نفي التشبيه من كل وجه فهذا غلط، وإن أراد نفي التشبيه في كل الصفات فهذا هو التمثيل، يعني: المعنى إن أراد نفي التشبيه من كل وجه أي أنه لا يشابه الخلق في أي شيء، في أي وجه من الوجوه فهذا خطأ، هذا خطأ، وإن أراد نفي التشبيه يعني أنه مشابه للخلق في كل وجه وفي كل معنى فهذا يكفي عنه التمثيل فهذا هو نفي التمثيل وهو كاف عنه.
الأول لماذا قلنا إنه باطل إن أراد نفي المشابهة من كل وجه يعني أنه لا يشبهه بأي وجه من الوجوه، لأنه ما من شيئين موجودين إلا وبينهما تشابه من بعض الوجوه واشتراك في بعض المعاني، فمثلا الحياة يتّصف بها الخالق ويتّصف بها المخلوق، فبينهما تشابه من حيث أصل أيش؟ الصفة وهي الحياة، ولولا هذا التشابه المشترك بين صفات الله وصفات المخلوق ما عرفنا معاني صفات الله، فلا بدّ أن يكون هناك اشتراك وتشابه من بعض الوجوه.
لله علم، وللمخلوق علم، بين علم الله وعلم المخلوق تشابه ولا لا؟ هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم من حيث أصل المعنى بينهما تشابه، المخلوق يدرك ما يعلمه، والخالق عزّ وجلّ كذلك، فهناك اشتراك في أصل المعنى.
طيب، للمخلوق بصر، وللخالق بصر، البصر للخالق والمخلوق مشتركان في أصل الرؤية، فبينهما تشابه من هذا الوجه، لكنهما لا يتماثلان، لا يتماثلان، لأن المماثلة التساوي من كل وجه، والمشابهة الاشتراك ولو في بعض الوجوه.
الوجه الثالث: أن نفي التشبيه صار عند كثير من الناس يساوي نفي الصفات مطلقا، وذلك عند من يقول كل من أثبت لله صفة فهو مشبّه، فإذا قلنا: من غير تشبيه صار معنى هذا الكلام عندهم صار معنى الكلام عندهم أي من غير إثبات صفة، فيوهم هذا بأن مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب أهل التعطيل، لأنهم يرون أن معنى نفي التشبيه يعني نفي الصفات، حيث يزعمون أن كل من أثبت لله صفة فهو مشبّه فيصير قولنا من غير تشبيه مساويا لقولنا من غير إثبات صفة.
أرجو الانتباه لأن هذا مهمّ، أكثر ما تقرؤون في الكتب في هذا الباب أنكم تقرؤون من غير تشبيه، وهذا كما علمتم فيه نقص، هذا التعبير فيه نقص، والأولى أن يعبّر عنه من غير تمثيل للوجوه الثلاثة التي ذكرناها، الوجه الأول يا شاكر؟
الطالب : الوجه الأول أن نفي التمثيل
الشيخ : أن نفي التمثيل هو الذي؟
الطالب : وردت به السنة
الشيخ : الذي ورد به النص.
الطالب : القرآن والسنة.
الشيخ : طيب، بخلاف لفظ؟
الطالب : التشبيه.
الشيخ : نفي التشبيه، فإنه لم يرد لا في القرآن ولا في السنة.
الطالب : ثانيا
الشيخ : اصبر، هات أمثلة تدل على هذا؟
الطالب : (( ليس كمثله شيء )).
الشيخ : (( ليس كمثله شيء )) ولم يقل ليس كشبهه شيء، طيب، أحسنت. يكفي، الثاني؟
الطالب : من غير تشبيه ...
الشيخ : فإن أراد من غير مشاركة في أي نوع من المشاركة فهذا خطأ.
الطالب : وإن أراد الاشتراك في أصل المعنى
الشيخ : لا لا، وإن أراد من غير مساواة، يعني من غير مشابهة في كل شيء فهذا صحيح، لكن يغني عنه نفي التمثيل وهو أوضح منه.
طيب، فلماذا قلنا في الأول إنه خطأ، إن نفي الاشتراك من كل وجه خطأ؟
الطالب : ...
الشيخ : إلا وبينهما قدر مشترك يعلم به المعنى، مثل؟
الطالب : كالحياة.
الشيخ : كالحياة، فالله عزّ وجلّ له حياة والمخلوق له حياة، فهما اشتركا في أصل المعنى، وتميّز الخالق بحياته، وتميز المخلوق بحياته.
طيب، أنا قلت: ولولا ذلك ما فهمنا أصل المعنى، يعني لولا هذا المعنى المشترك الذي نفهمه في نفوسنا وهو حياتنا ما فهمنا معنى الحياة، أليس كذلك؟
طيب، الوجه الثالث يا عيد؟
الطالب : نفي التشبيه صار يطلق على
الشيخ : على نفي الصفات مطلقا، عند من يرى أن إثبات الصفات؟
الطالب : مشبّه.
الشيخ : يستلزم التشبيه، فيكون معنى من غير تشبيه يفهمونه أي من غير إثبات صفة، فيفهم مذهب السلف على هذا أنه مذهب أهل التعطيل، وهذا لا شك أنه خطر عظيم جدّا. فالحاصل أن المؤلف رحمه الله تابع في قوله " ولا تشبيه " تابع عبارة كثير ممن كتبوا أو تكلموا في هذا الباب، والصواب أن نقول: من غير تمثيل، ولهذا عبّر شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية بذلك، فقال: " من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل " وعند المناظرة على العقيدة، لأنه جلس له مناظرة عند الوالي، عند المناظرة في العقيدة، " قال: لماذا لم تقل بلا تشبيه؟ قال: لأن التمثيل هو الذي ورد به القرآن، فعبّرت باللفظ الذي جاء به القرآن " ولم يذكر الوجهين الأخيرين، ولكن ذكر أحدهما أن نفي التشبيه صار يطلق على نفي الصفات مطلقا، ذكره في العقيدة التدمرية.
فعلى كل حال نقول إن المؤلف رحمه الله تابع في ذلك من؟ كثيرا ممن تكلموا في هذا الباب حيث كانوا يقولون من غير تشبيه، ولا يعبّرون بقوله من غير تمثيل، والصواب أن يقال إن التمثيل أولى للوجوه الثلاثة التي ذكرناها.
مناقشة الشيخ للطلاب فيما سبق
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين
قال المؤلف رحمه الله: " وليس هذا النص جزما يعتبر "، كلمة جزما هل تتعلق بما بعدها أو بما قبلها؟ بندر؟
الطالب : قبلها.
الشيخ : بما قبلها، والمعنى؟
الطالب : ليس هذا النص جزما ... مؤكد
الشيخ : يعني نجزم أن هذا النص لا ينطبق إلا على فرقة أهل الأثر، نعم.
ما طريقة أهل الأثر في النصوص الواردة في باب الصفات؟ يلاّ أحمد؟
الطالب : يثبتوها لفظا ومعنى واعتقادا وعملا بمقتضاها.
الشيخ : طيب، قال المؤلف: إنهم أثبتوا النصوص بالتنزيه، صالح وش معنى بالتنزيه الباء هذه لأيش؟ معناها أيش؟ بالتنزيه وش معنى الباء؟ ما حضرت؟
الطالب : ما حضرت.
الشيخ : ايه.
الطالب : للمصاحبة.
الشيخ : نعم، إثباتا مصحوبا بالتنزيه، التنزيه عن ماذا؟
الطالب : عن النقص.
الشيخ : صح، عن النقص، يعني: أن صفات الله يثبتونها على وجه الكمال، كالعلم مثلا يقولون: إن الله يعلم علما تاما، لم يسبق بجهل ولم يلحق بنسيان.
طيب، قال: " من غير تعطيل " ما معنى التعطيل يا أحمد؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : تخلية الله عمّا؟
الطالب : يتّصف به.
الشيخ : لأن أصل التعطيل التخلية.
طيب، في شاهد على أن التعطيل بمعنى التخلية؟ أحمد؟
الطالب : ...
الشيخ : قوله تعالى (( وبئر معطّلة )) أي: مخلاة متروكة، فالتعطيل معناه تخلية الله عمّا يجب له من الأسماء والصفات. طيب، ويجوز أن نقول: إن التعطيل يعود على النصوص، فيكون المعنى تعطيل النصوص عمّا دلّت عليه، فإذن للتعطيل وجهان، ما أدري نبّهت عن هذا أمس ولا لا؟
للتعطيل وجهان، أو متعلق التعطيل نوعان، إما أن يكون الخالق أو النصوص، فإن كان الخالق فمعنى تعطيل الخالق أن الله تعالى لا يوصف بما وصف به نفسه، وإن كان للنصوص فتعطيلها أن لا يعمل بها، يكون تعطيلها إنكار دلالتها على الشيء، بحيث لا يعمل بها، فيقول مثلا سميع بلا سمع، ويقول (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) أي: منتظرة لثواب ربها، فيعطّل النص عمّا أريد به، وكلا المعنيين متلازمان، يعني: أنه إذا عطّل الله عمّا يجب له فقد عطّل النصوص عمّا دلّت عليه.
طيب، قال المؤلف " ولا تشبيه " التشبيه معناه؟
الطالب : التمثيل.
الشيخ : نعم المراد به التمثيل، يريد بذلك التمثيل. لماذا قلنا ذلك يا محمّد؟ أنه يريد بذلك التمثيل؟
الطالب : لأن التشبيه لم يرد لا في القرآن ولا في السنة، ولأن التمثيل أولى من التشبيه يعني لثلاثة أوجه ذكرناها أمس.
الشيخ : ما هي؟
الطالب : قلنا أولا أنه لم يرد يعني في نص
الشيخ : لا لا.
الطالب : لا في الكتاب ولا في السنة.
الشيخ : لا لا، التمثيل أولى من التشبيه لوجوه ثلاثة، الأول؟
الطالب : الوجه الأول أنه لم يرد التشبيه
الشيخ : نحن نتكلم عن التمثيل الآن!
الطالب : شيخ أنا ما فهمت السؤال.
الشيخ : السؤال التعبير بنفي التمثيل أولى من التعبير بنفي التشبيه لوجوه ثلاثة.
الطالب : الوجه الأول أن التمثيل هو الذي ورد في القرآن
الشيخ : صح، أن التمثيل هو الذي ورد نفيه في القرآن دون التشبيه.
الأخ هات لنا دليلا من ذلك أو في ذلك؟
الطالب : قوله تعالى (( ليس كمثله شيء )).
الشيخ : نعم، وقوله؟ (( فلا تضربوا لله الأمثال )).
الوجه الثاني يا فهد؟
الطالب : الوجه الثاني أن في نفي التشبيه إجمال، فإن أراد النفي من جميع الوجوه فقد أخطأ، وإن أراد نفي التشابه فهو التمثيل بعينه.
الشيخ : إذا أراد نفي التشبيه من كل وجه؟
الطالب : فقد أخطأ.
الشيخ : أو أصاب؟ يعني إذا قال لا يشابهه من كل وجه؟
الطالب : أخطأ، لأن ما من شيئين موجودين إلا وبينهما تشابه ..
الشيخ : أيه، إذن إذا أراد نفي التشبيه من وجه فهو مصيب أو لا؟
الطالب : نعم.
طالب آخر : لا يا شيخ.
الشيخ : يعني معناه أنه لا يشبهه بأي وجه من الوجوه، بأي وجه من الوجوه، فقد أخطأ، وإن أراد لا يشابهه من جميع الوجوه فقد أصاب، يعني معناه لا يشابهه من كل الوجوه أي لا يساويه، إن أراد أنه لا يساويه فقد أيش؟
الطالب : أخطأ.
الشيخ : لا! لا يساويه؟
الطالب : في جميع الوجوه؟
الشيخ : لا، لا يساويه نعم، إذا قال أن الله سبحانه وتعالى لا يساويه أحد من مخلوقاته فقد أصاب، وإن أراد أنه لا يشابهه في أي وجه من الوجوه فقد أخطأ.
إذن يفرّق في أي وجه وفي كل وجه، نفي المماثلة من أي وجه هذا خطأ، لأنه لا بد من المشابهة، وإن أراد أنه لا يماثله مماثلة مساوية، لا يشابهه مشابهة مساوية فهذا فقد أصاب، طيب هذا وجه ثانٍ، الوجه الثالث؟
الطالب : الوجه الثالث أن نفي التشبيه صار عند البعض نفي إثبات الصفات.
الشيخ : نعم.
الطالب : فإذا قيل من غير تشبيه صار المعنى من غير إثبات الصفات.
الشيخ : نعم، وأهل السنة لا يرون ذلك، طيب أفهمتم هذا؟ إذا قال من غير تشبيه، فإن التشبيه صار عند بعض الناس يعني إثبات الصفات، فإذا قال من غير تشبيه صار معنى الجملة أو معنى العبارة من غير إثبات صفات. من هم الذين يقولون إن التشبيه أو يرون أن التشبيه إثبات الصفات؟ هم كل أهل التعطيل، أهل التعطيل كلهم يقولون من أثبت لله صفة فقد شبّه، فإذا جاءت العبارة من غير تشبيه وهذا يعتقد أن إثبات الصفات تشبيه صار المعنى من غير إثبات صفات، وهذا معنى باطل لا يقول به السلف.
لهذا نقول الأولى أن نعبر بما عبر الله به عن نفسه فنقول من غير تمثيل، وإذا كان هذا هو الأولى لهذه الوجوه الثلاثة فإننا نحمل كلام المؤلف على هذا المعنى الصحيح، على أن المراد بقوله من غير تشبيه أي من غير تمثيل.
طيب، ما تقولون في رجل قال في قوله الله تعالى: (( وجاء ربك والملك صفّا صفّا )) قال: وجاء أمر ربّك، بندر؟
الطالب : معطّل.
الشيخ : معطّل، طيب هل عطّل النص أو عطّل الله؟
الطالب : عطّل النصّ وعطّل الله أيضا.
الشيخ : عطّل النص وعطّل الله، طيب عطّل الله عن أيش؟
الطالب : عطّل الله عن مجيئه حقيقة.
الشيخ : أحسنت، عطّل الله عن مجيئه حقيقة، عطّل النصّ؟
الطالب : حرّفه.
الشيخ : أنه حرّفه فعطّل معناه المراد به أو لا؟ لأن المراد بالنص (( وجاء ربك )) أي جاء الله عزّ وجلّ، فإذا قال: جاء أمر ربك فقد عطّل النص عن معناه المراد به، واضح؟
طيب، سبق أن قلنا أن الذين يحرّفون قالوا على الله بلا علم من، أحمد؟
الطالب : من وجهين.
الشيخ : نعم.
الطالب : حيث أنهم جعلوا ما ليس مرادا لله مرادا، وجعلوا ما ليس لله مرادا أنه أراد ذلك، أن الله لم يرده وهم قالوا أراد ذلك وقالوا عمّا أراد الله ليس مرادا.
الشيخ : أحسنت، يعني أنهم قالوا على الله بلا علم في الإثبات وفي النفي، فقالوا إن الله أراد كذا وهو لم يرده، وقالوا لم يرد وهو قد أراده.
طيب، لو قال قائل: كيف تجزمون بأنه أراده أليس يحتمل بأن يكون مراده ما حرّفوه إليه؟
الطالب : ... والنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئا إلا وبيّنه.
الشيخ : فلو كان المراد غير ظاهره لبينه النبي صلى الله عليه وسلم، صح.
إذن نحن نجزم بأن ظاهره مراد لأنه لم يرد خلافه عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولو كان المراد خلافه لبيّنه الرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا يصح أن نقول أجمع الصحابة على أن الله يجيء بنفسه، فإذا قال قائل: هاتوا لنا حرفا واحدا عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو ابن مسعود أو ابن عباس أو غيرهم أن الله يجيء بنفسه؟
نقول: لأنه لو كان المراد خلاف ذلك أيش؟ لنقل عنهم، فلما كانوا يقرؤون هذا صباحا ومساء ولم يرد عنهم ما يخالفه دل على أنهم يقولون به، فلا حاجة إلى أن نأتي عن الصحابة في كل صفة من الصفات بقول من أقوالهم هذا ليس بلازم، لأن الصحابة يقرؤون القرآن ويعرفون معناه ولم يأت عن أحد منهم أنه قال بخلافه، فكان سكوتهم عن قول خلافه، أو كان عدم النقل عنهم عن قول خلافه دليلا على أنهم أيش؟ قالوا به، ولهذا يصح أن تقول أجمع الصحابة على أن الله استوى على عرشه حقيقة، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا حقيقة وهكذا، وليس المراد استولى على عرشه، ولا المراد ينزل أمره، فإذا قال قائل: أين الإجماع؟ نقول إن عدم نقل عنهم ما يخالف الظاهر دليل على أنهم أجروه على ظاهره، وهذه فائدة تنفعك عند المناظرة لأهل التحريف، لأن أهل التحريف قد يطالبونك، قد يقولون: إئت لنا بخبر واحد يدل على أن الصحابة قالوا إن الله يجيء بنفسه، أو إن الله ينزل بنفسه، أو إن الله استوى على العرش بنفسه هات دليلا؟ أعرفتم فماذا تقول؟ لو أنك رجعت إلى المسانيد والكتب المؤلفة في هذه الأمور بالإسناد قد لا تجد، لكن نقول إن عدم النقل عنهم ما يخالف ظاهر القرآن يدل على أنهم قالوا بأيش؟ بظاهر القرآن، لأن القرآن عربي وهم يتلونه صباحا ومساء ويعتقدونه بمقتضى دلالة ذلك اللسان العربي.
قال المؤلف رحمه الله: " وليس هذا النص جزما يعتبر "، كلمة جزما هل تتعلق بما بعدها أو بما قبلها؟ بندر؟
الطالب : قبلها.
الشيخ : بما قبلها، والمعنى؟
الطالب : ليس هذا النص جزما ... مؤكد
الشيخ : يعني نجزم أن هذا النص لا ينطبق إلا على فرقة أهل الأثر، نعم.
ما طريقة أهل الأثر في النصوص الواردة في باب الصفات؟ يلاّ أحمد؟
الطالب : يثبتوها لفظا ومعنى واعتقادا وعملا بمقتضاها.
الشيخ : طيب، قال المؤلف: إنهم أثبتوا النصوص بالتنزيه، صالح وش معنى بالتنزيه الباء هذه لأيش؟ معناها أيش؟ بالتنزيه وش معنى الباء؟ ما حضرت؟
الطالب : ما حضرت.
الشيخ : ايه.
الطالب : للمصاحبة.
الشيخ : نعم، إثباتا مصحوبا بالتنزيه، التنزيه عن ماذا؟
الطالب : عن النقص.
الشيخ : صح، عن النقص، يعني: أن صفات الله يثبتونها على وجه الكمال، كالعلم مثلا يقولون: إن الله يعلم علما تاما، لم يسبق بجهل ولم يلحق بنسيان.
طيب، قال: " من غير تعطيل " ما معنى التعطيل يا أحمد؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : تخلية الله عمّا؟
الطالب : يتّصف به.
الشيخ : لأن أصل التعطيل التخلية.
طيب، في شاهد على أن التعطيل بمعنى التخلية؟ أحمد؟
الطالب : ...
الشيخ : قوله تعالى (( وبئر معطّلة )) أي: مخلاة متروكة، فالتعطيل معناه تخلية الله عمّا يجب له من الأسماء والصفات. طيب، ويجوز أن نقول: إن التعطيل يعود على النصوص، فيكون المعنى تعطيل النصوص عمّا دلّت عليه، فإذن للتعطيل وجهان، ما أدري نبّهت عن هذا أمس ولا لا؟
للتعطيل وجهان، أو متعلق التعطيل نوعان، إما أن يكون الخالق أو النصوص، فإن كان الخالق فمعنى تعطيل الخالق أن الله تعالى لا يوصف بما وصف به نفسه، وإن كان للنصوص فتعطيلها أن لا يعمل بها، يكون تعطيلها إنكار دلالتها على الشيء، بحيث لا يعمل بها، فيقول مثلا سميع بلا سمع، ويقول (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) أي: منتظرة لثواب ربها، فيعطّل النص عمّا أريد به، وكلا المعنيين متلازمان، يعني: أنه إذا عطّل الله عمّا يجب له فقد عطّل النصوص عمّا دلّت عليه.
طيب، قال المؤلف " ولا تشبيه " التشبيه معناه؟
الطالب : التمثيل.
الشيخ : نعم المراد به التمثيل، يريد بذلك التمثيل. لماذا قلنا ذلك يا محمّد؟ أنه يريد بذلك التمثيل؟
الطالب : لأن التشبيه لم يرد لا في القرآن ولا في السنة، ولأن التمثيل أولى من التشبيه يعني لثلاثة أوجه ذكرناها أمس.
الشيخ : ما هي؟
الطالب : قلنا أولا أنه لم يرد يعني في نص
الشيخ : لا لا.
الطالب : لا في الكتاب ولا في السنة.
الشيخ : لا لا، التمثيل أولى من التشبيه لوجوه ثلاثة، الأول؟
الطالب : الوجه الأول أنه لم يرد التشبيه
الشيخ : نحن نتكلم عن التمثيل الآن!
الطالب : شيخ أنا ما فهمت السؤال.
الشيخ : السؤال التعبير بنفي التمثيل أولى من التعبير بنفي التشبيه لوجوه ثلاثة.
الطالب : الوجه الأول أن التمثيل هو الذي ورد في القرآن
الشيخ : صح، أن التمثيل هو الذي ورد نفيه في القرآن دون التشبيه.
الأخ هات لنا دليلا من ذلك أو في ذلك؟
الطالب : قوله تعالى (( ليس كمثله شيء )).
الشيخ : نعم، وقوله؟ (( فلا تضربوا لله الأمثال )).
الوجه الثاني يا فهد؟
الطالب : الوجه الثاني أن في نفي التشبيه إجمال، فإن أراد النفي من جميع الوجوه فقد أخطأ، وإن أراد نفي التشابه فهو التمثيل بعينه.
الشيخ : إذا أراد نفي التشبيه من كل وجه؟
الطالب : فقد أخطأ.
الشيخ : أو أصاب؟ يعني إذا قال لا يشابهه من كل وجه؟
الطالب : أخطأ، لأن ما من شيئين موجودين إلا وبينهما تشابه ..
الشيخ : أيه، إذن إذا أراد نفي التشبيه من وجه فهو مصيب أو لا؟
الطالب : نعم.
طالب آخر : لا يا شيخ.
الشيخ : يعني معناه أنه لا يشبهه بأي وجه من الوجوه، بأي وجه من الوجوه، فقد أخطأ، وإن أراد لا يشابهه من جميع الوجوه فقد أصاب، يعني معناه لا يشابهه من كل الوجوه أي لا يساويه، إن أراد أنه لا يساويه فقد أيش؟
الطالب : أخطأ.
الشيخ : لا! لا يساويه؟
الطالب : في جميع الوجوه؟
الشيخ : لا، لا يساويه نعم، إذا قال أن الله سبحانه وتعالى لا يساويه أحد من مخلوقاته فقد أصاب، وإن أراد أنه لا يشابهه في أي وجه من الوجوه فقد أخطأ.
إذن يفرّق في أي وجه وفي كل وجه، نفي المماثلة من أي وجه هذا خطأ، لأنه لا بد من المشابهة، وإن أراد أنه لا يماثله مماثلة مساوية، لا يشابهه مشابهة مساوية فهذا فقد أصاب، طيب هذا وجه ثانٍ، الوجه الثالث؟
الطالب : الوجه الثالث أن نفي التشبيه صار عند البعض نفي إثبات الصفات.
الشيخ : نعم.
الطالب : فإذا قيل من غير تشبيه صار المعنى من غير إثبات الصفات.
الشيخ : نعم، وأهل السنة لا يرون ذلك، طيب أفهمتم هذا؟ إذا قال من غير تشبيه، فإن التشبيه صار عند بعض الناس يعني إثبات الصفات، فإذا قال من غير تشبيه صار معنى الجملة أو معنى العبارة من غير إثبات صفات. من هم الذين يقولون إن التشبيه أو يرون أن التشبيه إثبات الصفات؟ هم كل أهل التعطيل، أهل التعطيل كلهم يقولون من أثبت لله صفة فقد شبّه، فإذا جاءت العبارة من غير تشبيه وهذا يعتقد أن إثبات الصفات تشبيه صار المعنى من غير إثبات صفات، وهذا معنى باطل لا يقول به السلف.
لهذا نقول الأولى أن نعبر بما عبر الله به عن نفسه فنقول من غير تمثيل، وإذا كان هذا هو الأولى لهذه الوجوه الثلاثة فإننا نحمل كلام المؤلف على هذا المعنى الصحيح، على أن المراد بقوله من غير تشبيه أي من غير تمثيل.
طيب، ما تقولون في رجل قال في قوله الله تعالى: (( وجاء ربك والملك صفّا صفّا )) قال: وجاء أمر ربّك، بندر؟
الطالب : معطّل.
الشيخ : معطّل، طيب هل عطّل النص أو عطّل الله؟
الطالب : عطّل النصّ وعطّل الله أيضا.
الشيخ : عطّل النص وعطّل الله، طيب عطّل الله عن أيش؟
الطالب : عطّل الله عن مجيئه حقيقة.
الشيخ : أحسنت، عطّل الله عن مجيئه حقيقة، عطّل النصّ؟
الطالب : حرّفه.
الشيخ : أنه حرّفه فعطّل معناه المراد به أو لا؟ لأن المراد بالنص (( وجاء ربك )) أي جاء الله عزّ وجلّ، فإذا قال: جاء أمر ربك فقد عطّل النص عن معناه المراد به، واضح؟
طيب، سبق أن قلنا أن الذين يحرّفون قالوا على الله بلا علم من، أحمد؟
الطالب : من وجهين.
الشيخ : نعم.
الطالب : حيث أنهم جعلوا ما ليس مرادا لله مرادا، وجعلوا ما ليس لله مرادا أنه أراد ذلك، أن الله لم يرده وهم قالوا أراد ذلك وقالوا عمّا أراد الله ليس مرادا.
الشيخ : أحسنت، يعني أنهم قالوا على الله بلا علم في الإثبات وفي النفي، فقالوا إن الله أراد كذا وهو لم يرده، وقالوا لم يرد وهو قد أراده.
طيب، لو قال قائل: كيف تجزمون بأنه أراده أليس يحتمل بأن يكون مراده ما حرّفوه إليه؟
الطالب : ... والنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئا إلا وبيّنه.
الشيخ : فلو كان المراد غير ظاهره لبينه النبي صلى الله عليه وسلم، صح.
إذن نحن نجزم بأن ظاهره مراد لأنه لم يرد خلافه عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولو كان المراد خلافه لبيّنه الرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا يصح أن نقول أجمع الصحابة على أن الله يجيء بنفسه، فإذا قال قائل: هاتوا لنا حرفا واحدا عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو ابن مسعود أو ابن عباس أو غيرهم أن الله يجيء بنفسه؟
نقول: لأنه لو كان المراد خلاف ذلك أيش؟ لنقل عنهم، فلما كانوا يقرؤون هذا صباحا ومساء ولم يرد عنهم ما يخالفه دل على أنهم يقولون به، فلا حاجة إلى أن نأتي عن الصحابة في كل صفة من الصفات بقول من أقوالهم هذا ليس بلازم، لأن الصحابة يقرؤون القرآن ويعرفون معناه ولم يأت عن أحد منهم أنه قال بخلافه، فكان سكوتهم عن قول خلافه، أو كان عدم النقل عنهم عن قول خلافه دليلا على أنهم أيش؟ قالوا به، ولهذا يصح أن تقول أجمع الصحابة على أن الله استوى على عرشه حقيقة، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا حقيقة وهكذا، وليس المراد استولى على عرشه، ولا المراد ينزل أمره، فإذا قال قائل: أين الإجماع؟ نقول إن عدم نقل عنهم ما يخالف الظاهر دليل على أنهم أجروه على ظاهره، وهذه فائدة تنفعك عند المناظرة لأهل التحريف، لأن أهل التحريف قد يطالبونك، قد يقولون: إئت لنا بخبر واحد يدل على أن الصحابة قالوا إن الله يجيء بنفسه، أو إن الله ينزل بنفسه، أو إن الله استوى على العرش بنفسه هات دليلا؟ أعرفتم فماذا تقول؟ لو أنك رجعت إلى المسانيد والكتب المؤلفة في هذه الأمور بالإسناد قد لا تجد، لكن نقول إن عدم النقل عنهم ما يخالف ظاهر القرآن يدل على أنهم قالوا بأيش؟ بظاهر القرآن، لأن القرآن عربي وهم يتلونه صباحا ومساء ويعتقدونه بمقتضى دلالة ذلك اللسان العربي.
سؤال: هل الرسول عليه الصلاة والسلام أفصح الخلق ؟
الطالب : أحسن الله إليكم هل الرسول عليه الصلاة والسلام أفصح الخلق؟
الشيخ : أي نعم.
الطالب : أو نقول هو من أفصح الخلق؟
الشيخ : إي هذا بالنسبة للرسول واضح أنه ما قال خلاف ذلك، لكن هم الكلام عن الصحابة لو نقل الإنسان إجماع الصحابة لكان نقله للإجماع صحيحا.
الشيخ : أي نعم.
الطالب : أو نقول هو من أفصح الخلق؟
الشيخ : إي هذا بالنسبة للرسول واضح أنه ما قال خلاف ذلك، لكن هم الكلام عن الصحابة لو نقل الإنسان إجماع الصحابة لكان نقله للإجماع صحيحا.
سؤال: ورد عدد من أبيات يسمي النبي صلى الله عليه وسلم بالمصطفى ألا ينتقد بذلك ؟
الطالب : بالنسبة ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ورد كم بيت يسمي النبي صلى الله عليه وسلم بالمصطفى.
الشيخ : إي.
الطالب : فما وجه ...
الشيخ : صح.
الطالب : ألا ينتقد بذلك؟
الشيخ : لا، وراه؟! الله قال في عباده (( وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار ))، (( قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ))، وعباده الذين اصطفى هم الرسل كما قال تعالى: (( سبحان ربّك ربّ العزّة عما يصفون وسلام على المرسلين )).
الطالب : ... الكلمة ذي ...
الشيخ : لا لا، نحن ما نشير إلى هذا، نشير إلى أن بعض الناس بدل ما يقول قال رسول الله، يقول: قال المصطفى، والصفوة قلنا لا تختص بالأنبياء ولا بالرسل، فلو أنه قال قال رسول الله لكان أولى لأنه هو الآن ينقل قولا يحتجّ به، والاحتجاج بالشيء إذا كان ممّن؟ من رسول الله، لكن أن يثني على النبي في مقام الخبر يثني على النبي بأنه مصطفى أو أنه مقتفى، هذا ما فيه شيء ولهذا المؤلف قال:
" اعلم هديت أنه جاء الخبر *** عن النبي المقتفى خير البشر*** بأن ذي الأمة سوف تفترق " ما قال: عن النبي المصطفى، لأن المقام مقام اتّباع، فاختار لفظ المقتفى على لفظ المصطفى، ثم إن الناظم أيضا قد يضطر أن يعبّر بهذه العبارة لصعوبة النظم، قال الحريري في الملحة: " وجائز في صنعة الشعر الصلف *** أن يصرف الشاعر ما لا ينصرف " فوصف الشعر بأنه؟
الطالب : صلف.
الشيخ : صلف، وهو صحيح.
القارئ : " فكل ما جاء من الآيات *** أو صح في الأخبار عن ثقات
من الأحاديث نمره كما *** قد جاء فاسمع من نظامي واعلما
ولا نرد ذاك بالعقول *** لقول مفتر به جهول ".
الشيخ : بس، جهولِ.
القارئ : " ولا نرد ذاك بالعقول *** لقول مفتر به جهولِ ".
الشيخ : بس.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين.
قال رحمه الله تعالى: " فكل ما جاء من الآيات " والكتابة خطأ، مكتوبة عندنا: فكلَّما، على أنها أداة تكرار، والصواب " فكلُّ ما " على أنها كلّ مضافة إلى ما الموصولة، يعني كل الذي جاء من الآيات، وأظن المتاقشة سبقت؟ هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ما في مناقشة؟
الطالب : ...
الشيخ : " كل " وحدها، و" ما " وحدها.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ورد كم بيت يسمي النبي صلى الله عليه وسلم بالمصطفى.
الشيخ : إي.
الطالب : فما وجه ...
الشيخ : صح.
الطالب : ألا ينتقد بذلك؟
الشيخ : لا، وراه؟! الله قال في عباده (( وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار ))، (( قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ))، وعباده الذين اصطفى هم الرسل كما قال تعالى: (( سبحان ربّك ربّ العزّة عما يصفون وسلام على المرسلين )).
الطالب : ... الكلمة ذي ...
الشيخ : لا لا، نحن ما نشير إلى هذا، نشير إلى أن بعض الناس بدل ما يقول قال رسول الله، يقول: قال المصطفى، والصفوة قلنا لا تختص بالأنبياء ولا بالرسل، فلو أنه قال قال رسول الله لكان أولى لأنه هو الآن ينقل قولا يحتجّ به، والاحتجاج بالشيء إذا كان ممّن؟ من رسول الله، لكن أن يثني على النبي في مقام الخبر يثني على النبي بأنه مصطفى أو أنه مقتفى، هذا ما فيه شيء ولهذا المؤلف قال:
" اعلم هديت أنه جاء الخبر *** عن النبي المقتفى خير البشر*** بأن ذي الأمة سوف تفترق " ما قال: عن النبي المصطفى، لأن المقام مقام اتّباع، فاختار لفظ المقتفى على لفظ المصطفى، ثم إن الناظم أيضا قد يضطر أن يعبّر بهذه العبارة لصعوبة النظم، قال الحريري في الملحة: " وجائز في صنعة الشعر الصلف *** أن يصرف الشاعر ما لا ينصرف " فوصف الشعر بأنه؟
الطالب : صلف.
الشيخ : صلف، وهو صحيح.
القارئ : " فكل ما جاء من الآيات *** أو صح في الأخبار عن ثقات
من الأحاديث نمره كما *** قد جاء فاسمع من نظامي واعلما
ولا نرد ذاك بالعقول *** لقول مفتر به جهول ".
الشيخ : بس، جهولِ.
القارئ : " ولا نرد ذاك بالعقول *** لقول مفتر به جهولِ ".
الشيخ : بس.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين.
قال رحمه الله تعالى: " فكل ما جاء من الآيات " والكتابة خطأ، مكتوبة عندنا: فكلَّما، على أنها أداة تكرار، والصواب " فكلُّ ما " على أنها كلّ مضافة إلى ما الموصولة، يعني كل الذي جاء من الآيات، وأظن المتاقشة سبقت؟ هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ما في مناقشة؟
الطالب : ...
الشيخ : " كل " وحدها، و" ما " وحدها.
معنى قوله:( فـكـل ما جـاء من الآيات أو صـح في الأخـبـار عن ثقات مـن الأحاديث نـمـره كما قد جـاء فاسمع من نظامي واعلما ) شرح قول السلف في آيات الصفات وأحاديثها : ( أمروها كما جاءت بلا كيف ) والرد على المفوضة؟
الشيخ : " فكلّ ما جاء من الآيات *** أو صحّ في الأخبار عن ثقات
من الأحاديث " هذه القاعدة التي ذكرها المؤلف رحمه الله أن كلّ ما جاء في كتاب الله، أو صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث، فإننا نمرّه كما قد جاء، وهذا هو المروي عن السلف، يقولون في آيات الصفات وأحاديثها: " أمرّوها كما جاءت بلا كيف " فالواجب علينا أن نمرّها كما جاءت، ولكن هل هذا الإمرار إمرار لفظي؟ بمعنى أن نمر لفظها فقط، أو هو إمرار لفظي معنوي؟ الجواب الثاني، أما الأول فإنه مذهب باطل، ويسمى مذهب أهل التفويض أو المفوّضة، وهو كما قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية " من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " لأنهم بهذا المذهب ارتكبوا خطأ عظيما، حيث جعلوا المسلمين يجهلون معاني آيات الصفات وأحاديثها، وهذا خطر عظيم، إذا كنا متعبّدين بألفاظ الأحكام الشرعية كالصلاة والوضوء والتيمم والزكاة والحج فكيف لا نتعبّد بآيات الصفات؟! حتى نفهم معناها.
المهم أننا نمرها كما جاءت، ومن المعلوم أنه لفظ جاء لمعنى، فالواجب إثبات هذا اللفظ ومعناه المراد به.
من الأحاديث " هذه القاعدة التي ذكرها المؤلف رحمه الله أن كلّ ما جاء في كتاب الله، أو صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث، فإننا نمرّه كما قد جاء، وهذا هو المروي عن السلف، يقولون في آيات الصفات وأحاديثها: " أمرّوها كما جاءت بلا كيف " فالواجب علينا أن نمرّها كما جاءت، ولكن هل هذا الإمرار إمرار لفظي؟ بمعنى أن نمر لفظها فقط، أو هو إمرار لفظي معنوي؟ الجواب الثاني، أما الأول فإنه مذهب باطل، ويسمى مذهب أهل التفويض أو المفوّضة، وهو كما قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية " من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " لأنهم بهذا المذهب ارتكبوا خطأ عظيما، حيث جعلوا المسلمين يجهلون معاني آيات الصفات وأحاديثها، وهذا خطر عظيم، إذا كنا متعبّدين بألفاظ الأحكام الشرعية كالصلاة والوضوء والتيمم والزكاة والحج فكيف لا نتعبّد بآيات الصفات؟! حتى نفهم معناها.
المهم أننا نمرها كما جاءت، ومن المعلوم أنه لفظ جاء لمعنى، فالواجب إثبات هذا اللفظ ومعناه المراد به.
7 - معنى قوله:( فـكـل ما جـاء من الآيات أو صـح في الأخـبـار عن ثقات مـن الأحاديث نـمـره كما قد جـاء فاسمع من نظامي واعلما ) شرح قول السلف في آيات الصفات وأحاديثها : ( أمروها كما جاءت بلا كيف ) والرد على المفوضة؟ أستمع حفظ
الجواب عن إشكال: هل المعنى المراد هو الظاهر أو الاحتمال المرجوح ؟ (الكلام على الصفات الفعلية)
الشيخ : فإذا قال قائل: هل المعنى المراد هو الظاهر أو الاحتمال المرجوح؟ فالجواب أنه هو الظاهر، لأن صرف اللفظ عن ظاهره إلى احتمال مرجوح يحتاج إلى دليل، وهذا الدليل إذا لم يكن معلوما لنا كان ادّعاؤه من اتّباع الهوى والتحكّم على الله عزّ وجلّ، وعلى هذا فنمرّ آيات الصفات الفعلية وآيات الصفات الخبرية وآيات الصفات الذاتية، نمرّه على ما هو عليه، فالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والعزّة والقوة وما أشبه ذلك من الصفات الذاتية نمرّها كما جاءت، ونقول: إن لله حياة وعلما وقدرة وسمعا وبصرا وقوة وقدرة وعزة إلى آخره، ولا يجوز أن نصرفها عن ظاهرها، لأن صرفها عن ظاهرها خروج بها عما يراد بها.
كذلك الصفات الفعلية نمرّها كما جاءت، مثل المجيء، الإتيان، الغضب، السخط، الرضا، الفرح، العجب، وغير ذلك من الصفات الفعلية، نمره كما جاء، فنقول: المراد بالرضا المعنى الحقيقي، بالسخط المعنى الحقيقي، بالفرح المعنى الحقيقي، بالكراهة المعنى الحقيقي، وهكذا، لأنها ألفاظ جاءت لمعناها، فإذا صرفناها عن المعنى الظاهر صار ذلك من اتّباع الهوى لا الهدى.
كذلك الصفات الفعلية نمرّها كما جاءت، مثل المجيء، الإتيان، الغضب، السخط، الرضا، الفرح، العجب، وغير ذلك من الصفات الفعلية، نمره كما جاء، فنقول: المراد بالرضا المعنى الحقيقي، بالسخط المعنى الحقيقي، بالفرح المعنى الحقيقي، بالكراهة المعنى الحقيقي، وهكذا، لأنها ألفاظ جاءت لمعناها، فإذا صرفناها عن المعنى الظاهر صار ذلك من اتّباع الهوى لا الهدى.
8 - الجواب عن إشكال: هل المعنى المراد هو الظاهر أو الاحتمال المرجوح ؟ (الكلام على الصفات الفعلية) أستمع حفظ
الكلام على الصفات الخبرية وهل يقال إن اليد جزء من الله؟
الشيخ : الصفات الخبرية وهي التي تدل على مسمّى هو أبعاض لنا وأجزاء، مثل؟
الطالب : الوجه.
الشيخ : الوجه.
الطالب : اليد.
الشيخ : واليد، والقدم والأصابع والعين، كل هذه ألفاظ تدل على مسميات هي بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء، أما بالنسبة لله ما نقول إنها أبعاض وأجزاء، لأن البعض والجزء ما يمكن انفصال بعضه عن بعض، وهذا بالنسبة لله عزّ وجلّ مستحيل، ولهذا لم نر أحدا يقول إن يد الله بعض منه أو جزء منه، أو أن وجهه جزء منه أو بعض منه لا، لا يقال هكذا في حق الله عزّ وجلّ، لأن البعض والجزء ما صحّ انفصاله عن الأصل، وهذا بالنسبة لله أمر مستحيل، إذن نسميها يدا، ووجها، وعينا، وأصبعا، وقدما، وما أشبه ذلك، لكننا لا نسميها بعضا أو جزء.
الطالب : الوجه.
الشيخ : الوجه.
الطالب : اليد.
الشيخ : واليد، والقدم والأصابع والعين، كل هذه ألفاظ تدل على مسميات هي بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء، أما بالنسبة لله ما نقول إنها أبعاض وأجزاء، لأن البعض والجزء ما يمكن انفصال بعضه عن بعض، وهذا بالنسبة لله عزّ وجلّ مستحيل، ولهذا لم نر أحدا يقول إن يد الله بعض منه أو جزء منه، أو أن وجهه جزء منه أو بعض منه لا، لا يقال هكذا في حق الله عزّ وجلّ، لأن البعض والجزء ما صحّ انفصاله عن الأصل، وهذا بالنسبة لله أمر مستحيل، إذن نسميها يدا، ووجها، وعينا، وأصبعا، وقدما، وما أشبه ذلك، لكننا لا نسميها بعضا أو جزء.
الكلام على الممثلة : الذين أجروا الصفات على ظاهرها وجعلوها من جنس صفات المخلوقين والرد عليهم.
الشيخ : عكس هؤلاء، عكس طريق السلف في هذا الباب الذين أجروها على خلاف ظاهرها، أو أجروها على ظاهرها وجعلوه من جنس صفات المخلوقين، أو لم يجروها على ظاهرها ولا على غير ظاهرها، سكتوا.
فمثلا الذين أجروها على ظاهرها وجعلوها من جنس صفات المخلوقين، هؤلاء من؟ الممثلة، وحقيقة الأمر أنهم لم يجروها على ظاهرها، وإن ادّعوا أن هذا هو الظاهر فهم كاذبون.
ولنضرب بذلك مثلا باليد، إذا قالوا: إن ظاهر اليد أن تكون مثل أيدي المخلوقين، قلنا: كذبتم، ليس هذا ظاهرها، كيف ذلك؟ لأن هذه اليد أضيفت إلى الله، فلا يمكن أن يكون المضاف إلى الله كالمضاف للمخلوق، بل المضاف إلى الله يكون لائقا بالله عزّ وجلّ، ووصف كل موصوف يناسبه، أرأيت يد الإنسان، هل تفهم من هذه اليد المضافة إلى الإنسان أنها مثل اليد المضافة إلى الذرة؟
الطالب : لا.
الشيخ : أبدا، ولا يمكن أن يفهم هذا إلا من فيه هوس، فكذلك اليد المضافة إلى الله لا يمكن أن يكون مدلولها كاليد المضافة إلى الإنسان، لأنها يد أضيفت إلى موصوف بها، وصفة كل موصوف تليق به وتناسبه بحسبه، فقولكم إن ظاهر النصوص هو التمثيل وأننا أسعد باتباع ظواهر النصوص ممن نفى التمثيل، نقول: إن قولكم هذا ليس بصواب.
فمثلا الذين أجروها على ظاهرها وجعلوها من جنس صفات المخلوقين، هؤلاء من؟ الممثلة، وحقيقة الأمر أنهم لم يجروها على ظاهرها، وإن ادّعوا أن هذا هو الظاهر فهم كاذبون.
ولنضرب بذلك مثلا باليد، إذا قالوا: إن ظاهر اليد أن تكون مثل أيدي المخلوقين، قلنا: كذبتم، ليس هذا ظاهرها، كيف ذلك؟ لأن هذه اليد أضيفت إلى الله، فلا يمكن أن يكون المضاف إلى الله كالمضاف للمخلوق، بل المضاف إلى الله يكون لائقا بالله عزّ وجلّ، ووصف كل موصوف يناسبه، أرأيت يد الإنسان، هل تفهم من هذه اليد المضافة إلى الإنسان أنها مثل اليد المضافة إلى الذرة؟
الطالب : لا.
الشيخ : أبدا، ولا يمكن أن يفهم هذا إلا من فيه هوس، فكذلك اليد المضافة إلى الله لا يمكن أن يكون مدلولها كاليد المضافة إلى الإنسان، لأنها يد أضيفت إلى موصوف بها، وصفة كل موصوف تليق به وتناسبه بحسبه، فقولكم إن ظاهر النصوص هو التمثيل وأننا أسعد باتباع ظواهر النصوص ممن نفى التمثيل، نقول: إن قولكم هذا ليس بصواب.
10 - الكلام على الممثلة : الذين أجروا الصفات على ظاهرها وجعلوها من جنس صفات المخلوقين والرد عليهم. أستمع حفظ
الكلام على الذين لم يجروا الصفات على ظاهرها والرد عليهم.
الشيخ : الذين نفوا هذا الظاهر، وقالوا: إن المراد باليد القوة أو النعمة، وقالوا: نحن أسعد بتنزيه الله منكم، نقول لهم: كذبتم، لستم بأسعد بتنزيه الله منّا، بل أنتم وصفتم الله تعالى وكلامه بالنقائص، حيث زعمتم أن الكتاب لا يراد به ظاهره، بل يراد به معنى يخالف الظاهر تتصرفون فيه أنتم بعقولكم كما تشاؤون، ولذلك نجدكم متفرقين في المعنى المراد بهذا اللفظ، منكم من يقول المراد كذا، ومنكم من يقول المراد كذا، وكل إنسان يأتي بما أراد مما يراه عقليات وهي وهميات، ليست عقليات.
إذن إن هؤلاء الذين قالوا إن المراد به خلاف الظاهر هم أيضا لم يتّبعوا ما يلزمهم من إجرائها على ظاهرها.
إذن ما هو ظاهرها؟ ظاهرها المعنى اللائق بالله الحقيقي دون المجازي، فالمراد باليد يد حقيقية تأخذ وتتصرّف وتقبض، وكذلك أيضا المراد بالأصابع، أصابع حقيقية يأخذ الله بها ما أراد من خلقه، وكذلك المراد بالعين، وهكذا بقية الصفات.
إذن إن هؤلاء الذين قالوا إن المراد به خلاف الظاهر هم أيضا لم يتّبعوا ما يلزمهم من إجرائها على ظاهرها.
إذن ما هو ظاهرها؟ ظاهرها المعنى اللائق بالله الحقيقي دون المجازي، فالمراد باليد يد حقيقية تأخذ وتتصرّف وتقبض، وكذلك أيضا المراد بالأصابع، أصابع حقيقية يأخذ الله بها ما أراد من خلقه، وكذلك المراد بالعين، وهكذا بقية الصفات.
أهل السنة يمرون الصفات كما جاءت من غير تكييف.
الشيخ : فنحن نمرّها كما جاءت لفظا، أيش؟ لفظا ومعنى، لأنها ألفاظ جاءت لمعان، فمن نفى اللفظ فإنه لم يمره، ومن نفى المعنى فإنه لم يمره، بل الواجب أن نمرّها كما جاءت، ولا نتعرض لقولنا كيف؟ ولم؟ لأن هذا التعرض من سبيل أهل البدع، بدليل؟
الطالب : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
الشيخ : لا، التعرض للكيفية كيف؟ ولم؟ من سبيل أهل البدع، الدليل؟
الطالب : قول مالك رحمه الله لما سئل عن الإستواء: كيف استوى؟
الشيخ : نعم.
الطالب : قال: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ولا أراك إلا رجل سوء" فأمر به فأخرج.
الشيخ : إذن قوله " السؤال عنه بدعة " لا يجوز أبدا أن نسأل عن صفة من صفات الله، فنقول: كيف؟ ولا يجوز أيضا أن نقول: إذا صحّ هذا لزم منه هذا مما يمتنع على الله، يعني مثل الذين يقولون: إذا صح نزوله إلى السماء الدنيا لزم أن تكون السماء الثانية فوقه، هذا حرام ولا يجوز، ولا يمكن أن يقدّر هذا التقدير من عرف الله وقدره قدره، بل نحن موقفنا في هذه الأمور هو التسليم وعدم التعرّض لأي سؤال من هذه الأسئلة.
أما لو قال ما معنى النزول؟ أو ما معنى المجيء؟ أو ما معنى الضحك؟ فهذا لا بأس أن يسأل عن المعنى حتى يبيّن له، ما معنى الاستواء؟ لا بأس، لكن كيف استوى؟ كيف ينزل؟ كيف يجيء؟ كيف عينه؟ كيف يده؟ كيف قدمه؟ لا يجوز، والله أعلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد.
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه.
القارئ : وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: " فكل ما جاء من الآيات *** أو صح في الأخبار عن الثقات
من الأحاديث نمره كما *** قد جاء فاسمع من نظامي واعلما
ولا نرد ذاك بالعقول *** لقول مفتر به جهول
فعقدنا الإثبات يا خليلي*** من غير تعطيل ولا تمثيل "
الشيخ : بس.
الطالب : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
الشيخ : لا، التعرض للكيفية كيف؟ ولم؟ من سبيل أهل البدع، الدليل؟
الطالب : قول مالك رحمه الله لما سئل عن الإستواء: كيف استوى؟
الشيخ : نعم.
الطالب : قال: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ولا أراك إلا رجل سوء" فأمر به فأخرج.
الشيخ : إذن قوله " السؤال عنه بدعة " لا يجوز أبدا أن نسأل عن صفة من صفات الله، فنقول: كيف؟ ولا يجوز أيضا أن نقول: إذا صحّ هذا لزم منه هذا مما يمتنع على الله، يعني مثل الذين يقولون: إذا صح نزوله إلى السماء الدنيا لزم أن تكون السماء الثانية فوقه، هذا حرام ولا يجوز، ولا يمكن أن يقدّر هذا التقدير من عرف الله وقدره قدره، بل نحن موقفنا في هذه الأمور هو التسليم وعدم التعرّض لأي سؤال من هذه الأسئلة.
أما لو قال ما معنى النزول؟ أو ما معنى المجيء؟ أو ما معنى الضحك؟ فهذا لا بأس أن يسأل عن المعنى حتى يبيّن له، ما معنى الاستواء؟ لا بأس، لكن كيف استوى؟ كيف ينزل؟ كيف يجيء؟ كيف عينه؟ كيف يده؟ كيف قدمه؟ لا يجوز، والله أعلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد.
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه.
القارئ : وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: " فكل ما جاء من الآيات *** أو صح في الأخبار عن الثقات
من الأحاديث نمره كما *** قد جاء فاسمع من نظامي واعلما
ولا نرد ذاك بالعقول *** لقول مفتر به جهول
فعقدنا الإثبات يا خليلي*** من غير تعطيل ولا تمثيل "
الشيخ : بس.
مناقشة الشيخ للطلاب حول ما سبق.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ما موقف أهل السنة والجماعة من الآيات والأحاديث الواردة في صفات الله عزّ وجلّ؟ نعم، أنت؟
الطالب : ...
الشيخ : أيش؟
الطالب : إثبات ...
الشيخ : ما موقفهم من الآيات والأحاديث الواردة في الصفات؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف ما تعرف؟ ما حضرت؟!
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : حضرت الدرس الثاني.
الشيخ : جزاك الله خيرا، طيب معذور.
الطالب : يمرونها على ظاهرها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه.
الشيخ : يعني إمرارها على ما جاءت به من غير تحريف ولا تعطيل.
طيب هل هي ألفاظ جاءت لمعنى أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ألفاظ جاءت لمعنى، إذن هم يمرون اللفظ والمعنى. لماذا قلنا بذلك؟ احترازا من؟
الطالب : من مذهب المفوضة.
الشيخ : احترازا من مذهب المفوّضة، الذين يقولون؟
الطالب : ...
الشيخ : أمروا لفظها دون أن تتعرّضوا لمعناها.
طيب (( الرحمن على العرش استوى )) كيف نطبّق على هذه القاعدة؟
الطالب : نثبت أن الله عز وجل مستوٍ على العرش بدون كيف.
الشيخ : أو نقرأ (( الرحمن على العرش استوى )) ولا نتعرّض لمعناها؟
الطالب : لا، المعنى معلوم، لكن الكيف مجهول.
الشيخ : من الذين يقرؤونه ولا يتعرّضون للمعنى؟
الطالب : المفوضّة.
الشيخ : هاه؟
الطالب : أهل التفويض.
الشيخ : أهل التفويض. طيب.
إذن نحن نقول: (( الرحمن على العرش استوى )) نمرّه كما جاء، وهو لفظ جاء لمعنى، ما هذا المعنى؟ هو أنه عزّ وجلّ علا على عرشه علوا يليق بجلاله وعظمته، لا نكيّفه ولا نمثّله، واضح؟ طيب. أثبت الله عزّ وجلّ عن نفسه أنه يجيء، فقال: (( وجاء ربّك والملك صفّا صفّا )) هاه؟
الطالب : نقول نثبتها ... أن الله سبحانه وتعالى ..
الشيخ : يجيء حقّا.
الطالب : مجيئا يليق به سبحانه وتعالى ولا نقول كيف، بل نثبت المعنى.
الشيخ : طيب. من الذين يقولون نقرأ (( وجاء ربّك )) ولا نتعرّض للمعنى؟
الطالب : أهل التفويض.
الشيخ : أهل التفويض، تمام.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ما موقف أهل السنة والجماعة من الآيات والأحاديث الواردة في صفات الله عزّ وجلّ؟ نعم، أنت؟
الطالب : ...
الشيخ : أيش؟
الطالب : إثبات ...
الشيخ : ما موقفهم من الآيات والأحاديث الواردة في الصفات؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف ما تعرف؟ ما حضرت؟!
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : حضرت الدرس الثاني.
الشيخ : جزاك الله خيرا، طيب معذور.
الطالب : يمرونها على ظاهرها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه.
الشيخ : يعني إمرارها على ما جاءت به من غير تحريف ولا تعطيل.
طيب هل هي ألفاظ جاءت لمعنى أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ألفاظ جاءت لمعنى، إذن هم يمرون اللفظ والمعنى. لماذا قلنا بذلك؟ احترازا من؟
الطالب : من مذهب المفوضة.
الشيخ : احترازا من مذهب المفوّضة، الذين يقولون؟
الطالب : ...
الشيخ : أمروا لفظها دون أن تتعرّضوا لمعناها.
طيب (( الرحمن على العرش استوى )) كيف نطبّق على هذه القاعدة؟
الطالب : نثبت أن الله عز وجل مستوٍ على العرش بدون كيف.
الشيخ : أو نقرأ (( الرحمن على العرش استوى )) ولا نتعرّض لمعناها؟
الطالب : لا، المعنى معلوم، لكن الكيف مجهول.
الشيخ : من الذين يقرؤونه ولا يتعرّضون للمعنى؟
الطالب : المفوضّة.
الشيخ : هاه؟
الطالب : أهل التفويض.
الشيخ : أهل التفويض. طيب.
إذن نحن نقول: (( الرحمن على العرش استوى )) نمرّه كما جاء، وهو لفظ جاء لمعنى، ما هذا المعنى؟ هو أنه عزّ وجلّ علا على عرشه علوا يليق بجلاله وعظمته، لا نكيّفه ولا نمثّله، واضح؟ طيب. أثبت الله عزّ وجلّ عن نفسه أنه يجيء، فقال: (( وجاء ربّك والملك صفّا صفّا )) هاه؟
الطالب : نقول نثبتها ... أن الله سبحانه وتعالى ..
الشيخ : يجيء حقّا.
الطالب : مجيئا يليق به سبحانه وتعالى ولا نقول كيف، بل نثبت المعنى.
الشيخ : طيب. من الذين يقولون نقرأ (( وجاء ربّك )) ولا نتعرّض للمعنى؟
الطالب : أهل التفويض.
الشيخ : أهل التفويض، تمام.
معنى قوله:( ولا نـرد ذاك بالـعـقـول لـقـول مـفـتـر به جـهـول )
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله: " ولا نرد ذاك بالعقول " " ولا نرد ذاك " أي ما جاءت به النّصوص من الآيات والأحاديث، لا نردّه بالعقول، لا نردّه بالعقول، وإنما قال ذلك إشارة إلى قول من يقول: إن المرجع في إثبات الصفات أو نفيها هو العقل، فما اقتضى العقل ثبوته أثبتناه، وما اقتضى العقل نفيه نفيناه.
اضيفت في - 2007-02-04