سؤال: الاستغراق إنما يكون في ما له أفراد مثل : { وخلق الإنسان ضعيفاً } أي كل إنسان, وهذا له أفراد كل واحدة متميزة عن الأخرى وحياة الله تعالى ليست كذلك, الله واحد فكيف نقول للاستغراق ؟
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم.
السائل : وقيامه بالحياة.
الشيخ : نعم
السائل : له الحياة.
الشيخ : نعم.
السائل : فقال للاستغراق.
الشيخ : نعم
السائل : وبالاستغراق ترى ما يستقيم.
الشيخ : إلا.
السائل : الاستغراق هو مجيء ... وأفراد الحياة الناقصة والخالية، وليس هكذا
الشيخ : طيب.
السائل : هذا هو الاستغراق ...
الشيخ : نعم صح، استغراق الصفات الكاملة، لأن من كمال الحي أن يكون ذا صفات، فاستغراق الحياة بمعنى الحياة الكاملة المتضمنة لجميع الصفات الكاملة، فليس استغراق أعيان، استغراق أوصاف، إي نعم.
السائل : يعني أفراد في الكمال
الشيخ : في المعاني والكمال.
الطالب : ما فهمنا سؤاله؟
الشيخ : هاه؟
الطالب : ما فهمنا سؤاله؟
الشيخ : إيش؟
الطالب : ما فهمنا سؤاله؟
الشيخ : السؤال يقول إن الاستغراق إنما يكون فيما له أفراد، مثل (( وخلق الإنسان ضعيفا )) الإنسان كل إنسان، وهذا له أفراد كل واحد متميز عن الأخرى، وحياة الله تعالى ليست كذلك، الله واحد، فكيف نقول للاستغراق؟
قلنا في الجواب: استغراق الحياة غير استغراق الحي، فاستغراق الحياة هنا استغراق صفات، يعني أن الحياة حياة الله عز وجل متضمنة لكل الأوصاف الكاملة الذي هو من مقتضى كمال الحياة.
السائل : شيخ
1 - سؤال: الاستغراق إنما يكون في ما له أفراد مثل : { وخلق الإنسان ضعيفاً } أي كل إنسان, وهذا له أفراد كل واحدة متميزة عن الأخرى وحياة الله تعالى ليست كذلك, الله واحد فكيف نقول للاستغراق ؟ أستمع حفظ
سؤال: قوله تعالى : { إني أنا الله } ، ألا يرد عليهم في إثبات الكلام لله ؟
السائل : قول ... ما يقول لك قول الله تعالى (( إني أنا الله )) ...
الشيخ : إي نعم، هو هذا من الرد عليهم، قال لهم الإمام أحمد، نعم؟
السائل : وش يقولون عن هذا؟
الشيخ : هو ما عندنا باب يسمى باب المجاز؟
السائل : أيوه.
الشيخ : باب المجاز، فيقول إن الله خلق هذه الكلمة في هذه الشجرة وليست تعني نفسها، ولكن هذا من باب التجوز.
الطالب : كيف (( إني أنا الله ))؟
الشيخ : كما لو قلت لك أنا محمد، وأنا مرسل منه، يعني واحد أرسلني اسمه عبدالله، فقلت أنا عبدالله، لو مثلا أنت كلمتك بكلام قلت أعطني حق عبدالله، أنا موكلني أقبض منك الحق، قلت: اصبر خلني أراجع عبدالله، قلت: أنا عبدالله.
السائل : وكيل عنه
الشيخ : يعني وكيل عنه.
السائل : مشكلة هذا المجاز.
الشيخ : مشكلة المجاز، ولهذا يجب أن يكسر المجاز قبل لا نتجوزه.
مناقشة الشيخ للطلاب حول صفة الكلام لله والرد على أهل البدع في ذلك
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر "
الشيخ : بس.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سبق الكلام على الكلام، على كلام الله عز وجل، فما هو مذهب أهل السنة والجماعة، شاكر؟
الطالب : ...
الشيخ : كمل
الطالب : متى شاء كيفما شاء.
الشيخ : كيف شاء، ما هي بكيفما.
الطالب : كيف شاء
الشيخ : هاه؟ كمل أيضا.
الطالب : كيف شاء متى شاء
الشيخ : هاه؟ وبما؟
الطالب : وبما شاء.
الشيخ : وبما شاء، يتكلم كيف شاء متى شاء بما شاء.
طيب، كيف شاء، وصف لإيش؟
الطالب : يتكلم في اللغة العربية والعبرية ...
الشيخ : صح، ما هو الدليل على أنه يتكلم بالصوتين: المنخفض والعالي؟
الطالب : قوله ...
الشيخ : اقرأ الآية.
الطالب : قولِه تعالى
الشيخ : قولِه تعالى ولا قولُه؟ أنا قلت لك: ما هو الدليلُ؟
الطالب : قولُه.
الشيخ : قولُه. زين.
الطالب : قولُه تعالى.
الشيخ : نعم.
الطالب : (( وناديناه ))
الشيخ : صح (( وناديناه من جانب الطور الأيمن ))
الطالب : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ))
الشيخ : أحسنت تمام.
الدليل على أنه يتكلم كيف شاء بعدة لغات، إمداد الله؟
الطالب : أنه كلم موسى عليه السلام و.
الشيخ : وكلم محمدا.
الطالب : صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : نعم.
الطالب : فموسى عليه السلام لا يعرف العربية، والنبي صلى الله عليه وسلم يعرف العربية ولا يعرف غيرها.
الشيخ : نعم.
الطالب : فهذا دليل على أنه.
الشيخ : والله تعالى لا يكلم أحدا بما لا يعرف، لأن هذا عبث ولا فائدة منه. قلنا إن فيه احتمالا هاه ما هو؟
الطالب : أنه الله عز وجل قد يكلم موسى عليه السلام بالعربية ويلقي في قلبه.
الشيخ : في نفسه فهما لها في ذلك الوقت.
طيب، أجبنا عن هذا نصر؟
الطالب : هذا خلاف الظاهر.
الشيخ : خلاف الظاهر، فيحتاج إلى إقامة دليل على أن الله تعالى أعطاه فهما، والله سبحانه وتعالى إذا كان عز وجل قادرا على أن يتكلم باللغة العربية فهو قادر على أن يتكلم بغيرها.
طيب. متى شاء الأخ يعود على إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : متى شاء تعود على إيش؟ على صفة الكلام ولا على إيه، مهند؟
الطالب : على الزمن.
الشيخ : على الزمن، يعني في أي وقت شاء أن يتكلم يتكلم، طيب. ما هو دليلك؟
الطالب : أن الله سبحانه وتعالى كلم موسى ثم كلم محمدا ...
الشيخ : هذا تعليل، ما تأتينا بدليل؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : وجه الدلالة؟
الطالب : أنه كلم موسى قبل محمد عليه الصلاة والسلام.
الشيخ : من الآية، ما في الآية كلام محمد، محمد إي نعم؟
الطالب : أنه قبل النداء لم يكن ...
الشيخ : أن هذا النداء كان مقيدا بظرف، وهو إذ (( إذ نادى )) أي: وقت مجيئه أو وقت مناداته. في أيضا آية أصرح من هذا؟
الطالب : (( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ))
الشيخ : إيه، (( قال ربي ))
الطالب : (( قال رب أرني أنظر إليك ))
الشيخ : (( قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل )). طيب، فإن قوله (( ولما جاء موسى )) (( وكلمه )) دليل على أن التكليم وقع بعد مجيء موسى، طيب، وكذلك أيضا المحاورة التي جرت بين الله وبين موسى في سورة طه.
بما شاء، تعود يلا خالد؟
الطالب : تعود على الكلام فإذا شاء الله عز وجل يتكلم بالأمر والنهي والخبر أو بالأمور الكونية أو بالأحكام الشرعية.
الشيخ : طيب أحسنت.
أهل السنة والجماعة يرون أن الله يتكلم بحرف وصوت، الدليل على أنه بحرف؟
الطالب : لا أعلم.
الشيخ : ما حضرت، نعم يا؟
الطالب : أن القرآن كلام الله.
الشيخ : نعم.
الطالب : والقرآن حروف كما هو ظاهر.
الشيخ : حروف كما هو ظاهر، وأيضا الكلام الذي يوجهه الله عز وجل إلى من يكلمه كله حروف (( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي )) كل هذه حروف معروف، كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب الدليل على أنه بصوت؟
الطالب : قوله تعالى (( وناديناه )).
الشيخ : (( وناديناه )).
الطالب : (( من جانب الطور )).
الشيخ : (( وقربناه نجيا )) فإن هذه كلها صفة للصوت.
وفيه أيضا صريح، لفظ صريح في السنة، يقول الله تعالى: ( يا آدم فيقول لبيك وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ) ( فينادي بصوت )، على أن قوله ( فينادي ) يغني عن قوله بصوت، لكن هذا من باب التأكيد، كما في قوله تعالى: (( ولا طائر يطير بجناحيه )). نعم. طيب، خالف أهل السنة والجماعة في الكلام عدة طوائف من أهل البدع، ذكرنا منهم طائفتين مشهورتين.
الطالب : هما الجهمية والمعتزلة.
الشيخ : بس؟ الجهمية والمعتزلة هذا طريقهم واحد في الكلام.
الطالب : وأهل السنة والجماعة؟
الشيخ : ... محمد؟
الطالب : المعتزلة والأشاعرة.
الشيخ : نعم، المعتزلة والأشاعرة، المعتزلة والجهمية سواء في باب الكلام، يقولون يا هداية الله؟ قول المعتزلة والجهمية في كلام الله ماذا يقولون؟
الطالب : هم يقولون إن الكلام مخلوق.
الشيخ : الكلام مخلوق.
الطالب : وليس.
الشيخ : ليس بصفة من صفات الله عز وجل.
طيب، وإذا قلنا لهم ما دليلكم على أنه مخلوق؟
الطالب : هم يقولون
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : نعم، (( وخلق كل شيء )) والكلام شيء، فالله خالقه، طيب.
الطالب : أن الله سبحانه وتعالى أنزل من السماء ماء، وأنزل من السماء...
الشيخ : قالوا إن إضافة الإنزال إلى القرآن لا يقتضي أنه صفة.
الطالب : لأنه مخلوق.
الشيخ : ولا يمنع أن يكون مخلوقا، لأن الله تعالى أضاف الإنزال إلى المخلوقات، فقال: (( أنزل من السماء ماء )) (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد )) (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ))، نعم. واضح؟ طيب.
ما هو الرد عليهم بما استدلوا به أولا من الآية، وأظني ما ذكرتها لكم، هاه؟ ثانيا من ذكر الإضافة إضافتها إلى الله حيث قال: إن هذا إضافة تشريف وتكريم وليس إضافة صفة، محمد؟
الطالب : أولا من الآية نقول: الله خالق كل شيء يعني يصلح للخلق، ما يكون فيه غير المخلوق، وأما القرآن فهو صفة من صفات الله عز وجل، وصفات الله غير مخلوقة.
تتمة الرد على شبهة الجهمية والمعتزلة: ليس كل منزلٍ مخلوقاً ، فالله أنزل من السماء ماءاً والماء النازل من السماء مخلوق والحديد مخلوق
إذن فالمخلوق الذي خلقه الله بائن عن الله عز وجل، ومن المعلوم أن الكلام معنى يقوم بالغير، ليس عينا قائمة بنفسها، فإذا أضافه الله إليه فهو من باب إضافة الصفة إلى موصوفها. طيب، وأما بالنسبة لقولهم: إن الله أنزل الحديد والأنعام والمطر وهي مخلوقة، فنقول: هذه أعيان قائمة بنفسها، لا يصح أن تكون صفة لله عز وجل بخلاف إيش؟ بخلاف الكلام، نعم، نعم؟
الطالب : يفترض أن الله عز وجل له الخلق والأمر ...
الشيخ : نعم، هذا من الرد عليهم.
إذن ما احتجوا به فهو باطل، وعلمتم بطلانه، هم إذا أنكروا كلام الله الذي هو وصفه وقالوا إنه مخلوق، فإن إنكارهم هذا في الحقيقة يقتضي إنكار الشرع والقدر، لأنه يقتضي أن تكون المخلوقات بغير كلام الله، بل بمخلوق مثلها، ويقتضي أيضا أن يكون الشرع بغير وحي الله، بل بمخلوق من المخلوقات، ولا يقتضي إلزام الناس به، لأنه مخلوق، فلهذا ذكر ابن القيم في النونية أن هذا القول يترتب عليه إبطال الخلق والأمر جميعا، لأنه لا يكون الخلق بقول كن ولا الشرع بقول افعلوا، وإنما بأشياء مخلوقة بمخلوقة، وهذا إبطال للشرع والقدر.
طيب، ذكرنا أنه يلزم على قولهم غير ما ذكر ابن القيم من إبطال الشرع والقدر يلزم عليه أن يكون كل كلام الناس إيش؟ كلام الله، لأنهم إذا ادعوا أن الكلام المخلوق يكون كلاما لله، نقول: إذن كلام المخلوقات كلام لله، لأنه مخلوق، وهذا شيء ممتنع.
4 - تتمة الرد على شبهة الجهمية والمعتزلة: ليس كل منزلٍ مخلوقاً ، فالله أنزل من السماء ماءاً والماء النازل من السماء مخلوق والحديد مخلوق أستمع حفظ
بيان القول الثاني من أقوال أهل البدع في صفة الكلام لله وهو قول الأشاعرة وهو أن كلام الله معنى قائم بنفسه لا يتعلق بمشيئته.
الطالب : لا.
الشيخ : آه، زين. قالوا: إن كلام الله صفة من صفاته، وليس بمخلوق، ولكن الكلام الذي نقر به هو المعنى القائم بنفسه، وليس الشيء المسموع الذي يكون بالحروف، فإن هذا الشيء المسموع الذي يكون بالحروف خلق من مخلوقات الله، خلقه الله تعبيرا عما في نفسه، وليس هو كلام الله، لكن إضافته إلى الله من باب المجاز، فتجوز عما كان عبارة عن الشيء تجوز به، فسمي به الشيء، فسمي كلام الله لأنه عبارة عنه، وليس هو كلام الله، إذن ما الكلام؟ قالوا: المعنى القائم بالنفس، وهو أزلي أبدي لا يتعلق بمشيئته، بل هو وصف لازم له كلزوم الحياة والعلم والقدرة.
شف كيف؟ يعني: هل يتكلم متى شاء على زعمهم؟ لا، كما أنه لا يعلم متى شاء، علمه لازم لذاته، هم يقولون الكلام لازم لذاته لا يتعلق بمشيئته، الجهمية والمعتزلة خير منهم من هذا الوجه، لأنهم يقولون إن كلام الله يتعلق بمشيئته، لكنه مخلوق، هم يقولون لا يتعلق بمشيئته ولا بإرادته، ثم يقولون: إن ما يسمعه محمد عليه الصلاة والسلام وموسى وغيرهما من كلام الله إنما هو شيء إيش؟ مخلوق، فشاركوا الجهمية والمعتزلة في هذا، في أن ما يسمع مخلوق، لكن الجهمية قالوا هو كلام الله، وهؤلاء قالوا عبارة عن كلام الله، فوافقوا الجهمية في أن المسموع مخلوق، وخالفوهم في أنهم قالوا: إنه عبارة، وهؤلاء قالوا إنه حقيقة، فصار المعتزلة والجهمية خيرا منهم من هذا الوجه أيضا، لأن الجهمية يقولون والمعتزلة يقولون هذا كلام الله، هم يقولون لا، هذا ليس كلام الله، بل هو عبارة عن كلام الله، مع أن الله يصرح بأنه كلامه، لكن يقول: لا، هو عبارة عن كلام الله.
5 - بيان القول الثاني من أقوال أهل البدع في صفة الكلام لله وهو قول الأشاعرة وهو أن كلام الله معنى قائم بنفسه لا يتعلق بمشيئته. أستمع حفظ
الرد على الأشاعرة في قولهم أن كلام الله معنى قائم بالنفس من جهة اللغة والشرع.
أما الشرع فلأن الله تعالى وصف القرآن بأنه كلام الله، والأصل أن الصفة حقيقة في موصوفها، وهذا القرآن مسموع ولا غير مسموع؟ مسموع، وبحروف ولا غير حروف؟ حروف، ويتعلق بالمشيئة ولا ما يتعلق بالمشيئة؟ يتعلق بالمشيئة، فكذَّب دعواكم بأن الكلام هو المعنى القائم بالنفس.
وأما مخالفته للغة فإنه لا يقال في اللغة للكلام كلام حتى يخرج باللسان، وإنما يذكر الكلام القائم بالنفس كلاما مقيدا، فيقال: حدث نفسه، ويقال حديث النفس، ويقال يقول في نفسه، أما عند الإطلاق فإن القول والكلام لا يقال إلا لما يسمع ويكون بحروف.
الجواب عن استدلالهم بقوله تعالى:" ويقولون في أنفسهم ".
قلنا: هذا رد عليكم وليس لكم، بل هو دليل عليكم وليس لكم، ليش؟ لأن الله لما أراد حديث النفس قال: (( ويقولون في أنفسهم ))، ولما أراد حديث اللسان قال (( بما نقول )) فأطلق (( لولا يعذبنا الله بما نقول ))، ولم يقولوا بما نقول في أنفسنا، لأنهم يقولون بألسنتهم، لكن يحدثون أنفسهم، ويقولون لولا يعذبنا الله بما نقول.
فحديث النفس لا يسمى قولا ولا كلاما ولا حديثا إلا مقيدا، وأما القول والحديث والكلام عند الإطلاق فإنما هو قول إيش؟ قول اللسان، هذا بالنسبة للآدمي، لكنه القول المسموع الذي يكون بالحروف.
ثم إننا نقول لهم: أي فرق بين العلم والكلام على ما زعمتم؟ لأن حقيقة الأمر أنه إذا كان الكلام هو ما قدره الله في نفسه صار معناه إيش؟ العلم، صار معناه العلم، فلا فرق بين العلم والكلام على زعمهم.
الجواب عن استدلالهم بقول الشاعر: إن الكلام لفي الفـؤاد وإنـما جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
" إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلا ".
قلنا: وهذا دليل عليكم أيضا وليس لكم، ليش؟ لأن الشاعر يريد أن الكلام المعتبر هو الذي يخرج من القلب، ولكنه لا يسمى كلاما ولا يضاف إلى الإنسان حتى يقوم عليه الدليل، وبماذا يكون الدليل هاه؟ باللسان، باللسان الذي ينطق فيسمع ويكون بحروف، هذا إذا تنزلنا أن نوافق على الاستشهاد بهذا البيت، وأما إذا قيل إن القائل لهذا البيت هو الأخطل، فإنه لا دليل فيه، لأن الأخطل رجل من النصارى يجوزون من الوهميات ما لا تجيزه العقول، فالنصارى يقولون إن الله ثالث ثلاثة، ويقولون نحن موحدون، وكيف يكون موحد من جعل الآلهة ثلاثة؟ فهم عندهم خطأ، وعندهم ضلال، ولهذا وصفوا بأنهم ضالون، وإن قولا يستشهد له ويستدل له بأقوال النصارى، هاه؟ لقول مبني على شفا جرف هار.
على كل حال نحن إذا سلمنا جدلا بالاستدلال بهذا البيت فهو دليل عليهم لا لهم، لأن حقيقة القول أو حقيقة الكلام المعتبر ما كان في القلب وعبر عنه اللسان، أما الكلام اللي لا يكون في القلب فهذا هذيان، يجي إنسان نائم نسمعه يتكلم، هذا ما هو كلام، ولا هو معتبر، إنسان مخرف بلغ من الكبر عتيا، نعم، كل يوم يقول عن نفسه أنا السلطان ابن السلطان، لي ألف وزير، ومليون أمير، ومدري إيش، يتكلم كلام فاضي، هذا يمكن نقول كلام، هاه؟ ما نقول كلام، فمراد الشاعر أن الكلام المعتبر هو الذي يكون في القلب ثم يعبر عنه اللسان ويدل عليه، وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا.
صار الأشاعرة يخالفون أهل السنة في الكلام أولا: أنه معنى وليس بحرف وصوت، ثانيا: أنه لازم لذات الله لا يتعلق بمشيئته وإرادته، وأهل السنة والجماعة يقولون إنه متعلق بمشيئته وإرادته، متى شاء تكلم، ومتى شاء لم يتكلم. طيب.
8 - الجواب عن استدلالهم بقول الشاعر: إن الكلام لفي الفـؤاد وإنـما جعل اللسان على الفؤاد دليلاً أستمع حفظ
مسألة: على أي شيء بنى المعتزلة قولهم وعلى أي شيء بنى الأشاعرة قولهم في نفي الصفات عن الله؟ والرد على الأشاعرة في دعواهم بامتناع قيام الحوادث بالله .
نقول: أما المعتزلة فبنوا قولهم على نفي الصفات عن الله، لأنهم ينفون صفة الكلام، يقولون الله لا يتكلم، فهم يثبتون الأسماء ولا يثبتون الصفات.
وأما الأشاعرة فبنوا قولهم على امتناع قيام الحوادث بالله، وقالوا: الشيء الحادث الذي يكون بالمشيئة لا يقوم بالله أبدا، لماذا؟ قالوا: لأن الحادث لا يقوم إلا بحادث، فإذا قامت بالله الحوادث لزم من ذلك أن يكون حادثا.
وهذا لا شك أنه خطأ. أما مذهب المعتزلة والجهمية فظاهر خطؤه، لأنهم ينكرون جميع الصفات ونحن نثبت لله جميع ما أثبته لنفسه.
وأما الأشعرية فنقول: من قال إن الحادث لا يقوم إلا بحادث، قد يقوم الحادث بالقديم، أي: بالأزلي الأبدي، وهذا من كمال الله أن يكون فعله متعلقا بإيش؟ بمشيئته، وأن يحدث من أمره ما شاء، ونقول لهم: ماذا تقولون في قوله تعالى: (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فإن الآية واضحة بأنه عند إرادة الشيء يقول له كن فيكون، والفاء تدل على الترتيب والتعقيب، إذن فالأمر بالكون هاه؟ سابق للكون، لكنه متصل به، كن فيكون.
فإن ادعوا أن المراد يقول في الأزل كن؟
فالجواب: أن هذا خلاف الظاهر، لأن كن فيكون تدل على أن هذه عقب هذه، وهذا يستلزم أن يكون قوله حادثا عند وجود ما أراده عز وجل. نعم.
9 - مسألة: على أي شيء بنى المعتزلة قولهم وعلى أي شيء بنى الأشاعرة قولهم في نفي الصفات عن الله؟ والرد على الأشاعرة في دعواهم بامتناع قيام الحوادث بالله . أستمع حفظ
سؤال: إن الأشاعرة يقولون : إن القرآن جاء به جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام وإذا جعلتموه صفة من صفات الله فكيف تنفك الصفة عن الموصوف ؟
الشيخ : إي، يقول: إن الأشاعرة يقولون: إن القرآن جاء به جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام، وإذا جعلتموه صفة من صفات الله، فكيف تنفك الصفة عن الموصوف، كذا؟ طيب. الجواب على هذا بسيط، عندما أقول لك يا هداية الله، نعم، بلغ أحمد بكذا وكذا وكذا، الكلام من هو كلامه، هاه؟ من هو كلامه؟
السائل : كلامك
الشيخ : كلامي أنا، وأنت اللي بلغته، فالكلام إنما يضاف إلى من قاله مبتدئا، الكلام يضاف إلى من قاله مبتدئا، لا إلى من قاله مبلغا.
السائل : وهذا الكلام جاءه جبريل على المخلوق.
الشيخ : لا لا، الكلام هذا أصل الكلام كلام الله، لكن تكلم جبريل به هذا المخلوق، أما المتكلم به فهو كلام الله، أنا الآن عندما أقرأ (( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين )) صوتي هذا مخلوق، لكن ما أصوت به، هو صفة الله غير مخلوق، فهمت؟ ولهذا وصف الله القرآن بأنه قول محمد وقول جبريل، كذا؟ ولا يمكن أن يكون قول من قائلَين، فقال: (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين )) من المراد بالرسول هذا؟
الطالب : جبريل.
الشيخ : جبريل، (( إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر )) المراد بالرسول هنا محمد، فأضاف القول إلى محمد، وأضاف القول إلى جبريل، ومن المعلوم أنه لا محمد ولا جبريل، هو القائل الأول، القائل الأول من هو؟
الطالب : الله.
الشيخ : الله عز وجل (( إنه لتنزيل رب العالمين )) شف الآية اللي في الشعراء تبين (( إنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين )) ثلاثة، (( تنزيل رب العالمين )) هذا الأول، إذن فالكلام يضاف إلى من؟ إلى أول من قاله، كذا؟ أنا لو قلت: " قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل " قلت الآن الكلمة هذا، من الذي قالها؟ امرؤ القيس، الذي قالها امرؤ القيس، وأنا قلتها الآن، لكن قلتها إما مبلغا إن كنت قد أمرت بتبليغها، وإما حاكيا إن كنت لم أؤمر بتبليغها، واضح؟ نعم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر "
10 - سؤال: إن الأشاعرة يقولون : إن القرآن جاء به جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام وإذا جعلتموه صفة من صفات الله فكيف تنفك الصفة عن الموصوف ؟ أستمع حفظ
الكلام على الصفة الثالثة لله وهي صفة البصر، وذكر أنواع البصر.
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سبق لنا من صفات الله عز وجل الحياة، وكذلك الكلام.
قال: " والبصر " يعني: وله البصر، والبصر هو رؤية الأشياء، وقد أثبت الله في كتابه أنه بصير، بصير بما يعمل العباد، وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن لله بصرا في قوله ( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )، وعلى هذا فالبصر ثابت لله في الكتاب والسنة، لكن هذا الحديث الذي ذكرناه هو بصر الرؤية، أما بصر العلم فيستفاد من الآية، ولهذا نقول: إن بصر الله عز وجل نوعان: بصر رؤية، وبصر علم، كلاهما يشمله قوله تعالى: (( والله بصير بالعباد )) (( والله بصير بما تعملون ))، وما أشبه ذلك، فإن هذا البصر شامل لإيش؟ هاه؟ لبصر العلم وبصر الرؤية، أما قوله ( لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) فإنه يختص بصر إيش؟ بصر الرؤية.
طيب، على كل حال البصر ثابت لله عز وجل، وهو من الصفات الذاتية التي لم يزل ولا يزال متصفا بها، فهو لم يزل ولا يزال عليما، ولم يزل ولا يزال بصيرا بخلقه عز وجل، أي: يبصرهم.
وهل يلزم من البصر إثبات العين لله ؟
والمهم أنه لو قال قائل: هل يلزم من إثبات البصر إثبات العين أو ثبوت العين؟
الجواب: لا، لا يلزم، بل العين نصوصها وحدها، والبصر نصوصه وحدها.
فإذا قال قائل: هل يمكن عقلا أن يرى بلا عين، أو أن يحصل بصر بلا عين؟
الجواب: نعم، يمكن، فقد قال الله تعالى عن الأرض: (( يومئذ تحدث أخبارها )) أي: تخبر بما عمل الناس عليها، وعمل الناس قد يكون فعلا يرى وقد يكون قولا يسمع، فالأرض تسمع بلا أذن، وترى بلا عين، والله على كل شيء قدير.
المهم على كل حال نثبت لله البصر، بصر العلم وبصر الرؤية، ونرى أنه من الصفات هاه؟ الذاتية التي لم يزل ولا يزال متصفا بها.
الكلام على الصفة الرابعة لله وهي صفة السمع، وذكر نوعي السمع: سمع إدراك وهذه صفة ذاتية، وسمع إجابة وهي صفة فعلية .
السمع الذي أثبته الله لنفسه نوعان: سمع إدراك المسموع، وسمع إجابة المسموع، وهناك فرق بين الإدراك وبين الإجابة، قال الله تعالى: (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ))، (( سمعنا )) يعني: سمع إيه؟ إدراك، (( وهم لا يسمعون )) سمع استجابة.
سمع الله عز وجل يشمل سمع الإدراك وسمع الاستجابة، ففي قوله تعالى: (( قد سمع الله قول التي تجادلك )) سمع هاه؟ إدراك، وفي قوله تعالى: (( إن ربي لسميع الدعاء )) سمع الاستجابة، وفي قول المصلي: " سمع الله لمن حمده " سمع الأمرين جميعا، يعني يسمع ويجيب من حمده بالإثابة، يرحمك الله.
إذن سمع الله يا إخوان ينقسم إلى قسمين: سمع إدراك وسمع استجابة.
هل هما من الصفات الذاتية أو لا؟
أما سمع الإدراك فهو من الصفات الذاتية، وأما سمع الاستجابة فهو من الصفات الفعلية، لأنه إن شاء استجاب وإن شاء، نعم؟ لم يستجب، فأولوا الألباب الذين يقولون ربنا إنا آمنا، قال الله تعالى: (( فاستجاب لهم ربهم ))، (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) فالاستجابة حصلت بعد الدعاء، وكل شيء يكون له سبب من صفات الله، كل شيء من صفات الله له سبب فهو من الصفات الفعلية، طيب.
سمع الاستجابة من الصفات الفعلية فمن استجاب الله له فقد سمعه، لكن سمع الإدراك قلت إنه من الصفات الذاتية، لكن الحادث هو المسموع، لا السمع، هاه؟ واضح؟ طيب. أنا مثلا أسمع الصوت الآن وسمعي موجود من قبل، لا سمعي لهذا الصوت المعين، ولكن بمعنى أن القوة السمعية موجودة فيّ من قبل هذا الشيء، فيمكن أن تكون الصفة قديمة ومتعلقها حادث، ولا مانع.
13 - الكلام على الصفة الرابعة لله وهي صفة السمع، وذكر نوعي السمع: سمع إدراك وهذه صفة ذاتية، وسمع إجابة وهي صفة فعلية . أستمع حفظ
السمع بمعنى الإدراك ينقسم إلى عدة أقسام :
فإذا قال قائل: ما هو الضابط لما يقتضي هذا وهذا؟
فالجواب: أن الضابط القرائن، قرائن الأحوال وسياق الكلام تدل على أن مقتضاه كذا أو كذا.
خلاصة السمع الآن: أن سمع الله تعالى ينقسم إلى قسمين يا عيسى، هاه؟
الطالب : سمع إدراك وسمع استجابة.
الشيخ : سمع إدراك وسمع استجابة نعم طيب. سمع الاستجابة مثاله؟
الطالب : مثال سمع الاستجابة.
الشيخ : نعم.
الطالب : مثل قوله تعالى: سمع الله لمن حمده.
الشيخ : هذا قول الله تعالى؟!
الطالب : نعم، هذا قول المصلي.
الشيخ : نعم.
الطالب : قول المصلي: " سمع الله لمن حمده ".
الشيخ : الأخ، مثال آخر؟
الطالب : (( إن ربي لسميع الدعاء ))
الشيخ : مثل قوله تعالى: (( إن ربي لسميع الدعاء )) أي: مستجيب الدعاء، لقوله تعالى (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) طيب.
سمع الإدراك ذكرنا أنه ينقسم أيضا إلى قسمين، نعم؟
الطالب : سمع إدراك من صفات الله الذاتية.
الشيخ : لا لا، أقسامه قصدي؟ سمع الذات ينقسم إلى كم؟
الطالب : الدليل ولا.
الشيخ : لا لا، ما هو الدليل، قسِّم أولا، ثم ائت بالدليل الدال على التقسيم، نعم.
الطالب : قسمان: خاص وعام.
الشيخ : قسمان.
الطالب : خاص وعام.
الشيخ : خاص وعام، مثال العام: (( والله سميع عليم )) هذا عام يشمل كل شيء، ولا لا؟ أنا أظني ما ذكرته، لكنه واضح، هذا، نعم، فهد الخاص تارة يقتضي؟
الطالب : النصر والتأييد، وتارة يقتضي التهديد.
الشيخ : طيب، مثال ما يقتضي النصر والتأييد؟
الطالب : النصر والتأييد قول الله تعالى لموسى وهارون: أنا معكما
الشيخ : (( لا تخافا ))
الطالب : (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ))
الشيخ : نعم، اصبر، الذي يقتضي التهديد يا هداية الله؟
الطالب : قوله سبحانه الله وتعالى (( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء )).
الشيخ : أحسنت. هذا مقتضاه النصر والتهديد وكقوله تعالى (( أم يحسبون )).
الطالب : الوعيد.
الشيخ : نعم، الوعيد والتهديد، وكقوله تعالى: (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون )).
الثالث أو الخامس: الحياة والكلام والبصر والسمع، " إرادة " إرادة بالرفع عطفا على الحياة بإسقاط حرف العطف لضرورة النظم، طيب.
إرادة يعني أن الله عز وجل له الإرادة، ودليل ذلك قوله تعالى: (( فعال لما يريد ))، وقوله تعالى: (( والله يريد أن يتوب عليكم ))، وقول الله تعالى: (( يريد الله ليبين لكم )) ((ويريد الذين يتبعون الشهوات ))، لا (( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم والله يريد أن يتوب عليكم )) والآيات في الإرادة كثيرة.