شرح العقيدة السفارينية-09b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة السفارينية
أسئلة تتعلق بحديث :" خلق الله آدم على صورته "
القارئ : " السلام عليك ورحمة الله، كذا للأكثر في البخاري هنا وكذا للجميع في بدء الخلق، ولأحمد ومسلم من هذا الوجه من رواية عبد الرزاق، ووقع هنا للكشميهني: فقالوا وعليك السلام ورحمة الله، وعليها شرح الخطابي، واستدَل برواية الأكثر لمن يقول يجزئ في الرد أن يقع باللفظ ".
الشيخ : واستدِل استدِل.
القارئ : " واستدِل برواية الأكثر لمن يقول يجزئ في الرد أن يقع باللفظ الذي يبتدئ به كما تقدم، قيل: ويكفي أيضا الرد بلفظ الإفراد، وسيأتي البحث في ذلك في باب: من رد فقال عليك السلام ".
الشيخ : طيب، زين.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : يعني ... الدليل على أن ... لازم يقال وعليك السلام هنا يقال؟
الشيخ : لا ما هو لازم، هذا واحد يسلم يقول السلام عليكم ورحمة الله وإن لم يكن معه إلا واحد في الصلاة.
الطالب : في الصلاة يعني ما يكون غير السلام ...
الشيخ : ما هو بالظاهر، العلماء ذكروا أنه يجوز الوجهان، وأظن فيها رواية في هذا، ما أتأكد إنها في الصحيحين، لكن في غير الصحيحين فيها رواية بالجمع، وأولوا ذلك على أنه رد عليه وعلى من معه من الملائكة. نعم.
السائل : شيخ أحسن الله إليك، في الحديث دليل على أن الملائكة يتكلمون اللغة العربية عندما قالوا؟
الشيخ : لا لا، ما في دليل.
الشيخ : واستدِل استدِل.
القارئ : " واستدِل برواية الأكثر لمن يقول يجزئ في الرد أن يقع باللفظ الذي يبتدئ به كما تقدم، قيل: ويكفي أيضا الرد بلفظ الإفراد، وسيأتي البحث في ذلك في باب: من رد فقال عليك السلام ".
الشيخ : طيب، زين.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : يعني ... الدليل على أن ... لازم يقال وعليك السلام هنا يقال؟
الشيخ : لا ما هو لازم، هذا واحد يسلم يقول السلام عليكم ورحمة الله وإن لم يكن معه إلا واحد في الصلاة.
الطالب : في الصلاة يعني ما يكون غير السلام ...
الشيخ : ما هو بالظاهر، العلماء ذكروا أنه يجوز الوجهان، وأظن فيها رواية في هذا، ما أتأكد إنها في الصحيحين، لكن في غير الصحيحين فيها رواية بالجمع، وأولوا ذلك على أنه رد عليه وعلى من معه من الملائكة. نعم.
السائل : شيخ أحسن الله إليك، في الحديث دليل على أن الملائكة يتكلمون اللغة العربية عندما قالوا؟
الشيخ : لا لا، ما في دليل.
إعادة شرح قول الناظم:( وأن ما جـاء مـع جـبـريـل من مـحكـم القرآن والتنـزيل )
القارئ : قال رحمه الله تعالى:
" كلامه سبحانه قديم *** أعيى الورى بالنص يا عليم
وليس في طوق الورى من أصله *** من يستطيع سورة من مثله وليس ربنا بجوهر ولا *** عرض ولا جسم تعالى ذي العلا "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، قال المؤلف رحمه الله تعالى: " وأن ما جاء مع جبريل *** من محكم القرآن والتنزيل " يعني: نؤمن بأن ما جاء مع جبريل من محكم القرآن والتنزيل إلى آخره، نؤمن بأنه كلام الله سبحانه وتعالى، انتبه، قول المؤلف " وأن ما جاء مع جبريل *** " بالكسر مع أن جبريل لا ينصرف، قال الله تعالى: (( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال )) فجره بالفتحة، والمؤلف هنا جرّه بالكسرة، لماذا؟ لضرورة الشعر، قال ابن مالك رحمه الله: " ولاضطرار أو تناسب صرف " كملوا البيت
الطالب : ذو المنع.
الشيخ : " ذو المنع " يعني: عند الضرورة يصرف ما لا ينصرف.
" كلامه سبحانه قديم *** أعيى الورى بالنص يا عليم
وليس في طوق الورى من أصله *** من يستطيع سورة من مثله وليس ربنا بجوهر ولا *** عرض ولا جسم تعالى ذي العلا "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، قال المؤلف رحمه الله تعالى: " وأن ما جاء مع جبريل *** من محكم القرآن والتنزيل " يعني: نؤمن بأن ما جاء مع جبريل من محكم القرآن والتنزيل إلى آخره، نؤمن بأنه كلام الله سبحانه وتعالى، انتبه، قول المؤلف " وأن ما جاء مع جبريل *** " بالكسر مع أن جبريل لا ينصرف، قال الله تعالى: (( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال )) فجره بالفتحة، والمؤلف هنا جرّه بالكسرة، لماذا؟ لضرورة الشعر، قال ابن مالك رحمه الله: " ولاضطرار أو تناسب صرف " كملوا البيت
الطالب : ذو المنع.
الشيخ : " ذو المنع " يعني: عند الضرورة يصرف ما لا ينصرف.
الجواب عن إشكال وهو كيف نطلق على القرآن كله بأنه محكم وقد ورد في القرآن أن منه متشابه .
الشيخ : قوله " ما جاء مع جبريل *** من محكم القرآن " محكم القرآن، من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: من القرآن المحكم، فالقرآن محكم بلا شك، لأنه من لدن حكيم خبير.
ولكن لو قال قائل: كيف نطلق على القرآن كله أنه محكم مع أن الله قال في كتابه: (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات )) فجعل منه آيات محكمات وجعل منه آخر متشابهات؟
فالجواب عن هذا أن نقول: إن الله قال في المحكمات هن أم الكتاب، أي: مرجع الكتاب، فإذا وجدنا متشابهات رددناه إلى إلى الأم، والأم محكم، فيكون هذا المتشابه إيش؟ محكما، وحينئذ يكون التشابه في ابتداء الأمر، أما في النهاية فيكون محكما، وهذا كثير في القرآن، تجد آيات مجملات فصلت بآيات أخرى، تجد آيات ظاهرها التعارض يجمعها دليل آخر، وهلم جرا، وبهذا يكون القرآن كله؟ أتموا؟
الطالب : محكم.
الشيخ : محكما.
وقوله: " القرآن والتنزيل " هذا من باب عطف المترادفين، فإن التنزيل هو القرآن.
ولكن لو قال قائل: كيف نطلق على القرآن كله أنه محكم مع أن الله قال في كتابه: (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات )) فجعل منه آيات محكمات وجعل منه آخر متشابهات؟
فالجواب عن هذا أن نقول: إن الله قال في المحكمات هن أم الكتاب، أي: مرجع الكتاب، فإذا وجدنا متشابهات رددناه إلى إلى الأم، والأم محكم، فيكون هذا المتشابه إيش؟ محكما، وحينئذ يكون التشابه في ابتداء الأمر، أما في النهاية فيكون محكما، وهذا كثير في القرآن، تجد آيات مجملات فصلت بآيات أخرى، تجد آيات ظاهرها التعارض يجمعها دليل آخر، وهلم جرا، وبهذا يكون القرآن كله؟ أتموا؟
الطالب : محكم.
الشيخ : محكما.
وقوله: " القرآن والتنزيل " هذا من باب عطف المترادفين، فإن التنزيل هو القرآن.
3 - الجواب عن إشكال وهو كيف نطلق على القرآن كله بأنه محكم وقد ورد في القرآن أن منه متشابه . أستمع حفظ
معنى قوله:( كلامه سبحانه ) وبيان أن القرآن كلام الله لفظاً ومعنى تكلم الله به عز وجل فسمعه جبريل ، فنـزل به على محمد صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : يقول " كلامه سبحانه " هذا خبر أن، يعني ما جاء مع جبريل من محكم الآيات والتنزيل الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه، كلام مَن؟ كلام الله لفظا ومعنى، تكلم الله به جل وعلا فسمعه جبريل فنزل به على محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ))، وقال تعالى: (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ))، وعلى هذا فهذا القرآن كلام الله عز وجل تكلم به نفسه بحروفه وألفاظه، وسمعه جبريل فنزل به كما كان على محمد صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقص، ولهذا قال الله تعالى: (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين ))، وقال (( نزل به الروح الأمين )) فوصفه بالأمانة ووصفه بالكرم ووصفه بالقوة، وبهذا نعلم علم اليقين أن هذا القرآن الكريم لم يتغير فيه شيء، بل هو كلام الله نفسه.
4 - معنى قوله:( كلامه سبحانه ) وبيان أن القرآن كلام الله لفظاً ومعنى تكلم الله به عز وجل فسمعه جبريل ، فنـزل به على محمد صلى الله عليه وسلم . أستمع حفظ
شرح حديث:" لا يمس القرآن إلا طاهر ".
الشيخ : وإذا علمت أنه كلام الله لزم من ذلك أن تعظم هذا الكلام، ولهذا أمرنا بل نهينا أن نمس هذا القرآن بلا طهارة، كما في حديث عمرو بن حزم المرسل الذي تلقته الأمة بالقبول ( ألا يمس القرآن إلا طاهر ) أي: إلا متطهر متوضأ، لأن الوضوء طهارة، كما قال تعالى (( ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم )).
وأما من فسر الطاهر في قوله: ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) بالمؤمن فقد أبعد، لأننا لا نجد في القرآن ولا في السنة التعبير بالطاهر عن المؤمن أبدا، وإن كان المؤمن لا ينجس، لكنه لم يعبر عنه بالطاهر، المؤمن يعبر عنه بالإيمان، بالتقى، وما أشبهها.
وأما من فسر الطاهر في قوله: ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) بالمؤمن فقد أبعد، لأننا لا نجد في القرآن ولا في السنة التعبير بالطاهر عن المؤمن أبدا، وإن كان المؤمن لا ينجس، لكنه لم يعبر عنه بالطاهر، المؤمن يعبر عنه بالإيمان، بالتقى، وما أشبهها.
معنى قوله:( سبحانه ) ومعنى التسبيح في اللغة وفي الشرع.
الشيخ : يقول " كلامه سبحانه " " سبحانه " جملة معترضة يراد بها التنزيه تنزيه الله عز وجل، ولهذا يقولون التسبيح بمعنى التنزيه، ويقولون إن سبحان اسم مصدر، فعله سبح، والمصدر تسبيح، وسبحان اسم مصدر، واسم المصدر يا جماعة اسم المصدر كل ما دل على معنى المصدر وليست فيه حروفه، كل ما دل على معنى المصدر وليس فيه حروفه فإنه يسمى اسم مصدر، الكلام اسم مصدر فعله كلم، السلام اسم مصدر هاه؟ فعله سلم، سبحان اسم مصدر، فعله سبح.
وما الذي ينزه الله عنه؟ ينزه الله سبحانه وتعالى عن أمرين: عن النقص ومماثلة المخلوقين، عن النقص في صفاته التي اتصف بها، وعن مماثلة المخلوقين فيها، فمَن أثبت لله علما ولكنه قال: إن الله قد يخفى عليه شيء، فإنه لم يسبح الله، ومن قال: إن قدرة الله كقدرة المخلوق، فإنه لم يسبح الله.
وما الذي ينزه الله عنه؟ ينزه الله سبحانه وتعالى عن أمرين: عن النقص ومماثلة المخلوقين، عن النقص في صفاته التي اتصف بها، وعن مماثلة المخلوقين فيها، فمَن أثبت لله علما ولكنه قال: إن الله قد يخفى عليه شيء، فإنه لم يسبح الله، ومن قال: إن قدرة الله كقدرة المخلوق، فإنه لم يسبح الله.
معنى قوله: ( قديم ) وتعريف القديم في اللغة، ومعناه عند المتكلمين.
الشيخ : وقوله " قديم " " كلامه سبحانه قديم " القديم عندهم ما ليس له أول، يعني الموجود في الأزل، انتبهوا، وليس القديم عندهم هو القديم في اللغة، لأن القديم في اللغة ما تقدم على غيره وإن كان حادثا غير أزلي، قال الله تعالى: (( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم )) فانتبهوا للفرق، القديم عند المتكلمين إيش؟ هاه؟ ما ليس له أول، بمعنى ما كان أزليا، لم يسبقه عدم، والقديم في اللغة ما سبق غيره وإن كان حادثا، ومنه قوله تعالى: (( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم )) العرجون هو أصل يعني ما يكون فيه ثمر النخل، يعني القنو، القنو القديم ينحني ويتقوس، لكن هذا القنو القديم هل هو أزلي؟ وش تقول يا ...؟
الطالب : لا.
الشيخ : أزلي ولا غير أزلي؟
الطالب : غير أزلي.
الشيخ : غير أزلي، لأنه حادث، حادث بعد أن لم يكن.
الطالب : لا.
الشيخ : أزلي ولا غير أزلي؟
الطالب : غير أزلي.
الشيخ : غير أزلي، لأنه حادث، حادث بعد أن لم يكن.
هل قول الناظم أن القرآن كلام الله القديم صحيح أم لا؟
الشيخ : يقول المؤلف: إن القرآن كلام الله القديم، يعني الأزلي، أي: أن القرآن قديم بقدم الله عز وجل أزلي، فلم يزل هذا القرآن على زعمه موجودا من قبل خلق السماوات بل من قبل كل شيء.
ولاشك أن هذا القول باطل، لأن القرآن يتكلم الله به حين إنزاله، والدليل على هذا أن الله سبحانه وتعالى يتحدث عن أشياء وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بصيغة الماضي، وهذا يدل على أن كلامه بها كان بعد وقوعها، قال الله تعالى: (( وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم )) (( غدوت )) ماضي ولا مستقبل؟ ماضي، إذن فهذا القول قاله الله بعد غدو الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) (( قد سمع الله )) هل يمكن أن يخبر الله عن شيء أنه سمعه وهو لم يقع؟ لا يمكن، فقوله (( قد سمع )) يدل على أن هذا الكلام كان بعد وقوع الحادثة، وهذا هو الحق أن الله تكلم بالقرآن حديثا كما قال تعالى: (( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه )). والقول بأن مراد محدث أي محدث إنزاله، خطأ، بل هو محدث هذا الذكر، لأن الله يتكلم متى شاء بما شاء.
وعلى هذا أقول: لو أن المؤلف عفا الله عنه قال بدل قوله " قديم " لو قال: كلامه سبحانه عظيم لكان أنسب وأبعد عن الخطأ، ويكون قوله " أعيى الورى بالنص " مبنيا على إيش؟ على عظمه، كلامه سبحانه عظيم أعيا الورى، أي: لعظمه أعيا الورى وأعجزهم، طيب.
فصار كلام المؤلف رحمه الله بأن القرآن قديم كلام خطأ، والصواب: أن الله يتكلم بالقرآن حين إيش؟ حين إنزاله، والدليل على هذا ما قلت لكم أن هناك وقائع حدثت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يتحدث الله عنها بصيغة الماضي، وهذا يدل على حدوث كلامه سبحانه وتعالى بالقرآن، وأنه يتكلم به حين إنزاله، ورأينا أن الأولى بالمؤلف أن يقول: كلامه سبحانه عظيم.
ولاشك أن هذا القول باطل، لأن القرآن يتكلم الله به حين إنزاله، والدليل على هذا أن الله سبحانه وتعالى يتحدث عن أشياء وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بصيغة الماضي، وهذا يدل على أن كلامه بها كان بعد وقوعها، قال الله تعالى: (( وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم )) (( غدوت )) ماضي ولا مستقبل؟ ماضي، إذن فهذا القول قاله الله بعد غدو الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) (( قد سمع الله )) هل يمكن أن يخبر الله عن شيء أنه سمعه وهو لم يقع؟ لا يمكن، فقوله (( قد سمع )) يدل على أن هذا الكلام كان بعد وقوع الحادثة، وهذا هو الحق أن الله تكلم بالقرآن حديثا كما قال تعالى: (( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه )). والقول بأن مراد محدث أي محدث إنزاله، خطأ، بل هو محدث هذا الذكر، لأن الله يتكلم متى شاء بما شاء.
وعلى هذا أقول: لو أن المؤلف عفا الله عنه قال بدل قوله " قديم " لو قال: كلامه سبحانه عظيم لكان أنسب وأبعد عن الخطأ، ويكون قوله " أعيى الورى بالنص " مبنيا على إيش؟ على عظمه، كلامه سبحانه عظيم أعيا الورى، أي: لعظمه أعيا الورى وأعجزهم، طيب.
فصار كلام المؤلف رحمه الله بأن القرآن قديم كلام خطأ، والصواب: أن الله يتكلم بالقرآن حين إيش؟ حين إنزاله، والدليل على هذا ما قلت لكم أن هناك وقائع حدثت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يتحدث الله عنها بصيغة الماضي، وهذا يدل على حدوث كلامه سبحانه وتعالى بالقرآن، وأنه يتكلم به حين إنزاله، ورأينا أن الأولى بالمؤلف أن يقول: كلامه سبحانه عظيم.
هل كلام الله قديم ؟
الشيخ : بقي النظر في كلام الله من حيث هو، لا في القرآن نفسه، هل كلام الله من حيث هو قديم؟
والجواب: لا، ليس بقديم، لكن وصف الله تعالى بالكلام هذا أزلي، يعني: وصف أزلي، أعني: أنه وصف أزلي، فالله سبحانه وتعالى لم يزل متكلما، كما قال ابن القيم في النونية " والله ربي لم يزل متكلما " فالله لم يزل متكلما، وكلامه سبحانه وتعالى أزلي من حيث النوع، أما من حيث الآحاد فإنه متعلق بمشيئته، وليس أزليا، والفرق بينهما ظاهر، فالله لم يزل يتكلم لكن آحاد كلامه ليست أزلية (( إنما أمره إذا أراد شيئا )) إيش؟ (( أن يقول له كن فيكون )) والمراد لله متجدد ولا غير متجدد؟
الطالب : متجدد.
الشيخ : هاه؟
الطالب : متجدد.
الشيخ : نعم، المراد متجدد، يريد مثلا أن ينزل المطر فينزل، يريد أن تنبت الأرض فتنبت، إذا أراد شيئا قال، إذن فالقول يحدث بعد الإرادة، فتكون آحاد الكلام إيش؟ أزلية ولا حادثة؟ حادثة ليست أزلية، لكن الأصل في الكلام أنه أزلي، فإن الله تعالى لم يزل متكلما، ولا يزال متكلما أيضا، كلامه لا ينفد (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )) (( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم )).
طيب، فصار الآن لنا كلامان: الكلام الأول في كلام الله من حيث هو، فماذا نقول به، ماذا نقول فيه؟ نقول: الكلام من حيث الأصل أزلي، لم يزل الله عز وجل ولا يزال متكلما، من حيث الآحاد؟
الطالب : حادث.
الشيخ : حادث، يتعلق بمشيئته، متى شاء تكلم بما شاء.
والجواب: لا، ليس بقديم، لكن وصف الله تعالى بالكلام هذا أزلي، يعني: وصف أزلي، أعني: أنه وصف أزلي، فالله سبحانه وتعالى لم يزل متكلما، كما قال ابن القيم في النونية " والله ربي لم يزل متكلما " فالله لم يزل متكلما، وكلامه سبحانه وتعالى أزلي من حيث النوع، أما من حيث الآحاد فإنه متعلق بمشيئته، وليس أزليا، والفرق بينهما ظاهر، فالله لم يزل يتكلم لكن آحاد كلامه ليست أزلية (( إنما أمره إذا أراد شيئا )) إيش؟ (( أن يقول له كن فيكون )) والمراد لله متجدد ولا غير متجدد؟
الطالب : متجدد.
الشيخ : هاه؟
الطالب : متجدد.
الشيخ : نعم، المراد متجدد، يريد مثلا أن ينزل المطر فينزل، يريد أن تنبت الأرض فتنبت، إذا أراد شيئا قال، إذن فالقول يحدث بعد الإرادة، فتكون آحاد الكلام إيش؟ أزلية ولا حادثة؟ حادثة ليست أزلية، لكن الأصل في الكلام أنه أزلي، فإن الله تعالى لم يزل متكلما، ولا يزال متكلما أيضا، كلامه لا ينفد (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )) (( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم )).
طيب، فصار الآن لنا كلامان: الكلام الأول في كلام الله من حيث هو، فماذا نقول به، ماذا نقول فيه؟ نقول: الكلام من حيث الأصل أزلي، لم يزل الله عز وجل ولا يزال متكلما، من حيث الآحاد؟
الطالب : حادث.
الشيخ : حادث، يتعلق بمشيئته، متى شاء تكلم بما شاء.
معنى قوله: ( أعيى الورى بالنص يا عليم ).
الشيخ : قال " *** أعيى الورى بالنص يا عليم " أعيى بمعنى أعجز، أعجزهم، والورى الخلق، فلم يأت الخلق بمثل هذا القرآن، قال الله تعالى: (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )). أوقع؟
طيب، زين (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ))، وقال تعالى: (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ))، وقال تعالى: (( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ))، فعجز العرب وهم أهل البلاغة أن يأتوا بمثل القرآن. إذن يكون هذا القرآن كلام الله، لأنه لو كان كلام المخلوق لأمكن للمخلوق أن يأتي بمثله، فلما عجز المخلوقون أن يأتوا بمثله علم أنه صفة من صفات الله التي لا تماثلها صفات المخلوقين.
وقوله " أعيى الورى بالنص " أين النص على أنه معيي الورى؟ هذه الآيات التي ذكرناها (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )).
وقوله: " يا عليم " يعني: يا ذا العلم، كأنه يقول اعلم أنه أعيى الورى بالنص.
طيب، زين (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ))، وقال تعالى: (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ))، وقال تعالى: (( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ))، فعجز العرب وهم أهل البلاغة أن يأتوا بمثل القرآن. إذن يكون هذا القرآن كلام الله، لأنه لو كان كلام المخلوق لأمكن للمخلوق أن يأتي بمثله، فلما عجز المخلوقون أن يأتوا بمثله علم أنه صفة من صفات الله التي لا تماثلها صفات المخلوقين.
وقوله " أعيى الورى بالنص " أين النص على أنه معيي الورى؟ هذه الآيات التي ذكرناها (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )).
وقوله: " يا عليم " يعني: يا ذا العلم، كأنه يقول اعلم أنه أعيى الورى بالنص.
معنى قوله:( وليس في طوق الورى من أصله أن يـستطيعـوا سـورةً من مثله ) والرد على من قال بالصرفة.
الشيخ : قال " وليس في طوق الورى من أصله *** أن يستطيعوا سورة من مثله " " ليس في طوق " بمعنى طاقة الورى، و" الورى " الخلق، " من أصله *** أن يستطيعوا سورة من مثله ".
قوله " ليس في طوق الورى من أصله *** " فيه إشارة إلى رد قول من يقول: إن الورى لا يستطيعون مثله بالصرفة، يعني: أن الله صرفهم عن أن يأتوا بمثله، أما في الأصل فإنهم قادرون على أن يأتوا بمثله، ولا شك أن هذا القول قول باطل، وذلك لأن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته، وإذا كان جميع صفات الله لا يمكن أن يتصف بمثلها المخلوق، فكذلك الكلام لا يمكن أن يأتي بمثله المخلوق، وليس لأن الله صرفهم عن معارضته، لا، بل لأنهم إيش؟ لأنهم عاجزون من أصلهم، لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وعلى فرض أن الله صرفهم فإن صرف الله عن معارضته دليل على أن القرآن حق، وإلا لسلط الله عليه من يعارضه، لكن هذا القول كما قلت ضعيف، والذين أنكروه، وقالوا: إن إعجاز القرآن ليس بالصرفة، قالوا: لأنه لو كان بالصرفة لكان باستطاعة الخلق أن يأتوا بمثله، فلا يكون آية، نقول لهم: لو صح أنه بالصرفة كان آية من وجه آخر، ما هو الوجه الآخر؟ أن الله لم يسلطهم على معارضته، بل منعهم، لكننا من الأصل نقول: هذا القول ضعيف، والصحيح الذي لا شك فيه أن الخلق عجزوا عن معارضة القرآن أن يأتوا بمثله، لا لأنهم صرفوا عن ذلك ومنعوا منه قدرا، ولكن لأنهم إيش؟ عاجزون من الأصل، لأن القرآن كلام الله صفته، وصفات الله لا يمكن أن يشابهها صفات.
قوله " ليس في طوق الورى من أصله *** " فيه إشارة إلى رد قول من يقول: إن الورى لا يستطيعون مثله بالصرفة، يعني: أن الله صرفهم عن أن يأتوا بمثله، أما في الأصل فإنهم قادرون على أن يأتوا بمثله، ولا شك أن هذا القول قول باطل، وذلك لأن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته، وإذا كان جميع صفات الله لا يمكن أن يتصف بمثلها المخلوق، فكذلك الكلام لا يمكن أن يأتي بمثله المخلوق، وليس لأن الله صرفهم عن معارضته، لا، بل لأنهم إيش؟ لأنهم عاجزون من أصلهم، لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وعلى فرض أن الله صرفهم فإن صرف الله عن معارضته دليل على أن القرآن حق، وإلا لسلط الله عليه من يعارضه، لكن هذا القول كما قلت ضعيف، والذين أنكروه، وقالوا: إن إعجاز القرآن ليس بالصرفة، قالوا: لأنه لو كان بالصرفة لكان باستطاعة الخلق أن يأتوا بمثله، فلا يكون آية، نقول لهم: لو صح أنه بالصرفة كان آية من وجه آخر، ما هو الوجه الآخر؟ أن الله لم يسلطهم على معارضته، بل منعهم، لكننا من الأصل نقول: هذا القول ضعيف، والصحيح الذي لا شك فيه أن الخلق عجزوا عن معارضة القرآن أن يأتوا بمثله، لا لأنهم صرفوا عن ذلك ومنعوا منه قدرا، ولكن لأنهم إيش؟ عاجزون من الأصل، لأن القرآن كلام الله صفته، وصفات الله لا يمكن أن يشابهها صفات.
11 - معنى قوله:( وليس في طوق الورى من أصله أن يـستطيعـوا سـورةً من مثله ) والرد على من قال بالصرفة. أستمع حفظ
معنى قوله:( أن يستطيعوا سورةً من مثله ) وبيان أن الله تحدى الخلق بأربعة وجوه في القرآن: أن يأتوا بمثله، أن يأتوا بعشر سور منه، أن يأتوا بسورة منه، أن يأتوا بحديث منه.
الشيخ : قال " أن يستطيعوا سورة من مثله " قال بعض العلماء " بل أن يستطيعوا آية من مثله " وقالوا: إن الله سبحانه وتعالى تحدى الخلق بأربعة وجوه، بمثل القرآن كله، وبعشر سور منه، وبسورة، وبحديث، والحديث يشمل ما دون السورة، فبالقرآن كله في قوله تعالى، نعم، (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على )).
اضيفت في - 2007-02-04