شرح العقيدة السفارينية-04b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة السفارينية
تتمة معنى قوله:( فـعقـدنـا الإثبات يا خليلي مـن غيـر تعطيـل ولا تـمثيـل )
الشيخ : نفي ما نفاه عن نفسه.
الطالب : كالظلم.
الشيخ : كالظلم والجهل والغفلة والنسيان وما أشبه ذلك، ننفي ما نفاه الله عن نفسه، والعور أيضا، العور في العين، فننفي ما نفاه الله عن نفسه.
الثالث: ما لم يرد نفيه ولا إثباته يجب علينا أن نتوقّف فيه ما لم يتضمّن نقصا، فإن تضمّن نقصا محضا وجب ردّه وإن لم يرد نفيه، مثال ذلك فيما لم يرد إثباته ولا نفيه؟
الطالب : الجسم.
الشيخ : الجسم، لو قال لنا قائل: هل تقولون إن الله جسم؟ فالجواب: لا نقول إنه جسم، شف العبارة لا نقول إنه جسم، أو نقول إنه ليس بجسم، أيهما أصحّ؟
الطالب : الأول أصحّ.
الشيخ : هاه؟ يعني هل الصحيح نقول: ليس بجسم، أو الصحيح لا نقول إنه جسم، الثانية هي الصحيحة، يعني لا نقول إنه جسم، لأنك إذا قلت: نقول إنه ليس بجسم نفيت، يعني نفيت أنه جسم، أما إذا قلت لا نقول إنه جسم فقد نفيت القول بأنه جسم، وفرق بين النفيين، لأن الأول نقول إنه ليس بجسم حكم بانتفاء الجسمية عن الله، وهذا ليس عندنا علم فيه، والثاني لا نقول إنه جسم أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : نفي للقول بذلك، ونعم نحن ننفي أن نقول بذلك لأننا لا نعلم. إذن الجسم نقول لا نثبته ولا ننفيه، لماذا؟ بسيط، لأن الله لم ينفه عن نفسه ولم يثبته، فإذا لم ينفه عن نفسه ولم يثبته فما لنا شغل نحن، نقف حيث وقف النص، ولكن نسأل عن المعنى المراد بالجسم، يعني اللفظ نتوقّف فيه، المعنى نسأل: ماذا تريد بالجسم؟ إن أردت بالجسم الشيء القائم بنفسه المتّصف بما يستحقّه من الصفات فهذا المعنى صحيح ولا خطأ؟
الطالب : صحيح.
الشيخ : صحيح، فإن الله تعالى شيء قائم بنفسه، متّصف بما يليق به من الصفات، يستوي ويأتي وينزل ويضحك ويفرح ويغضب ويرضى نؤمن بذلك.
وإن أردت بالجسم الشيء المركب من أجزاء يفتقر بعضها إلى بعض، ويجوز انفصال بعضها عن بعض كما في الأجسام المخلوقة، فهذا باطل ولا حق؟
الطالب : باطل.
الشيخ : هذا باطل، واضح؟ طيب.
كذلك أيضا الجهة، هل لله جهة؟ أو هل الله في جهة؟
الطالب : فيه تفصيل.
الشيخ : هذا نقول أما اللفظ فإننا نتوقف فيه، وما لنا وله، ولكن المعنى نستفصل: ماذا تريد بجهة أو في جهة؟ إن أردت أن الله تعالى في جهة تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف فهذا ممتنع وباطل، وإن أردت بذلك جهة سفل ومخالطة للمخلوقات فهذا أيضا باطل ممتنع على الله، فليس الله في جهة السفل، وليس في جهة تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف، وإن أردت أنه في جهة عليا عدمية لا تحيط به، ما ثم إلا الله عزّ وجلّ فهذا حق، والنبي عليه الصلاة والسلام أعلم الخلق بالله، قال للجارية: ( أين الله؟ قالت: في السماء ) فاستفهم بأين التي يستفهم بها عن المكان، والمرأة أجابت ب " في " الدالة على الظرفية، لكن الظرفية العدمية، يعني ما في شيء محيط بالله، ما ثمّ فوق المخلوقات إلا الله عزّ وجلّ. وفي خطبة يوم عرفة التي لم يشهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا المسلمون اجتماعا أكبر منها وأعظم منها في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام قال وهو يخطب الناس: ( ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم، فقال: اللهم اشهد، يشير إلى السماء وينكت بأصبعه إلى الناس. ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم -ففعلها مرة أخرى- ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم - ففعلها مرة ثالثة ) وش تعني هذه الإشارة؟ أن الله في جهة ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أي جهة هي؟
الطالب : العلو.
الشيخ : العلو. إذن إذا أردت بذلك بالجهة جهة علوّ عدمية أي ليس فوق إلا الله وحده فهذا صحيح، لكن مع ذلك نظرا لكون البسطاء من الناس يفهمون من الجهة أنه في كل مكان مثلا نقول: لا تطلق أن الله في جهة أو في هذه الجهة، بل لا بد من التقييد على حسب التفصيل الذي ذكرنا.
طيب، الحيّز؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : كذلك، اللفظ نتوقّف فيه، المعنى؟ نستفصل فإن أردت أن الله في حيّز يحيط به ويحوزه فهذا باطل وممتنع، لأن الله عزّ وجلّ لا يحيط به شيء من مخلوقاته، وإن أردت أنه منحاز عن المخلوقات بائن منها غير مختلط فيها ولا هي حالّة فيه فهذا حقّ.
طيب. قلنا في القسم الثالث الذي لم يرد نفيه ولا إثباته نتوقّف فيه إلا إذا تضمّن نقصا محضا، مثل لو قال لك قائل: هل لله أمعاء؟ وش تقول؟
الطالب : لا.
الشيخ : تقول لا أو تقول نتوقّف؟
الطالب : هذا نقص.
الشيخ : نقول لا، لأن الأمعاء إنما تكون للآكل، والله عزّ وجلّ يطعم ولا يطعم ولا يأكل، وقد يقول قائل: إن هناك دليلا من القرآن على أنه ليس له أمعاء، وهي الصمد.
لكن لو قال قائل: هل لله آلة تناسل مثلا؟ نسأل الله العافية، يعني لو قال قائل هذا، لأن أهل التعطيل يلجؤون أهل السنة بمثل هذه الافتراضات، وش نقول؟
الطالب : لا.
الشيخ : نقول لا ولا نتوقّف؟
الطالب : لا.
الشيخ : نقول لا، لأن هذه إنما يحتاج إليها من؟ يحتاج إلى الولد والله عزّ وجلّ (( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) واضح؟ طيب. ذكرنا أن قول المؤلف " عقدنا الإثبات " فيه؟
الطالب : قصور.
الشيخ : قصور، لأن الواقع أن عقدنا إثبات ونفي وتوقّف، ولكن في باب النفي هل الله تعالى متّصف بصفات هي نفي محض؟ الجواب: لا، صفات الله سبحانه وتعالى المنفية متضمّنة لثبوت كمال، يجب أن نؤمن بأنها متضمّنة لثبوت كمال، لأنها يراد بها بيان كمال الصفة المضادة، فلا يظلم الله شيئا (( إن الله لا يظلم الناس شيئا )) لماذا؟ لكمال عدله، فهذا النفي إنما هو من أجل كمال الضدّ، قد يكون في الإنسان عدل، لكن يكون فيه أيضا ظلم، أليس كذلك؟ فيقال فلان عدل، لكن ظلم في القضية الفلانية، فلا ينتفي عنه الظلم، لكن الله عزّ وجلّ ينتفي عنه الظلم لماذا؟ لأن العدل لديه كامل، لا يمكن أن يرد في حفة الظلم لا في قليل ولا في كثير، انتفى الظلم عنه لكمال العدل في حقّه عزّ وجلّ.
لو قلت أنا أقول لا يظلم ولا أقول لكمال العدل، قلنا هذا ليس بصحيح، لأن صفات الله عزّ وجلّ كلها عليا، وظلم لا يتضمّن كمال العدل ليس من الصفات العليا، ولا لا؟ لأن الظلم إذا لم يكن لكمال العدل فقد يكون نقصا، وقد يكون لعدم القابلية فلا يمدح بنقص ولا كمال، نفي الظلم قد يكون نقصا، وقد يكون لعدم القابلية فلا يكون نقصا ولا مدحا، فإذا قلت: فلان رجل حبيب لا يظلم الناس، يضربونه يقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك! وأعني على الصبر! يأخذون ماله يقول: اللهم أغنني! يكسرون سيارته يقول: اللهم يسر لي من يصلّحها حتى لا تذهب إلى الفحص، وهكذا ليش؟ لأنه غير قادر ضعيف مرّة، ضعيف جدّا، بل يخاف إن تكلم أن يضرب زيادة، هل هذا يعتبر مدحا إذا قلنا إنه لا يظلم؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، ولهذا قال الشاعر: " قبيّلة لا يغدرون بذمّة *** ولا يظلمون الناس حبّة خردل " لو سمعت لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبّة خردل قلت ما شاء الله هؤلاء ناس أهل وفاء وأهل عدل، لا يغدرون ولا يظلمون، لكن الواقع أنه يسبهم أنهم لا يقدرون على الغدر ولا على الظلم، وإلى زمن قريب أن البادية يرون أن الإنسان الشرير السروق الظالم يرون أنه هو الرجل، هو صاحب الشهامة، ولهذا بعضهم يقول لا نزوج هذا الرجل حتى يثبت أنه سرق أكثر من مرة!! لأنه هو الرجل.
طيب ويقول الشاعر أيضا: " لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب *** ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا *** شنوا الإغارة فرسانا وركبانا " هذا الرجل يمدح قومه ولا لا؟
الطالب : ...
الشيخ : يذمّهم، ولهذا قال ليت لي بدلهم " فليت لي بهم قوما " إذن نفي الظلم أو نفي النقص لعدم القدرة عليه يعتبر نقصا، وقد يكون نفي النقص لأن المحل غير قابل له، لا لكمال المحل، ولكن لأنه غير قابل، كما لو قلت والله جدارنا لا يظلم الناس، جدارنا لا يظلم، سيارتي لا تظلم أحدا، هل يعتبر هذا مدحا؟
الطالب : لا.
الشيخ : ليش؟
الطالب : ... .
الشيخ : لأنه لا يقبل لا الظلم ولا العدل، طيب لو قلت بعيري لا تظلم؟
الطالب : ...
الشيخ : يمكن، لأن بعض الإبل يكون شريرا ولا لا؟ يكون شريرا يأكل الناس ويأكل أطعمتهم، ولهذا لما قالوا خلعت القصواء، ناقة النبي عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( والله ما خلعت القصواء، وما ذاك لها بخلق ) فدل على نفي النقص عنها، لأنها كاملة، ما خلعت وليس لها بخلق وإنما حبسها حابس الفيل، والله أعلم.
الطالب : كالظلم.
الشيخ : كالظلم والجهل والغفلة والنسيان وما أشبه ذلك، ننفي ما نفاه الله عن نفسه، والعور أيضا، العور في العين، فننفي ما نفاه الله عن نفسه.
الثالث: ما لم يرد نفيه ولا إثباته يجب علينا أن نتوقّف فيه ما لم يتضمّن نقصا، فإن تضمّن نقصا محضا وجب ردّه وإن لم يرد نفيه، مثال ذلك فيما لم يرد إثباته ولا نفيه؟
الطالب : الجسم.
الشيخ : الجسم، لو قال لنا قائل: هل تقولون إن الله جسم؟ فالجواب: لا نقول إنه جسم، شف العبارة لا نقول إنه جسم، أو نقول إنه ليس بجسم، أيهما أصحّ؟
الطالب : الأول أصحّ.
الشيخ : هاه؟ يعني هل الصحيح نقول: ليس بجسم، أو الصحيح لا نقول إنه جسم، الثانية هي الصحيحة، يعني لا نقول إنه جسم، لأنك إذا قلت: نقول إنه ليس بجسم نفيت، يعني نفيت أنه جسم، أما إذا قلت لا نقول إنه جسم فقد نفيت القول بأنه جسم، وفرق بين النفيين، لأن الأول نقول إنه ليس بجسم حكم بانتفاء الجسمية عن الله، وهذا ليس عندنا علم فيه، والثاني لا نقول إنه جسم أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : نفي للقول بذلك، ونعم نحن ننفي أن نقول بذلك لأننا لا نعلم. إذن الجسم نقول لا نثبته ولا ننفيه، لماذا؟ بسيط، لأن الله لم ينفه عن نفسه ولم يثبته، فإذا لم ينفه عن نفسه ولم يثبته فما لنا شغل نحن، نقف حيث وقف النص، ولكن نسأل عن المعنى المراد بالجسم، يعني اللفظ نتوقّف فيه، المعنى نسأل: ماذا تريد بالجسم؟ إن أردت بالجسم الشيء القائم بنفسه المتّصف بما يستحقّه من الصفات فهذا المعنى صحيح ولا خطأ؟
الطالب : صحيح.
الشيخ : صحيح، فإن الله تعالى شيء قائم بنفسه، متّصف بما يليق به من الصفات، يستوي ويأتي وينزل ويضحك ويفرح ويغضب ويرضى نؤمن بذلك.
وإن أردت بالجسم الشيء المركب من أجزاء يفتقر بعضها إلى بعض، ويجوز انفصال بعضها عن بعض كما في الأجسام المخلوقة، فهذا باطل ولا حق؟
الطالب : باطل.
الشيخ : هذا باطل، واضح؟ طيب.
كذلك أيضا الجهة، هل لله جهة؟ أو هل الله في جهة؟
الطالب : فيه تفصيل.
الشيخ : هذا نقول أما اللفظ فإننا نتوقف فيه، وما لنا وله، ولكن المعنى نستفصل: ماذا تريد بجهة أو في جهة؟ إن أردت أن الله تعالى في جهة تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف فهذا ممتنع وباطل، وإن أردت بذلك جهة سفل ومخالطة للمخلوقات فهذا أيضا باطل ممتنع على الله، فليس الله في جهة السفل، وليس في جهة تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف، وإن أردت أنه في جهة عليا عدمية لا تحيط به، ما ثم إلا الله عزّ وجلّ فهذا حق، والنبي عليه الصلاة والسلام أعلم الخلق بالله، قال للجارية: ( أين الله؟ قالت: في السماء ) فاستفهم بأين التي يستفهم بها عن المكان، والمرأة أجابت ب " في " الدالة على الظرفية، لكن الظرفية العدمية، يعني ما في شيء محيط بالله، ما ثمّ فوق المخلوقات إلا الله عزّ وجلّ. وفي خطبة يوم عرفة التي لم يشهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا المسلمون اجتماعا أكبر منها وأعظم منها في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام قال وهو يخطب الناس: ( ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم، فقال: اللهم اشهد، يشير إلى السماء وينكت بأصبعه إلى الناس. ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم -ففعلها مرة أخرى- ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم - ففعلها مرة ثالثة ) وش تعني هذه الإشارة؟ أن الله في جهة ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أي جهة هي؟
الطالب : العلو.
الشيخ : العلو. إذن إذا أردت بذلك بالجهة جهة علوّ عدمية أي ليس فوق إلا الله وحده فهذا صحيح، لكن مع ذلك نظرا لكون البسطاء من الناس يفهمون من الجهة أنه في كل مكان مثلا نقول: لا تطلق أن الله في جهة أو في هذه الجهة، بل لا بد من التقييد على حسب التفصيل الذي ذكرنا.
طيب، الحيّز؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : كذلك، اللفظ نتوقّف فيه، المعنى؟ نستفصل فإن أردت أن الله في حيّز يحيط به ويحوزه فهذا باطل وممتنع، لأن الله عزّ وجلّ لا يحيط به شيء من مخلوقاته، وإن أردت أنه منحاز عن المخلوقات بائن منها غير مختلط فيها ولا هي حالّة فيه فهذا حقّ.
طيب. قلنا في القسم الثالث الذي لم يرد نفيه ولا إثباته نتوقّف فيه إلا إذا تضمّن نقصا محضا، مثل لو قال لك قائل: هل لله أمعاء؟ وش تقول؟
الطالب : لا.
الشيخ : تقول لا أو تقول نتوقّف؟
الطالب : هذا نقص.
الشيخ : نقول لا، لأن الأمعاء إنما تكون للآكل، والله عزّ وجلّ يطعم ولا يطعم ولا يأكل، وقد يقول قائل: إن هناك دليلا من القرآن على أنه ليس له أمعاء، وهي الصمد.
لكن لو قال قائل: هل لله آلة تناسل مثلا؟ نسأل الله العافية، يعني لو قال قائل هذا، لأن أهل التعطيل يلجؤون أهل السنة بمثل هذه الافتراضات، وش نقول؟
الطالب : لا.
الشيخ : نقول لا ولا نتوقّف؟
الطالب : لا.
الشيخ : نقول لا، لأن هذه إنما يحتاج إليها من؟ يحتاج إلى الولد والله عزّ وجلّ (( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) واضح؟ طيب. ذكرنا أن قول المؤلف " عقدنا الإثبات " فيه؟
الطالب : قصور.
الشيخ : قصور، لأن الواقع أن عقدنا إثبات ونفي وتوقّف، ولكن في باب النفي هل الله تعالى متّصف بصفات هي نفي محض؟ الجواب: لا، صفات الله سبحانه وتعالى المنفية متضمّنة لثبوت كمال، يجب أن نؤمن بأنها متضمّنة لثبوت كمال، لأنها يراد بها بيان كمال الصفة المضادة، فلا يظلم الله شيئا (( إن الله لا يظلم الناس شيئا )) لماذا؟ لكمال عدله، فهذا النفي إنما هو من أجل كمال الضدّ، قد يكون في الإنسان عدل، لكن يكون فيه أيضا ظلم، أليس كذلك؟ فيقال فلان عدل، لكن ظلم في القضية الفلانية، فلا ينتفي عنه الظلم، لكن الله عزّ وجلّ ينتفي عنه الظلم لماذا؟ لأن العدل لديه كامل، لا يمكن أن يرد في حفة الظلم لا في قليل ولا في كثير، انتفى الظلم عنه لكمال العدل في حقّه عزّ وجلّ.
لو قلت أنا أقول لا يظلم ولا أقول لكمال العدل، قلنا هذا ليس بصحيح، لأن صفات الله عزّ وجلّ كلها عليا، وظلم لا يتضمّن كمال العدل ليس من الصفات العليا، ولا لا؟ لأن الظلم إذا لم يكن لكمال العدل فقد يكون نقصا، وقد يكون لعدم القابلية فلا يمدح بنقص ولا كمال، نفي الظلم قد يكون نقصا، وقد يكون لعدم القابلية فلا يكون نقصا ولا مدحا، فإذا قلت: فلان رجل حبيب لا يظلم الناس، يضربونه يقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك! وأعني على الصبر! يأخذون ماله يقول: اللهم أغنني! يكسرون سيارته يقول: اللهم يسر لي من يصلّحها حتى لا تذهب إلى الفحص، وهكذا ليش؟ لأنه غير قادر ضعيف مرّة، ضعيف جدّا، بل يخاف إن تكلم أن يضرب زيادة، هل هذا يعتبر مدحا إذا قلنا إنه لا يظلم؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، ولهذا قال الشاعر: " قبيّلة لا يغدرون بذمّة *** ولا يظلمون الناس حبّة خردل " لو سمعت لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبّة خردل قلت ما شاء الله هؤلاء ناس أهل وفاء وأهل عدل، لا يغدرون ولا يظلمون، لكن الواقع أنه يسبهم أنهم لا يقدرون على الغدر ولا على الظلم، وإلى زمن قريب أن البادية يرون أن الإنسان الشرير السروق الظالم يرون أنه هو الرجل، هو صاحب الشهامة، ولهذا بعضهم يقول لا نزوج هذا الرجل حتى يثبت أنه سرق أكثر من مرة!! لأنه هو الرجل.
طيب ويقول الشاعر أيضا: " لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب *** ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا *** شنوا الإغارة فرسانا وركبانا " هذا الرجل يمدح قومه ولا لا؟
الطالب : ...
الشيخ : يذمّهم، ولهذا قال ليت لي بدلهم " فليت لي بهم قوما " إذن نفي الظلم أو نفي النقص لعدم القدرة عليه يعتبر نقصا، وقد يكون نفي النقص لأن المحل غير قابل له، لا لكمال المحل، ولكن لأنه غير قابل، كما لو قلت والله جدارنا لا يظلم الناس، جدارنا لا يظلم، سيارتي لا تظلم أحدا، هل يعتبر هذا مدحا؟
الطالب : لا.
الشيخ : ليش؟
الطالب : ... .
الشيخ : لأنه لا يقبل لا الظلم ولا العدل، طيب لو قلت بعيري لا تظلم؟
الطالب : ...
الشيخ : يمكن، لأن بعض الإبل يكون شريرا ولا لا؟ يكون شريرا يأكل الناس ويأكل أطعمتهم، ولهذا لما قالوا خلعت القصواء، ناقة النبي عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( والله ما خلعت القصواء، وما ذاك لها بخلق ) فدل على نفي النقص عنها، لأنها كاملة، ما خلعت وليس لها بخلق وإنما حبسها حابس الفيل، والله أعلم.
معنى كلمة حرنت
الطالب : شيخ أيش معنى خلعت؟
الشيخ : حرنت ما تمشي.
الطالب : ...
الشيخ : أيش ...
الطالب : ...
الشيخ : لا يا شيخ.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... تعبت؟
الشيخ : لا ما في تعب، لكن أنا ظنيت أنه خلص الوقت.
الشيخ : حرنت ما تمشي.
الطالب : ...
الشيخ : أيش ...
الطالب : ...
الشيخ : لا يا شيخ.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... تعبت؟
الشيخ : لا ما في تعب، لكن أنا ظنيت أنه خلص الوقت.
سؤال حول لفظ الجسم والجهة لله ؟
الطالب : ما الفرق بين قولنا ... لفظا ومعنى ...؟
الشيخ : لا، لا نقول إنه جسم، أصلا ما نقول جسم، حتى لو قلنا إنه الشيء القائم بنفسه ما نقول إنه جسم.
الطالب : ... جهة العلو كذا وكذا فنعم ...
الشيخ : أي، لكن ما نقول الله في جهة.
الشيخ : لا، لا نقول إنه جسم، أصلا ما نقول جسم، حتى لو قلنا إنه الشيء القائم بنفسه ما نقول إنه جسم.
الطالب : ... جهة العلو كذا وكذا فنعم ...
الشيخ : أي، لكن ما نقول الله في جهة.
مناقشة الشيخ للطلاب حول ما سبق
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: " فعقدنا الإثبات يا خليلي *** من غير تعطيل ولا تمثيل
وكل من أوَّلَ في الصفات *** كذاته من غير ما إثبات
فقد تعدى واستطال واجترى *** وخاض في بحر الهلاك وافترى
ألم تر اختلاف أصحاب النظر *** فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى *** وصحبه فاقنع بهذا وكفى ".
الشيخ : الله أكبر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " فعقدنا الإثبات يا خليلي *** من غير تعطيل ولا تمثيل "
أولا: قوله " فعقدنا الإثبات " ذكرنا رشيد، قول المؤلف " فعقدنا الإثبات " ذكرنا أنه؟
الطالب : فيه قصور.
الشيخ : والتمام أن نقول؟
الطالب : عقدنا الإثبات فيما أثبته الله لنفسه.
الشيخ : نعم.
الطالب : والنفي فيما نفاه عن نفسه، والتوقّف فيما لم يرد إثباته ولا نفيه.
الشيخ : أحسنت. طيب، مثال الإثبات؟
الطالب : مثال الإثبات؟
الشيخ : نعم.
الطالب : السميع البصير.
الشيخ : كالسمع والبصر، بس اثنين؟
الطالب : ما أثبته الله لنفسه في القرآن والسنة ...
الشيخ : أحسنت. طيب النفي، عبد الرحمن إبراهيم؟
الطالب : ...
الشيخ : النفي مثاله؟ مثل قوله؟
الطالب : ...
الشيخ : كالظلم والغفلة، طيب.
يلا عبد الرحمن، ما لم يرد إثباته ولا نفيه، ما موقفنا منه؟
الطالب : ... فيه تفصيل يا شيخ، أول شيء لا ننفيه ولا نثبته لله سبحانه وتعالى لكن فيه تفصيل، يعني نحن لا نثبته لله سبحانه وتعالى
الشيخ : ولا ننفيه، وين التفصيل؟!
الطالب : نتوقّف، مثل الحيّز.
الشيخ : خطأ، نعم؟
الطالب : نتوقّف فيه إلا إذا كان نفيا محضا ..
الشيخ : كيف؟
الطالب : نفيا محضا فإننا ننفيه.
الشيخ : طيب، إن كان نقصا محضا نفيناه، حتى وإن لم يرد نفيه، لأننا عندنا عبارة عامة وهي انتفاء النقص عن الله عزّ وجلّ، طيب وإن كان محتملا؟
الطالب : نستفصل.
الشيخ : نستفصل، لكن بالنسبة للفظه؟
الطالب : نتوقّف فيه.
الشيخ : اللفظ نتوقّف فيه لا نثبت ولا ننفي، والمعنى؟
الطالب : نستفصل عنه.
الشيخ : نستفصل عنه، تمام، طيب، الأخ مثاله؟
الطالب : الحيّز، والجسم.
الشيخ : طيب هات الجسم، لو قال لك قائل: هل تقول إن الله جسم أو لا تقول؟ فما جوابك؟
الطالب : ...
الشيخ : اصبر اصبر، ما جوابك؟ هل تقول إن الله جسم أو لا؟ نقول في اللفظ؟
الطالب : لا نثبته ولا ننفيه.
الشيخ : لا نثبته ولا ننفيه، أحسنت، يعني: لا نقول جسم ولا نقول غير جسم.
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب في المعنى؟
الطالب : ننظر إلى المعنى، إذا كان قصده أنه مكون من أبعاض محتاجة إلى بعضها فهذا ننفي عن الله.
الشيخ : يجب نفيه، لأن الله لا يتجزّأ أجزاء يفتقر بعضها إلى بعض، ولا يتجزّأ أجزاء يمكن انفصال بعضها عن بعض.
الطالب : نعم.
الشيخ : تمام.
الطالب : أما إذا كان قائما بنفسه.
الشيخ : إن أردت بالجسم ما هو قائم.
الطالب : بنفسه بائن عن خلقه.
الشيخ : متّصف بالصفات اللاّئقة به فهذا حقّ، طيب، تمام؟ زين. مثال الذي هو نقص في كل حال، يا عيسى؟
الطالب : لو قال لله أمعاء فإن هذا نقص.
الشيخ : لكن قلنا أن هذا قد يقال إنه منتفٍ بقوله تعالى (( الله الصمد )).
الطالب : كالظلم.
الشيخ : الظلم نفاه الله عن نفسه، ننفيه لأن الله نفاه عن نفسه. نعم؟
الطالب : كالأذنين.
الشيخ : كالأذنين، هل تستطيع أن تنفيها عن الله؟
الطالب : نعم ننفيها.
الشيخ : ما تستطيع، ما تستطيع.
الطالب : ما ثبتت لا في الكتاب ولا في السنة.
الشيخ : إذن نتوقّف.
الطالب : بس نقص وجود الأذنين.
الشيخ : وش وجه النقص؟
الطالب : وجه النقص أن الله سبحانه وتعالى محتاج لهذا العضو لكي يسمع به.
الشيخ : العين؟ تأتيك العين!
الطالب : بس هو ليس محتاجا للعين.
الشيخ : ما يصلح هذا! نعم؟
الطالب : الأجهزة التناسلية.
الشيخ : صح.
الطالب : الأجهزة التناسلية ننفيها عن الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : نعم صحيح، هذه ننفيها عن الله عزّ وجلّ لا لأن الله نفاها بخصوصها ولكن الله تعالى نفى ما يكون مترتّبا عليها وهو الولادة، فنقول ليس لله تعالى شيء من هذا لأنه لم يلد ولم يولد، على أننا قلنا: إن التساؤل عن مثل هذا في غير محله لكن إذا ابتلي الإنسان بهذا الشيء، أحيانا يبتلى، ألم تسمعوا ما ذكره بعض العلماء عن شخص قام خطيبا في قوم فقال: " أيها الناس سلوني عن كل شيء إلا الفرج واللحية، ولا أنا أخبركم أن كل شيء في الإنسان فللّه مثله، لكن أعفوني عن الفرج واللحية لا تسألوني عنها، لأن ما عندي لها جواب " والظاهر أنه جاب هذا الاستثناء ليموّه أنه إنسان ورع، ما يحب يتكلم بغير علم، وهو جاهل أجهل من حماره.
طيب. إذن هذا الذي ذكرنا يدل على أن المؤلف رحمه الله في كلامه أيش؟
الطالب : قصور.
الشيخ : نقص أو قصور.
قال رحمه الله تعالى: " فعقدنا الإثبات يا خليلي *** من غير تعطيل ولا تمثيل
وكل من أوَّلَ في الصفات *** كذاته من غير ما إثبات
فقد تعدى واستطال واجترى *** وخاض في بحر الهلاك وافترى
ألم تر اختلاف أصحاب النظر *** فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى *** وصحبه فاقنع بهذا وكفى ".
الشيخ : الله أكبر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " فعقدنا الإثبات يا خليلي *** من غير تعطيل ولا تمثيل "
أولا: قوله " فعقدنا الإثبات " ذكرنا رشيد، قول المؤلف " فعقدنا الإثبات " ذكرنا أنه؟
الطالب : فيه قصور.
الشيخ : والتمام أن نقول؟
الطالب : عقدنا الإثبات فيما أثبته الله لنفسه.
الشيخ : نعم.
الطالب : والنفي فيما نفاه عن نفسه، والتوقّف فيما لم يرد إثباته ولا نفيه.
الشيخ : أحسنت. طيب، مثال الإثبات؟
الطالب : مثال الإثبات؟
الشيخ : نعم.
الطالب : السميع البصير.
الشيخ : كالسمع والبصر، بس اثنين؟
الطالب : ما أثبته الله لنفسه في القرآن والسنة ...
الشيخ : أحسنت. طيب النفي، عبد الرحمن إبراهيم؟
الطالب : ...
الشيخ : النفي مثاله؟ مثل قوله؟
الطالب : ...
الشيخ : كالظلم والغفلة، طيب.
يلا عبد الرحمن، ما لم يرد إثباته ولا نفيه، ما موقفنا منه؟
الطالب : ... فيه تفصيل يا شيخ، أول شيء لا ننفيه ولا نثبته لله سبحانه وتعالى لكن فيه تفصيل، يعني نحن لا نثبته لله سبحانه وتعالى
الشيخ : ولا ننفيه، وين التفصيل؟!
الطالب : نتوقّف، مثل الحيّز.
الشيخ : خطأ، نعم؟
الطالب : نتوقّف فيه إلا إذا كان نفيا محضا ..
الشيخ : كيف؟
الطالب : نفيا محضا فإننا ننفيه.
الشيخ : طيب، إن كان نقصا محضا نفيناه، حتى وإن لم يرد نفيه، لأننا عندنا عبارة عامة وهي انتفاء النقص عن الله عزّ وجلّ، طيب وإن كان محتملا؟
الطالب : نستفصل.
الشيخ : نستفصل، لكن بالنسبة للفظه؟
الطالب : نتوقّف فيه.
الشيخ : اللفظ نتوقّف فيه لا نثبت ولا ننفي، والمعنى؟
الطالب : نستفصل عنه.
الشيخ : نستفصل عنه، تمام، طيب، الأخ مثاله؟
الطالب : الحيّز، والجسم.
الشيخ : طيب هات الجسم، لو قال لك قائل: هل تقول إن الله جسم أو لا تقول؟ فما جوابك؟
الطالب : ...
الشيخ : اصبر اصبر، ما جوابك؟ هل تقول إن الله جسم أو لا؟ نقول في اللفظ؟
الطالب : لا نثبته ولا ننفيه.
الشيخ : لا نثبته ولا ننفيه، أحسنت، يعني: لا نقول جسم ولا نقول غير جسم.
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب في المعنى؟
الطالب : ننظر إلى المعنى، إذا كان قصده أنه مكون من أبعاض محتاجة إلى بعضها فهذا ننفي عن الله.
الشيخ : يجب نفيه، لأن الله لا يتجزّأ أجزاء يفتقر بعضها إلى بعض، ولا يتجزّأ أجزاء يمكن انفصال بعضها عن بعض.
الطالب : نعم.
الشيخ : تمام.
الطالب : أما إذا كان قائما بنفسه.
الشيخ : إن أردت بالجسم ما هو قائم.
الطالب : بنفسه بائن عن خلقه.
الشيخ : متّصف بالصفات اللاّئقة به فهذا حقّ، طيب، تمام؟ زين. مثال الذي هو نقص في كل حال، يا عيسى؟
الطالب : لو قال لله أمعاء فإن هذا نقص.
الشيخ : لكن قلنا أن هذا قد يقال إنه منتفٍ بقوله تعالى (( الله الصمد )).
الطالب : كالظلم.
الشيخ : الظلم نفاه الله عن نفسه، ننفيه لأن الله نفاه عن نفسه. نعم؟
الطالب : كالأذنين.
الشيخ : كالأذنين، هل تستطيع أن تنفيها عن الله؟
الطالب : نعم ننفيها.
الشيخ : ما تستطيع، ما تستطيع.
الطالب : ما ثبتت لا في الكتاب ولا في السنة.
الشيخ : إذن نتوقّف.
الطالب : بس نقص وجود الأذنين.
الشيخ : وش وجه النقص؟
الطالب : وجه النقص أن الله سبحانه وتعالى محتاج لهذا العضو لكي يسمع به.
الشيخ : العين؟ تأتيك العين!
الطالب : بس هو ليس محتاجا للعين.
الشيخ : ما يصلح هذا! نعم؟
الطالب : الأجهزة التناسلية.
الشيخ : صح.
الطالب : الأجهزة التناسلية ننفيها عن الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : نعم صحيح، هذه ننفيها عن الله عزّ وجلّ لا لأن الله نفاها بخصوصها ولكن الله تعالى نفى ما يكون مترتّبا عليها وهو الولادة، فنقول ليس لله تعالى شيء من هذا لأنه لم يلد ولم يولد، على أننا قلنا: إن التساؤل عن مثل هذا في غير محله لكن إذا ابتلي الإنسان بهذا الشيء، أحيانا يبتلى، ألم تسمعوا ما ذكره بعض العلماء عن شخص قام خطيبا في قوم فقال: " أيها الناس سلوني عن كل شيء إلا الفرج واللحية، ولا أنا أخبركم أن كل شيء في الإنسان فللّه مثله، لكن أعفوني عن الفرج واللحية لا تسألوني عنها، لأن ما عندي لها جواب " والظاهر أنه جاب هذا الاستثناء ليموّه أنه إنسان ورع، ما يحب يتكلم بغير علم، وهو جاهل أجهل من حماره.
طيب. إذن هذا الذي ذكرنا يدل على أن المؤلف رحمه الله في كلامه أيش؟
الطالب : قصور.
الشيخ : نقص أو قصور.
معنى قوله:( مـن غيـر تعطيـل ولا تـمثيـل ) بيان أقسام التعطيل وهي نوعان: تعطيل للنص، تعطيل للصفة
الشيخ : يقول: " من غير تعطيل ولا تمثيل " يعني: يجب علينا أن نثبت بلا تعطيل، والتعطيل نوعان: تعطيل للنص، وتعطيل للصفة.
فأما تعطيل النص فتعطيله عن دلالته، وأما تعطيل الصفة فنفيها عن الله عزّ وجلّ.
مثلا اليد تعطيلها باعتبار تعطيل الصفة أن يقول ليس لله يد حقيقية، وتعطيل النص أن يقول قوله تعالى (( لما خلقت بيدي )) أي بقدرتيّ أو نعمتيّ.
فالتعطيل إذن إما تعطيل للنصوص بمنع دلالاتها على أريد به، وإما تعطيل للصفات بنفيها عن الله سبحانه وتعالى مع ثبوتها له، بنفيها عن الله مع ثبوتها له.
أهل السنة والجماعة يتبرّؤون من التعطيلين، لأنهم يجرون النصوص على ظاهرها، ولأنهم يثبتون لله ما أثبته الله لنفسه.
فأما تعطيل النص فتعطيله عن دلالته، وأما تعطيل الصفة فنفيها عن الله عزّ وجلّ.
مثلا اليد تعطيلها باعتبار تعطيل الصفة أن يقول ليس لله يد حقيقية، وتعطيل النص أن يقول قوله تعالى (( لما خلقت بيدي )) أي بقدرتيّ أو نعمتيّ.
فالتعطيل إذن إما تعطيل للنصوص بمنع دلالاتها على أريد به، وإما تعطيل للصفات بنفيها عن الله سبحانه وتعالى مع ثبوتها له، بنفيها عن الله مع ثبوتها له.
أهل السنة والجماعة يتبرّؤون من التعطيلين، لأنهم يجرون النصوص على ظاهرها، ولأنهم يثبتون لله ما أثبته الله لنفسه.
5 - معنى قوله:( مـن غيـر تعطيـل ولا تـمثيـل ) بيان أقسام التعطيل وهي نوعان: تعطيل للنص، تعطيل للصفة أستمع حفظ
أقسام التعطيل الذي ينفيه أهل السنة والجماعة وبيان مذهب الأشاعرة في الأسماء والصفات وهو إثبات الأسماء وسبع صفات فقط
الشيخ : ثم اعلم أن التعطيل الذي ينفيه أهل السنة والجماعة ينقسم إلى أقسام:
أولا: تعطيل جزئي، تعطيل جزئي يكون بإثبات الأسماء وإثبات سبع من الصفات، وإنكار الباقي، وهذا مذهب الأشاعرة، الأشاعرة يثبتون الأسماء لله عزّ وجلّ، ويثبتون سبعا من الصفات، وينكرون الباقي، فإذا جاءت النصوص بدلالة على الباقي حرّفوها، فيكون هؤلاء عطّلوا النصوص وعطّلوا أيش؟ الصفات فيما نفوه، فمثلا يقولون (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) يقولون معنى (( رضي الله عنهم )) أي أثابهم، فيفسّرون الرضا بالمفعول المنفصل عن الله وهو الإثابة، بل وهو الثواب، فهؤلاء عطّلوا أيش؟ عطّلوا الصفة وهي؟
الطالب : الرضا.
الشيخ : الرضا، وعطّلوا النص فصرفوا دلالته على الرضا إلى الثواب، فعطّلوه عن مدلوله.
أولا: تعطيل جزئي، تعطيل جزئي يكون بإثبات الأسماء وإثبات سبع من الصفات، وإنكار الباقي، وهذا مذهب الأشاعرة، الأشاعرة يثبتون الأسماء لله عزّ وجلّ، ويثبتون سبعا من الصفات، وينكرون الباقي، فإذا جاءت النصوص بدلالة على الباقي حرّفوها، فيكون هؤلاء عطّلوا النصوص وعطّلوا أيش؟ الصفات فيما نفوه، فمثلا يقولون (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) يقولون معنى (( رضي الله عنهم )) أي أثابهم، فيفسّرون الرضا بالمفعول المنفصل عن الله وهو الإثابة، بل وهو الثواب، فهؤلاء عطّلوا أيش؟ عطّلوا الصفة وهي؟
الطالب : الرضا.
الشيخ : الرضا، وعطّلوا النص فصرفوا دلالته على الرضا إلى الثواب، فعطّلوه عن مدلوله.
6 - أقسام التعطيل الذي ينفيه أهل السنة والجماعة وبيان مذهب الأشاعرة في الأسماء والصفات وهو إثبات الأسماء وسبع صفات فقط أستمع حفظ
مذهب المعتزلة في الأسماء والصفات وهو تعطيل الصفات كلها دون الأسماء
الشيخ : في تعطيل فوق ذلك، بتعطيل الصفات كلها دون الأسماء، فينفون الصفات عن الله ويثبتون الأسماء، ومنهم من يقر بالحياة والعلم والقدرة، لأنه لا بد للرب منها، وما عدا ذلك يحرّفونه، وهؤلاء هم المعتزلة، هذا المشهور عنهم أنهم يقرّون الأسماء، ولكن ينكرون الصفات، أو يقرّون بثلاث صفات وينكرون الباقي.
مذهب الجهمية في الأسماء والصفات وهو إنكار الأسماء والصفات كلها
الشيخ : طيب، الثالث تعطيل فوق ذلك، وهو إنكار الأسماء والصفات، فيقولون إن الله لا يسمّى سميعا ولا يثبت له سمع، وكل ما سمى الله به نفسه يجعلونه اسما للمخلوقات، السميع ليس الله هو السميع بل السميع خلقه، وأضيف السمع إليه لأنه هو الذي خلقه في هذا، فيجعلون الأسماء والصفات كلها للمخلوقات لا للخالق عزّ وجلّ، وهؤلاء غلاة الجهمية، يقولون لا نؤمن بأن الله له أسماء ولا بأن الله له صفات.
مذهب القرامطة وأشباههم وأنهم لا يثبتون لله أي صفةٍ ثبوتية
الشيخ : الرابع قوم فوق ذلك، لا يثبتون لله أي صفة ثبوتية، كل شيء ثبوتي لا يثبتونه لله، وإنما يثبتون لله السلبيات فقط، فيقولون مثلا ليس بمعدوم، ليس بجاهل، ليس بأصم، ليس بأعمى، وأما إثبات الصفة فهي ممنوعة، لا الأسماء ولا الصفات، وهؤلاء أيضا القرامطة وأشباههم.
مذهب الغلاة: لا يصفون الله بصفة ثبوتية ولا بصفةٍ سلبية فشبهوا الله بالممتنعات والرد عليهم
الشيخ : والخامس فوق ذلك، وهم الذين يعطّلون النفي والإثبات، فلا يصفون الله بصفة ثبوتية ولا بصفة سلبية، فيقولون: إنه لا يرضى، فلا يثبتون الرضا، ولا نقول: لا لا يرضى، لا يثبتون الإثبات ولا النفي، يقولون لا نقول حي ولا ميت، لا سميع ولا أصمّ، لا بصير ولا أعمى، فينفون عنه النفي والإثبات، يقولون: لأنك لو أثبتّ لشبّهته بالمثبتات، ولو نفيت لشبّهته بالمنفيات، فأنت واقع في التشبيه سواء أثبت أم نفيت، فنقول لهم هل تقولون إنه موجود؟ فسيقولون لا! هل تقولون معدوم؟ لا، إذن لا موجود ولا معدوم! وهل هذا ممكن أن يكون الشيء لا موجودا ولا معدوما، أو موجودا معدوما؟! لا يمكن، إذن أنتم فررتم الآن من تشبيهه بالمنفيات أو بالمثبتات وشبّهتموه بالممتنعات، والممتنع طبعا لا وجود له أصلا، شفت كيف الشيطان يلعب ببني آدم إلى هذا الحد! يقول إن قلت حيّ فقد شبّهت، وإن قلت ليس بحي فقد شبّهت، إن قلت سميع شبّهت، وإن قلت ليس بسميع شبّهت، وش أسوّي؟! قل لا سميع ولا غير سميع، إن قلت موجود شبّهت، إن قلت لا موجود شبّهت، إذن ماذا أقول؟!
الطالب : لا موجود.
الشيخ : قل لا موجود ولا لا موجود، وهذا غاية ما يكون من الامتناع، وقال لهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال يا جماعة، يعني بهذا المعنى ليس بهذا اللفظ: أنتم إذا فررتم من تشبيهه بالمثبتات والمنفيات، ومع أن المثبتات والمنفيات أمر ممكن فقد شبّهتموه بماذا؟ بالممتنعات، لأن تقابل النفي والإثبات بإجماع العقلاء من باب تقابل النقيضين، يعني لو سلّمنا جدلا بأن الحياة والموت من باب تقابل العدم والملكة، وأنه يصح أن نقول لا حي ولا ميّت فيما لا يقبل الحياة ولا الموت كالجماد مثلا، الجدار هذا نقول لا حي ولا ميت، لأنه لا يقبل الحياة ولا الموت، يعني لو سلّمنا جدلا أن نوافقكم بأن تقابل الحياة والموت، والسمع والصمم، من باب تقابل العدم والملكة التي يجوز أن تنفى عمّن لا يكون محلاّ قابلا لها، لكن لا يمكن.
الطالب : لا موجود.
الشيخ : قل لا موجود ولا لا موجود، وهذا غاية ما يكون من الامتناع، وقال لهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال يا جماعة، يعني بهذا المعنى ليس بهذا اللفظ: أنتم إذا فررتم من تشبيهه بالمثبتات والمنفيات، ومع أن المثبتات والمنفيات أمر ممكن فقد شبّهتموه بماذا؟ بالممتنعات، لأن تقابل النفي والإثبات بإجماع العقلاء من باب تقابل النقيضين، يعني لو سلّمنا جدلا بأن الحياة والموت من باب تقابل العدم والملكة، وأنه يصح أن نقول لا حي ولا ميّت فيما لا يقبل الحياة ولا الموت كالجماد مثلا، الجدار هذا نقول لا حي ولا ميت، لأنه لا يقبل الحياة ولا الموت، يعني لو سلّمنا جدلا أن نوافقكم بأن تقابل الحياة والموت، والسمع والصمم، من باب تقابل العدم والملكة التي يجوز أن تنفى عمّن لا يكون محلاّ قابلا لها، لكن لا يمكن.
اضيفت في - 2007-02-04