شرح العقيدة السفارينية-05b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة السفارينية
معنى حديث:" عبدي جعت فلم تطعمني ومرضت فلم تعدني " وهل يحمل على ظاهره ؟
الشيخ : ومعلوم أن ظاهر الكلام ما يقتضيه سياقه، والألفاظ ليس كل لفظ له معنى منفرد، فالألفاظ يكون معناها بضمّ بعضها إلى بعض، فنحن لم نخرج عن ظاهر الحديث ولم نؤوّل، وإذا تنزّلنا جدلا وقلنا إنّ هذا تأويل فإننا نقول إن هذا التأويل قد دلّ عليه الدليل، وإذا دلّ عليه الدليل من كلام من تأوّلنا كلامه لم نكن خرجنا بكلامه عن ظاهره، لأن المتكلّم أعلم بمراده.
ومثل ذلك أيضا ما جاء في الحديث الصحيح أن الله تعالى يقول: ( عبدي جعت فلم تطعمني، ومرضت فلم تعدني ) لو أخذنا بظاهر هذا اللفظ نقول إن الله يمرض وإن الله يجوع، وهذا شيء مستحيل على الله، لكن هذا قد فسّر في نفس الحديث، حيث قال: ( إن عبدي فلانا جاع فلم تطعمه، ومرض فلم تعده ) فهذا يدل على أن هذا اللفظ الظاهر أو الذي يدّعى أنه ظاهر غير مراد، لأن الله تعالى بيّنه بنفسه.
الحاصل أن المؤلّف رحمه الله أعطانا قاعدة: " أن جميع من أوّل في الصفات من غير إثبات ودليل يدل على تأويله فإنه معتد " ثم قال: " كذاته " أي كما أننا لا نؤوّل في الذات يجب أن لا نؤوّل في الصفات، لماذا؟ لأن الكلام في الصفات فرع؟
الطالب : عن الكلام في الذات.
الشيخ : عن الكلام في الذات.
ومثل ذلك أيضا ما جاء في الحديث الصحيح أن الله تعالى يقول: ( عبدي جعت فلم تطعمني، ومرضت فلم تعدني ) لو أخذنا بظاهر هذا اللفظ نقول إن الله يمرض وإن الله يجوع، وهذا شيء مستحيل على الله، لكن هذا قد فسّر في نفس الحديث، حيث قال: ( إن عبدي فلانا جاع فلم تطعمه، ومرض فلم تعده ) فهذا يدل على أن هذا اللفظ الظاهر أو الذي يدّعى أنه ظاهر غير مراد، لأن الله تعالى بيّنه بنفسه.
الحاصل أن المؤلّف رحمه الله أعطانا قاعدة: " أن جميع من أوّل في الصفات من غير إثبات ودليل يدل على تأويله فإنه معتد " ثم قال: " كذاته " أي كما أننا لا نؤوّل في الذات يجب أن لا نؤوّل في الصفات، لماذا؟ لأن الكلام في الصفات فرع؟
الطالب : عن الكلام في الذات.
الشيخ : عن الكلام في الذات.
معنى قوله:( فقد تعدى واستطال واجترى وخاض في بحر الهلاك وافترى ) بيان خمسة صفات لمن أول الصفات من غير دليل.
الشيخ : قال: " فقد تعدى واستطال واجترى *** وخاض في بحر الهلاك وافترى " خمس صفات والعياذ بالله: تعدى، واستطال، واجترى، وخاض في بحر الهلاك، وافترى، كل هذا أوصاف لمن أول في الصفات من دون دليل.
تعدّى على أي شيء؟
الطالب : النصوص.
الشيخ : تعدّى على النصوص وعلى المتكلم بالنصوص، لأن هذا التأويل تعدّ على النص وإخراج له عن ظاهره وتعدّ على قائل النص، حيث كلم الناس بما لا يريد، وهذا نوع من التعمية وهو خلاف قوله تعالى: (( ونزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ))، وخلاف قوله تعالى: (( يبين الله لكم أن تضلّوا )) وخلاف قوله تعالى: (( يريد الله ليبيّن لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم )) فكل إنسان مؤول فقد تعدّى على النص وعلى من تكلم بالنص وهو الله ورسوله.
كذلك استطال، استطال من الطول وهو الغنى، لقوله تعالى: (( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات )) أو من الاستطالة من العلوّ والترفّع، أيهما أنسب؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني أنسب، يعني أنه استطال وترفّع والعياذ بالله واعتدّ برأيه وأنكر رأي الآخرين.
"واجترى" من الجرءة وهي إقدام الإنسان على ما ليس له بحقّ، وتجرّأ فلان على كذا يعني أقدم على شيء ليس له فيه حقّ، وهذا أيضا الذي يؤوّل في الصفات نقول هو أقدم على شيء ليس له فيه حقّ.
" وخاض في بحر الهلاك " الخوض في الأصل يطلق على العمل الذي ليس بمركّز ولا منظّم، ومنه الخوض في الوحل، الخوض في الماء، الخوض في الطين، (( في خوض يلعبون ))، وما أشبه ذلك، طيب " في بحر الهلاك " الهلاك هنا حسّي ولا معنوي؟ في بحر الهلاك المعنوي، فإنه يبقى حيا لكنه في الحقيقة حيّ ميّت، بل الميت على الحق خير من هذا الذي بقي على الباطل، والثالث يقول " افترى "
الطالب : الخامس.
الشيخ : الخامس "افترى" يعني كذب، ووجه كذبه أنه قال إن الله لم يرد كذا وأراد كذا، فكذب في النفي وكذب في الإثبات، مثلا (( بيدي )) قال: إن الله لم يرد اليدين، وأراد النعمة، فكذب في النفي وكذب في الإثبات، (( استوى على العرش )) قال: إن الله لم يستو على العرش، ولكن استولى، لم يرد بالاستواء العلو وإنما أراد الاستيلاء، فنقول: كذبت في الأول وفي الثاني.
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى:
" ألم تر اختـلاف أصحاب النظر *** فيه وحسن ما نـحـاه ذو الأثـر
فإنـهـم قد اقتدوا بالمصطفى *** وصحبه فاقـنـع بـهـذا وكفى
الباب الأول في معرفة الله تعالى
أول واجب على العبيد *** معرفة الإله بالتشديد
بأنه واحد لا نظير *** له ولا شبه ولا وزير
صفاته كذاته قديمة *** أسماؤه ثابتة عظيمة
لكنها في الحق توقيفية *** لنا بذا أدلة وفية "
تعدّى على أي شيء؟
الطالب : النصوص.
الشيخ : تعدّى على النصوص وعلى المتكلم بالنصوص، لأن هذا التأويل تعدّ على النص وإخراج له عن ظاهره وتعدّ على قائل النص، حيث كلم الناس بما لا يريد، وهذا نوع من التعمية وهو خلاف قوله تعالى: (( ونزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ))، وخلاف قوله تعالى: (( يبين الله لكم أن تضلّوا )) وخلاف قوله تعالى: (( يريد الله ليبيّن لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم )) فكل إنسان مؤول فقد تعدّى على النص وعلى من تكلم بالنص وهو الله ورسوله.
كذلك استطال، استطال من الطول وهو الغنى، لقوله تعالى: (( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات )) أو من الاستطالة من العلوّ والترفّع، أيهما أنسب؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني أنسب، يعني أنه استطال وترفّع والعياذ بالله واعتدّ برأيه وأنكر رأي الآخرين.
"واجترى" من الجرءة وهي إقدام الإنسان على ما ليس له بحقّ، وتجرّأ فلان على كذا يعني أقدم على شيء ليس له فيه حقّ، وهذا أيضا الذي يؤوّل في الصفات نقول هو أقدم على شيء ليس له فيه حقّ.
" وخاض في بحر الهلاك " الخوض في الأصل يطلق على العمل الذي ليس بمركّز ولا منظّم، ومنه الخوض في الوحل، الخوض في الماء، الخوض في الطين، (( في خوض يلعبون ))، وما أشبه ذلك، طيب " في بحر الهلاك " الهلاك هنا حسّي ولا معنوي؟ في بحر الهلاك المعنوي، فإنه يبقى حيا لكنه في الحقيقة حيّ ميّت، بل الميت على الحق خير من هذا الذي بقي على الباطل، والثالث يقول " افترى "
الطالب : الخامس.
الشيخ : الخامس "افترى" يعني كذب، ووجه كذبه أنه قال إن الله لم يرد كذا وأراد كذا، فكذب في النفي وكذب في الإثبات، مثلا (( بيدي )) قال: إن الله لم يرد اليدين، وأراد النعمة، فكذب في النفي وكذب في الإثبات، (( استوى على العرش )) قال: إن الله لم يستو على العرش، ولكن استولى، لم يرد بالاستواء العلو وإنما أراد الاستيلاء، فنقول: كذبت في الأول وفي الثاني.
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى:
" ألم تر اختـلاف أصحاب النظر *** فيه وحسن ما نـحـاه ذو الأثـر
فإنـهـم قد اقتدوا بالمصطفى *** وصحبه فاقـنـع بـهـذا وكفى
الباب الأول في معرفة الله تعالى
أول واجب على العبيد *** معرفة الإله بالتشديد
بأنه واحد لا نظير *** له ولا شبه ولا وزير
صفاته كذاته قديمة *** أسماؤه ثابتة عظيمة
لكنها في الحق توقيفية *** لنا بذا أدلة وفية "
2 - معنى قوله:( فقد تعدى واستطال واجترى وخاض في بحر الهلاك وافترى ) بيان خمسة صفات لمن أول الصفات من غير دليل. أستمع حفظ
معنى قوله:( ألم تر اختـلاف أصحاب النظر فيه وحسن ما نـحـاه ذو الأثـر ) بيان اضطراب أقوال أهل الكلام الذين يرجعون في إثبات الصفات أو نفيها إلى العقل.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
لما ذكر رحمه الله أنه لا يجوز الرد إلى العقول في باب الصفات، وذكر تحريم التأويل، وأنه استطالة وجرأة وافتراء، ذكر دليلا حسيّا ملموسا، فقال: " ألم تر اختـلاف أصحاب النظر *** فيه " يعني: ألم تعلم أن أصحاب النظر، والمراد بأصحاب النظر أصحاب الكلام الذين يرجعون في إثبات الصفات أو نفيها إلى؟
الطالب : العقل.
الشيخ : العقول، هؤلاء اختلفوا واضطربوا اضطرابا كثيرا عظيما، حتى إن بعضهم يوجب ما يرى الآخر أنه مستحيل! شف النقيضان، يقول هذا واجب لله والثاني يقول هذا مستحيل على الله! والآخر يقول هذا جائز، فاضطربوا اضطرابا كثيرا فيما هم عليه، ولا ريب أن اختلاف الأقوال واضطرابها يدل على ضعفها وأنه ليس لها أساس، لأن الأقوال كلما قويت أساساتها تقاربت، ولهذا تجد المسائل المنصوصة في القرآن أو السنة تجد الخلاف فيها قليلا، وأضرب لك مثلا بالمواريث، الخلاف بين العلماء في المواريث قليل بالنسبة للخلاف في غيرها، لماذا؟ لأن غالب أحكامه منصوص عليها، والمنصوص لا يختلف الناس فيه، كذلك أهل الزكاة مثلا، أهل الزكاة الثمانية لا تكاد تجد خلافا بين العلماء إلا قليلا بالنسبة للخلاف في مسائل أخرى، لأن أصحاب الزكاة منصوص عليهم، فكلما كانت الأقوال مؤيّدة بالنصوص كان الخلاف فيها أقل، لأن النص يجمع أطراف الخلاف، أما إذا كانت ليست مبنية على نص ولا على أصل فإنك ترى فيها الخلاف العجيب، لو شئت لقلت إن الخلاف أكثر من أصحابه، الخلاف أكثر من أصحابه، فإذا كانوا عشرة اختلفوا على كم قول؟ على خمسة عشر قولا، كيف الخلاف أكثر من أصحابه يتصوّر ؟! نقول نعم، يكون الواحد له عدّة أقوال، يكون للواحد عدّة أقوال، فإذا كانوا عشرة كل واحد له خمسة أقوال، كم صار الخلاف؟
الطالب : خمسون قولا.
الشيخ : خمسين وجه، خمسين وجها من الخلاف، فأصحاب النظر أصحاب العقول الذين يدعون أنهم أصحاب العقول، وأن غيرهم عامّة وحشوية وبلهاء وما أشبه ذلك، هم أكثر الناس اختلافا في هذا الباب، ومن طالع ما ينقل عنهم لأنا ما نعرف من كتبهم، من طالع ما ينقل عنهم رأى العجب العجاب، حتى إنّك لتكاد أن لا تتصوّر القول من شدّة فساده، تكاد أن لا تتصوّره من شدّة فساده، فإذا كان هذا حال أصحاب النظر فكيف يعتمد على هؤلاء فيما هو أساس الرسالات وهو معرفة الرب عزّ وجلّ وأسمائه وصفاته؟ كيف نعتمد على هذه الأقوال المتناقضة التي لا تنبني على أصل؟ ولهذا جاء المؤلف رحمه الله جاء باختلاف أهل النظر دليلا على فساد أيش؟ أقوالهم، لأن الاختلاف والإضطراب يدلّ على الفساد، قال " ألم تر اختلاف أصحاب النظر *** فيه".
لما ذكر رحمه الله أنه لا يجوز الرد إلى العقول في باب الصفات، وذكر تحريم التأويل، وأنه استطالة وجرأة وافتراء، ذكر دليلا حسيّا ملموسا، فقال: " ألم تر اختـلاف أصحاب النظر *** فيه " يعني: ألم تعلم أن أصحاب النظر، والمراد بأصحاب النظر أصحاب الكلام الذين يرجعون في إثبات الصفات أو نفيها إلى؟
الطالب : العقل.
الشيخ : العقول، هؤلاء اختلفوا واضطربوا اضطرابا كثيرا عظيما، حتى إن بعضهم يوجب ما يرى الآخر أنه مستحيل! شف النقيضان، يقول هذا واجب لله والثاني يقول هذا مستحيل على الله! والآخر يقول هذا جائز، فاضطربوا اضطرابا كثيرا فيما هم عليه، ولا ريب أن اختلاف الأقوال واضطرابها يدل على ضعفها وأنه ليس لها أساس، لأن الأقوال كلما قويت أساساتها تقاربت، ولهذا تجد المسائل المنصوصة في القرآن أو السنة تجد الخلاف فيها قليلا، وأضرب لك مثلا بالمواريث، الخلاف بين العلماء في المواريث قليل بالنسبة للخلاف في غيرها، لماذا؟ لأن غالب أحكامه منصوص عليها، والمنصوص لا يختلف الناس فيه، كذلك أهل الزكاة مثلا، أهل الزكاة الثمانية لا تكاد تجد خلافا بين العلماء إلا قليلا بالنسبة للخلاف في مسائل أخرى، لأن أصحاب الزكاة منصوص عليهم، فكلما كانت الأقوال مؤيّدة بالنصوص كان الخلاف فيها أقل، لأن النص يجمع أطراف الخلاف، أما إذا كانت ليست مبنية على نص ولا على أصل فإنك ترى فيها الخلاف العجيب، لو شئت لقلت إن الخلاف أكثر من أصحابه، الخلاف أكثر من أصحابه، فإذا كانوا عشرة اختلفوا على كم قول؟ على خمسة عشر قولا، كيف الخلاف أكثر من أصحابه يتصوّر ؟! نقول نعم، يكون الواحد له عدّة أقوال، يكون للواحد عدّة أقوال، فإذا كانوا عشرة كل واحد له خمسة أقوال، كم صار الخلاف؟
الطالب : خمسون قولا.
الشيخ : خمسين وجه، خمسين وجها من الخلاف، فأصحاب النظر أصحاب العقول الذين يدعون أنهم أصحاب العقول، وأن غيرهم عامّة وحشوية وبلهاء وما أشبه ذلك، هم أكثر الناس اختلافا في هذا الباب، ومن طالع ما ينقل عنهم لأنا ما نعرف من كتبهم، من طالع ما ينقل عنهم رأى العجب العجاب، حتى إنّك لتكاد أن لا تتصوّر القول من شدّة فساده، تكاد أن لا تتصوّره من شدّة فساده، فإذا كان هذا حال أصحاب النظر فكيف يعتمد على هؤلاء فيما هو أساس الرسالات وهو معرفة الرب عزّ وجلّ وأسمائه وصفاته؟ كيف نعتمد على هذه الأقوال المتناقضة التي لا تنبني على أصل؟ ولهذا جاء المؤلف رحمه الله جاء باختلاف أهل النظر دليلا على فساد أيش؟ أقوالهم، لأن الاختلاف والإضطراب يدلّ على الفساد، قال " ألم تر اختلاف أصحاب النظر *** فيه".
3 - معنى قوله:( ألم تر اختـلاف أصحاب النظر فيه وحسن ما نـحـاه ذو الأثـر ) بيان اضطراب أقوال أهل الكلام الذين يرجعون في إثبات الصفات أو نفيها إلى العقل. أستمع حفظ
بيان من هم أصحاب النظر ولماذا سموا بذلك؟ وأمثلة على اضطرابهم وضلالهم وإقرارهم هم بذلك.
الشيخ : السؤال الآن من هم أصحاب النظر؟
أصحاب الكلام، الذين يسمّيهم أهل العلم أصحاب الكلام، عموما علم الكلام، وسمّوا أصحاب النظر، لأنهم قدّموا النظر على الأثر، أصحاب النظر هؤلاء المتكلمين هم أكثر الناس فسادا واضطرابا في الأقوال، لأنهم لم يبنوا على أسس صحيحة، إنما بنوا على وهميّات ظنّوها عقليات، فبنوا عليها عقيدتهم، ولعله قد مرّ بك أن أساطينهم ورؤساءهم أقرّوا بأنهم على ضلال، فمن جملتهم الرازي الذي يقول: " لقد تأمّلت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تروي غليلا، ولا تشفي عليلا، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات قول الله تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) وقوله: (( إليه يصعد الكلم الطيب ))، وأقرأ في النفي: (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما )) ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " شف الرازي من أساطينهم وكبرائهم وعظمائهم، يقول: هذه المناهج والطرق ما رأيتها تروي غليلا ولا تشفي عليلا، لا تسمن ولا تغني من جوع، ورأيت أقرب الطرق طريق القرآن، يعني: طريقة تحكيم النصوص في هذا الباب، ثم ضرب مثلا: أقرأ في الإثبات: (( الرحمن على العرش استوى )) فأؤمن أنه على العرش استوى، وأقرأ: (( إليه يصعد الكلم الطيب )) فأؤمن بأنه في العلو، وأقرأ في النفي: (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما )) ف (( ليس كمثله شيء )) نفي للتمثيل (( ولا يحيطون به علما )) نفي للتكييف، " ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ".
ويقول بعضهم:
" نهاية إقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا " هذا محصول جيّد!
الشيخ : نعم، قيل وقال، والرسول نهى عن قيل؟
الطالب : وقال.
الشيخ : عن قيل وقال، هؤلاء لو بحث طول عمرهم ما استفادوا إلا قيل وقال، وغاية دنياهم أذى ووبال والعياذ بالله، لأن غاية دنياهم نسأل الله العافية الشكّ والحيرة، أكثر الناس شكّا عند الموت أهل الكلام، لأنهم ما عندهم عقيدة يبنون عليها، معبودهم عزّ وجلّ لا يعرفونه، إلا بوهميّاتهم التي يدّعون أنها عقليات، فلذلك إذا جاءت الساعة وجاء وقت الامتحان والمحكّ ضاعوا ما وجدوا حسيبا، فكانوا أكثر الناس شكّا عند الموت، نسأل الله العافية، حتى أن بعضهم يقول: ها أنا أموت على عقيدة أمي! أمه الأمية التي ما تعرف، والثاني يقول: أموت على عقيدة عجائز نيسابور، عقيدة العجائز، رجعوا إلى عقيدة العجائز لأنها فطرية، وهم عقيدتهم نظريّة وهمية في الواقع، وهمية.
فإذا نظرنا إلى هؤلاء وإلى مآلهم وإلى أحوالهم، فهل يمكننا أن نقول إنهم على حق وندع الأثر لنظرهم؟ لا يمكن أبدا، كل إنسان عاقل لا يمكن أن يتولى مثل هؤلاء ويأخذ من أقوالهم، لأنها أقوال فاسدة متناقضة ليس لها أساس لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من أقوال السلف. الغريب أن الناظم هذا يقول: " أرواحنا في وحشة من جسومنا " يعني إلى هذا الحدّ! روحه مستوحشة من جسده لا تودّ أن تقرّ فيه! كأنما يتمنّون الموت الآن ومفارقة الروح للجسد الذي هي في وحشة منه، لأن الإنسان نسأل الله العافية والسلامة ويثبّتنا وإياكم إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا لأن الذي قلبه ميت يكون حيوانيا ما يهتمّ بشيء أبدا، لكن الإنسان الذي عنده شيء من حياة القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه.
أصحاب الكلام، الذين يسمّيهم أهل العلم أصحاب الكلام، عموما علم الكلام، وسمّوا أصحاب النظر، لأنهم قدّموا النظر على الأثر، أصحاب النظر هؤلاء المتكلمين هم أكثر الناس فسادا واضطرابا في الأقوال، لأنهم لم يبنوا على أسس صحيحة، إنما بنوا على وهميّات ظنّوها عقليات، فبنوا عليها عقيدتهم، ولعله قد مرّ بك أن أساطينهم ورؤساءهم أقرّوا بأنهم على ضلال، فمن جملتهم الرازي الذي يقول: " لقد تأمّلت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تروي غليلا، ولا تشفي عليلا، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات قول الله تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) وقوله: (( إليه يصعد الكلم الطيب ))، وأقرأ في النفي: (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما )) ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " شف الرازي من أساطينهم وكبرائهم وعظمائهم، يقول: هذه المناهج والطرق ما رأيتها تروي غليلا ولا تشفي عليلا، لا تسمن ولا تغني من جوع، ورأيت أقرب الطرق طريق القرآن، يعني: طريقة تحكيم النصوص في هذا الباب، ثم ضرب مثلا: أقرأ في الإثبات: (( الرحمن على العرش استوى )) فأؤمن أنه على العرش استوى، وأقرأ: (( إليه يصعد الكلم الطيب )) فأؤمن بأنه في العلو، وأقرأ في النفي: (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما )) ف (( ليس كمثله شيء )) نفي للتمثيل (( ولا يحيطون به علما )) نفي للتكييف، " ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ".
ويقول بعضهم:
" نهاية إقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا " هذا محصول جيّد!
الشيخ : نعم، قيل وقال، والرسول نهى عن قيل؟
الطالب : وقال.
الشيخ : عن قيل وقال، هؤلاء لو بحث طول عمرهم ما استفادوا إلا قيل وقال، وغاية دنياهم أذى ووبال والعياذ بالله، لأن غاية دنياهم نسأل الله العافية الشكّ والحيرة، أكثر الناس شكّا عند الموت أهل الكلام، لأنهم ما عندهم عقيدة يبنون عليها، معبودهم عزّ وجلّ لا يعرفونه، إلا بوهميّاتهم التي يدّعون أنها عقليات، فلذلك إذا جاءت الساعة وجاء وقت الامتحان والمحكّ ضاعوا ما وجدوا حسيبا، فكانوا أكثر الناس شكّا عند الموت، نسأل الله العافية، حتى أن بعضهم يقول: ها أنا أموت على عقيدة أمي! أمه الأمية التي ما تعرف، والثاني يقول: أموت على عقيدة عجائز نيسابور، عقيدة العجائز، رجعوا إلى عقيدة العجائز لأنها فطرية، وهم عقيدتهم نظريّة وهمية في الواقع، وهمية.
فإذا نظرنا إلى هؤلاء وإلى مآلهم وإلى أحوالهم، فهل يمكننا أن نقول إنهم على حق وندع الأثر لنظرهم؟ لا يمكن أبدا، كل إنسان عاقل لا يمكن أن يتولى مثل هؤلاء ويأخذ من أقوالهم، لأنها أقوال فاسدة متناقضة ليس لها أساس لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من أقوال السلف. الغريب أن الناظم هذا يقول: " أرواحنا في وحشة من جسومنا " يعني إلى هذا الحدّ! روحه مستوحشة من جسده لا تودّ أن تقرّ فيه! كأنما يتمنّون الموت الآن ومفارقة الروح للجسد الذي هي في وحشة منه، لأن الإنسان نسأل الله العافية والسلامة ويثبّتنا وإياكم إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا لأن الذي قلبه ميت يكون حيوانيا ما يهتمّ بشيء أبدا، لكن الإنسان الذي عنده شيء من حياة القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه.
4 - بيان من هم أصحاب النظر ولماذا سموا بذلك؟ وأمثلة على اضطرابهم وضلالهم وإقرارهم هم بذلك. أستمع حفظ
معنى قوله:( وحسن ما نحاه ذو الأثر ) وفائدة تعظيم النصوص.
الشيخ : يقول: " وحسن ما نحاه ذو الأثر " " نحاه " بمعنى اتبعه، يعني: وألم ترى حسن ما نحاه أي اتبعه ذو الأثر؟ والجواب: أننا نرى ذلك، وبأي وسيلة نراه؟ نطالع كتب هؤلاء وأقوالهم ونطالع كتب هؤلاء وأقوالهم، نجد أن هؤلاء الأثريين إذا قالوا قولا فإنما يقولون بقول الله ورسوله، مطمئنّين منشرحة صدورهم، أما أولئك فهم على العكس من هذا، دائما في صراع، وقال وقيل، وجدل لا نهاية له، وفرضيات وهمية ما لها أصل، فتجدهم كما سمعنا أولا في حيرة وقلق، لكن ما نحاه أهل الأثر واتبعوه يقرأ يأخذ كلام الله عزّ وجلّ يقرأ: (( وجاء ربك )) سبحانه وتعالى يجيء كما يليق بجلاله، (( استوى على العرش )) يستوي عزّ وجلّ على عرشه كما يليق بجلاله، (( بل يداه مبسوطتان )) له يدان لكنها ليست كأيدي المخلوقين، لأن الله ليس كمثله شيء، وهكذا يقرأ في القرآن والسنة نصوصا واضحة بيّنة، والله لو خلوا من التقديرات التي يقدّرونها ما وجدوا إلا الخير، أي شيء يضير الإنسان إذا قال أنا أؤمن بأن لله يدين لأن الله أثبتهما له؟ ولكني أؤمن بأنه لا مثيل لهاتين اليدين، هل عليه ضير؟ أبدا، بل ينشرح صدره، يستريح من التقديرات التي لا أساس لها، ولذا تجد أهل السنة والجماعة في هذا الباب هم أريح الناس، أريح الناس بالا، وأشرحهم صدرا، وأطمئنهم نفسا هم أهل السنة والجماعة، ما عندهم إشكال، لكن نذهب نقدّر نقول اليد الجارحة، والجارحة ممتنعة، والجارحة بعض من كلّ، وما أشبه ذلك، وهذا جسم، وهذا عرض، نتعب في هذا، نؤمن بأن لله يدا ونقول سبحان الله العظيم، بأن له وجها، بأن له عينا، بأنه مستو على العرش، بأنه يجيء يوم القيامة، بأنه ينزل إلى السماء الدنيا، إلى غير ذلك بدون أن يقدّر تقديرات، لسنا الذين نحكم على الله، بل لله الذي يحكم علينا ولنفسه بما شاء، أما نحن فليس لنا إلا التسليم في هذه الأمور، ولهذا قال " حسن ما نحاه ذو الأثر ".
أنا أجزم جزما أنك إذا تلوت على أحد من العامة حديثا في صفات الله عزّ وجلّ، تجده يسبّح بلسانه، ويعظّم الله بقلبه، ويقشعرّ من ذلك جلده، لكن لو تقرأه على واحد من أهل الكلام هاه ما أحسّ بهذا أبدا، ذهب يتصوّر أن الله مماثل للمخلوق، ثم يحاول أن يصرف هذا النص إلى معنى يدّعي أنه معقول، وتلقاه متعبا نفسه، وذاك يسبّح ويهلّل ويمجد الله العامي، ولم يتعب نفسه، أيش نحمله عليه؟! أيش يحتمل؟! والله يحتمل في اللغة العربية عشرة معانٍ، أي المعاني يريد؟ نعم؟ دور قرائن، وهكذا، ولا يقوم بقلبه من تعظيم الله مثل ما يقوم بقلب العامي، وهذا أمر محسوس، ولهذا ما أوتي قوم الجدل إلا ضلوا، أبدا، إذا أخذت النصوص على ظاهرها سلمت يا أخي، تسلم يا أخي من كل شيء، وتعظّم الله حق تعظيمه، ولا يحتاج أنك تتكلم في ذات الله كأنما تشرّح جسما من أجسام الآدميين، كما يوجد عند بعض الناس الآن، يعني حتى إني رأيت من بعض الناس، كتابة لبعض الناس، هل يقال إن الله ذكر أو أنثى!! أعوذ بالله!! إلى هذا الحد! نسأل الله العافية، هذا الإنسان والله ما في قلبه تعظيم لله عزّ وجلّ وهو يفرض هذا الفرض، نعم، تجده يقول: لا، أقم دليلا على أنه ذكر، طيب، إذن قل هل الله واحد أو متعدّد؟ والله عزّ وجلّ يقول: (( إنا نحن نزّلنا الذكر )) نحن نزّلنا، ها يا جماعة، فإذا أراد الإنسان السلامة فليدع هذه الأشياء، يدعها، وش أنت يا ابن آدم بالنسبة للسماء؟ وش أنت بالنسبة للأرض؟ وش أنت بالنسبة للأشجار؟ لست بشيء، تتكلم في خالق السماوات والأرض بأشياء ما تكلّم بها عن نفسه، ولا تحدّث بها رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا قالها من هم أحرص منك على الخير وأشدّ منك تعظيما لله الصحابة، هل لما قال الرسول: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له ) إلى آخره، بماذا فكّر الصحابة؟ هل فكّروا كيف ينزل؟ وكيف يصعد؟ أو فكّروا متى نستغل هذا الوقت بالاستغفار والدعاء والسؤال؟ هاه؟ الثاني ولا الأول؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني، وهذا هو الذي أراد الرسول عليه الصلاة والسلام منهم، ما أراد الرسول أن يفكّروا كيف نزل؟ ومتى يصعد؟ وكيف صعد؟ أراد منهم أن ينتهزوا هذه الفرصة بهذا الجزء من الليل الذي يقول الله فيه ( من يدعوني، من يسألني، من يستغفرني ).
أنا أجزم جزما أنك إذا تلوت على أحد من العامة حديثا في صفات الله عزّ وجلّ، تجده يسبّح بلسانه، ويعظّم الله بقلبه، ويقشعرّ من ذلك جلده، لكن لو تقرأه على واحد من أهل الكلام هاه ما أحسّ بهذا أبدا، ذهب يتصوّر أن الله مماثل للمخلوق، ثم يحاول أن يصرف هذا النص إلى معنى يدّعي أنه معقول، وتلقاه متعبا نفسه، وذاك يسبّح ويهلّل ويمجد الله العامي، ولم يتعب نفسه، أيش نحمله عليه؟! أيش يحتمل؟! والله يحتمل في اللغة العربية عشرة معانٍ، أي المعاني يريد؟ نعم؟ دور قرائن، وهكذا، ولا يقوم بقلبه من تعظيم الله مثل ما يقوم بقلب العامي، وهذا أمر محسوس، ولهذا ما أوتي قوم الجدل إلا ضلوا، أبدا، إذا أخذت النصوص على ظاهرها سلمت يا أخي، تسلم يا أخي من كل شيء، وتعظّم الله حق تعظيمه، ولا يحتاج أنك تتكلم في ذات الله كأنما تشرّح جسما من أجسام الآدميين، كما يوجد عند بعض الناس الآن، يعني حتى إني رأيت من بعض الناس، كتابة لبعض الناس، هل يقال إن الله ذكر أو أنثى!! أعوذ بالله!! إلى هذا الحد! نسأل الله العافية، هذا الإنسان والله ما في قلبه تعظيم لله عزّ وجلّ وهو يفرض هذا الفرض، نعم، تجده يقول: لا، أقم دليلا على أنه ذكر، طيب، إذن قل هل الله واحد أو متعدّد؟ والله عزّ وجلّ يقول: (( إنا نحن نزّلنا الذكر )) نحن نزّلنا، ها يا جماعة، فإذا أراد الإنسان السلامة فليدع هذه الأشياء، يدعها، وش أنت يا ابن آدم بالنسبة للسماء؟ وش أنت بالنسبة للأرض؟ وش أنت بالنسبة للأشجار؟ لست بشيء، تتكلم في خالق السماوات والأرض بأشياء ما تكلّم بها عن نفسه، ولا تحدّث بها رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا قالها من هم أحرص منك على الخير وأشدّ منك تعظيما لله الصحابة، هل لما قال الرسول: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له ) إلى آخره، بماذا فكّر الصحابة؟ هل فكّروا كيف ينزل؟ وكيف يصعد؟ أو فكّروا متى نستغل هذا الوقت بالاستغفار والدعاء والسؤال؟ هاه؟ الثاني ولا الأول؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني، وهذا هو الذي أراد الرسول عليه الصلاة والسلام منهم، ما أراد الرسول أن يفكّروا كيف نزل؟ ومتى يصعد؟ وكيف صعد؟ أراد منهم أن ينتهزوا هذه الفرصة بهذا الجزء من الليل الذي يقول الله فيه ( من يدعوني، من يسألني، من يستغفرني ).
ما الواجب على طلاب العلم اتجاه أهل الكلام وجدالهم؟
الشيخ : فالمهم أن الواجب علينا أيها الإخوة أن نعرض عما قاله أهل الكلام في هذا كلّه، ونحن نحاجّهم بكلمة بسيطة، هم عندهم شيطنة وعندهم جدل، نقول: أأنتم أعلم بالله أم الله؟ إن قالوا نحن أعلم بالله من الله، على طول حط عليهم خط أحمر من هامهم إلى إبهامهم، كفروا، وإن قالوا: الله أعلم، نقول: ماذا قال عن نفسه؟ قال عن نفسه كذا وكذا وكذا، طيب اقبلوا، اقبلوا هذا، لماذا تحاولون الزيغ يمين ويسار والله عزّ وجلّ وضّح وأبين وكلامه أبين كلام (( يريد الله ليبين لكم )) (( يبين الله لكم أن تضلوا )) (( وأنزّلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فالقرآن مبين، والرسول عليه الصلاة والسلام مبيّن، كله والحمد لله مبيّن، ولا يمكن أبدا في حال من الأحوال أن يبيّن الله لنا كيف نبول، كيف نتغوّط كيف نلبس، كيف ندخل، كيف نخرج، كيف نأكل، كيف نشرب، كيف ننام، كيف نستيقظ، ثم يدع البيان فيما يتعلق بأسمائه وصفاته التي هو زبدة الرسالة، نحن إذا لم نعرف الله ما عبدناه، وإذا عرفناه فيجب أن نعرفه كما وصف نفسه، أما أن نحاول ما ذكره المؤلف مما يشير إليه في اختلاف أصحاب النظر فهذا يصدّنا عن سبيل الله ويبعدنا كثيرا.
إذن بأي شيء يكون حسن ما نحاه أهل الأثر؟ هاه؟
الطالب : بالاتّباع.
الشيخ : باتّباع الآثار، بطمأنينة القلب، بنشراح الصدر، ... النفس، الانبساط وعدم القلق وعدم الحيرة، كل هذا موجود ولله الحمد فيما نحاه ذو الأثر، يقولون سمعنا وأطعنا.
إذن بأي شيء يكون حسن ما نحاه أهل الأثر؟ هاه؟
الطالب : بالاتّباع.
الشيخ : باتّباع الآثار، بطمأنينة القلب، بنشراح الصدر، ... النفس، الانبساط وعدم القلق وعدم الحيرة، كل هذا موجود ولله الحمد فيما نحاه ذو الأثر، يقولون سمعنا وأطعنا.
معنى قوله:( فإنـهـم قد اقتدوا بالمصطفى وصحبه فاقـنـع بـهـذا وكفى ) وأن أصل سعادة العبد هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا.
الشيخ : طيب قال: " فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى *** وصحبه"، " فإنهم " أي أهل الأثر " قد اقتدوا بالمصطفى " وهو محمّد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، واتّبعوه ظاهرا وباطنا، ومن اتّبع المصطفى عليه الصلاة والسلام فقد هدي إلى صراط مستقيم كما قال الله تعالى (( وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم )) ومن وفّق لذلك فقد وفّق لمحبّة الله له (( قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله )) ومن وفّق لذلك فقد شرح صدره (( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربّه )) فإذا وفّق لاتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم في العقيدة والقول والعمل والفعل والترك، فقد وفّقت لكل خير، ونكرر دائما ما قاله بعض السلف " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " الله أكبر! لو سألت أهل الدنيا من أنعم الناس؟ هاه؟ قالوا الملوك وأبناء الملوك، نعم، لكن أهل العبادة أنعم من هؤلاء، أنعم وأسر بالا، وأشرح صدرا، وأهدأ نفسا، لأنهم متّصلون بالله عزّ وجلّ في قيامهم وقعودهم ومنامهم ويقظتهم، دائما مع الله، والله تعالى معهم، فهم أنعم الناس في الدنيا والآخرة، ولهذا قال: " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " ... لكن الملوك إذا أخذوا ما أخذ به هؤلاء صاروا أنعم منهم، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( سبعة يظّلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظلّه: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله ) فبدأ بهؤلاء السبعة بالإمام العادل، العادل في معاملة الله، وفي معاملة عباد الله.
فالمهم أننا نقول الاقتداء بالرسول الله عليه الصلاة والسلام فيه كل الخير، احرص على اتّباعه ظاهرا وباطنا في العقيدة والأقوال والأعمال والأفعال والتروك، نعم، لكن ما فعله على سبيل التعبّد فإنك تفعله عبادة وتقرّبا إلى الله عزّ وجلّ، وما فعله لا على سبيل التعبّد فإن من الناس من يفعله لمحبّته للرسول عليه الصلاة والسلام لا للتقرب إلى الله به، يفعله ليس على أنه عبادة، ولكن لأن الرسول يفعله فيحب ما فعله الرسول فقط، لا تعبّدا لله، كما أن الإنسان إذا أحب شخصا تجده يقلّده، وإن كان لا يعتقد أن في ذلك عبادة وتقربا إلى الله عزّ وجلّ، وثم كان ابن عمر رضي الله عنهما كان يتتبع آثار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في غير الأمور العبادية، حتى أنه يتحرى المكان الذي نزل فيه الرسول عليه الصلاة والسلام ليبول فيه في الطريق، فينزل ويبول، لكن هذه القاعدة يقول شيخ الإسلام خالفه فيها أكثر الصحابة رضي الله عنهم.
فالمهم أننا نقول الاقتداء بالرسول الله عليه الصلاة والسلام فيه كل الخير، احرص على اتّباعه ظاهرا وباطنا في العقيدة والأقوال والأعمال والأفعال والتروك، نعم، لكن ما فعله على سبيل التعبّد فإنك تفعله عبادة وتقرّبا إلى الله عزّ وجلّ، وما فعله لا على سبيل التعبّد فإن من الناس من يفعله لمحبّته للرسول عليه الصلاة والسلام لا للتقرب إلى الله به، يفعله ليس على أنه عبادة، ولكن لأن الرسول يفعله فيحب ما فعله الرسول فقط، لا تعبّدا لله، كما أن الإنسان إذا أحب شخصا تجده يقلّده، وإن كان لا يعتقد أن في ذلك عبادة وتقربا إلى الله عزّ وجلّ، وثم كان ابن عمر رضي الله عنهما كان يتتبع آثار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في غير الأمور العبادية، حتى أنه يتحرى المكان الذي نزل فيه الرسول عليه الصلاة والسلام ليبول فيه في الطريق، فينزل ويبول، لكن هذه القاعدة يقول شيخ الإسلام خالفه فيها أكثر الصحابة رضي الله عنهم.
7 - معنى قوله:( فإنـهـم قد اقتدوا بالمصطفى وصحبه فاقـنـع بـهـذا وكفى ) وأن أصل سعادة العبد هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا. أستمع حفظ
معنى قوله:( وصحبه ) تعريف الصحبة وبيان تفاضلهم.
الشيخ : ثم قال " وصحبه " صحب الرسول من هم؟ كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك، ولكن نعلم أن الصحابة طبقات ليسوا طبقة واحدة (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاّ وعد الله الحسنى )) حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لخالد بن الوليد ومن هو خالد؟ تعرفونه، لما نازع عبد الرحمن بن عوف قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: ( لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحد مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّه ولا نصيفه ) ففرّق بين خالد الذي تأخّر إسلامه وبين عبد الرحمن بن عوف الذي يعتبر من السابقين للإسلام.
المهم أن الصحب طبقات، طبقات في الصحبة، طبقات في الهجرة، طبقات في العلم، طبقات في كل شيء، لا يوجد أحد أفضل من أبي بكر رضي الله عنه من الصحابة، لأن الله تعالى نص على صحبته في القرآن الذي يتلى إلى يوم القيامة: (( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) الله أكبر! أثبت الصحبة له وأثبت المعيّة له، المعية الخاصة له مع الرسول صلى الله عليه وسلم (( إن الله معنا ))، ثم يليه بلا شك عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اختاره أبو بكر، ونحن نشهد الله عزّ وجلّ أن أبا بكر أشدّ الناس أمانة وأصدقهم فراسة، أشد أمانة لأننا نعلم لو كان الرجل يريد الخيانة ما ولّى أبا بكر كان ولّى أحد أبنائه.
الطالب : ما ولّى عمر.
الشيخ : قصدي ما ولى عمر، لولّى أحد أبنائه أو أحد قومه، لكنه أمين على هذه الأمة، فأدّى الأمانة رضي الله عنه حيّا وميّتا، ونعلم أنه أصدق الناس فراسة، لأنه ولّى عليهم من هو خير الناس بعده، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان دائما يقول: ( ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، وجئت أنا وأبو بكر وعمر ) ودائما يقترن اسم هذين الرجلين باسم الرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا شاء الله سبحانه وتعالى بحكمته أن يكون هؤلاء الثلاثة قرناء في الحياة وفي الممات، فقبورهم في مكان واحد، ويوم القيامة يقومون من قبورهم قيام رجل واحد، وهذه هي الميزة والفضيلة والفضل.
المهم أن الصحب يختلفون، لكن على كل حال لا أحد يساوي الصحابة رضي الله عنهم في فضل الصحبة أبدا، الصحبة لا يمكن أن يشاركهم فيها أحد، في العلم ربما يوجد من التابعين من هو أعلم من بعض الصحابة، ... رجل أعرابي لو جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وآمن به، وأخذ منه ما أخذ من الشريعة وانصرف إلى قومه، ولم يأت إلى المدينة للتعلم، لا شكّ أن من التابعين من هو أعلم منه، ولكن الصحبة التي هي رؤية النبي عليه الصلاة والسلام مع الإيمان به لا توجد في غير الصحابة.
المهم أن الصحب طبقات، طبقات في الصحبة، طبقات في الهجرة، طبقات في العلم، طبقات في كل شيء، لا يوجد أحد أفضل من أبي بكر رضي الله عنه من الصحابة، لأن الله تعالى نص على صحبته في القرآن الذي يتلى إلى يوم القيامة: (( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) الله أكبر! أثبت الصحبة له وأثبت المعيّة له، المعية الخاصة له مع الرسول صلى الله عليه وسلم (( إن الله معنا ))، ثم يليه بلا شك عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اختاره أبو بكر، ونحن نشهد الله عزّ وجلّ أن أبا بكر أشدّ الناس أمانة وأصدقهم فراسة، أشد أمانة لأننا نعلم لو كان الرجل يريد الخيانة ما ولّى أبا بكر كان ولّى أحد أبنائه.
الطالب : ما ولّى عمر.
الشيخ : قصدي ما ولى عمر، لولّى أحد أبنائه أو أحد قومه، لكنه أمين على هذه الأمة، فأدّى الأمانة رضي الله عنه حيّا وميّتا، ونعلم أنه أصدق الناس فراسة، لأنه ولّى عليهم من هو خير الناس بعده، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان دائما يقول: ( ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، وجئت أنا وأبو بكر وعمر ) ودائما يقترن اسم هذين الرجلين باسم الرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا شاء الله سبحانه وتعالى بحكمته أن يكون هؤلاء الثلاثة قرناء في الحياة وفي الممات، فقبورهم في مكان واحد، ويوم القيامة يقومون من قبورهم قيام رجل واحد، وهذه هي الميزة والفضيلة والفضل.
المهم أن الصحب يختلفون، لكن على كل حال لا أحد يساوي الصحابة رضي الله عنهم في فضل الصحبة أبدا، الصحبة لا يمكن أن يشاركهم فيها أحد، في العلم ربما يوجد من التابعين من هو أعلم من بعض الصحابة، ... رجل أعرابي لو جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وآمن به، وأخذ منه ما أخذ من الشريعة وانصرف إلى قومه، ولم يأت إلى المدينة للتعلم، لا شكّ أن من التابعين من هو أعلم منه، ولكن الصحبة التي هي رؤية النبي عليه الصلاة والسلام مع الإيمان به لا توجد في غير الصحابة.
معنى قوله:( فاقنع بهذا وكفى ).
الشيخ : قال: " فاقنع بهذا وكفى " نقول للمؤلف سمعا وطاعة، نقنع بهذا إن شاء الله تعالى، ونسأل الله أن يميتنا عليه.
الطالب : آمين.
الشيخ : " اقنع بهذا " أي باتباع آثار المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وصحبه، " وكفى " كفى عن أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : عن كل شيء، كفى عن أهل النظر وعن مجادلاتهم، وعن معقولاتهم التي هي وهميّات.
ففي هذين البيتين أكبر دليل على بطلان ما عليه أهل النظر، وأكبر دليل على صحّة ما.
الطالب : آمين.
الشيخ : " اقنع بهذا " أي باتباع آثار المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وصحبه، " وكفى " كفى عن أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : عن كل شيء، كفى عن أهل النظر وعن مجادلاتهم، وعن معقولاتهم التي هي وهميّات.
ففي هذين البيتين أكبر دليل على بطلان ما عليه أهل النظر، وأكبر دليل على صحّة ما.
اضيفت في - 2007-02-04