أقسام التعطيل خمسة أقسام: الكلام على القسم الخامس وهم الذين يعطلون النفي والإثبات وهذا تعطيل غلاة القرامطة والباطنية (وهذا تقابل النقيضين) والرد عليهم.
الطالب : لا موجود.
الشيخ : قل لا موجود ولا لا موجود، وهذا غاية ما يكون من الامتناع، وقال لهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال يا جماعة، يعني بهذا المعنى ليس بهذا اللفظ: أنتم إذا فررتم من تشبيهه بالمثبتات والمنفيات، ومع أن المثبتات والمنفيات أمر ممكن، فقد شبّهتموه بماذا؟ بالممتنعات، لأن تقابل النفي والإثبات بإجماع العقلاء من باب تقابل النقيضين، يعني لو سلّمنا جدلا بأن الحياة والموت من باب تقابل العدم والملكة، وأنه يصح أن نقول لا حي ولا ميّت فيما لا يقبل الحياة ولا الموت كالجماد مثلا، الجدار هذا نقول لا حي ولا ميت، لأنه لا يقبل الحياة ولا الموت، يعني لو سلّمنا جدلا أن نوافقكم بأن تقابل الحياة والموت، والسمع والصمم، من باب تقابل العدم والملكة التي يجوز أن تنفى عمّن لا يكون محلاّ قابلا لها، لكن لا يمكن أن تخرجوا عن الإثبات والنفي، لأن تقابل الإثبات والنفي من باب تقابل أيش؟ النقيضين يعني ما في شيء إلا موجود أو معدوم، إما ثابت أو منفي، فإذا نفيتم الإثبات والنفي أو الوجود والعدم فقد أتيتم بما أجمع العقلاء على امتناعه، لماذا؟ لأن تقابل الوجود والعدم والإثبات والنفي من باب تقابل النقيضين اللذين أجمع العقلاء على أنهما لا يجتمعان ولا يرتفعان، فأنتم لا بد أن تصفوه إما بالوجود وإما بالعدم، إما أن تقولوا ليس بموجود، أو تقولوا ليس بمعدوم، أما أن تقولوا لا موجود ولا معدوم فهذا شيء ممتنع.
على كلّ حال صار التّعطيل كم نوعا؟
الطالب : ...
الشيخ : خمسة أنواع.
الطالب : الخامس من هو؟
الشيخ : الخامس شيخ الإسلام يقول هؤلاء غلاة القرامطة والباطنية، غلاة القرامطة والباطنية يقولون هكذا، لا يصفون الله بالصفات الثبوتية ولا بالسلبية، وهو كما عرفت.
1 - أقسام التعطيل خمسة أقسام: الكلام على القسم الخامس وهم الذين يعطلون النفي والإثبات وهذا تعطيل غلاة القرامطة والباطنية (وهذا تقابل النقيضين) والرد عليهم. أستمع حفظ
براءة أهل السنة من أقسام التعطيل كلها، وبيان أن من عطل شيئا وقع في شر مما عطله ومثاله من عطل صفة اليد لله وحرفها إلى معنى القوة.
ونضرب مثلا الذين يقولون إن الله ليس له يد حقيقية وإنما له قوّة، لماذا لم يثبتوا له يد حقيقية؟ قال لأن هذا يقتضي التشبيه بالمخلوق الذي له يد وجارحة، نقول طيب والقوّة؟ أللمخلوق قوة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، ما يستطيع يقول لا، والله يقول (( هو الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة )) أنتم الآن كان لكم ضعف ثم قوة ثم ضعف، فأنتم إذا قلتم اليد القوة وقعتم في التشبيه على قاعدتكم، لأن للمخلوق قوة، فيلزم على قاعدتكم أن تكونوا مشبّهين لله تعالى بخلقه، واضح ولا لا؟
الطالب : واضح.
الشيخ : قلنا وشر مما فرّوا منه وهو تحريف النص حيث حرّفتم معنى النص إلى معنى خلاف الظاهر، وهكذا كل الذين يتكلّمون بالتعطيل نقول هم فرّوا من شيء ووقعوا في شرّ منه.
2 - براءة أهل السنة من أقسام التعطيل كلها، وبيان أن من عطل شيئا وقع في شر مما عطله ومثاله من عطل صفة اليد لله وحرفها إلى معنى القوة. أستمع حفظ
معنى قوله:( ولا تمثيل ) وأن التعبير بالتمثيل أولى من التعبير بالتشبيه من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن نفي التمثيل هو الذي جاء به النص، كما قال الله تعالى (( ليس كمثله شيء ))، وقال تعالى: (( فلا تضربوا لله الأمثال ))، ولا شكّ أن استعمال الألفاظ التي جاءت بها النصوص أولى بكثير من استعمال ألفاظ جديدة، لماذا؟ لأنك إذا استعملت الألفاظ التي جاءت بها النصوص ربطت الناس ربطتهم بالنصوص، وربط الناس بالنصوص له أثر جيد محبوب. وثانيا: إذا استعملت الألفاظ التي جاءت بها النصوص سلمت من أي اعتراض، لماذا؟ لأن النصوص محكمة ما فيها تناقض ولا اختلاف. وثالثا: أنك إذا استعملت الألفاظ التي جاءت بها النصوص فإن ذلك أدق وأبين مما إذا استعملت عبارات أخرى وإن كانت فيما يبدو للسامع مرادفة لما جاءت به النصوص. إذن من غير تمثيل نقول أولى من وجوه ثلاثة:
الأول: أن ذلك هو اللفظ الذي جاء به النص.
الثاني: أن نفي التشبيه من أي وجه لا يصحّ، لأنه ما من شيئين موجودين إلا وبينهما تشابه في الجملة، لولا هذا التشابه ما استطعنا أن نعرف المعنى أبدا، فللّه حياة وللإنسان حياة، فيهما تشابه، لكن هل فيه تشابه فيما يختص به كل واحد؟ هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، للمخلوق حياة تتميز عن حياة الخالق، وللخالق حياة تتميز عن حياة المخلوق، كما أن للخالق ذاتا تتميّز عن ذات المخلوق، وكذلك للمخلوق ذات تتميز عن ذات الخالق. الوجه الثالث: أن نفي التشبيه صار يطلق على نفي الصفات، لأن من الناس من يقول: كل من أثبت لله صفة فهو مشبّه، فإذا قلت من غير تشبيه صار معناها عند هذا القائل من غير إثبات صفات، وهذا معنى باطل.
إذن فما نقرؤه من كلمة من غير تشبيه في كثير من الكتب المؤلفة في هذا الباب إنما يريدون به من غير؟
الطالب : تمثيل.
الشيخ : من غير تمثيل، لأن نفي التشبيه من كل وجه كما عرفتم لا يصحّ، ولأن نفي التشبيه يرى بعض الناس أو يعتقد بعض الناس أن كل من أثبت لله صفة فهو مشبه، ويكون المعنى على اعتقاد هذا من غير إثبات صفات، وأما الوجه الثالث فهو اللفظ الذي جاء به القرآن.
سؤال: المفوضة ألا يدخلون في قوله ( من غير تشبيه ) ؟
الشيخ : أيش؟
السائل : هل تدخل المفوضة ...
الشيخ : ما يدخلون في هذا، هم معطّلون لكنهم لا يرادون عند الناس، وإلا هم معطّلة عطّلوا النصوص عن معناها.
السائل : ما جعلوا لها معنى كالمعتزلة يعني ...
الشيخ : طيب، لا لا، المعتزلة ينفون، ما يقولون ما لها معنى، يعني يقطعون بالنفي، هؤلاء لا يقطعون بنفي ولا إثبات، يفوّضون.
سؤال: بالنسبة للقسم الخامس من التعطيل ، ما الرد على قولهم بأن هذه الملكة ملكة وعدم القبول يحتجوا بذلك
الشيخ : نعم.
السائل : ما هو الرد على قولهم بأن هذه الملكة وعدم القبول إذا احتجوا بذلك؟
الشيخ : نعم، إذا احتجوا بذلك نقول: مسألة الوجود والعدم والنفي والإثبات ليس من باب تقابل العدم والملكة، هذه بإجماع العقلاء أنها من باب تقابل النقيضين.
السائل : ...
الشيخ : لكن ما يقبل أن يكون لا موجود ولا معدوم.
5 - سؤال: بالنسبة للقسم الخامس من التعطيل ، ما الرد على قولهم بأن هذه الملكة ملكة وعدم القبول يحتجوا بذلك أستمع حفظ
سؤال: مثال ما لم يرد نفيه ولا إثباته ,فيه دليل يدل على نفيه (لم يلد ولم يولد).
الشيخ : أيش؟
السائل : مثال ما لم يرد نفيه ولا إثباته تمثيل الأخ مهند فيه دليل على نفيه (( لم يلد ولم يولد ))؟
الشيخ : لا لا، ما نفى نفس الصفة.
السائل : ...
الشيخ : هذه هي، هو لولا هذا سميناه نفي للصفة، فنقول نتوقف في هذا، لكن هل نفاها؟
السائل : ...
الشيخ : ما نفاها.
سؤال: القسم الخامس من المعطلة وهم الذين لا يثبتون الشيء ولا ينفونه أليسوا مثل الجهمية والقسم الثالث الذين أنكروا الأسماء والصفات ؟
الشيخ : نعم.
السائل : أو ليسوا مثل الجهمية الذين هم القسم الثاني، هم الذين أنكروا الأسماء والصفات؟
الشيخ : لا لا، هؤلاء أنكروا الإثبات فقط، ولا ينكرون النفي، لكن هؤلاء ينكرون الإثبات والنفي جميعا، يقولون لا يوصف بإثبات ولا نفي.
السائل : هكذا مثل الطبقة الرابعة.
الشيخ : لا.
السائل : ...
الشيخ : كيف؟
السائل : الرابعة قلنا هم الذين.
الشيخ : هذا كل الطوائف الأربعة لهم إثبات، لكن منهم من يثبت النفي، ويقول: لا يوصف بكذا، ومنهم من لا يثبت النفي.
7 - سؤال: القسم الخامس من المعطلة وهم الذين لا يثبتون الشيء ولا ينفونه أليسوا مثل الجهمية والقسم الثالث الذين أنكروا الأسماء والصفات ؟ أستمع حفظ
مناقشة الشيخ للطلاب حول ما سبق ذكره حول المفوضة والتعطيل وأقسامه ونفي التمثيل عن الله.
الطالب : ما فهمت السؤال؟
الشيخ : أقول: قال: " كل ما جاء من الآيات أو صح في الأخبار " ولم يقل: وكل ما جاء في الأخبار.
الطالب : لأن الآيات من عند الله عزّ وجلّ والأخبار ...
الشيخ : أيضا ما قاله النبي فهو حقّ.
الطالب : يعني القرآن محفوظ، وأما السنة.
الشيخ : يعني القرآن كله صحيح.
الطالب : والسنة دخلها الضعيف.
الشيخ : أي نعم، فلهذا قيّد، قال: " أو صح في الأخبار " فهمت الآن؟ طيب.
قوله: " نمره كما قد جاء " هل هذا يريد به المؤلف مذهب المفوّضة، عبد الرحمن إبراهيم؟
الطالب : لا يريد ذلك.
الشيخ : هاه؟
الطالب : وإنما يريد ما قاله السلف نمر لفظه ونعتقد معناه، نمرها كما جاءت لكن نعتقد أنّ لها معنى معلوم.
الشيخ : كيف ذلك، وهو يقول نمره كما قد جاء؟
الطالب : يعني نمرّ لفظها.
الشيخ : ومعناها لا نتعرض له؟
الطالب : لا نؤول لفظها ولا نعطّل.
الشيخ : لا نتعرّض له؟
الطالب : لا نحرف اللفظ...
الشيخ : ما أجبت.
الطالب : مثال الاستواء.
الشيخ : لا تجيب أمثلة، أنا أقول هل قوله "نمرّه كما قد جاء" يعني بذلك مذهب المفوّضة، أننا نقرأ هذا اللفظ كما قد جاء، أم ماذا؟
الطالب : لا يعني به مذهب المفوضة.
الشيخ : إذن كيف نفهم كلامه؟
الطالب : أنا؟
الشيخ : أي نعم.
الطالب : يريد بذلك مذهب أهل السنة تفويض الكيفية فقط.
الشيخ : أنا أقول: قال "نمره كما قد جاء".
الطالب : نمرّ لفظه ومعناه.
الشيخ : ليش؟ لأنها ألفاظ جاءت؟
الطالب : لمعانٍ.
الشيخ : لمعانٍ، فإذا كنا نمرّها كما قد جاءت لزم من هذا إثبات اللفظ وإثبات المعنى. واضح؟ ولهذا قال: " لا نرد ذاك بالعقول " فهذا يدل على أنه أراد إمرار اللفظ والمعنى، وليس إمرار اللفظ، لأنها ألفاظ جاءت لمعان ما جاءت لمجرّد التلاوة فقط. طيب. قوله " ولا نرد ذاك بالعقول " فيه إشارة إلى مذهب من؟ يوسف؟
الطالب : مذهب الأشاعرة لأنهم يقدّمون.
الشيخ : بس الأشاعرة؟
الطالب : الأشاعرة والمعتزلة.
الشيخ : الذين؟
الطالب : يقدّمون العقل على النقل.
الشيخ : في باب؟
الطالب : في باب إثبات الأسماء والصفات، فيجعلون العقل مقدّما على النقل.
الشيخ : نعم، هل قولهم هذا صحيح؟ محمّد؟
الطالب : غير صحيح.
الشيخ : غير صحيح.
الطالب : ...
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : أن يقتصر في الأمور؟
الطالب : الغيبية.
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : نعم، هذا واحد.
الطالب : ثانيا أن نقول لو كان يعني ...
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : لو رجعنا للعقول فإن العقول متناقضة مختلفة، فإلى من نرجع، نعم، ثالثا؟
الطالب : ثالثا أن العقول تردّ أن يحكم على الشيء الغيبي...
الشيخ : ما هو بواضح، نعم؟ أنت يا عبد الرحمن؟
الطالب : أن الشيء لا يعرف إلا بمشاهدته أو مشاهدة مثله أو بخبر الصادق.
الشيخ : طيب، لكن الكلام لا نردّ، فالكلام هنا في ردّ الشيء لا في بإثباته.
الطالب : لأنهم هم يثبتون لله تعالى على ما تقتضيه عقولهم.
الشيخ : لا بس الكلام على إنكارهم؟
الطالب : ... أنه إذا كان في أمور الدنيا لا يقبل وصف إنسان بما فيه بمقتضى العقل، بل لا بد أن يكون بالخبر أو المشاهدة وهذا بالنسبة للمخلوق، فصفات الخالق من باب أولى أن لا يتكلم فيها بالعقل إلا بما ورد.
الشيخ : نعم.
الطالب : فالعقل يدل على أنه لا بد أن يؤخذ في الأمور الغيبية بالخبر لا بالعقل.
الشيخ : يعني نقول إذا كان الإنسان وهو من البشر لا يمكن أن تتحدّث عنه إلا بما ورد عنه، يعني ما يمكن تنكر صفة رجل إلا إذا هو أنكر الصفة عن نفسه، أما إذا أثبتها لنفسه فلا يمكن أن تنفيها، هذا بالنسبة للبشر، فكيف بحق الخالق أن تنكر عنه ما أثبته لنفسه، نعم.
الطالب : نقول الكلام في الصفات مثل الكلام في الذات، كما أنه له ذات لا تماثل الذوات فإن له صفات لا تماثل الصفات.
الشيخ : لا، هذه ليست من جهة العقل، هذا إثبات من حيث هو، يعني من الواجب علينا أن نثبت لله صفاتا كما أثبتنا له ذاتا، ولا يلزم من إثبات الصفات أن تكون مماثلة للمخلوقين كما ادّعيتم، هذا في الردّ على الذين أوّلوا.
الطالب : هم يعترفون أن لله ذاتا لا يقدّرونها بعقولهم، كذلك الصفات.
الشيخ : أي نعم.
الطالب : تحكيم العقل في هذا الباب تحكيم من لا يدرك ... فما وصف الله به نفسه لا تدركه العقول.
الشيخ : نعم.
الطالب : وقال الله تعالى (( لا تدركه الأبصار )) ...
الشيخ : أي، يعني أن العقل لا يمكنه إدراك ما يجب على الله أو يجوز على الله، فوجب الرجوع في ذلك إلى النقل.
على كل حال عندكم نحن ذكرنا خمسة أوجه ذاك اليوم، لا بد من مراجعتها لأنها مهمّة، لأنها مهمة، ويا ريت أن واحدا منكم يتصدّى لكتابة الأشياء هذه؟
الطالب : مكتوبة.
الشيخ : هاه؟
الطالب : مكتوبة.
الشيخ : مكتوبة؟
الطالب : ...
الشيخ : صحّ، تعطيل النصوص وتعطيل الصفات، وكلاهما متلازمان في الحقيقة، تعطيل النصوص بأن؟
الطالب : بأن يعطّل دلالة النصّ على ما يدل عليه.
الشيخ : أحسنت.
الطالب : تعطيل الصفات بأن يعطّل الله سبحانه وتعالى عن صفاته.
الشيخ : طيب. وسبق لنا أيضا إلى أن التعطيل ينقسم من وجه آخر إلى أقسام؟
الطالب : يثبت بعض الصفات وينكر بعضها، ويثبت الأسماء، وهذا مذهب الأشاعرة.
الشيخ : نعم.
الطالب : تعطيل فوق ذلك وهم من ينكر الصفات ويثبت الأسماء، وهم المعتزلة، وتعطيل فوق ذلك من ينكر الأسماء والصفات وهم غلاة الجهمية.
الشيخ : نعم.
الطالب : وتعطيل فوق ذلك أن ...
الشيخ : أن ينكر كل شيء فيه إثبات ولا يثبت إلا نفيا.
الطالب : فقط، ... وتعطيل فوق كل هذا ..
الشيخ : وهذا مذهب القرامطة والباطينة وأشباههم.
الطالب : تعطيل فوق ذلك وهو أن ينفي كل شيء فلا يثبت إثباتا ولا ينفي نفيا.
الشيخ : فلا يقول لا بإثبات ولا بنفي.
الطالب : نعم.
الشيخ : وهذا مذهب يقولون غلاة الغلاة.
طيب. وسبق لنا بيان بطلان هذه الأشياء، وسيأتينا إن شاء الله التعرّض لذلك عندما يذكر المؤلف الصفات السبع التي يثبتها الأشاعرة.
قال " ولا تمثيل " سبق لنا أن التمثيل أولى، أي أن نفي التمثيل أولى من نفي التشبيه من وجوه؟
الطالب : من وجوه ثلاثة.
الشيخ : نعم.
الطالب : أولا أن هذا اللفظ ورد في القرآن.
الشيخ : نعم.
الطالب : قال تعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
الشيخ : نعم، والمحافظة على ما جاء به النص أولى من اتّباع لفظ آخر. طيب الثاني؟
الطالب : الثاني أن نفي التشبيه يستلزم أمرا باطلا وهو أنه صار عند قوم أن نفي التشبيه هو نفي الصفات ... فإذا قلنا من غير تشبيه يعني من غير صفات، والوجه الثالث أنه من المعلوم أن ما من شيئين فلا بد أن يكون بينهما تشابه.
الشيخ : هذا في القدر المشترك بينهما.
الطالب : كأصل الوجود.
الشيخ : أحسنت، يعني نفي التشبيه مطلقا من كل وجه هذا لا يمكن، لأنه ما من شيئين موجودين إلا وبينهما قدر مشترك يشتبهان فيه، كذا؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب، المثال؟
الطالب : فيه وجه رابع.
الشيخ : المثال على الأخير؟
الطالب : مثل على أن لا بد بينهما تشابه؟
الشيخ : نعم.
الطالب : مثل الوجود.
الشيخ : نعم.
الطالب : أن الله سبحانه وتعالى لا شكّ أنه موجود وبني آدم موجود ولا شك أن بينهما فرق، لكن أصل الوجودية كل منهما موجود.
الشيخ : أحسنت، الحياة؟
الطالب : مثله الحياة.
الشيخ : السمع؟
الطالب : كل شيء.
الشيخ : البصر؟
الطالب : كل شيء.
الشيخ : كل شيء هذا عام، ما في كل حال يكون في كل شيء، طيب أيش الوجه الرابع الذي عندك؟
الطالب : الوجه الرابع أن التمسك بألفاظ الكتاب والسنة فيه تعويد للناس على الأخذ بالنصوص.
الشيخ : لا ما لها دخل هذه، هذه تعلل بأن اتباع لفظ النص أولى.
8 - مناقشة الشيخ للطلاب حول ما سبق ذكره حول المفوضة والتعطيل وأقسامه ونفي التمثيل عن الله. أستمع حفظ
معنى قوله:( وكل من أول في الصـفـات كـذاتـه مـن غـيـر إثـبات ) والكلام على التأويل والتحريف
فقد تعدى "، " كلّ " مبتدأ والخبر " فقد تعدّى " وقرن المؤلف الخبر بالفاء لأن المبتدأ يشبه الشرط في العموم، قال العلماء: وإذا كان المبتدأ يشبه الشرط في العموم حسن اقتران خبره بالفاء ومثّلوا لذلك بقولهم " الذي يأتيني فله درهم " وهذا مثله، كل من أوّل فقد تعدى، " فكل من أول في الصفات "، " من " اسم موصول يشمل كل مؤوّل، يعني: سواء كان تأويله عاما أو خاصا، فإذا أوّل أيّ نص من غير ما إثبات، فإنه يكون متعدّيا، وسواء أوّل في الصفات الخبرية، أو في الصفات الفعلية، أو في الصفات الذاتية، فإنه يعتبر متعدّيا، فمن قال مثلا إن المراد باليدين النعمة فهو مؤوّل، ومن قال إن المراد بالوجه الثواب فهو مؤوّل، ومن قال إن المراد بالاستواء الاستيلاء فهو مؤوّل، وتسميتنا إياه تأويلا من باب التسامح، وإلا فالحقيقة أن هذا تحريف، فكل تأويل ليس له أصل فإننا ينبغي أن نسمّيه تحريفا كما نطق به القرآن (( يحرّفون الكلم عن مواضعه )) فكل من أول الكلم عن موضعه وحمله على معنى آخر فقد حرّف.
9 - معنى قوله:( وكل من أول في الصـفـات كـذاتـه مـن غـيـر إثـبات ) والكلام على التأويل والتحريف أستمع حفظ
معنى قوله:( كذاته من غير ما إثبات ) ومعنى حديث:" لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " وهل هذا تأويل للنصوص؟
وقوله: " من غير ما إثبات " يعني: من غير ما دليل على تأويله، فإنه يكون متعدّيا.
فإن وجد دليل للتأويل فإن ذلك لا بأس به، ولا يعدّ هذا تعدّيا، مثاله قوله سبحانه وتعالى: ( لا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) هذا حديث قدسي، لو قال قائل: ظاهر الحديث أن الله يكون سمع الإنسان وبصره ويده ورجله، فلماذا تؤوّلون هذا الحديث وتقولون إن المراد أن الله يسدّد هذا الرجل في سمعه وبصره ومشيه وبطشه؟ ما الجواب؟
نقول: الجواب لأن عندنا دليلا يدل على ذلك، ما هو الدليل؟ استمع، يقول الله عزّ وجلّ: ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) فهنا فيه عابد ومعبود لقوله ( ما تقرّب إليّ عبدي ) فيه متقرِّب ومتقرَّب إليه ( ما تقرّب إليّ عبدي )، فيه فارض ومفروض عليه ( مما افترضت عليه )، وهنا أيضا سائل ومسؤول، ومعطٍ ومُعطى، ومستعيذ ومستعاذ به ( ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) وكل هذا يدل على التباين بين هذا وبين هذا، فإذا كان هذا دالّا على التباين فكيف يكون هذا الشيء المبايِن بعضا من الشيء المبايَن؟ كيف يكون سمعه وبصره ويده ورجله؟! هذا مستحيل، أيضا السمع والبصر، واليد والرجل بعض من أيش؟
الطالب : مخلوق.
الشيخ : بعض من مخلوق، ولا يمكن أن يكون بعض المخلوق هو الخالق، هذا شيء مستحيل، فعندنا دليل على هذا التأويل، وإذا قام الدليل على التأويل، فإننا نقول ليس ظاهر الحديث مقصودا، بل لنا أن نقول إن هذا الظاهر الذي ادعي ليس هو ظاهر الحديث، لأن ظاهر الحديث يناقض سياقه، لأن ظاهر الحديث المزعوم يناقض سياقه، ومعلوم أن ظاهر الكلام ما يقتضيه سياقه، والألفاظ ليس كل لفظ له معنى منفرد.